رأي

الى الوزير حسن مراد: لبنان لم يكن سويسرا الشرق ولن يعود

 

عندما كان لبنان الرسمي يتغنى بنظرية لبنان سويسرا الشرق، كان لبنان بلا هوية عربية ويحاول أن يشتري سلمه  مع المحيط ومصالح الطبقة الحاكمة بالتخلي عن بعض سيادته.
عندما كان سويسرا الشرق، كان يعتمد في إقتصاده على خدمات سياحية متنوعة، فيما سويسرا كانت ولا تزال تقوم في اقتصادها على الصناعات بنوعيها الدقيق والثقيل.
لو كان سويسرا الشرق فعلا، لما كانت حرب أهلية لها أسبابها الموضوعية طبقيا واجتماعيا ولبست لاحقا اللبوس الطائفي.
لم يعد لبنان بلد مؤهل للمنافسة في أي قطاع من القطاعات الإنتاجية، فالدول المتوسطية المحيطة نمت وتطورت إداريا ومؤسسيا وسياحيا وصارت دول فيها أنظمة حكم موحدة وقوية، فيما لبنان: نظاما وكيانا بلغ مرحلة التحلل…
هذا ما أود أن أقوله لوزير الدولة لشؤون التجارة الخارجية حسن مراد، تعليقا على ما قاله في كلمة له في "منتدى التنمية السياحية البقاعية" في كلية إدارة الأعمال الجامعة اللبنانية الدولية في الخيارة البقاع – الذي اقيم برعاية وزير السياحة أواديس كيدانيان:" أن السياحة "هي الذهب المجاني للدول التي تعرف كيف تستفيد منها لخلق فرص عمل لآلاف المواطنين ولبنان كان سويسرا الشرق، ويجب أن يعود كذلك".
لا عودة الى الوراء يا معالي الوزير، علينا أن نحي أولا فكرة الدولة الوطنية وهي الآن بحكم الميتة.
علينا أن نعيد للدولة صلاحياتها ودورها من المؤسسات الطائفية التي صارت دول قوية في دولة ضعيفة.
علينا أن نجدد ثقة الناس بالدولة وبشعارات أهل الدولة التي سقطت أمس بضربة قاضية حيث أجمع مجلس الوزراء على وجوب تجاوز القانون في معالجة مشكلة الكهرباء، والأنكى أن البنك الدولي صار شريك الفساد اللبناني.
نقول هذا الكلام للوزير مراد لإيماننا بنواياه ورغبته الصادقة في العمل من أجل لبنان الوطن ولثقتنا به ولمعرفتنا بسعة صدره.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى