منوعات

كورونا:نصائح متناقضة تربك العالم في غياب العلاج الناجع

 

حالة الارتباك التي يعيشها العالم في غياب أي لقاح أو علاج ناجع لوباء كورونا ،لا تقتصر على الإصابات والوفيات التي تتنامى في مكان لتتراجع في مكان آخر ،إنما أيضا في النصائح المتناقضة في كثير من الأحيان لتفادي هذا الوباء ،ما يعزز انتشار الشائعات والأخبار الكاذبة والمضللة في وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي.
أمثلة عديدة على هذه النصائح أوردها موقع "بي بي سي" ،هذه بعضها:

 الأطباء لم يوصوا باتباع نظام غذائي نباتي
تتم مشاركة الرسائل التي تحتوي على نصائح سليمة وصحيحة بشكل عام، ولكن يجري أحيانا خلطها بأمور أو نصائح إضافية من الواضح أنها مضللة وربما ضارة. وبسبب تداولها مرارا على منصات الوسائط الاجتماعية المشفرة، فقد يكون من الصعب تعقبها.
وانتقدت اثنتان من المؤسسات الطبية الرائدة في الهند وطبيب هندي كبير رسالة مزيفة تم نشرها على نطاق واسع في مجموعات واتسآب تنسب المشورة الصحية لهم.
وتحتوي الرسالة على قائمة طويلة من الاحتياطات التي يجب اتخاذها لتجنب الإصابة بالفيروس، والعديد منها سليمة تماماً مثل التباعد الاجتماعي وتجنب المناطق المزدحمة والحرص على النظافة الشخصية.

لكنها تنصح أيضا باتباع نظام غذائي نباتي، وتجنب ارتداء الأحزمة أو الخواتم أو ساعات اليد. ولم يثبت أن أيا منها تحمي من الفيروس.
وتشمل النصائح الغذائية التي تقدمها منظمة الصحة العالمية حول مرض كوفيد-19 الذي يتسبب به فيروس كورونا المستجد استهلاك البروتين وكذلك تناول الفواكه والخضروات، من أجل ضمان حصول الجسم على غذاء متوازن والحفاظ على الصحة.

 لقاح الإنفلونزا لا يحمل خطر الإصابة
هذا أمر مهم يجب تسليط الضوء عليه لأنه يشير إلى دراسة حقيقية، ولكن النتائج التي تخلص إليها مضللة.
يقول منشور واسع الانتشار عبر فيسبوك أنه إذا كنت قد أصبت بمرض الإنفلونزا، فمن المرجح بشكل كبير أن تصاب بـمرض كوفيد-19.
ويقول المنشور أن ذلك يستند لدراسة نشرها الجيش الأمريكي. ونشرت الدراسة في أكتوبر/تشرين الأول 2019 أي قبل أن يعرف أن فيروس كورونا المستجد هو المسؤول عن مرض كوفيد-19. والبيانات التي استندت لها الدراسة تتعلق بموسم الأنفلونزا لعامي 2018 و2017.
ولقطع الشك باليقين يمكن القول إنه لا يوجد دليل على أن لقاح الإنفلونزا يزيد من خطر الاصابة بمرض كوفيد-19.
إن التوجيهات الصادرة عن مراكز مراقبة ومكافحة الأمراض في الولايات المتحدة تقول بشكل صريح: "إن التطعيم ضد الإنفلونزا لا يجعل الأشخاص أكثر عرضة للإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي الأخرى".

 ارتداء الكمامة لفترات طويلة ليس ضارا
مقال آخر مضلل يتداول عبر وسائل التواصل الاجتماعي جاء فيه أن ارتداء الكمامة لفترات طويلة يشكل خطرا على الصحة.
وظهرت تلك الكذبة لأول مرة عبر الإنترنت باللغة الإسبانية وتم تداولها على نطاق واسع في أمريكا الجنوبية والوسطى.
وتمت ترجمتها للغة الإنجليزية، ونشرت في العديد من المواقع ومن بينها موقع إخباري نيجيري وتمت مشاركتها أكثر من 55 ألف مرة عبر فيسبوك.
وتزعم المقالة أن التنفس لفترات طويلة أثناء ارتداء الكمامة يؤدي إلى استنشاق ثاني أكسيد الكربون مما يجعل الناس يشعرون بالدوخة ويحرم الجسم أيضا من الأوكسجين، وتنصح برفع الكمامة كل 10 دقائق.
وقال الدكتور ريتشارد ميهيجو من منظمة الصحة العالمية ، لبي بي سي إن هذه المزاعم غير صحيحة وقد تكون خطيرة فعلاً.
وقال: "الكمامة مصنوعة من قماش منسوج يساعد على التنفس، ويجب أن تسمح الكمامات بالتنفس بشكل طبيعي وتمنع الجزيئات من المرور عبرها".
ويقول إن النصيحة التي تقول إنه يجب على الناس الاستمرار في رفع الكمامة للاستنشاق لتجنب الآثار الضارة يمكن أن تعرضهم للمرض.
وهناك بعض الأوضاع التي قد لا يُنصح فيها بارتداء كمامة:
-الأطفال دون سن الثانية الذين لم تتطور رئتهم بالكامل.
-الأشخاص الذين يعانون من أمراض في الجهاز التنفسي ويجدون صعوبة في التنفس عند ارتدائها.

 التدخين لا يساعد في درء الفيروس
وهذا ادعاء يتكرر باستمرار، هو ادعاء يأمل المدخنون لو كان صحيحا، لكنه في واقع الأمر لا أساس له.
فلا يوجد دليل على أن المدخنين أقل عرضة لخطر فيروس كورونا المستجد، ولكن هناك الكثير من المقالات التي تشير إلى أنهم قد يكونون كذلك فعلاً.
فعلى سبيل المثال جاء في مادة نشرتها صحيفة ميل أون صنداي أونلاين وتمت مشاركتها عشرات الآلاف من المرات، أنه توجد "أدلة إضافية على أن التدخين قد يقلل من خطر الإصابة بفيروسات كورونا".
وقالت إن مراجعة دراسات من عدد من الدول أظهرت أن نسبة المدخنين بين مرضى كوفيد-19 الذين ينتهي بهم المطاف في المستشفى أقل مما كان متوقعا.
وأضافت أن الخبراء كانوا عاجزون عن تقديم تفسير لذلك.
وأشارت إحدى الدراسات التي أجراها مستشفى فرنسي رائد إلى أن مادة النيكوتين قد توقف انتشار عدوى فيروس كورونا.
وتجري حالياً الأبحاث لمعرفة تأثير لصقات النيكوتين والعلاجات البديلة للنيكوتين على فيروس كورونا.
لكن منظمة الصحة العالمية تقول: "لا توجد حالياً معلومات كافية لتأكيد أي صلة بين التبغ أو النيكوتين في الوقاية أو علاج مرض كوفيد-19".
وتضيف قائلة إن المدخنين سيتأثرون أكثر من غيرهم عند الاصابة بفيروس كورونا بسبب وجود مشاكل صحية أخرى مرتبطة بالتدخين.
وهناك نصيحة طبية واضحة حالياً تدعو المدخنين إلى التوقف عن التدخين خلال مرحلة تفشي الوباء لأنه يزيد احتمالات إصابتهم بمرض صدري حاد.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى