سياسةصحفمحليات لبنانية

قالت الصحف:إقرار الموازنة لا يحجب الأنظار عن العدوان الاسرائيلي

 

الحوار نيوز – صحف

حظي إقرار الموازنة في مجلس النواب ليل أمس باهتمام الصحف الصادرة اليوم بعد الصخب النيابي الذي رافق مناقشة المشروع،لكن ذلك لم يحجب الأنظار عن الوضع في الجنوب والاعتداءات الإسرائيلية.

 

 

 

النهار عنونت: الموازنة مرت قيصرياً… وميقاتي “حلوا عنا

 وكتبت “النهار” تقول: لا التأخير في اقرار موازنة 2024 إقرارا “قيصريا” وفق تعديلات لجنة المال والموازنة بعد ثلاثة أيام “منبرية” وتعبوية وماراثونية في التصويت في مجلس النواب، ولا “لملمة” الاجتهادات والمعطيات المتصلة بالتحرك الذي حصل لسفراء مجموعة الدول الخماسية المعنية بأزمة الفراغ الرئاسي في لبنان، تمكنا من حجب الحدث الذي يعني الناس في المقام الأول وهو تداعيات العاصفة التي تضرب لبنان الذي صارت تشققات وانهيارات طريق ضهر البيدر الحيوية وحدها كفيلة بتظهير الواقع الانهياري لبناه التحتية. ولعل الأسوأ الذي هو شقيق السيء تمثل امس باللغط الذي أحاط بخروج جميع معامل إنتاج الطاقة الكهربائية التابعة لمؤسسة كهرباء لبنان عن الخدمة بسبب العاصفة التي تضرب المنطقة. وفيما اكد أولا مصدر في مؤسسة كهرباء لبنان أن العمل جار على إصلاح العطل على أن تعود الأمور الى طبيعتها خلال ساعات، عاد مصدر اخر في المؤسسة لينفي صحة ما يُشاع عن خروج معامل إنتاج الطاقة في لبنان عن الخدمة وقال أن فِرَق الصيانة التابعة للمؤسسة عملت على إصلاح العطل الناتج عن سوء حالة الطقس وعلى ربط الشبكة “ولا داعي لإثارة البلبلة، كون العطل الذي طرأ هو طبيعي”.

 

وفي حين انحسرت نسبيا “جبهة” الصخب النيابي في اليوم الثالث من جلسات الموازنة بفعل “غرق” المجلس طوال ساعات حتى ليل امس في التصويت على الموازنة بندا بندا بعد رد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي على كلمات النواب ، ظلت الاهتمامات مركزة على آفاق الحركة التي جمعت سفراء دول المجموعة الخماسية لكل من الولايات المتحدة وفرنسا ومصر وقطر في دارة السفير السعودي وليد البخاري .

 

في هذا السياق برز ما أوضحته مصادر ديبلوماسية مطلعة على مجريات هذا التطور اذ قالت “ان اجتماع سفراء الخماسية في بيروت اظهر ان هؤلاء السفراء يواصلون العمل في شكل وثيق ويواصلون التركيز على حض قادة لبنان على انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة وتنفيذ الإصلاحات اللازمة” . ولفتت هذه المصادر الى “ان هناك شائعات غير صحيحة تهدف الى خلق مظهر من مظاهر الخلاف بين أصدقاء لبنان وشركائه الدوليين ينشرها أولئك الذين يحاولون عرقلة التقدم نحو انتخاب رئيس للبنان”. وأضافت انه “يجب على أعضاء البرلمان اللبناني الالتزام بمسؤولياتهم الدستورية والتحرك بسرعة لملء الشغور الرئاسي”.

 

ومعلوم ان لقاء السفراء الخمسة أرجئ مع رئيس مجلس النواب نبيه بري لان السفيرة الأميركية ليزا جونسون كانت قد وصلت لتوها الى لبنان ووفقا للبروتوكول لا تزال تجري الاتصالات التمهيدية مع المسؤولين والقيادات اللبنانية .

 

وإذ اكد السفير المصري علاء موسى امس ان لا موعد محدّداً لاجتماع اللجنة الخماسيّة ولكن السفراء الخمسة سيقومون بجولة على الأفرقاء اللبنانيّين “ونأمل أن يُنتخب رئيسٌ اليوم قبل الغد” التقى السفير السعودي وليد بخاري، في دارته باليرزة، سفراء دول مجلس التعاون الخليجي لدى لبنان، سفير سلطنة عمان أحمد بن محمد السعيدي، وسفير قطر سعود بن عبد الرحمن آل ثاني، والقائم بأعمال سفارة الكويت عبدالله الشاهين.

 

جلسة ماراتونية

اما جلسة مناقشة الموازنة وإقرارها فسجلت في يومها الثالث رقما قياسيا في طول مدتها اذ انعقدت في الثالثة بعد الظهر وامتدت حتى العاشرة ليلا نظرا الى تعقيداتها حتى ان الرئيس بري خاطب الحكومة قائلا : هذه اخر مرة نتسلم موازنة كهذه معظمها فرسان وكل مادة تحتاج الى قانونين. ومرر المجلس بأكثرية السلطة الهزيلة الموازنة بعد ادخال عدد من التعديلات التي طلبتها لجنة المال والموازنة .

 

وقبل ان تبدأ عملية إقرار الموازنة والتصويت عليها بندا بندا ألقى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي كلمة الرد على مداخلات النواب واتسمت كلمته بحدة لافتة ومما قال: “ما لفتني خلال المناقشات محاولة البعض تحويل الانظار عن مسؤوليته المباشرة، ومسؤولية السادة النواب بانتخاب رئيس جديد للبلاد، بتوجيه الاتهامات الى الحكومة واليّ شخصيا بمصادرة صلاحيات فخامة الرئيس  والانقلاب على الدستور، وهذا أمر لا يمكن السكوت عنه والمرور عليه مرور الكرام، خاصة وأنني اشدد في كل جلسة لمجلس الوزراء على ضرورة إنتخاب رئيس جديد”. أضاف “السلوك الذي أعتمده في هذه المرحلة بالذات يتوافق مع  ما قرره أعلى مرجع دستوري في البلاد، وهو المجلس الدستوري، الذي اصدر قرارا تحت الرقم 6/2023، وحسم  بموجبه مسألة دستورية جلسات الحكومة، كما ودستورية الآلية المعتمدة لعقدها، وكيفية اتخاذ القرار في مجلس الوزراء”. وقال: “سمعنا إتهامات للحكومة بتسليم قرار البلد  الى أطراف سياسية، وهذا الاتهام غير صحيح على الاطلاق. موقفنا الثابت والمكرر يركز على الإلتزام بكلّ القرارات الدولية والاتفاقات، منذ اتفاق الهدنة الموقع عام 1949 وصولا الى القرار 1701 وكل القرارات الدولية ذات الصلة. كما أننا نكرر مطالبتنا بوقف إطلاق النار في غزة ،لكونه المدخل الالزامي لكل الحلول. وهذا الموقف ينطلق من واقعية سياسية تفرض ذاتها،ليس على المستوى اللبناني فحسب، إنّما في البعدين الإقليمي والدّولي. منذ اليوم الأول لبدء حرب غزة ، اعلنت أن قرار الحرب ليس بيدنا بل بيد اسرائيل، وسيعرف المنتقد والمؤيد من اللبنانيين فحوى هذه الرسالة،ونحن طلاب حل ديبلوماسي برعاية الامم المتحدة. ضمن المراسلات  الأخيرة بيني وبين وزير الخارجية الأميركية، وردا على رسالة عاجلة أجبته بالموقف الرسمي الذي يتلخص بالعمل لتحقيق  الاستقرارالمستدام  والطويل الأمد في المنطقة”.

 

ومدافعا عن الموازنة قال “فقط للعلم ان موازنة الدولة عام 2019 بلغت  اكثر من 17،2 مليار دولار، فيما في عامي 2022 ادرنا  البلاد بحوالى 800 مليون دولار . استطعنا وقف الانهيار وبدأنا بالتعافي الجاد، ولدينا في الحساب 36 في مصرف لبنان أكثر من 100 الف مليار ليرة نقدا، ولدينا اكثر من مليار دولار ، منها 150 مليون فريش و850 مليون لولار. علينا أن نبحث عن الهدر الذي كان يحصل في السنوات الماضية. مثال على ذلك احدى المؤسسات العامة كانت ميزانيتها الشهرية مليون و500 الف  دولار أميركي، وقد أدرناها ب28 الف دولار. حققوا بالاموال التي صرفت على مدى السنوات العشر الماضية”.

 

وختم “نحن في سعي مستمر للتعاون البناء والايجابي بعيدا عن الشعبوية والتجييش الذي لا يفيد وبالتأكيد ليس اوانه اليوم . ومن يهوى السلبية بالمطلق ليقف متفرجا ويتركنا نعمل ، فالبلد يحتاج الى جهد، ونحن كحكومة تصريف اعمال نقوم بكل ما اوتينا من قوة،  لتسيير شؤون المواطنين وتأمين سير المرافق العامة ، ونسيّر امور كل الوزارات، حتى التي يقاطع وزراؤها جلسات الحكومة،  لأن هدفنا  خدمة المواطن ومصالحه. انتخبوا رئيسا وحلّوا عنا”.

 

الغارات جنوباً

في تطورات الوضع الميداني في الجنوب افيد ان اتصالات اسرائيلية جرت بسكان الغندورية تطلب منهم اخلاء منازلهم. واستهدفت مدفعية الجيش الاسرائيلي ، بلدة حولا منطقة القعدة ووادي البياض. وبعد الظهر تعرضت اطراف بلدة بيت ليف لسقوط 5 قذائف مدفعية . كما سجلت غارة إسرائيلية على محيط بلدة عيترون.

وشن الطيران الحربي الإسرائيلي غارتين مساء على منزلين في بيت ليف أدّتا الى تدمير المنزلين بالكامل واسفرتا عن سقوط شهيدين وجريحين .

 

في المقابل، اعلن حزب الله انه استهدف تجمعا للجنود الإسرائيليين في محيط قلعة هونين كما اعلن انه استهدف ثكنة ‌‏”معاليه غولان” بصواريخ “فلق 1″ وحقّق فيها إصابات مباشرة” وهي المرة الأولى التي يعلن فيها عن استخدام هذا النوع الجديد من الصواريخ . كما اعلن ليلا استهداف تجمع للجنود الإسرائيليين في محيط موقع بركة ريشا .

 

 

 

اللواء عنونت: إقرار الموازنة بـ«تعديلات» لم تشمل سعر الصرف.. ميقاتي: انتخبوا رئيس وحلّوا عنَّا

 

الخماسية تلاقي برّي عند منتصف الطريق.. وتطور نوعي في صواريخ المقاومة

 

وكتبت “اللواء” تقول: كادت «الهرطقات» التي جرت داخل القاعة لدى التصويت على مواد موازنة العام 2024، تطيح بالارتياح العام لدى قطاعات واسعة من اللبنانيين، الذين تابعوا ما صدر عن محكمة العدل الدولية ضد اسرائيل، وتوجيه الأمر لها باتخاذ ما يلزم من تدابير لوقف اعمال الابادة الجماعية في حربها ضد حماس، الامر الذي اعتبر ضمناً بمثابة دعوة لوقف النار، وإن لم تلفظه المحكمة جهاراً.

خرجت الموازنة من «براثن الكتل» التي لم تكتفِ بالسعي لتمزيقها، بل ان بعضها امتنع عن المشاركة، وغادر القاعة كنواب تكتل لبنان القوي، الذين غادروا باستثناء ثلاثة هم رئيس لجنة المال والموازنة ابراهيم كنعان، وآلان عون وسليم عون الذين واصلوا المشاركة لأسباب وصفت «بالتقنية».. بعدما رفض الرئيس نبيه بري، للأسباب الدستورية والقانونية والنظامية المعمول بها، اقتراح التكتل بالتصويت ليس على مشروع القانون الذي قدمته الحكومة، بل على اقتراح قانون قدمه «التكتل»!

 

التصويت

بعد رد الرئيس نجيب ميقاتي على مداخلات أكثر من 41 نائبا على مدى ثلاثة ايام بخمس جولات صباحية ومسائية ، تمكن المجلس من اقرار الموازنة بالاكثرية وليس بالمناداة او رفع الايدي، بعد اكثر من اجتماع تنسيقي على هامش الجلسة الاولى بين الرئيس بري ورئيس لجنة المال النائب ابراهيم كنعان والثاني بين نائب الرئيس الياس بوصعب وعدد من النواب، طبقا لتقرير لجنة المال والموازنة، مع اسقاط الجزء الاكبر من مواد المشروع كما جاء من الحكومة، لا سيما لجهة الضرائب والرسوم العشوائية، وسلفات الخزينة.

اما الموازنة الهدف الاساس من مشاركة المقاطعين لجلسة تشريعية في ظل الشغور الرئاسي، فتبرأ منها الجميع حكومة ونواب، وييرر من يصوت عليها بالموافقة انها «موازنة افضل الممكن في ظل الظروف القائمة وبالتالي الاسراع في اقرارها كان لابعاد شبح اصدارها بمرسوم حكومي اولا، وعدم الابقاء على المشروع كما جاء من الحكومة والذي يعتبر كارثيا ، فيما يبرر من يصوت رفضا للمشروع وان شارك في الجلسات ان مناقشة الموازنة واجب دستوري.

وباستثناء سعر صرف الدولار، تم اقرار الموازنة بعد تعديل شملت إقرار غرامات استثنائية بنسبة 17% للمستفيدين من منصة «صيرفة» غير الأفراد، كما صدّق المجلس ضريبة استثنائية على التجار الذين استفادوا من الدعم الذي أمّنه مصرف لبنان بنسبة مقدارها 10% من حجم الاعمال بما فيها شركات النفط.

كذلك، وافق المجلس على رفع البلديات للقيمة التأجيرية 10 أضعاف للمباني السكنية ولغير السكنية 10 و15 و30 بحسب الطوابق.

مع هذا، فقد زاد المجلس غرامات على المشروبات الغازية بنسبة ضئيلة.

وخلال المداولات، قال رئيس مجلس النواب نبيه بري لرئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي: «هذه المرة الأخيرة التي نستلم هكذا موازنة، فكل مادة تحتاج قانونين».

بدوره، قال ميقاتي: «إذا أقرينا الموازنة على سعر صرف 89 ألفاً، فستُعلن المصارف إفلاسها غداً. لذا يجب أن يحدد السعر بين المصرف والمصارف».

 

وكان مجلس النواب صدق المواد المتعلقة بالرسوم على المعاملات الخارجية وإخراجات القيد وضرائب على خروج المسافرين والسيارات الجديدة الصديقة للبيئة، وزادت الضرائب أضعافاً عدة.

وصدق المجلس أيضاً على المواد المتعلقة بصيانة المنشآت الرياضية في مدة زمنية تصل إلى 9 سنوات قابلة للتجديد، كما أقر المتعلقة بتعديل مواد الرسوم عموماً، والمادة ما قبل الأخيرة التي قضت بتعديل رسم الترشح للانتخابات وزيادته ليصبح 200 مليون ليرة.

وأقرّ المجلس غرامات السير في المادة 43، والتي أصبحت 10 أضعاف، كما صدق المادتين المتعلقتين بالرسوم على المشروبات الكحولية. أما المادة 46 فوضعت رسوماً على أصحاب المنتجعات البحرية، الذين يمنعون المواطنين من النزول إلى الشاطىء.

وصدق المجلس أيضاً المادة المتعلقة بنسبة الأرباح على الشركات الصناعية والتجارية، كما صدق المواد المتعلقة بضريبة الدخل.

وخلال المداولات، صدّق مجلس النواب المادة 16 المتعلقة بالضريبة المتوجبة على الحسابات، على أن تسدد الضريبة، وفقاً للسعر الذي يحدده مصرف لبنان.

كذلك، صدق المجلس المواد من 18 حتى 30، من دون تعديلو التي تتعلق منها بتسديد الضرائب والرسوم على سعر الصرف، بما فيها رسوم البلديات.

 

اما العنوان الابرز فجاء برد الرئيس ميقاتي على المداخلات النيابية بالوقائع والارقام، رافضا الاتهامات التي تكال من قبل البعض للحكومة ورئيسها بتجاوز صلاحيات رئاسة الجمهورية لتحويل الانظار عن مسؤولياتهم المباشرة بالتعطيل ، لان «هناك من يعتقد أن بقاءه في المشهد السياسي يكون عبر تشغيل آلة الشتم وغياب اللياقة « ليؤكد انهم « لن يستدرجوننا الى هذه اللغة ، واذ تخلل كلمته عدة سجالات مع نواب «التيار» توجه اليه بالقول «احترموا نفسكم» وختم رده بعبارة « رجاءً انتخبوا رئيسا و»حلّوا عنّا».

ميقاتي قدم جردة عمل لحكومته، سواء عندما كانت كاملة الاوصاف، او وهي في تصريف الاعمال، ليؤكد انها «سعت لوقف الانهيار بالامكانيات المتاحة، واصفا الموازنة بانها غير مثالية ولكن تحاكي الظروف السياسية والاقتصادية والامنية، وادرنا الدولة بـ 800 مليون دولار، ولدينا في الحساب 36 في مصرف لبنان أكثر من 100 الف مليار ليرة نقدا، ولدينا اكثر من مليار دولار ، منها 150 مليون فريش و850 مليون لولار، فنحن ورثنا المشاكل ولم نصنعها» .

وعن حرب غزة والعدوان الاسرائيلي على الجنوب قال ميقاتي ملتزمون بالقرار 1701 وبابعاد الحرب عن لبنان ونطالب المجتمع الدولي بوقف الاعتداءت الاسرائيلية، ومنذ اليوم الأول لبدء حرب غزة ، اعلنت أن قرار الحرب ليس بيدنا بل بيد اسرائيل، وسيعرف المنتقد والمؤيد من اللبنانيين فحوى هذه الرسالة، ونحن طلاب حل ديبلوماسي برعاية الامم المتحدة.

وحول الاتهامات الموجهة للحكومة اشار الرئيس ميقاتي ان هناك من يعتقد ان بقاءه في المشهد السياسي مرهون تشغيل آلة الشتم وقلة اللياقة واثارة النعرات، ظنا منه ان يستدرجنا للرد عليه.. انه لا يستحق لا مديحاً ولا هجاء».

واكد انه لا يصادر صلاحيات رئيس الجمهورية، مشددا اننا «ملتزمون بأن نبعد الحرب عن لبنان».

وختم: هدفنا خدمة المواطن ومصالحه، «انتخبوا رئيس وحلوا علنا».

وجدد ميقاتي دعوته الى المجلس النيابي لانتخاب رئيس جديد للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة بأسرع وقت ممكن. مؤكدا ان «اي حجة لتعطيل مجلس الوزراء واهية؛. كاشفا اننا «استطعنا وقف الانهيار وبدأنا بالتعافي الجاد، ولدينا في الحساب 36 في مصرف لبنان اكثر من 100 الف مليار ليرة نقدا، ولدينا اكثر من مليار دولار منها 150 مليون فريش و850 مليون دولار.. واصفا مشروع الموازنة بأنه يؤسس لبدء التعافي..

 

الخماسية

وسط  ذلك، استمر سفير المملكة العربية السعودية وليد بخاري في تحركاته من اجل التمهيد لاجتماع اللجنة الخماسية، على مستوى وزاري منتصف شباط المقبل، عبر لقاءات، وفقا لما هو مرسوم شملت امس سفراء دول مجلس التعاون الخليجي لدى لبنان، وابرزهم سفير سلطنة عمان احمد بن محمد السعيدي، وسفير قطر سعود بن عبد الرحمن آل ثاني، والقائم بأعمال سفارة دولة الكويت عبد الله الشاهين.

ومن اللقاءات، زار السفير بخاري بطريرك انطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك يوسف العبسي في المقر البطريرك في الربوة، ووصفه بأجواء تحرك اللجنة الخماسية الرامية الى المساعدة على انتخاب رئيس جديد للجمهورية، ضمن رؤية، واستراتيجية واضحتين على هذا الصعيد.

واعتبرت مصادر معنية ان دخول المملكة العربية السعودية رسمياً في ترتيب تسوية للملف الرئاسي امر يبعث عن الارتياح، ويوحي بالتفاؤل بإمكان احداث خرق.

ولم تعوّل المصادر كفاية على لقاء السفير السعودي والايراني، الذي من شأنه ان يكسر الجليد، وليس بالضرورة ان ينعكس بصورة عملية على المساعدة بإنهاء الشغور الرئاسي.

 

واعتبرت المصادر المعنية في فريق «الثنائي الشيعي» ان اللقاء الخماسي جاء على وقع اخراج الجانب الاميركي عن الملف الرئاسي، ضمن آلية تقضي: 1 – فصل الملف الرئاسي عن احداث غزة. 2 – العودة الى مبادرة الرئيس بري، لجهة الحوار والجلسات المفتوحة لغاية انتخاب رئيس للجمهورية، والانفتاح على حزب الله، والبحث بآفاق مرحلة ما بعد الانتخابات، واشارت المصادر ان «الثنائي» ما يزال على موقفه من تأييد النائب السابق سليمان فرنجية للرئاسة، ولن يطلب منه الانسحاب، او لم يطلب من اي جهة خارجية ان تتقدم على هذه الخطوة.

وأعربت أوساط سياسية مطلعة لـ «اللواء» عن اعتقادها أن اجتماع سفراء اللجنة الخماسية أعطى شارة الانطلاق للملف الرئاسي دون وضع سقف زمني لنتائج الحراك الجديد ولفتت  إلى أن هذا الاجتماع أكد أهمية إنجاز الانتخابات الرئاسية وكيفية الدفع في هذا الاتجاه مع التركيز على أن المسألة بيد القيادات اللبنانية ،ولذلك كان الالتزام  بالخطوط العريضة التي وضعتها اللجنة الخماسية ، نافية أن يكون البحث تطرق إلى  لائحة تتصل بالأسماء.

وقالت هذه الأوساط أن سفراء هذه اللجنة شددوا على أهمية استقرار لبنان وابدوا رغبة في القيام بكل ما يلزم في المحافظة على هذا الاستقرار، وافادت أنه ستكون هناك زيارات لهم وقد تكون منفردة أو من أن كل سفير قد يعمد إلى  زيارة هذه القوى السياسية أو تلك، مع العلم أن العنوان واحد وهو الدعوة إلى إجراء الانتخابات و التحضير بالتالي للمناخ المسهل لذلك.

 

دانييلا والكهرباء

على صعيد الكهرباء، تمكنت العاصفة القطبية الثلجية الممطرة دانييلا من اخراج كافة معامل انتاج الطاقة الكهربائية في لبنان من الخدمة، وقالت مؤسسة كهرباء لبنان ان العمل جارٍ على اعادة اصلاح الخطوط التي اصابتهما الاعطال.

 

تدحرج الوضع

وحول المخاوف من توسيع الحرب الدائرة على الجهة الجنوبية لم تُخفِ مصادر «قيادة  شيعية من احتمال تدحرج الامور، استنادا الى مؤشرات توحي بأننا ذاهبون الى حرب شاملة، وجزمت بأن لا ثقة بأي رسائل اميركية حول سعي واشنطن لعدم توسيع الحرب، وكشفت (وهو ما اشارت اليه «اللواء» امس) من ان رسائل تهديد بهذا المعنى نقلها السفير المصري في بيروت علاء موسى، منذ ايام الى الرئيس بري.

 

انذارات وصواريخ معدلة

ولم يحدّ الطقس الماطر العاصف، من سوء الوضع الميداني في الجنوب، بدءًا من القرى الامامية، التي اصبحت القذائف صباحا ومساء ملازمة لها منذ 8 ت1 الماضي، بل الى قرى بعيدة في القطاعين الغربي والاوسط.

وامس، حدث اتصال معاد بأحد المنازل في الغندورية التي تصل اقضية ببنت جبيل وصور ومرجعيون ببعضها، وهدد، بقصف المنزل، طالبا اخلاء كافة المنازل، الامر الذي احدث ذعرا وحمل قسما من الاهالي الى المغادرة قبل العودة الى منازلهم.

على صعيد العمليات ردت المقاومة الاسلامية باستخدام صواريخ «فلق 1» وكورنيت المحدثة والمزودة بالكاميرات باستهداف تجمعا لجنود العدو الاسرائيلي في محيط قلعة هونين، كما استهدفت المقاومة ثكنة «معاليه غولان؛ بصواريخ «فلق 1» بالاضافة الى مستوطنة مرغليوت» بالجليل.

 

ومساء تعرض وادي جامول واطراف بلدات طيرحرفا والناقورة والظهيرة ويارين الى قصف معادٍ.

وليلاً شنت الطائرات الاسرائيلية غارة، على منزلين في بيت ليف، واوقعت اربعة شهداد وجريحين.

وكانت المقاومة الاسلامية استهدفت تجمعا لجنود العدو الاسرائيلي، في محيط موقع بركة ريشا، بالاسلحة المناسبة، واوقعت اصابات.

وكشفت المقاومة الاسلامية ايضا ان قوة قناصة قامت باستهداف الاجهزة الامنية التجسسية المستحدثة المرفوعة على ثكنة رعيت.

ونعى الحزب 3 من مقاتليه.

 

 


الأنباء عنونت:اللقاء الديمقراطي” يكسب المعركة بوجه التجار… وترقّب لنتائج لقاء اليرزة

 وكتبت “الأنباء” تقول: بعد يومين من المناقشات التي لم تخل من السجالات والرسائل السياسية، أقرّ مجلس النواب موازنة 2024 رغم كل عوراتها، والتي اعترفت الحكومة نفسها أنها ليست المثالية لكن الظروف التي يمرّ بها البلد والاوضاع الاقتصادية المأزومة تقتضي إقرار موازنة بالحدّ الادنى من أجل انتظام الإنفاق قدر الإمكان.

 

الموازنة أُقرّت بالصيغة التي عدّلتها لجنة المال والموازنة بعد جهد 26 جلسة شاركت فيها غالبية الكتل النيابية، كما شهدت جلسة التصديق تعديلاً لبعض المواد الأساسية، حيث نجح اللقاء الديمقراطي بكسب المعركة بوجه التجار والمحتكرين الذين استفادوا طوال سنوات الازمة منذ العام 2019 بمبالغ طائلة بمليارات الدولارات من خلال استغلال سياسة الدعم ومنصة “صيرفة”. وقد حقق اللقاء إنجازاً تشريعياً يهدف الى تحقيق الحد الأدنى من العدالة الاجتماعية، حيث نجح في فرض غرامة على أرباح منصة “صيرفة” لغير الموظفين، وفي فرض ضريبة استثنائية على الشركات التي استفادت من سياسة الدعم بنسبة 10 في المئة.

 

جلسة إقرار الموازنة لم تمرّ بسلام، وكان للرئيس نجيب ميقاتي كلاماً عالي النبرة في المال كما السياسة، وبعد مساءلته من النائب سليم عون عن أموال حقوق السحب الخاصة، بادره بالإجابة أن الاموال صُرفت في عهد الرئيس ميشال عون. وقد رفع ميقاتي السقف في السياسة بوجه منتقديه بالشخصي كما متهمي الحكومة، متوجّهاً الى النواب بالقول: “انتخبوا رئيس وحلّوا عنّا”.

 

مصادر سياسية وصفت في اتصال مع “الأنباء” الالكترونية ما شهدته جلسة تصديق الموازنة بين رئيس الحكومة وبعض نواب تكتل لبنان القوي بأنه ينطبق عليه قول المثل “مش رمانة قلوب مليانة”، لأن اتهام ميقاتي بمصادرة صلاحيات رئيس الجمهورية ومقاطعة وزراء التيار البرتقالي جلسات الحكومة لم يعد له أي معنى بعد سنة وأربعة أشهر من الشغور الرئاسي وفي الحرب التي تشنها اسرائيل في جنوب لبنان، وأن رد ميقاتي على نواب التيار الوطني الحر بهذه الطريقة أقرب الى معادلة أحرجوه فأخرجوه، وبناء عليه طالبهم بأن يحترموا أنفسهم.

 

المصادر رأت أن تقلّص عدد النواب الذين صدّقوا على الموازنة لن يؤثر عليها بشيء، إذ يكفي أن يصادق عليها ٦٥ نائباً لتصبح نافذة لان الوضع الصعب الذي يمر به البلد لا يمكن القفز فوقه وما يصيب القطاعات الخدماتية والصحية من تراجع التقديمات والمساعدات الى نقطة الصفر لا يمكن السكوت عنه. هذا عدا عن الانهيار الاقتصادي والغلاء المستشري للمواد الغذائية والاستهلاكية والضبابية التي تحيط بقضية أموال المودعين.

 

النائب السابق علي درويش علّق على رد الرئيس ميقاتي على النواب الذين انتقدوا الموازنة في حديث لجريدة “الأنباء” الالكترونية بالقول ان “ميقاتي يحاول تغليب لغة العقل ولو لم يرض الآخرون، لأن لغة العقل هي الأنسب والأجدى في هذه المرحلة رغم وجود بعض الأصوات التي لا تريد الاحتكام الى لغة العقل”.

 

ورأى درويش أن رئيس الحكومة يدرك جيداً طبيعة التركيبة اللبنانية، لذلك أراد تصويب البوصلة لإنجاز الموازنة التي وصفها باللبنة في ورشة الاصلاح، وهذا أفضل الممكن. وأن ميقاتي وافق على كل التعديلات والاضافات التي أدخلت على الموازنة، فهو رجل عقلاني ويهمه الوصول الى النتائج التي ترضيه كرجل دولة، مقدّراً بأنه في رده على النواب وضع النقاط على الحروف ولم يسمح لأصوات النشاز بأن تنزلق خارج الأدبيات واللياقات المتعارف عليها.

 

درويش لفت الى التحسّن الكبير في إدارة الدولة بحسب ما تشير اليه مؤسسات دولية معروفة وان معدلات النمو تشير الى تحسن ملحوظ رغم كل ما يطرأ على لبنان من المؤشرات السلبية.

 

من جهته، النائب السابق عاصم عراجي لم ير تبدلاً كبيراً بعد إقرار الموازنة. واستغرب في حديث مع “الأنباء” الالكترونية التهليل لموازنة تحمل هذا الكم من الضرائب من دون تقديم أي نوع من الخدمات وخاصة الخدمات الصحية والاجتماعية.

 

ورأى عراجي أن الطبقات الفقيرة ومتوسطة الدخل لا تستطيع الدخول الى المستشفيات لتلقي العلاجات، متسائلاً عن سياسة الحكومة لمحاربة الهدر والفساد ووقف الانهيار الاقتصادي واستعادة أموال المودعين، معتبراً ان الموازنة يغلب عليها الطابع الانشائي ولم تحمل أي بنود اصلاحية بالرغم من دفاع الرئيس ميقاتي عنها، مذكّراً بأن الدولة كانت تستفيد من ضريبة الـTVA بمبلغ يزيد عن ٣ مليار دولار ولم تجب الدولة منه سوى مليار و٣٠٠ مليون دولار فقط. فأين ذهب مبلغ المليار و٧٠٠ مليون دولار.

 

وختم عراجي بالقول: “تبقى العبرة بالنتائج والمعيار تحسين الخدمات الصحية والاستشفائية والتقديمات الاجتماعية وزيادة رواتب الموظفين لتصبح بموازاة المصاريف المتوجبة عليهم”.

 

وبموازاة الخرق المالي على خط الموازنة، لا يزال الترقّب سيد الموقف لحراك اللجنة الخماسية في بيروت، لا سيما بعد الاجتماع الذي حصل في دارة السفير السعودي وليد البخاري في اليرزة، والجولة المرتقبة على القوى السياسية وما يمكن ان تحمله من طروحات جديدة. وعليه يبقى الانتظار سيد الموقف إلى أن تتضح الصورة أكثر على خط الاستحقاق الرئاسي.

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى