سياسةمحليات لبنانية

قالت الصحف: عقد التأليف ورسائل التهويل!

 


الحوارنيوز – خاص

تتواصل جهود الرئيس المكلف لإخراج حكومته المنتظرة وهي تسير بين تثبيت هويتها التكنوقراطية وبين رضى القوى والكتل النيابية كافة لاسيما تلك التي منحته صوتها في استشارات التكليف، وبموازاة ذلك يعكف بعض القوى على التحريض على الحكومة قبل ولادتها تحت عناوين "الرفض العربي لها" والحذر الدولي منها!
صحيفة النهار عنونت:" سباق مع الوقت لإستيلاد الحكومة قبل 2020" وكتبت تقول:" على رغم موجة التفاؤل السائدة، فإن عدم الاتفاق بعد على الاسماء، أو التباعد حيالها، حيث التفاصيل وحيث تكمن الشياطين، يؤكدان ان الحكومة لن تكون "بسترينة" رأس السنة، ولن يحلّ الاثنين المقبل موعد ولادتها كما أشيع، لكن من يعملون عليها يؤكدون انها ستكون حتماً هدية مطلع السنة الجديدة 2020. وتردد من باب الفكاهة ان الرئيس المكلف يسعى الى إعلانها في عيد ميلاده في الاول من كانون الثاني في اشارة الى ولادته الجديدة رئيسا للحكومة.

التشكيلة المؤلفة من 18 وزيراً حمل مسودتها الرئيس المكلف حسان دياب الى رئيس الجمهورية ميشال عون أمس، وطوال ساعتين، خاضا في تفاصيلها، اَي في التصنيف وتوزيع الحقائب ودمج بعضها عند الضرورة، خصوصاً ان عدد الحقائب الوزارية يبلغ 22.

وكشفت مصادر مطلعة أنه تقرر دمج وزارة الاعلام بوزارة السياحة، ودمج وزارة الصحة بوزارة الشؤون الاجتماعية، ودمج وزارة الاقتصاد بوزارة الزراعة، ودمج وزارة البيئة بوزارة المهجرين.

وقالت المصادر المطلعة على جلسة الساعتين من المشاورات إن هذه كانت مفيدة ومثمرة، حتى ان البحث فيها وصل الى حد ملء بعض الوزارات ببعض الاسماء التي تم الاتفاق عليها كما تناول البحث العقبات التي تواجه التشكيل، وهي، كما أكدت المصادر، ليست كثيرة. ومع ذلك، بدا واضحاً ان لا ولادة حكومية قبل انقضاء السنة الجارية، وهي مرجأة الى السنة الجديدة الا اذا أمكن تجاوز بعض التفاصيل المتبقية قبل هذا التاريخ بسحر ساحر، وخصوصا تجاوز عقبة التمثيل السني.
وعلم ان الرئيس المكلف سيقوم بجولة مشاورات جديدة مع بعض الكتل أو رؤساء الكتل اليوم وغداً. وهو اجتمع مع "اللقاء التشاوري" السني، واتصل برئيس "تيار المردة" سليمان فرنجيه، وبذل جهداً لتواصل ايجابي مع الحزب التقدمي الاشتراكي و"القوات اللبنانية". وفي معلومات خاصة بـ"النهار" ان الرئيس المكلف لا يحبذ عودة أي وزير من الحكومة السابقة ولا سيما منهم القريبين من الاطراف السياسيين، ويريد وجوهاً جديدة لا ارتباطات سابقة او معلنة لها.
وتحت عنوان :" هل تأخير التأليف مقصود لعودة الحريري " تقول:"  لا يبدو أن حكومة الرئيس المكلّف حسان دياب ستُبصر النور قبل نهاية العام. الولادة لا تزال عالقة في التفاصيل، سواء في شكل الحكومة أو طبيعة الوزراء وأسمائهم
على مشارِف نهاية العام، حالت التباينات بين تحالف رئيس الجمهورية ــــ التيار الوطني الحر ــــ حزب الله وحركة أمل من جهة، والرئيس المُكلف حسان دياب من جهة أخرى، دون ولادة حكومته قبل السنة الجديدة. إذ لا تزال بعض التعقيدات تعترض مسارها، ما يؤشّر الى أن التسلّم والتسليم بينه وبين رئيس الحكومة المستقيل سعد الحريري سيؤجّل الى ما بعد رأس السنة، وربما لن يكون قريباً!


حتى الآن، ثمة قطبة مخفية تدفع في اتجاه التساؤل ما إذا كان البعض لا يزال يعوّل على الحريري، ويتعمّد تأجيل التأليف، إفساحاً في المجال أمام عودة الأخير الى الحكومة. إذ لا شيء يُبرّر ترك البلد للفراغ، وهو يحترق فوق جمر الأزمة السياسية المالية النقدية الاقتصادية التي تتفاعل منذ أشهر، ومن المرجّح أن تزداد حدة مع مرور الوقت، علماً بأن التأليف لن يكون بداية حلّ، بل مقدمة لأزمات أخرى تنتظر الحكومة العتيدة، بدءاً من ثقة الشارع الملتهِب منذُ 17 تشرين الأول الماضي، أُضيف إليه "ميني انتفاضة سنيّة" على ما اعتُبِر "تعييناً لدياب من الطوائف الأخرى ومن دون أي غطاء سنّي".


ومع دخول دياب أسبوعه الثاني رئيساً مُكلفاً، يبدو التأليف بعيداً عن المهلة الزمنية التي سبق أن حددها لنفسه، وهي شهر كحدّ أقصى. فاللقاءات التي يعقدها في العلن أو بعيداً عن الأضواء، والتي شملت في الساعات الماضية رئيس الجمهورية، والنائب طلال أرسلان والوزير يوسف فنيانوس واللقاء التشاوري، لم تؤدّ الى إتفاق كامل، سواء في شكل الحكومة أو طبيعتها أو عددها. ذلك أن المعلومات التي توافرت عن الصيغة الحكومية التي يعمل عليها دياب، تشير الى أنها ستكون مُصغرة من 18 وزيراً. لكن الوزير جبران باسيل وثنائي حركة أمل وحزب الله يفضلون أن تكون من 24 وزيراً.

وتحت عنوان:" لا مساعدات عربية لحكومة دياب" كتبت "نداء الوطن" تقول:" تبدو سلطة الأمر الواقع، التي عاندت الحراك الشعبي وحاولت جاهدة طمس معالم الثورة، في سباق محتدم مع الزمن لتسريع لحظة ولادة حكومتها "التكنوقراطية"، مستفيدةً من برودة الغرب في التعاطي مع "الانقلاب الناعم" الذي قامت به أكثرية 8 آذار النيابية في المؤسسة التنفيذية، لتجد الفرصة الدولية مؤاتية للهروب قدماً إلى الأمام نحو جادة التأليف على قاعدة "حاصر حصارك لا مفرّ"، بينما الرئيس المكلّف حسان دياب يبدو بدوره مستعجلاً تثبيت قدميه على أرضية السراي الكبير وعدم إضاعة فرصته التاريخية في الاستحواذ على عضوية نادي رؤساء الحكومات مهما بلغ ثمن التضحيات، التي لن يتوانى عن دفعها حتى ولو كانت من كيس رصيد طائفته النابذة لتكليفه وتأليفه.


ساعتان بالتمام والكمال استحوذها اللقاء الذي جمع رئيس الجمهورية ميشال عون بدياب في قصر بعبدا بعد ظهر أمس، الأمر الذي يؤشر بحسب مصادر دوائر القصر الجمهوري إلى كون الأمور أخذت طريقها نحو مرحلة "إسقاط السواد على البياض" في مرسوم التأليف. وأكدت المصادر لـ"نداء الوطن" أنّ الأجواء "أكثر من إيجابية، وهذه الإيجابية إنما تُقرأ من عنوان اللقاء زمنياً، لا سيما لجهة الدخول في كل التفاصيل والخيارات والاحتمالات"، كاشفةً أنّ عون ودياب "دخلا في تفاصيل موضوع الحقائب وتوزّعها ودمجها والأسماء المقترحة للتوزير، والتي لن يُسرّب منها أي اسم حتى اكتمال التشكيلة وصدور مرسومها".


وأوضحت المصادر أنّ "الخيار الذي ما زال متقدماً بقوة هو حكومة تكنوقراط من ثمانية عشر وزيراً، ولذلك دخل الرئيسان خلال اجتماع الساعتين في التفاصيل المعمّقة للتشكيلة المرتقبة، بحيث بات يمكن القول إنّ مرحلة العد العكسي لولادة الحكومة بدأت"، غير أن المصادر سرعان ما استدركت بالقول: "الاجتماع بين الرئيس المكلف والخليلين (علي حسن خليل وحسين الخليل) هذا المساء (مساء الأمس)، سيحسم عدداً من علامات الاستفهام المتصلة بأسماء الوزراء الشيعة التي اقترحها دياب، علماً أنّ "حزب الله" هو من أكثر المتحمسين لولادة سريعة للحكومة من دون الوقوف عند بعض التفاصيل، في حين أنّ الرئيس نبيه بري لا يزال يحتاط من إعطاء الضوء الأخضر حيال بعض الامور المتصلة بالأسماء".


في الغضون، كشفت معلومات ديبلوماسية عربية لـ"نداء الوطن" عن عدم وجود رضى عربي على عملية تسمية دياب وتكليفه تشكيل الحكومة، وهو ما ينسحب على "شكل التكليف ومضمونه"، باعتبار أنّ دياب يتم النظر إليه "كشخصية محسوبة على قوى 8 آذار قريبة من "حزب الله" ومن نظام الأسد، خصوصاً أنه ترددت معطيات تشير إلى أنه زار دمشق والتقى مسؤولين في النظام السوري".

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى