سياسةصحفمحليات لبنانية

قالت الصحف: حرب كلامية بين المستقبل والقوات.. والموازنة موضع انقسام في الرأي

 

الحوارنيوز – خاص

اشتعلت حرب كلامية بين تيار المستقبل والقوت اللبنانية بعد الكلام الاستفزازي لرئيس حزب القوات سمير جعجع الذي اعلن تضامنه الشخصي مع سعد الحريري واصراره على التنسيق مع المستقبل والطائفة السنية في الانتخابات المقبلة، ليعلق البعض على كلامه بأنه كمن “يقتل القتيل ويمشي بجنازته”. في هذا الوقت يبدو أن الموازنة العامة شكلت مادة للإنقسام بالرأي حول حجم الرسوم والضرائب وكيفية تطبيقها.

 

 

  • صحيفة النهار عنونت: اشتعال السباق الانتخابي نحو الساحة الحريرية

وكتبت “النهار” تقول: لعلّها المفارقة التي توقعها بعض كبار المطلعين على خفايا كثيرة لم تكشف بعد في ابعاد اعلان الرئيس سعد الحريري تعليق عمله السياسي وامتناعه و”تيار المستقبل” عن الترشح للانتخابات النيابية، انه قبل ان تمضي 24 ساعة على مؤتمره الصحافي في بيت الوسط، كان السباق الانتخابي نحو ساحة قواعد الحريرية يشتعل بين قوى داخلية عدة. والحال ان هذا السباق، الذي بدا واضحاً انه كان في طور التحفز بناء على التقديرات السابقة بانسحاب الحريري، انطلق بحدة فورية سواء عبر المواقف والسجالات التي تعاقبت أمس أم على نحو مضمر غير علني، بما يعني ان خلط الأوراق الواسع والناشئ عن قلب الطاولة التي تسبب بها قرار الحريري لم يحتمل تبريدا لأكثر من ساعات، فبدأت الحسابات الانتخابية والسياسية تخرج من القمقم غداة سفر الحريري ليل اول من أمس إلى ابوظبي بعد ساعات من اعلان قراره.

ويمكن اختصار المشهد في اليوم التالي على قرار الحريري انه انقسم بين “ساحتين” أساسيتين لخصوم وحلفاء، فيما لا تزال “ساحات” الشركاء الاخرين، خصوما او حلفاء أيضا، ساكنة تلتزم الترقب والتريث. ساحة الوقع المباشر للقرار أي لدى “تيار المستقبل” وعبره كل القوى والاتجاهات السنية تحديدا التي تعتمل بمخاض غير مسبوق منذ محطات مفصلية مصيرية مثل اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري او عملية 7 أيار 2008 وسط تصاعد المخاوف إلى ذرواتها من تداعيات الفراغ الذي سيحدثه ابتعاد الرئيس الحريري و”تيار المستقبل” عن الانخراط في العملية الانتخابية. وبدا واضحا ان ثمة تهيباً واسعاً حتى الان لدى مختلف المعنيين في هذه الساحة عن الخوض في رسم سيناريوات حول البدائل الانتخابية فيما لا تزال “مشاريع البدائل” غامضة وغير مؤهلة لمواجهة استحقاق بمستوى محاولة ملء فراغ “المستقبل”. اما نواب “المستقبل” وأركانه فبرزت معطيات سريعة تعكس اتجاههم إلى التقيد الأقصى بقرار الحريري. واتخذت تغريدة مقتضبة للرئيس فؤاد السنيورة في هذا السياق دلالات معبرة اذ كتب “اخي سعد، معك رغما عن قرارك ومعك رغما عنهم“.

أما الساحة الأخرى فشكلت مفاجأة إلى درجة معينة اذ تمثلت بيقظة الصراعات والتنافسات المسيحية التي سرعان ما اثبتت انها تعتمل أكثر من سائر الساحات تحفزا للمعارك الانتخابية. ولكن لم يكن تطورا عابرا ان تبرز الحساسية الكبيرة الكامنة بين تيار “المستقبل” و”القوات اللبنانية ” غداة اعلان الحريري قراره الامر الذي عزز ما يتردد عن سيناريوات تحالفية بين “القوات” وشخصيات سنية في الشمال وغيره على خلفية محاولات توظيف الانسحاب “المستقبلي” لملء فراغه بنواب لتحالف يجري العمل عليه في الكواليس منذ مدة غير قصيرة. وبذلك برزت على مستوى التفاعلات المسيحية مع قرار الحريري تداعيات في اتجاهين: الأول بين القوى المسيحية الكبرى كـ”التيار الوطني الحر” و”القوات اللبنانية” اللذين يجمعها عامل واحد في هذا السياق هو الخصومة الحديثة ولكن الحادة جدا مع الرئيس الحريري ويسعيان كل من جانبه إلى استمالة القواعد السنية في المناطق التي سيخوضان فيها معاركهما الكبيرة ويواجهان عقبة الصوت السني الحاسم المناصر لتيار المستقبل. والثاني بين هذه القوى نفسها بعضها في مواجهة البعض الاخر في معارك كسر عظم حادة اكثر من أي انتخابات سابقة .

هذا الأمر برزت دلالاته الأولية امس في تشنجات إعلامية فورية اذ لم يسقط تصريح أدلى به رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع معلقا فيه على قرار الرئيس الحريري برداً وسلاماً على اسماع “المستقبليين” ومشاعرهم. وكان جعجع اعتبر أنه “على الرغم من تباينات عدة اعترت العلاقة بيننا وبين الرئيس سعد الحريري وتحديداً في المقاربات السياسية المتعلقة بالحكم، الا أنني لا أستطيع في هذه اللحظات بالذات إلا ان أبدي تعاطفي الشخصي مع الشيخ سعد”. وأضاف “إذ نحترم ونقدّر الاصدقاء والاخوة في تيار المستقبل، نصرّ على التنسيق معهم ومع كل ابناء الطائفة السنية في لبنان ومع كل المخلصين والمؤمنين في الطوائف الأخرى بالقضية اللبنانية حتى ينتصر لبنان الدولة والسيادة والحرية غير الخاضع لإرادة إيران، ولبنان الخالي من الفساد، وحتى لا يموت شهداء الحرية والسيادة في لبنان مرتين، من كمال جنبلاط وبشير الجميل ورفيق الحريري ومحمد شطح وكل قوافل الشهداء الأبرار“.

وسرعان ما رد منسق الإعلام في تيار “المستقبل” عبد السلام موسى على جعجع، قائلاً: “تيار المستقبل يعلن تعليق المشاركة بالانتخابات وجعجع مصرّ على مشاركتهم، عجبي!”. ثم كان موقف ناري لعضو كتلة “المستقبل ” النائب وليد البعريني هاجم فيه جعجع واتهمه باتخاذ “موقف خبيث يحاول الظهور بمظهر الحريص والمحب لتيار المستقبل ولجمهور الرئيس الشهيد رفيق الحريري ولعموم اهل السنة في لبنان ولكن الحقيقة بخلاف ذلك وقد اثبتت الاحداث الماضية انه متورط حتى النخاع في طعن تيار المستقبل ورئيسه “.

 

 

 

·       صحيفة اللواء عنونت: “لبنان على شبكة التعاون الكهربائي والتطبيع مع سوريا
ماراتون الموازنة انطلق بتأنيب البنك الدولي.. والمستقبل يفترق نهائياً عن جعجع”

وكتبت “اللواء” تقول: من بوابة توقيع اتفاقية عبور الطاقة من الأردن إلى لبنان عبر سوريا، سجلت أمس أوّل زيارة لوزير سوري إلى لبنان، اطل من خلالها على بداية إعادة تطبيع العلاقات، من قصر بعبدا، بعد ان استقبله الرئيس ميشال عون برفقة وزير الطاقة والمياه وليد فياض، ناقلاً رسالة تسهيلات ممهورة بموقف الرئيس بشار الأسد “تقضي بتقديم كل العون لإمداد لبنان بالكهرباء عبر سوريا”، حيث بات خط الربط جاهزاً منذ 29 الشهر الماضي.

قبل ذلك، بوقت ليس طويلاً، كانت السفيرة الأميركية دورثي شيا في بعبدا، تجري جولة من المحادثات حول التعاون القائم بين لبنان والولايات المتحدة الأميركية، وحسب البيان الصادر عن المكتب الإعلامي في بعبدا اضافة إلى التطورات السياسية الأخيرة، والأوضاع الاقتصادية والاجتماعية الراهنة” مما يعني ضمناً قرار الرئيس سعد الحريري بالعزوف عن الترشح للانتخابات النيابية، وبدء مناقشات الموازنة والبيان الأخير للبنك الدولي، الذي حمل “النخبة الحاكمة” مسؤولية الانهيار المالي في البلد.

تصاعد الاعتداءات على اليونيفل
وفي سياق متصل، لاحظت مصادر ديبلوماسية غربية في لبنان، بأن? تصاعد حوادث الاعتداء على دوريات من قوات الامم المتحدة العاملة في جنوب لبنان، بدأ بعد صدور توصية، عن لجنة الدفاع والقوات المسلحة في البرلمان الفرنسي منتصف شهر اب الماضي، تتضمن ارسال قوات دولية الى لبنان، تحت وصاية الأمم المتحدة والبنك الدولي، لحفظ الامن ودعم الجيش اللبناني بحفظ الامن والاستقرار، ومساعدة الشعب اللبناني اقتصاديا من الازمة التي يواجهها.

واعربت المصادر عن اعتقادها، بأن وراء هذه الاعتداءات، تقف جهات حزبية موجودة بحكم الامر الواقع بالمنطقة، وهي التي تحرض الاهالي للاعتداء على دوريات قوات الامم المتحدة، التي تقوم بمهامها لتنفيذ القرار الدولي رقم 1701 لحفظ الامن والاستقرار، بالتنسيق مع الجيش اللبناني ضمن منطقة عملياتها، والهدف منها، توجيه رسائل للمجتمع الدولي، بأن اي قرار يتخذ لإرسال قوات دولية الى لبنان، استنادا الى القرار 1559، او اي قرار جديد سيتخذ، لن يكون سهلا تنفيذه، وسيواجه من قبل العناصر الحزبية المعروفة، اومن يدور بفلكها.

ومع هذا التطور ما زالت البلاد منشغلة بالحدثين المهمين: تعليق الرئيس سعد الحريري عمله السياسي والنيابي وعدم خوض الانتخابات النيابية، حيث اندلع سجال حاد بين القوات اللبنانية وتيار المستقبل على خلفية كلام لسمير جعجع حول التعاون والتحالف مع “المستقبل” والطائفة السنية في الانتخابات، فيما استؤنفت مناقشة مجلس الوزراء لمشروع موازنة 2022 في جلستين. ويستمر اليوم في مناقشة بنودها.

واعتبرت مصادر سياسية انه لا يزال من المبكر، توقع ما سينتج عن قرار الحريري بتعليق عمله السياسي، والعزوف مع تياره عن خوضه الانتخابات النيابية المقبلة، ولكنها لاحظت ان ردود الفعل الاولية عليه، اظهرت ارتباكا واضحا، لدى معظم الاطراف والقوى، وخشية من تداعيات سلبية، قد تنعكس ضررا على إجراء الانتخابات والاوضاع العامة في البلاد.

وقالت المصادر انه لابد من انتظار بعض الوقت، لترقب المدة الزمنية التي يستغرقها تعليق العمل السياسي للحريري وتياره، وهل ستطول ام تقصر، ام انها مرتبطة بمرحلة معينة او استحقاق محدد

الا ان المصادر اشارت إلى ان اولى النتائج التي ظهرت ردا على موقف الحريري، هي اعادة تحريك الواقع السياسي من جموده القاتل، واحياء مشاعر الاعتراض ورفض الانصياع الشعبي لسيطرة سلاح حزب الله على قرارات الدولة ومقدراتها.

وتوقعت المصادر ان تحاول بعض القوى والاطراف جس نبض الشارع، لمعرفة، ما يمكنها من استقطاب لمؤيدين للحريري، ولو كان محدودا في المرحلة الاولى، في حين استبعدت ظهور زعامة سياسية بديلة على المدى القريب على الاقل.

 

 

·       صحيفة الأنباء عنونت: “ما بعد انسحاب الحريري.. تراشقٌ بين الحلفاء واستثمارٌ من الخصوم”

وكتبت تقول: ما زالت ارتدادات تعليق الرئيس سعد الحريري عمله السياسي وتيار المستقبل مستمرة على مختلف المستويات، ويدور الحديث بشكل مركّز على خيارات المرحلة المقبلة، في ظل خشية من استثمار جهات عدة، وتحديدا الخصوم، للفراغ الحاصل تحديدا لناحية الاستحقاق الانتخابي الداهم.

وفي غضون ذلك اشتعلت حرب إعلامية بين حلفاء الأمس القوات اللبنانية وتيار المستقبل لتزيد من طين الأمور بلّة، وذلك إثر تصريح لرئيس حزب القوات سمير جعجع تحدث فيه عن العمل الانتخابي مع جمهور “المستقبل”، ليرد الأخير برفض هذه المحاولة من جعجع لوراثة الحريري.

وانطلاقاً من هذه النقطة، اعتبر عضو كتلة “الجمهورية القوية” عماد واكيم أنّ الحديث عن نوايا القوات اللبنانية أخذ دور الحريري هو “مغالطات كبيرة، إذ ان جعجع لا يسعى لأن يكون زعيم السنّة، علماً أنّه من المعلوم أنّ التركيبة اللبنانية لا تسمح لشخص من طائفة معيّنة أياً كانت أن يكون زعيماً لطائفةٍ أخرى، لكن الشارع السني الـ”14 آذاري” يميل للقوات اللبنانية وإلى طروحات مفادها مواجهة النفوذ الإيراني واستعادة السيادة اللنبانية“.

وفي حديث مع جريدة “الأنباء” الإلكترونية، اعتبر واكيم أنّ “مشكلة لبنان أكبر من المسائل الخلافية الصغيرة، فالعنوان هو مواجهة التمدّد الإيراني وحزب الله والسعي لإرجاع الأخير للداخل اللبناني ليكون مكوّناً وطنياً لا إيرانياً، وهذا يستدعي تكاتف الجهود بين مختلف الأطراف التي تلتقي عند هذا الهدف“.

وعن التراشق بين القوات والمستقبل، أشار واكيم إلى أنّ ما وصفها ب “فرقة دبكة حزب الله بالإضافة إلى التيار الوطني الحر تقف خلف تأزيم الأمور”، مؤكّداً أن “القوات تتلاقى مع المستقبل في الرؤية العامة وتختلف معه بملفات إدارة الدولة، وهذا ما أعلناه جهاراً في وقت سابق“.

على مستوى آخر، عقد مجلس الوزراء يوم أمس أولى الجلسات المخصّصة للبحث في مشروع موازنة العام 2022، على وقع تقرير للبنك الدولي يشير إلى معاناة الاقتصاد اللبناني من “كساد متعمد” وسط “إنكار كبير“.

في السياق، أشار وزير الصناعة جورج بوشكيان إلى أنّ “أجواء اجتماع مجلس الوزراء يوم أمس كانت أكثر من إيجابية، لكن لا موعد محدّداً لإقرار الموازنة، إذ تتم دراسة بنودها بتأنّ وبشكل تفصيلي لإخراج موازنةٍ كاملة صحيحة“.

وطمأن بوشكيان في اتصال مع “الأنباء” الالكترونية إلى أنّ “العمل جارٍ على عدم إضافة رسوم وضرائب على الناس، وعدم المس بالطبقتين الوسطى والفقيرة، فالعمل يجري وفق تقسيمات وشطور، مع التشديد على المحافظة على إيرادات الموازنة، وبالتالي من شأن هذا الأمر أن يأخذ بعض الوقت”. وعن مطابقة الموازنة مع متطلّبات المجتمع الدولي وبشكل خاص صندوق النقد الدولي، لفت إلى أن “الموازنة شبكة متكاملة، وصندوق النقد لا يهمّه زيادة الضرائب على الناس“.

وختم بوشكيان حديثه كاشفاً عن العمل على مشروع كبير متعلّق بالصناعة اللبنانية، وآلية جديدة لحماية الصناعة والصناعيين.

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى