رأي

الحلّ الرئاسي بانتخابات نيابية جديدة (أحمد عياش)

 

بقلم د.أحمد عياش

 

أما وقد سُدّت الآفاق لانتخاب رئيس للجمهورية لعدم وجود اكثرية نيابية موحدة كافية لتأمين نصاب الجلسة الأولى، وفق البدعة القانونية والتشريعية باحتساب الجلسة الاولى دائما اولى رغم عقد ثانية وثالثة ورابعة وعاشرة.

عدم اكتمال النصاب في الجلسة الاولى لا يعني ان يبقى عددها الاولى .

لا يهمّ، فاللبنانيون تناسبهم البدع لانهم تجمّع اقليات اعتادت الاختباء والتخفي والتلميح والتقية والاستتار بالمألوف والتمويه، وقول ما لا يؤمنون به وفعل ما لا يناسبهم لحماية وجودهم تاريخيا.

يخطىء من يظن ان البدع الطائفية والدينية والاتنية لا تنسحب ايضا على البدع الاجتماعية والسياسية والتجارية والعصابات المالية والديبلوماسية.

العقل الجمعي واحد اينما كان ولا ينفصل ولا يتجزأ..

صدق الشيخ حينما قال “كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار”. والاثبات والدليل واضح: الحياة السياسية والاقتصادية والقضائية والمالية والتجارية والطائفية والاجتماعية اللبنانية.

ألسنا فعليا في النار نتيجة ما نظنّه ذكاء ومكراً وحنكة وانتصارات وبدعاً ونحن في قعر البؤس العام.

لاننا نفكر ونتآمر في السياسة كما نفكر و نتآمر كطوائف وكاقليات ،نحتمي بالبدع وبالاحتيال لحماية وجودنا ، وعند اول مفترق طرق ندفع بعضنا البعض الى اقرب هاوية.

قمّة النفاق لقاءات الطائفيين فيما بينهم ،يتبادلون الابتسامات ويتعانقون وهم متأكدون ان الآخر منهم خالد في النار.

اخبرونا ماذا يتحدث طائفيون من حزب القوات والتيار الوطني وحركة امل وحزب الله والحزب التقدمي وبقايا المستقبل والجماعة الاسلامية وجمعية المشاريع والمطارنة والمشايخ؟

يتمنون لبعضهم جهنم.

وهم ونحن في الجحيم.

 

الطائفية مرض خبيث معد ويتكاثر.

 

المنطق يقول بما ان لا احد يملك اكثرية نيابية تؤمن نصاب البدعة القانونية للجلسة الأولى، هو في الذهاب لانتخابات مجلس نيابي جديد برعاية الامم المتحدة لمنع الرشوة القانونية ولمنع الابتزاز في العمل وفي المهن وفي الخدمات، ولمنع استغلال دماء شهداء ولمنع استغلال المعابد لعل اللبنانيين ينتجون مجلسا نيابيا بحد ادنى من اهل البدع و عُقد عقول الاقليات…

الاقليات ما زالت تفكر وتعمل كما ان الخلافة الاسلامية ما زالت موجودة وتراقبهم وتتوعدهم وترفع السيف امامهم …

ما عدنا مقتنعين ان جمال باشا كان سفاحا ،ولا ان العثمانيين كانوا جزارين ،فما نشهده من بدع ومن طائفية في لبنان تجعلنا نتفهم بعمق ماذا يعني الحجاج وماذا يعني السلطان وماذا يعني الجزار؟

تفضلوا لانتخابات مجلس نيابي جديد لعل وعسى يحضر نواب وطنيون شبعوا من حليب امهم ليرفعوا المشانق الوطنية لمن باع البلاد في السفارات وفي البارات وفي المصارف وفي الفساد وفي رفع شعارات اكبر من بيت رحم ام لبنان…

من هنا ومن تحت زيتونة محررة في حاروف وجالسا على تنكة “تاترا” شبه صدئة ومطعوجة اتابع الالعاب النارية الفلسطينية في سماء غزة التي ولسبب اجهله لا تقصف منصة الغاز قبالة الشاطىء ولا تقصف ديمونا ولا تقصف مرفأ تل ابيب ومطارها…

ولا تقصف كاريش…

كل هذا قصف لا ينفع للاسف.

العاب نارية يا ولدي.

ضاع العمر يا ولدي.

والله اعلم.

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى