سياسةصحفمحليات لبنانية

قالت الصحف: الرئاسة مؤجلة وقائد الجيش يحيّد نفسه .. والأنظار على اللجنة الخماسية اليوم في نيويورك

 

الحوار نيوز – صحف

وسط حالة الانتظار لما ستسفر عنه الاتصالات الخارجية ،لا سيما اجتماع اللجنة الدولية الخماسية اليوم في نيويورك،بدت الرئاسة اللبنانية مؤجلة حتى إشعار آخر،فيما لفتت الانتباه تصريحات قائد الجيش العماد جوزف عون أمس،والتي قال فيها إنه ليس مرشحا ولم يفاتحه أحد وهو لم يناقش هذا الموضوع مع أحد.

كيف تعاطت صحف اليوم مع هذا الواقع؟

 

النهار عنونت: هل سحب قائد الجيش ترشيحه من التداول؟

 وكتبت صحيفة “النهار”: بداية أسبوع الانشداد الى محطات خارجية متصلة بالازمة الرئاسية في لبنان لم تمر من دون مفاجأة داخلية تجسدت في ما يمكن اعتباره “سحب” قائد الجيش العماد جوزف عون ، او حيد معادلة ترشيحه لرئاسة الجمهورية سواء ظرفيا ام ابعد من الظرف عن التداول ، الى حدود أثار معها موجة كثيفة من التساؤلات حول دلالات إعلانه هذه الموقف وما اذا سيكون له تداعيات وترددات ، كما هو متوقع ، داخليا وخارجيا . والواقع ان الازمة الرئاسية بدت كأنها أصيبت ب”عطب” إضافي غداة الجولة الثالثة للموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان بسبب عودتها الى دوامة المراوحة التي سبقت زيارته ، في ظل التناقضات الحادة التي خلفها موقف لودريان من ضرورة التوجه الى “المرشح الثالث” او “الخيار الثالث”. وتمثلت المفاجأة الأولى في السلوكيات السلبية التي سجلها “الثنائي الشيعي” عقب جولة لودريان التي عكست تمييز هذا الفريق بين موضوع الحوار الذي كان ثمة تقارب بينه وبين لودريان في شأنه وموضوع تبديل معادلة الترشيحات التي بدا معها لودريان وكأنه كرس رسميا تخلي بلاده عن دعم ترشيح سليمان فرنجية ، واستتبع الموقف السلبي لفريق “الممانعة” رد رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع امس عبر “النهار” التمسك بترشيح جهاد ازعور وحضه النواب المحايدين الى دعم هذا الترشيح . وسط هذا المناخ بدا من غير الممكن تجاوز الدلالات البارزة المحتملة لاعلان قائد الجيش موقفا يبدو اشبه نزع “اسطورة” من التداول دارت حولها معظم احتمالات المعركة الرئاسية في مرحلة طويلة منذ بدء ازمة الفراغ الرئاسي كما نسج الكثير ولا يزال حيال تقدم حظوظه “كمرشح ثالث” تحديدا ، ناهيك عن التركيز الإعلامي والسياسي الدائم بان قطر كانت غالبا ترفع لواء دعم انتخاب العماد جوزف عون رئيسا للجمهورية .

في أي حال لم يحجب هذا الموقف الانشداد الى نيويورك حيث بدأ امس رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي اول لقاءاته مع مسؤولين اميركيين فيما ترصد الانظار الاجتماع المرتقب لممثلي دول المجموعة الخماسية اليوم على الارجح حيث يناقش الملف الرئاسي اللبناني . كما سيحضر الملف اللبناني كما هو معروف ايضا في محادثات سيعقدها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون مع البابا فرنسيس في مرسيليا. ووسط كل هذا افيد أنّ الموفد القطري الذي كان سيصل إلى بيروت هذا الأسبوع أرجأ زيارته إلى مطلع الشهر المقبل، اي في أعقاب مباحثات بين دول المجموعة الخماسية في نيويورك. واشارت المعلومات الى أنّ زيارة وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية محمد الخليفي ستكون في 5 تشرين الأول المقبل.

موقف عون
وكان قائد الجيش العماد جوزف عون تناول خلال لقائه وفد نقابة الصحافة برئاسة النقيب عوني الكعكي موضوع رئاسة الجمهورية فقال باقتضاب “ما بيهمني وما بيعنيني ولم يبحثه احد معي ولم ابحثه مع احد”. أما في موضوع تهريب النازحين عبر الحدود، فاعتبر أن التهريب مضبوط الان بنسبة تصل الى 85 في المئة ولاحظ ان الحدود شاسعة ومفتوحة ومتداخلة، “ولا نملك العديد الكافي ولا الامكانات اللوجستية لضبطها بالكامل”، واكد أن ضبط التهريب مسؤولية مشتركة تبدأ بالمواطن مرورا بالبلديات والادارات الرسمية وصولا الى الجيش .
وردا على سؤال، قال “لا نية ولا سعي لدى الجيش لدخول مخيم عين الحلوة اتخذنا كل الاجراءات ونشرنا قوة عسكرية حول المخيم لمنع تمدد القتال الى خارجه” .

وركز على موضوع الامن، فقال “اولويتنا الامن، ونعمل ليل نهار على ضبطه، فالسلاح منتشر ومتفلت، والقضاء لا يساعدنا في ضبط المتفلتين والمرتكبين والمخلين” .اما في مسألة الحدود البرية، فتحدث عما وصفه بإهتمام اميركي لترسيم الحدود البرية.

ولكن النائب ميشال ضاهر وفي اطار دعمه لترشيح قائد الجيش كتب عبر منصة “اكس”:”في الإنجيل السبت جُعل لأجل الإنسان وليس الإنسان لأجل السبت. وفي السياسة الدستور وُضع لأجل المواطن، وليس العكس. وفي ظلّ الظروف التي نمرّ بها، والحاجة الماسّة الى شخصيّة إنقاذيّة، لا بأس إن أقدمنا على تعديل الدستور. العماد جوزف عون حاجة اليوم، للوطن، للشعب وللإصلاح. الخلاصة: الرئاسة تحتاج الى العماد جوزف عون، وليس العكس”.

ميقاتي ونولاند
وفي نيويورك إستهل الرئيس ميقاتي لقاءاته صباح امس باجتماع عقده مع نائبة وزير الخارجية الاميركية للشؤون السياسية فيكتوريا نولاند في مقر اقامته في حضور وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب،ونائب مساعد وزير الخارجية الاميركية إيثان غولدريتش. وتم خلال الاجتماع بحث العلاقات اللبنانية- الاميركية والملفات التي بواجهها لبنان.

وبحسب المكتب الإعلامي للرئيس ميقاتي فقد “طالب رئيس الحكومة المجتمع الدولي بدعم لبنان لمعالجة ازمة النازحين السوريين، التي بات تعاظمها يشكل خطرا على لبنان ونسيجه الاجتماعي”. وقال: “ان الحكومة انجزت المشاريع الاصلاحية المطلوبة من صندوق النقد الدولي، والملف بات في عهدة مجلس النواب ليقرر ما يراه مناسبا”.

وأضاف المكتب الإعلامي لميقاتي “ان المسؤولة الاميركية دعت الاطراف اللبنانيين الى الاسراع في انتخاب رئيس جديد للجمهورية مشددة على ان واشنطن تدعم اي حوار لبناني- لبناني في هذا الصدد . ودعت لبنان الى تفعيل التعاون مع المنظمات الدولية وخاصة مفوضية الامم المتحدة لشؤون اللاجئين لمعالجة ملف النزوح السوري المستجد وكل جوانب ملف النزوح”. وشددت “على ان واشنطن تدعم الجيش اللبناني”، معتبرة ان من الضروري استكمال الاصلاحات الاقتصادية والمالية الضرورية”.

يشار في هذا السياق الى ان الرئيس ميقاتي سيلقي كلمة لبنان امام الجمعية العمومية للأمم المتحدة وسيعقد سلسلة اجتماعات ولقاءات مع رؤساء الوفود المشاركة. وقد شارك امس في الجلسة الافتتاحية لـ”منتدى الأمم المتحدة للتنمية المستدامة” والقى كلمة في المنتدى في الرابعة والنصف بتوقيت نيويورك (الحادية عشرة والنصف ليلا بتوقيت بيروت) ومن ثم اجتمع مع الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريس في مقر الامم المتحدة.

بين الوزير والمدير العام
بعيدا من الملف الرئاسي تحركت دار الفتوى على خط ترطيب المناخات ورأب الصدع بين وزير الداخلية بسام مولوي والمدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء عماد عثمان . وقام وزير الداخلية بسام مولوي امس بزيارة مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان على ان يزوره اليوم اللواء عثمان . واعلن مولوي أن “لا خلاف شخصياً مع مدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان ونقوم بمهمتنا بكل الأطر المحددة وهذه العلاقة تحكمها القوانين”. وأوضح ان “هذه الزيارة كانت مقررة سابقا وكان الموعد في منتصف الأسبوع الماضي أو قبل، وليس لها علاقة بأي ظروف استجدت في الإعلام”، مضيفا ” المدير العام يقوم بمهامه ووزير الداخلية يقوم بمهامه وفق الدستور والمادة 66 التي تجعله على رأس إدارته وتجعل من وزير الداخلية وزير سلطة على المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي وليس وزير وصاية، ونحن نتابع حماية مؤسساتنا وحقوق الأجهزة الأمنية. هذه المؤسسات الأمنية العريقة والمؤسسات الإدارية وقادتها ومتابعة عملها الحثيث في سبيل تأمين الأمن للبنانيين الذي هو أولوية في هذه الظروف”. وأفاد المكتب الإعلامي في دار الفتوى أن المفتي دريان اكد خلال اللقاء “ان أمن لبنان من أمن المنطقة، والقوى الأمنية اللبنانية لها دور مهم ومميز في المحافظة على أمن الوطن والمواطن”، وقال:” هذا يستدعي مزيدا من التعاون والتكامل بين كافة الأجهزة الأمنية، وفي مقدمها الجيش وقوى الأمن الداخلي لاسيما وان قوى الأمن الداخلي وقيادتها تقوم بدور مهم على الصعيد الداخلي خصوصا في هذه الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان واللبنانيون حتى بدا أن القوى الأمنية ما زالت وحدها صامدة ومتماسكة في خدمة لبنان الدولة والمؤسسات ، وينبغي على الجميع مساندتها قيادة وضباط وأفرادا، بتوجيه ومتابعة من السلطة السياسية المرتبطة بها التي عليها أن تحفظ وتدعم وتحتضن هذه المؤسسات بقياداتها المشهود لها بالصبر والعمل الدؤوب والوطنية في كل المراحل والتحديات التي تواجهها بين الحين والآخر”. وأكد المفتي دريان “ان الوزير مولوي أبلغه ان لا خلاف بين وزير الداخلية وقيادات الأجهزة الأمنية المرتبطة به فالكل يعمل لخدمة لبنان وشعبه في هذه الظروف المؤلمة التي يعيشها لبنان نتيجة عدم انتظام الحياة العامة”.

 

 

 


الجمهورية عنونت: الداخل مراوحة سلبية… واشنطن تدعم أي حوار… قائد الجيش: الملف الرئاسي «ما بيهمّني»

 وكتبت صحيفة “الجمهورية”: آخر أيلول الجاري، يُتمّ الفراغ في رئاسة الجمهورية شهره الحادي عشر، فهل يمكن ان تشكل خاتمته فاتحة لحوار رئاسي يجعل من تشرين الأول المقبل، شهر الفصل والحسم في استيلاد رئيس للجمهورية؟
الجواب عن هذا السؤال لا يكبّد الباحث عنه أيّ عناء، ذلك أنّه يُقرأ سلفاً في اللعبة العبثية التي بات معها التوافق كلمة ممحيّة من القاموس السياسي، وزرعت في الطريق الرئاسي حفراً سياسية عميقة أثبتت أنّها الأقوى، لم تقوَ على ردمها كلّ المساعي والمبادرات وانتشال رئيس الجمهورية العالق في قعرها، وفرضت بالتالي ترحيل الملف الرئاسي برمّته الى أجل ليس منظوراً. ويُقرأ ايضا في النتيجة المخيبة للزيارة الثالثة للموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان، التي اكدت بلا ادنى شك، أنّ الفرصة التي أتاحتها لوقف لعبة العبث وصياغة حلّ رئاسي لا محل لها من الاعراب في واقع لبناني مشتّت، ولا تملك قوة الدفع الجدية، التي يفترض ان تحقن بها من مصدرها، سواء من الرافعة الفرنسية او دول اللجنة الخماسية، لتعينها على تجاوز تلك الحفر.

يعود أو لا يعود؟
طارت المهمة في زيارته الثالثة، وطار لودريان بهذه النتيجة المخيبة الى نيويورك، ليُدلي بإفادته أمام اللجنة الخماسية حول ما قاساه مع مكونات سياسية، تدرك دول الخماسية قبل غيرها انها مكونات متوازية متأصلة في عدائها لبعضها البعض، يستحيل أن تلتقي على كلمة سواء. وعلى رغم ذلك، قال لودريان انه سيعود قبل نهاية الشهر الجاري، لمواكبة حوار يسعى اليه بين تلك المكونات. ولكنه، على ما تقول مصادر موثوقة مواكبة لمهمته لـ”الجمهورية”، قد يعود، وقد لا يعود، ربطاً بالوقائع غير المشجعة التي تحيط بمهمّته من ناحيتين:
الاولى من الداخل اللبناني، وتتجلى في واقع التوازنات الداخلية التي استولدت ما يسمى “توازن الانسداد والتعطيل” بين الاطراف المعنية بالملف الرئاسي منذ ما قبل انتهاء الولاية الرئاسية السابقة.
والثانية من الخارج، فسَفر لودريان الى نيويورك أوحى بأنّ اللجنة الخماسية ستقارب الملف اللبناني بفعالية وحزم اكبر، وبناء على ما ستقرّره اللجنة ستحدّد الخطوة التالية له. الا ان المصادر عينها لا ترى في أفق الخماسية ما يؤشر الى مقاربة مختلفة عن اجتماعاتها السابقة، خصوصاً انها ما زالت مكبّلة بالتناقضات الموجودة في داخلها وبالفروقات الجوهرية بين اطرافها، في النظرة الى الملف الرئاسي بصورة عامة وهوية الرئيس بصورة خاصة. وبالتالي، أقصى ما يمكن ان تقدمه في اجتماعها، على اي مستوى انعقد سواء على مستوى وزراء الخارجية او ما دون ذلك، هو بيان تقليدي مكرّر لمضامين بياناتها السابقة، لا يشكل عامل الدفع المطلوب للاطراف المتناقضة في لبنان، في اتجاه الحسم الايجابي والتوافقي للملف الرئاسي”.

تقطيع وقت
على انّ المشهد الرئاسي، كما يقرأه مرجع مسؤول لـ”الجمهورية”، لا يحتمل اي مبالغات، فلا الداخل بالتوازن السلبي القائم فيه، ولا الخارج بالحراكات الشكلية التي يقدم عليها بين حين وآخر، قادران على ان يُحدثا خرقا جديا في الجدار الرئاسي. وبالتالي كلّ ما يحصل من حراكات، لا يعدو أكثر من تقطيع للوقت، ذلك انّ الحل اللبناني يقع في مكان آخر، وتأخر العثور على هذا الحل، يقرأ بوضوح في الصمت الاميركي، الذي يشبه الانكفاء عن الملف الرئاسي”.
وقال المرجع عينه: “خذوا الأسرار من السّفراء، وخصوصاً سفراء الدول الصديقة لواشنطن، حيث انهم في لقاءاتهم معنا، يتناولون الملف الرئاسي بشكل عام كاستحقاق مهم يجب ان يحصل، ولكن الاولوية التي يشددون عليها هي الحفاظ على امن لبنان واستقراره. وعند التدقيق في هذا الكلام، يقول بعضهم ما يفيد بأنّ الولايات المتحدة الاميركية منكفئة حالياً عن الملف الرئاسي اللبناني، الذي لا وجود له في دائرة اولويات الادارة الاميركية واهتماماتها، وحتى في دائرة المتابعات الثانوية، على اعتبار ان هذا الملف لم يحن اوان الدخول المباشر فيه بعد”.

الحل له ثمنه
الى ذلك، وبمعزل عن الصورة الداخلية المنقسمة رئاسياً، والتي يبدو معها انتخاب رئيس للجمهورية مستحيلاً، الا ان هذه الصورة، في رأي شخصية وسطية بارزة، قابلة لأن تتبدل في اي لحظة، عندما تصدر “كلمة السر”.
وتتهكم تلك الشخصية على ما تسميها “عشوائيات الزمن السياسي الجديد، وما فيها من بهلوانيات ومراهقات سياسية لا تحسب حساب خط الرجعة، وتعتقد ان في مقدورها ان تقلب الميزان الرئاسي في هذا الاتجاه او ذاك، فيما هي لا ترى بالعين المجردة عندما يقول الكبار كلمتهم”. وقالت لـ”الجمهورية”: “ما زلت اراهن على المبادرة الحوارية التي اطلقها رئيس المجلس النيابي نبيه بري لكي تسري في الهشيم السياسي كونها توفّر على البلد تضييع المزيد من الوقت، ونجاحها يجنبه دفع المزيد من الاثمان الغالية”.
اضافت الشخصية الوسطية عينها: “هذه المبادرة، بقدر ما عبّرت عن ارادة صادقة لبلوغ حل رئاسي يفرض على الداخل والخارج، ويقطع الطريق على اي حلول اكراهية قد تفرض من الخارج، فهي، اي المبادرة، تعبّر عن فرصة لحفظ ماء وجه كل الاطراف، وخصوصا لأولئك الذين رفضوها لا لشيء فقط من باب النكاية لا بل الغباء السياسي. اما والحال هذه من الاعتراضات غير المبررة على هذا الحل، فبتنا امام مرحلة طويلة من المراوحة واستمرار الانسداد السياسي والرئاسي، في انتظار ان يتبلور الحل الخارجي الذي أرى بعض ملامحه تتكوّن على الخط الاميركي – الايراني، وهذا الحل له ثمنه بالتأكيد.
وتبعاً لذلك، تقول الشخصية الوسطية، إن كل الاحتمالات واردة، مع التطورات الايجابية التي تتلاحق منذ فترة طويلة على مسار العلاقات الاميركية الايرانية. وبالامس، كنا امام مشهد مثير؛ واشنطن أفرجَت عن ستة مليارات دولار لايران، بالتوازي مع الافراج عن اسرى من الجانبين، وليس معلوما ماذا يخبّأ في مغارة الدولتين بعد، ومن هنا ليس مستبعدا في لحظة ما ان نشهد حدثا ذا طبيعة اقليمية دولية تُخلط فيه الاوراق ويفرض على الاطراف داخلا وخارجا او يسيروا بكلمة سر او بصفقة او بتفاهم اقليمي دولي يقلب كل هذا المشهد الرئاسي القائم في لبنان رأسا على عقب”.

بري ينتظر
في هذه الاجواء، ينتظر الرئيس بري ما ستقرره اللجنة الخماسية وما سيحمله معه لودريان في زيارته الرابعة الى بيروت المحددة مبدئياً قبل نهاية الشهر الجاري، الا اذا طرأ ما فرضَ تعديلاً لهذا الموعد. ويأمل الرئيس بري ان تسير الامور وفق ما هو مرسوم لها، وعلى الرغم من المواقف السلبية التي تتعالى في افق الحوار، وآخرها ما صدر عن رئيس التيار الوطني الحر جدبران باسيل قبل يومين، لا يقطع بري الامل في عقد طاولة الحوار التي باتت تقترب من الموعد المبدئي المحدد لانعقادها بداية تشرين الاول المقبل.

دعم أميركي للحوار
في هذه الأثناء، وصل رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي الى نيويورك لتمثيل لبنان في اعمال الجمعية العمومية للامم المتحدة. والتقى امس، نائبة وزير الخارجية الاميركية للشؤون السياسية فيكتوريا نولاند، التي دعت خلال اللقاء الاطراف اللبنانيين الى الاسراع في انتخاب رئيس للجمهورية، مشددة على ان الولايات التحدة الاميركية تدعم اي حوار لبناني لبناني في هذا الصدد. كما دعت لبنان الى تفعيل التعاون مع المنظمات الدولية وخصوصا مفوضية الامم المتحدة لشؤون اللاجئين لمعالجة ملف النزوح السوري المُستجد وكل جوانب ملف النزوح. وكذلك شددت على ان واشنطن تدعم الجيش اللبناني، معتبرة انه من الضروري استكمال الاصلاحات الاقتصادية والمالية الضرورية”.

قائد الجيش: ما بيهمّني
الى ذلك، برز امس موقف لقائد الجيش العماد جوزف عون خلال لقائه وفد مجلس نقابة الصحافة، حيث اكد رداً على سؤال حول الملف الرئاسي: موضوع رئاسة الجمهورية ما بيهمّني وما بيعنيني، ولم يبحثه احد معي، ولم ابحثه مع احد”.
وقال العماد عون: اولويتنا الامن ونعمل ليلاً ونهاراً على ضبطه، مؤكداً ان “لا نية ولا سعي لدى الجيش لدخول مخيم عين الحلوة”. لافتاً الى ان “تهريب النازحين عبر الحدود مضبوط الآن بنسبة 85 %”، مشيراً الى “ان الحدود شاسعة ومفتوحة ومتداخلة، ولا نملك العديد الكافي ولا الامكانات اللوجستية لضبطها بالكامل”. وقال: “إنّ ضبط التهريب مسؤولية مشتركة تبدأ بالمواطن مرورا بالبلديات والادارات الرسمية وصولا الى الجيش”.

قضائيّاً
علمت “الجمهورية” أن هناك توجهاً إلى فك الإعتكاف القضائي تدريجاً مطلع الأسبوع المقبل بعد نجاح المساعي التي قامت بها الجهات المعنية لتحسين وضع القضاة .
وفي السياق، وعلى صعيد تعزيز العمل القضائي بين لبنان وبريطانيا، رعى وزير العدل هنري الخوري بالتعاون مع جمعية القضاة النساء في بريطانيا، إنطلاق برنامج تبادل خبرات ما بين عشرة قضاة لبنانيات وعشرة قضاة بريطانيات عبر التلاقي إعتبارياً،عن بعد، وتبادل الخبرات القضائية في البلدين دورياً كل أسبوعين، وعلى مدى ستة أشهر كمرحلة أولى، مما يعزز سبل التعاون والتلاقي القضائي بين لبنان وبريطانيا.علماً أن البرنامج انطلق نهار الجمعة الفائت في الخامس عشر من أيلول.

 

 

 


الأنباء عنونت: الرئاسة مرحّلة لأجل غير مسمّى… والأنظار الى اجتماع “الخماسية” في نيويورك

 وكتبت صحيفة “الأنباء” الالكترونية: بات من شبه المؤكّد أن أيلول لن يكون طرفه بالرئاسة مبلول، والتفاؤل الذي أُشيع في أواخر الشهر الماضي لجهة إمكانية انتخاب رئيس للجمهورية خلال هذا الشهر تبدّد، لا بل حلّ مكانه تشاؤم واستبعاد إنجاز الاستحقاق الرئاسي في المدى المنظور، وقد يُرحّل الأمر برمّته، ولا شيء يضمن عدم تأجيله أكثر.

لم يستطع الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان تحقيق نتائج فعلية قادرة على إحداث خرق، وذلك مردّه لأسباب عدّة، منها ما هو محلي لبناني مرتبط برفض بعض الأطراف الحوار ومنها ما هو متعلّق بعدم تسهيل إيران والولايات المتحدة إنجاز الملف، علماً أن الطرفين يتفقان على ملفات أخرى.

في هذا السياق، فإن صفقة “مهمة” عُقدت بين واشنطن ووطهران أمس، أفرجت بموجبها إيران عن خمسة أشخاص محتجزين لديها، مقابل إفراج الولايات المتحدة عن أشخاص آخرين بالإضافة إلى 6 مليار دولار، وهو اتفاق يلقى هجوماً واسعاً من قبل الجمهوريين في وشنطن.

مصادر مواكبة للتطورات الإقليمية والدولية توقعت عبر جريدة “الأنباء” الالكترونية أن “يكون لهذه التطورات مردوداً إيجابياً على لبنان إذا عرفت القوى السياسية اللبنانية كيف يُمكنها الاستفادة من هذه المستجدات السياسية المفاجئة”.

المصادر ربطت بين عودة لودريان إلى لبنان ودعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري للحوار وإرجاء زيارة الموفد القطري إلى بيروت لأسباب قد تكون على علاقة بمعرفة مصير جلسات الحوار المفتوحة التى سيدعو اليها رئيس المجلس، لكن اللافت بحسب المصادر الاجتماع الذي ستعقده اللجنة الخماسية من أجل لبنان في نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة. 

وأشارت المصادر إلى أن “المندوب الفرنسي سوف يضع نظراءه السعودي والأميركي والمصري والقطري في أجواء الاتصالات التي توصل اليها في زيارته الاخيرة الى لبنان”.

المصادر رأت أن “لبنان أمام فرصة ذهبية لإنجاز الاستحقاق الرئاسي شرط ان تضع الكتل النيابية شروطها جانبا وتذهب إلى انتخاب رئيس جمهورية بأقل الخسائر الممكنة، على أن يتولى الرئيس المنتخب إدارة الحوار على المسائل المطروحة مثل اللامركزية الادارية وصندوق الائتمان والصندوق السيادي وغيرها من الامور المطروحة”. 

وفي حين لم يؤكد تكتل “لبنان القوي” حضوره جلسات الحوار، أشارت مصادره في اتصال مع “الأنباء” الالكترونية إلى أن “التكتل يريد حواراً مجرداً وليس فلكلورياً وهو لا يرفض الحوار بالمبدأ لكنه كما قال رئيسه النائب جبران باسيل يريد حوارا على المسائل الجوهرية والخلافية بين اللبنانين، حواراً يبحث بعمق الازمة اللبنانية ويضع حلاً لها”.

مصادر النواب المستقلّين والتغييرين تحدّثت لجريدة “الأنباء” الالكترونية عن تباينات في صفوفهم بين مؤيدين للحوار شرط تخلي فريق الممانعة عن ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية باعتبار هو المدخل الحقيقي لنجاح أي حوار، وبين من لا يريد أن يضع شروطاً مسبقة ويقبل بالحوار كيفما كان وعلى كل فريق ان يعبر عن رايه بصراحة.

من جهته، أشار عضو كتلة التنمية والتحرير النائب ميشال موسى في حديث لجريدة “الأنباء” الالكترونية إلى أنه “لم يتسن له بعد الاطلاع على الآلية التي قد تعتمد في الحوار، لكن الحوار بحد ذاته هو المدخل لكل حل، والحوارات الجانبية التي تجري لا بد ان تؤسس الى شيء إيجابي في نهاية الأمر فالحوار برأيه مهم جدا للخروج من الأزمة”.

إذاً، فإن البلاد ستبقى بانتظار المواقف من الحوار ومدى قبول الأطراف بخوضه، ثم يقين هذه الأطراف وإيمانها بأن الحوار هو السبيل الوحيد لإنجاز كل الاستحقاقات دون استثناء.

 

 

الديار عنونت: الرئاسة تنتظر مساعي اللجنة الخماسيّة وربّما إيران… ومُبادرة قطريّة لم يُعرف مضمونها
مُفتي الجمهوريّة للطائفة السنيّة يستوعب خلاف مولوي ــ عثمان

 وكتبت صحيفة “الديار”: صحيح ان لا اخبار تتصدر حاليا الاخبار الواردة من طهران وواشنطن، بخصوص الصفقة التي أنجزها الطرفان برعاية قطرية لتبادل سجناء وتحرير أرصدة مالية مجمدة. لكن قوى لبنانية تعوّل حاليا على ان تتسع رقعة المفاوضات الايرانية – الاميركية لتلحظ الشأن اللبناني، كما تنتظر مساعي اللجنة الخماسيّة وربّما إيران لحلحلة الملف الرئاسي، خاصة في ظل الانكفاء المتواصل للمملكة العربية السعودية، وغياب اي مبادرة حقيقية من قبلها لانهاء الشغور الرئاسي في لبنان.
ولعل ما يجعل هذه القوى متفائلة في هذا المجال، هو ان الوسيط القطري الذي نجح في مسعاه بصفقة تبادل السجناء وتحرير الارصدة المالية، هو نفسه مَن يقوم اليوم بمبادرة بعيدا عن الاضواء، لاخراج الازمة الرئاسية في لبنان من عنق الزجاجة.
وتشير معلومات “الديار”ان المبادرة القطرية لم يُعرف مضمونها بعد، الا ان مصادر متابعة اكدت ان الموفد القطري يقوم بمساع يشترط ان تكون غير معلنة وبعيدا عن الاضواء، لاقناع “الثنائي الشيعي” بالسير بترشيح قائد الجيش العماد جوزاف عون، تجنبا لاحراق ورقته في حال اعتماده مرشحا جديدا للمعارضة، في ظل تمسك الثنائي بمرشحه رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية، ورفض رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل ترشيح عون بالمطلق.

وبالرغم من تقصّد قائد الجيش خلال لقائه وفدا من نقابة الصحافة يوم أمس القول بأن “رئاسة الجمهورية ما بتهمني وما بتعنيني”، الا ان مطلعين على الملف الرئاسي يرون كلام عون طبيعيا ومتوقعا، لانه ليس بصدد اعلان ترشيحه وهو بقيادة الجيش، كما انه لا يريد ان يتبنى احد ترشيحه ما يؤدي لاحراق ورقته، وما يتمناه حصرا رئاسيا هو ان يحصل تفاهم اقليمي- دولي- داخلي كبير على اسمه، فيكون رئيسا توافقيا قادرا على النهوض بالبلد”.
وقد لفت يوم امس، ما نقل عن نائبة وزير الخارجية الاميركية للشؤون السياسية فيكتوريا نولاند بعد لقائها رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي في نيويورك، حيث يشارك في الجمعية العمومية للأمم المتحدة، اذ أكدت دعم اي حوار لبناني- لبناني لانتخاب رئيس، وهو موقف ينسجم مع الموقف الفرنسي، وتسويق موفد باريس جان ايف لودريان لمبادرة رئيس المجلس النيابي نبيه بري.

حوار بري “مكبّل”
ولا يبدو ان الداخل اللبناني سيكون قادرا اقله في المرحلة الراهنة على مواكبة الحراك الخارجي، وهو ما يدركه تماما رئيس المجلس النيابي نبيه بري، الذي قرر تأجيل اي دعوة للحوار لمطلع شهر تشرين الاول، حتى تبيان نتائج المبادرات الخارجية والمفاوضات الاقليمية والدولية، لاقتناعه بأن اي حوار يدعو اليه لا تشارك فيه قوى المعارضة، وعلى رأسها حزبا “القوات” و”الكتائب”، سيكون دون معنى ودون جدوى وإن قرر باسيل السير به، وهو ما ترجحه مصادر “لبنان القوي” التي قالت لـ”الديار “انها تفضل ان تشارك فيه كل القوى، ليكون منتجا ويصل الى الخواتيم المطلوبة.
من جهتها، تبدو مصادر المعارضة متشددة جدا في مقاربة اي دعوة للحوار. ونقل زوار احد اقطابها عنه قوله: “الحوار مسرحية كبيرة، وارنب جديد من بري، وخديعة لن نكون ضحيتها”. وتعتبر المصادر انه “طالما الموقفان السعودي والاميركي على حالهما، ستبقى قوى المعارضة متشددة في مقاربة اي دعوة حوارية، اما اذا تغيرت المعطيات الدولية فعندها نراها جلست على طاولة واحدة مع باقي القوى، لحسم ملف الرئاسة وباقي الملفات الاستراتيجية”.

دريان يستوعب مولوي – عثمان
في هذا الوقت، يبدو ان مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان نجح باستيعاب الخلاف بين وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال بسام مولوي، ومدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان. اذ اعلن دار الفتوى يوم امس، بعد لقاء جمع دريان بمولوي بأن الاخير أبلغ دريان ان “لا خلاف بين وزير الداخلية وقيادات الأجهزة الأمنية المرتبطة به، فالكل يعمل لخدمة لبنان وشعبه في هذه الظروف المؤلمة التي يعيشها لبنان نتيجة عدم انتظام الحياة العامة”. وبحسب المعلومات، فان دريان اخذ نوعا من التعهد من وزير الداخلية بعدم اعطاء الإذن بملاحقة عثمان في القضايا المرفوعة ضدّه أمام القضاءين العدلي والعسكري.
ومن المتوقع، ان يلتقي دريان اليوم عثمان لحثه هو الآخر على ترطيب الاجواء بينه وبين مولوي بمحاولة لتجنيب الساحة السنية صراعا هي بغنى عنه، خاصة وان عثمان ومولوي مرجعيتان سنيتان اساسيتان حاليا في البلد، خاصة بغياب الزعامة السنية الرئيسية.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى