قالت الصحف:قراءات في العدوان الإسرائيلي على الضاحية ودور الدول الضامنة في لجم الإعتداءات

الحوارنيوز- صحف
ركزت الصحف الصادرة اليوم في افتتاحياتها على العدوان الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية أمس ،وعلى دور الدول الضامنة في لجم الاعتداءات الإسرائيلية.
- الأخبار عنونت: إسرائيل تسعى إلى التخريب: حرب مع لبنان وعرقلة المفاوضات مع إيران
وكتبت صحيفة “الأخبار”: قبل حوالي أسبوعين من الجولة الأولى للمفاوضات الإيرانية – الأميركية التي انعقدت في سلطنة عمان (12 نيسان الجاري)، بعثت إسرائيل برسالة نارية للتعبير عن موقفها منها، بتنفيذ غارة على الضاحية الجنوبية في بيروت اغتالت فيها القيادي في حزب الله حسن بدير من دون إنذار تحذيري، مذكّرة باستهداف القيادي في حركة حماس صالح العاروري (كانون الثاني 2024)، والذي تبيّن لاحقاً أنه كانَ بمثابة الضربة التأسيسية للحرب على لبنان في أيلول الماضي.
وبعد يوم واحد من الجولة الثالثة للمفاوضات التي انعقدت أمس في عمان، أغار طيران العدو الإسرائيلي مستهدفاً خيمة للمساعدات الاجتماعية في الضاحية الجنوبية، بعد بيان تحذيري و3 غارات على المكان.
وبينما زعمت هيئة البث الإسرائيلية أن «سلاح الجو دمّر بنية تحتية لحزب الله في الضاحية»، نقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي ما مفاده أن «تل أبيب أبلغت واشنطن قبل استهداف ضاحية بيروت الجنوبية»، فيما حمّل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الحرب يسرائيل كاتس في بيان مشترك «حكومة لبنان المسؤولية المباشرة عن منع تهديدات حزب الله». واعتبر البيان أن «منطقة الضاحية في بيروت لن تكون ملاذاً آمناً لحزب الله، وإسرائيل لن تسمح للحزب بأن يقوى ويشكّل أي تهديد لها».
ماذا تريد إسرائيل من هذه الغارات: هل تراها مدخلاً لحرب جديدة، أم سعياً إلى تخريب المفاوضات واستكمال تحقيق الأهداف التي يعجز حلفاؤها في الداخل عن تنفيذها؟
هذا السؤال طبعَ المشهد في لبنان، بعد الغارة التي جاءت مدجّجة برسائل عابرة للحدود، وتعزّزت الخشية من أن تكون بداية لغارات متواصلة أشدّ وأخطر كلّما شعرت إسرائيل بأن الأمور في الإقليم ليست على السكة التي تريدها تماماً.
وبحسب أوساط سياسية، فإنّ وقائع الساعات الأخيرة، تشير إلى أن «إسرائيل تعتبر أن سلاح حزب الله ومصيره رهن حرب جديدة، خصوصاً بعدما حدّد الحزب المطلوب للقبول بالحوار حول السلاح وليس التسليم، والذي يراه من ضمن البحث في الإستراتيجية الدفاعية، وسطَ اقتناعها بفشل مشروعها لجرّ لبنان إلى صدام بين الحزب والجيش أو إلى حرب أهلية».
واعتبرت الأوساط أنه «لم يعُد ممكناً التعاطي مع الضربات الإسرائيلية في قلب الضاحية إلا بأنها من ضمن عملية انقلاب على المسار الذي تقوده واشنطن مع طهران»، وهو ما عبّر عنه نتنياهو أمس بالقول: «إننا لن نقبل إلا بتدمير كل قدرات إيران النووية لنتأكد من عدم محاولتهم إحياء برنامجهم مع إدارة أميركية أخرى».
لذلك يريد العدو أن يصيب عصفورين بحجر واحد: جرّ المقاومة في لبنان، والتي لا تزال حتى الآن تلتزم سياسة ضبط النفس، إلى حرب جديدة، على وقع تعاظم الحديث الداخلي عن نزع السلاح وشنّ حملات تتهم الدولة بالتقاعس عن تنفيذ المهمة المطلوبة منها، ثم دفع الولايات المتحدة إلى التصعيد ضد إيران وتعليق المسار الدبلوماسي.
وفي بيروت، أدان رئيس الجمهورية جوزيف عون الاعتداء على الضاحية معتبراً أن «على الولايات المتحدة وفرنسا، كضامنيْن لتفاهم وقف الأعمال العدائية، أن يتحمّلا مسؤولياتهما ويجبرا إسرائيل على التوقف فوراً عن اعتداءاتها»، وطالب رئيس الحكومة نواف سلام «الدول الراعية لاتفاق الترتيبات الأمنية الخاصة بوقف الأعمال العدائية، بالتحرك لوقف هذه الاعتداءات وتسريع الانسحاب الإسرائيلي الكامل من الأراضي اللبنانية».
كما دعت وزارة الخارجية «الدول الراعية لترتيبات وقف الأعمال العدائية إلى الضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها وخروقاتها المتكررة لقرار مجلس الأمن 1701، والالتزامات المتعلقة بترتيبات الأمن، كونها تُقوّض السلم والأمن الإقليمييْن، وجهود الدولة اللبنانية للحفاظ على السيادة الوطنية».
من جهته قال رئيس مجلس النواب نبيه بري أمام زواره إن «العدو الإسرائيلي يحاول من خلال هذا الاستهداف عرقلة المفاوضات الإيرانية – الأميركية، إذ إن العدوان الذي نفّذه ليسَ له أي قيمة عسكرية، فالموقع المُستهدف هو موقع مدني، وهو يريد أن يدفع لبنان إلى حرب جديدة من خلال التأسيس لقواعد اشتباك جديدة لن تكون دائمة».
ومن موقع الاستهداف، أعلن عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب إبراهيم الموسوي «أنّهم يزعمون أنّ هناك صواريخ لكنّ الموضوع هو انتهاك للسيادة الوطنية واستباحة للبنان». وقال: «على اللبنانيين التحرّك وإدانة العدوان وإذا كانت الدول تدّعي بأنّها صديقة للبنان فلتزوّد الجيش اللبنانيّ بسلاح دفاعي مناسب».
نتنياهو: نصرالله لا يُستبدل
بعد العدوان على الضاحية، كشف رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو تفاصيل جديدة عن عملية الـ«بيجر» والحرب على لبنان، وقال إن «القضاء» على الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله «كان ضربة قاصمة لمحور المقاومة»، موضحاً أن «بعض الأشخاص لا يمكن استبدالهم فعلاً ونصرالله واحد منهم. وقد قتلناه».
وأضاف أنه اطّلع على تقارير استخباراتية خاصة عن نصرالله واستنتج بأنه الرجل الثاني في المحور بعد خامنئي، وتابع: «يجب أن أعترف، بأن نصرالله هو من كان يستغلّ إيران وليس العكس».
وكشف أن «إسرائيل لم تبلغ الأميركيين بعملية البيجر» التي «شكّلت صدمة لحزب الله في لبنان»، موضحاً أن «الحزب أرسلَ 3 أجهزة لفحصها في إيران فقمنا بتسريع العملية»، وأعلن نتنياهو أنه «نقل القتال إلى لبنان بعد دخول حزب الله المعركة إلى جانب حماس التي تسرّعت في هجومها وفاجأت حزب الله».
وتحدّث نتنياهو عن تأثير قتل نصرالله على الوضع في سوريا قائلاً: «كان نصرالله هو من يحمي بشار الأسد، وبعدما قتلناه، لم يعد للأسد من يحميه، لذلك دعمت تركيا عملية الاستيلاء على المدن من دون قتال».
- النهار عنونت: ذعر الضاحية مجدداً على إيقاع السجالات!
إسرائيل تضرب الضاحية ولبنان ينتقد “الضامنين” حملة تصاعدية لـ”الحزب” ضد نزع سلاحه
وكتبت صحيفة “النهار”: عشية أسبوع إنجاز الاستعدادات النهائية لانطلاق جولات الانتخابات البلدية والاختيارية في لبنان بدءاً من الأحد المقبل في الرابع من أيار، ومع تصاعد السجال السياسي حول ملف نزع سلاح “حزب الله”، بدت إسرائيل “متوثبة” لتوظيف الاستحقاقات والتطورات الداخلية في لبنان بإعادة إثارة ذعر الغارات الحربية المفاجئة على عمق شمال الليطاني وتحديداً الضاحية الجنوبية. ذلك أن الذعر الواسع الذي رافق تهديداً إسرائيلياً مفاجئاً بقصف الضاحية عصر أمس وسبق الغارة، بدا بذاته مؤشراً بالغ الخطورة إلى دوران المحاولات المتواصلة لتعويم وقف النار وتثبيته راسخاً في حلقة مفرغة حتى الساعة. بل إن أوساطا معنية برصد الوضع الميداني والديبلوماسي المتصل بملف وقف النار تخوّفت من التصعيد المتواصل بعد أيام قليلة من جولة قام بها وفد عسكري أميركي في جنوب الليطاني وأثارت ارتياحاً على خلفية الافتراض أن هذه الجولة قد تمهّد لتحريك قوي للجهود الأميركية لإعادة ضبط الوضع الميداني تمهيداً لتحرك الديبلوماسية مجدداً. ولكن الأوساط نفسها تخوّفت من استغلال إسرائيل للوضع السائد داخلياً في لبنان والجدل بل والسجالات المتصاعدة حول ملف بسط سلطة الدولة واحتكار الدولة للسلاح وعدم اتضاح الآفاق العملية لآلية نزع سلاح “حزب الله” بعد، لكي تعيد برمجة انتهاكاتها لاتفاق وقف النار والمضي أبعد فيها نحو الداخل على غرار ما حصل أمس في الضاحية الجنوبية لبيروت. فإذا كانت مسالة الذرائع لإسرائيل تشكل الخلفية للموقف الأميركي المتماهي تماماً مع مضيها في الغارات واحتلال التلال الخمس في الجنوب، فإن ما تخشاه الأوساط المعنية أن تتخذ إسرائيل وكذلك دول أخرى كالولايات المتحدة الأميركية جولات السجالات الداخلية الأخيرة التي أبرزت رفض “حزب الله” تسليم سلاحه للدولة ذريعة مضافة لمضاعفة الضغوط على لبنان ومن ضمنها التغاضي عن التصعيد الإسرائيلي الميداني.
وقد نفّذ الطيران المسيّر الإسرائيلي ثلاث غارات تحذيرية على هنغار في منطقة الحدث حي الجاموس في الضاحية الجنوبية لبيروت بعدما وجه المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي إنذاراً مفاجئا وعاجلاً إلى الموجودين في الضاحية. وأعلنت القناة 12 الإسرائيلية أن المبنى الذي قصفه الجيش الإسرائيلي يستخدمه “حزب الله” لتخزين أسلحة، فيما قال الجيش الإسرائيلي أن الحزب خزّن أسلحة كبيرة في الموقع المستهدف. وأثار الإنذار موجة ذعر عقب إطلاق رصاص كثيف لحضّ الناس على إخلاء المنطقة التي شهدت حركة نزوح كبيرة للسكان. وأفيد أن المبنى الذي استُهدف هو مخزن وليس مبنى سكنياً، ويقع خلف “إكسبرس تشيكن” في حي الجاموس. وبعد الغارات التحذيرية شنّ الطيران الحربي الاسرائيلي غارة عنيفة على الهنغار المستهدف، وعلى رغم الانفجارات المتعاقبة التي تسببت بها لم يسجل وقوع إصابات بشرية. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن الجيش هاجم بقوة البنية التحتية التي خزّن فيها “حزب الله” صواريخ دقيقة، وأشار إلى أن الضاحية الجنوبية لن تكون ملاذاً لحزب الله وحكومة لبنان تتحمل مسؤولية منع التهديدات.
ودان رئيس الجمهورية جوزف عون الاعتداء الإسرائيلي، وقال: “على الولايات المتحدة وفرنسا كضامنين لتفاهم وقف الأعمال العدائية أن يتحملا مسؤولياتهما ويجبرا إسرائيل على التوقف فوراً عن اعتداءاتها. “وأضاف أن استمرار إسرائيل في تقويض الاستقرار سيفاقم التوترات ويضع المنطقة أمام مخاطر حقيقية تهدد أمنها واستقرارها”. كما دانت وزارة الخارجية الاعتداء الإسرائيلي على منطقة مكتظة بالسكان، ودعت الدول الراعية لترتيبات وقف الأعمال العدائية للضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها وخروقاتها المتكررة للقرار 1701.
كما أن ممثلة الامين العام للامم المتحدة جينين هينيس-بلاسخارت، لفتت إلى أن الغارة على الضاحية الجنوبية “أثارت حالة من الذعر والخوف من تجدد العنف بين المتلهفين للعودة إلى حياة طبيعية ودعت جميع الأطراف إلى وقف أي أعمال من شأنها تقويض تفاهم وقف الأعمال العدائية وتنفيذ القرار 1701”.
سبق الغارات على الضاحية مقتل المواطن عامر عبد العال في غارة لمسيّرة إسرائيلية استهدفت مزرعته للدجاج بين حلتا ووادي خنسا في منطقة العرقوب. ولاحقاً أعلن الجيش الإسرائيلي أنه هاجم عنصرًا من “حزب الله” في منطقة حلتا جنوب لبنان، “أثناء عمله على إعادة ترميم قدرات الحزب”.
ومع أن ملفات الداخل الإصلاحية بعد لقاءات الوفد اللبناني في اجتماعات صندوق النقد الدولي في واشنطن والاستعدادات للانتخابات البلدية ظلت في واجهة الأولويات، لم تغب أخطار الوضع مع إسرائيل عن التحركات الديبلوماسية، وكان أبرزها لقاء وزير الثقافة الدكتور غسان سلامة خلال زيارته إلى الدوحة بلقاء مع رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني.
وقالت وزارة الخارجية القطرية في بيان، إنه جرى خلال اللقاء عرض علاقات التعاون بين البلدين وسبل دعمها وتطويرها، بالإضافة إلى عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك. وجدّد رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية خلال المقابلة “موقف دولة قطر الداعم للبنان، ووقوفها باستمرار إلى جانب الشعب اللبناني الشقيق”، كما أكد “ضرورة التزام الاطراف الكامل بتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، وانسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من كل الاراضي اللبنانية”.
حملة “حزب الله”
وفي حين تؤكد المعلومات أن برمجة الحوار المزمع إطلاقه بين رئيس الجمهورية جوزف عون و”حزب الله” حول ملف تسليم سلاحه لم تبدأ بعد ولا معطيات حاسمة حيال الموعد والشكل اللذين يمكن أن يعتمدا لإطلاقه، لوحظ أن نبرة “حزب الله” تشدّدت أكثر في الساعات الأخيرة على ألسنة نوابه حيال ملف السلاح. وحمل النائب علي فياض على “الفريق السياسي الذي يُمعن ليلاً ونهاراً بمواقف متكررة ويمارس ضغطاً سياسياً وإعلامياً ضد سلاح المقاومة”، معتبراً أنه “يتجاوز منطق الخصومة السياسية إلى منطق العداوة السافرة، وهو أيضاً يمارس موقفاً إضعافياً للموقف الرسمي اللبناني، ولموقف الحكومة ولموقف الرئاسة، وهذا الموقف بالأمس تحدث بأنّ المقاومة تعيش حالة إنكار وانفصال عن الواقع، وهذا أمر مضحك ومبكي، لأن صاحب هذه المواقف إنما يعيش حالة إنكار للمصالح الوطنية، وهو مفصول عن مسار التعافي والمعالجة الإيجابية على المستوى الداخلي الذي اتخذه العهد كعنوان لمعالجة المواقف والتحديات التي يواجهها هذا البلد”. وأضاف: “لا يستهينن أحد بقوة المقاومة، حزب الله ما زال هو الحزب الأكبر على المستوى الشعبي في هذا البلد، وربما البعض يقول هو الحزب الأكبر على مستوى المنطقة العربية، وليس فقط على مستوى الداخل اللبناني، ولا يستهين أحد بهذه الحاضنة الشعبية التي تمتلك كل حيوية واستعداد للتضحية، وهي قد ازدادت رسوخاً حول خيار المقاومة. وأكد أنّ “المقاومة قامت بما عليها في ما يتعلق بجنوب النهر”، لافتاً إلى أنّ “ما يتعلق بشمال النهر هو مسألة سيادية لا شأن للأميركي ولا للإسرائيلي ولا لأي طرف عربي فيها، فهذا شأن سيادي لبناني نعالجه في ما بيننا بالحوار، ووفقاً لتقديرنا للمصالح الوطنية اللبنانية، وللتفاهم بين المقاومة والحكومة اللبنانية”.
كما انتقد النائب حسن فضل الله “أداء الدولة في التعامل مع القضايا الوطنية، خاصة تجاه الجنوب وإعادة الإعمار”، محذرًا من أن غياب الدولة عن مسؤولياتها سيؤدي إلى تزايد الانقسام بين الناس ويفقد الدولة ثقة الشعب، واعتبر “أن المقاومة ستظل حاضرة وستواصل العمل من أجل حماية لبنان، رغم التحديات”.
في المقابل، لفت رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع إلى “أن العالم يراقب لبنان عن كثب”، سائلاً: “كيف سيثق بنا المجتمع الدولي والمجتمع العربي إذا لم نضبط حدودنا ونثبّت سيادة الدولة؟”، محذراً من “أن العالم قد يتخلى عن لبنان خلال أشهر قليلة إذا لم تثبت الدولة فاعليتها”. وأوضح أن “لبنان لم يتوغل بعد في برّ الأمان الكامل رغم انتخاب رئيس جديد للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة”، مشدداً على” أن الأوضاع لا تزال محفوفة بالمخاطر، وأن البلاد بحاجة إلى إصلاحات جذرية وإلى حصرية السلاح بيد الدولة لبناء دولة فاعلة ومجتمع مزدهر”.
- الجمهورية عنونت: عدوان إسرائيلي ثالث على الضاحية… لبنان الرسميّ يُطالب الدول الكبرى بالتدخل
وكتبت صحيفة “الجمهورية”: خرق آخر فاضح لوقف إطلاق النار وللقرار الدولي الرقم 1701 ارتكبته اسرائيل أمس بعدوانها للمرّة الثالثة على الضاحية الجنوبية لبيروت منذ 27 تشرين الثاني الماضي، مستهدفة مقراً مدنياً اجتماعياً، خلافاً لإدعائها بأنّه مركز يستخدمه حزب الله لتخزين السلاح، ما أثار ردود فعل رسمية وسياسية وشعبية مستنكرة، وتطالب الراعيين الأميركي والفرنسي بلجم إسرائيل وإلزامها بوقف اعتداءاتها وخروقاتها، واستكمال انسحابها مما تبقّى من أراضٍ لبنانية محتلة.
نُقل عن مرجع كبير قوله لـ«الجمهورية»، أنّ الغارة الإسرائيلية التي استهدفت الضاحية الجنوبية أمس، تندرج في إطار مسعى تل أبيب لتحقيق هدفين: الأول، فرض قواعد اشتباك جديدة على لبنان، الأمر الذي لن تقبل به لا الدولة ولا المقاومة. والثاني، التشويش على المفاوضات الأميركية – الإيرانية قدر الإمكان، خصوصاً أنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو غير مرتاح إليها.
ولفت المرجع إلى انّ الكيان الإسرائيلي محشور إزاء المسار الإيجابي الذي تتخذه المفاوضات، داعياً إلى التوقف عند دلالات موقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأنّه لن يسمح لنتنياهو بأن يجرّه إلى حرب.
وأوضح المرجع، أنّه تلقّى تأكيدات بأنّ المكان المستهدف في الضاحية هو مدني – اجتماعي، وليس فيه حتى مجرد عصا، ما يثبت انّ الاعتداء عليه يرمي إلى توجيه رسائل أكثر من أي شيء آخر.
وفي السياق نفسه، أكّدت مصادر معنية لـ«الجمهورية»، انّ رئيس الوزراء الإسرائيلي أراد من قصف الضاحية الضغط لإفشال المفاوضات الأميركية ـ الإيرانية، التي يبدو انّها قد تتوصل إلى اتفاق، في ضوء التفاؤل الذي يعبّر عنه الطرفان المعنيان خلال جولات التفاوض وبعدها. وكذلك أراد نتنياهو الهروب من وضعه الداخلي المأزوم بفعل فشله في تحقيق أهدافه من الحرب على غزة، والهروب ايضاً من الشارع الإسرائيلي الذي يضغط عليه لوقف الحرب، فيما هو قرّر الاستمرار بكل أنواع الحروب حتى موعد انتخابات الكنيست، لأنّ توقفه عنها سيوفّر لخصوصه فرصة للانقضاض عليه لمحاسبته وتكبيده خسارة سياسية كبيرة وحتمية خروجه من السلطة.
الضامنان
وفي هذا الإطار دان رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون الاعتداء الإسرائيلي الذي استهدف الضاحية الجنوبية وقال: «إنّ الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على سيادة لبنان وسلامة أراضيه مرفوضة تحت أي ذريعة. على الولايات المتحدة وفرنسا، كضامنين لتفاهم وقف الأعمال العدائية، أن يتحمّلا مسؤولياتهما ويُجبرا إسرائيل على التوقف فوراً. إنّ استمرار إسرائيل في تقويض الاستقرار سيفاقم التوترات ويضع المنطقة أمام مخاطر حقيقية تهدّد أمنها واستقرارها».
وبدوره رئيس الحكومة نواف سلام، دان مواصلة إسرائيل اعتداءاتها على لبنان وترويع الآمنين في منازلهم، «وهم التواقون للعودة إلى حياتهم الطبيعية». وطالب «الدول الراعية لاتفاق الترتيبات الأمنية الخاصة بوقف الأعمال العدائية، بالتحرك لوقف هذه الاعتداءات وتسريع الانسحاب الإسرائيلي الكامل من الأراضي اللبنانية». واكّد أنّ «لبنان يلتزم ببنود القرار 1701 كاملاً وباتفاق الترتيبات الأمنية، وانّ الجيش اللبناني يواصل عمله ويوسع انتشاره في الجنوب كما في سائر الأراضي اللبنانية لبسط سلطة الدولة، وحصر السلاح بيدها وحدها».
الخارجية
ودانت وزارة الخارجية والمغتربين «الاعتداء الإسرائيلي على منطقة مكتظة بالسكان في الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت، وما تسبّب به من حالات هلع لدى المدنيين، إضافة إلى الأضرار المادية». ودعت الوزارة «الدول الراعية لترتيبات وقف الأعمال العدائية إلى الضغط على اسرائيل لوقف اعتداءاتها وخروقاتها المتكرّرة لقرار مجلس الأمن 1701، والالتزامات المتعلقة بترتيبات الأمن، كونها تُقوّض السلم والأمن الإقليميين، وجهود الدولة اللبنانية للحفاظ على السيادة الوطنية». وأعلنت انّها «ستواصل اتصالاتها مع الدول الشقيقة والصديقة لوضع حدّ لهذه الانتهاكات، وانسحاب اسرائيل من كافة المناطق والنقاط اللبنانية التي ما زالت تحتلها، مع تشديد لبنان على التزامه بقرارات الشرعية الدولية، لا سيما القرار 1701 بكافة مندرجاته».
تقويض التفاهم
ومن جهتها، المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس-بلاسخارت كتبت عبر منصة «إكس»: «أثارت غارة اليوم (أمس)على الضاحية الجنوبية لبيروت حالة من الذعر والخوف من تجدد العنف بين المتلهفين للعودة إلى الحياة الطبيعية. نحضّ جميع الأطراف على وقف أي أعمال من شأنها أن تقوّض تفاهم وقف الأعمال العدائية وتطبيق قرار مجلس الأمن رقم 1701».
حزب الله
وأكّد عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب إبراهيم الموسوي، لدى تفقّده المكان المستهدف بالغارة الإسرائيلية، أنّ «المطلوب من وزير الخارجية يوسف رجي استدعاء سفراء الدول الكبرى ورفع شكوى لمجلس الأمن والقيام بواجباته». وقال: «يجب العمل على تزويد الجيش اللبناني بالأسلحة التي تحمي لبنان، ويجب التركيز على نقاط القوة الموجودة». ولفت إلى أنّ «العدو الإسرائيلي بات يقوم باستباحة واسعة لسيادة لبنان»، مضيفًا أنّ «سلاح المقاومة هو من نقاط القوة التي يملكها لبنان». داعياً الدولة اللبنانية إلى تقديم شكوى إلى مجلس الأمن الدولي لوقف العدوان على لبنان».
نتنياهو وكاتس
وكان الطّيران الحربي الإسرائيلي شن غارةً عنيفةً استهدفت الموقع المهدَّد في حي الحدث في الضّاحية الجنوبيّة لبيروت، بعد 3 غارات تحذيريّة نفّذها الطّيران المسيّر الإسرائيلي، ما أدّى إلى اندلاع حريق في مكان الاستهداف وتصاعد دخان كثيف.
وقبيل الغارة كتب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي أدرعي عبر «إكس»: «لكل من يوجد في المبنى المحدّد بالأحمر وفق ما يُعرض في الخريطة المرفقة والمباني المجاورة له: أنتم تتواجدون بالقرب من منشآت تابعة لحزب الله. من أجل سلامتكم وسلامة أبناء عائلاتكم أنتم مضطرون لإخلاء هذه المباني فوراً والابتعاد عنها لمسافة لا تقلّ عن 300 متر وفق ما يُعرض في الخارطة».
فيما أفادت مصادر، انّ المبنى الذي هدّدت إسرائيل باستهدافه هو مخزن وليس مبنى سكنياً، ويقع خلف «إكسبرس تشيكن» في حي الجاموس.
وعقب الغارة على الضاحية الجنوبية لبيروت، أعلن نتنياهو ووزير دفاعه يسرائيل كاتس في بيان مشترك: «شنّ الجيش الإسرائيلي هجوماً قوياً استهدف بنية تحتية خُزّنت فيها صواريخ دقيقة تابعة لحزب الله في بيروت، والتي كانت تشكّل تهديداً كبيراً على دولة إسرائيل». وأضاف: «إسرائيل لن تسمح لحزب الله بالتعاظم أو بخلق أي تهديد ضدّها في أي مكان في لبنان».
ولفت البيان إلى أنّ «حي الضاحية في بيروت لن يكون ملاذاً آمنا لمنظمة حزب الله الإرهابية». وتوجّه إلى الحكومة اللبنانية بالقول: «تقع على عاتق الحكومة اللبنانية المسؤولية المباشرة لمنع هذه التهديدات». وأكّد أنّ «إسرائيل مصممة على تحقيق هدف الحرب بإعادة سكان الشمال إلى منازلهم بأمان».
«البيجر» مجدداً
من جهة ثانية، كشف نتنياهو عن تفاصيل عملية الـ«بيجر» التي نفّذتها إسرائيل ضدّ حزب الله، مؤكّدًا أنّها سببت «صدمة كبيرة» للحزب. وأشار إلى أنّ «حزب الله أرسل 3 أجهزة «بيجر» لفحصها في إيران، فقمنا بتسريع تنفيذ العملية لمفاجأتهم»، موضحًا أنّ هذه الخطوة كانت تهدف إلى إحباط أي تهديدات محتملة. وقال: «لم نبلّغ إدارة بايدن بعملية الـ«بيجر» ضد حزب الله»، مما يعكس سياسة إسرائيل في اتخاذ قراراتها العسكرية بشكل مستقل». كما تحدث عن تأثير هذه العملية على حزب الله، قائلاً: «حزب الله فوجئ من تسرّع السنوار في 7 تشرين الأول». وتابع، «قرّرنا ألّا نبلغ الأميركيين بشأن استهداف الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله إلّا عندما تكون مقاتلاتنا في الجو قبيل تنفيذ العملية، مؤكّدًا أنّ «بعض الأشخاص لا يمكن استبدالهم فعلاً ونصرالله واحد منهم وقد قتلناه». وأضاف: «خلال ساعات دمّرنا أسلحة وصواريخ كان حزب الله يعدّها منذ 30 عاماً».
وفي تحليل للموقف العسكري في المنطقة، ذكر نتنياهو: «أحبطنا خطة السنوار وحزب الله، وغيّرنا وجه الشرق الأوسط»، مضيفًا أنّ السنوار «تسرّع» في تنفيذ خطة كانت تقضي بهجوم صاروخي متزامن من حزب الله ضدّ إسرائيل. وأوضح أنّه بعد انضمام حزب الله إلى المعركة ضدّ إسرائيل إلى جانب حماس، «نقلنا القتال إلى لبنان»، لتوسيع نطاق المواجهات.
كما تطرّق نتنياهو إلى قضية الرهائن، قائلاً: «سوف نستعيد كل الرهائن قريبًا»، مشيرًا إلى جهود إسرائيل المستمرة لاستعادة مواطنيها الذين تمّ أسرهم.
وفي سياق سياسة إسرائيل الإقليمية، شدّد نتنياهو على أنّ «إسرائيل كانت العائق أمام التمدّد الإيراني في المنطقة»، مُتهمًا إيران بمحاولة تغيير واقع المنطقة لصالحها عبر دعم جماعات مسلحة مثل حزب الله، مؤكّدًا أنّه «حطّمنا المحور الإيراني لكن ما زال أمامنا الكثير لننجزه». كما لفت إلى أنّ «أعدنا الإيرانيين 10 سنوات إلى الوراء بعدما ظنوا أنّهم اقتربوا من حيازة سلاح نووي»، وتوعّد قائلًا: «سندمّر المفاعلات النووية الإيرانية ومنشآت التخصيب لنتأكّد من أنّهم لن يتمكنوا من التخصيب لأي غرض». واضاف: «لن نقبل إلّا بتدمير كل قدرات إيران النووية لنتأكّد من عدم محاولتهم إحياء برنامجهم مع إدارة أميركية أخرى»، مضيفًا: «لن نقبل بتسوية ملف إيران النووي إلّا على الطريقة الليبية».
وحول القضية الفلسطينية، قال نتنياهو بشكل قاطع: «الفلسطينيون يريدون إقامة دولتهم داخل إسرائيل وليس إلى جانبها»، مُؤكّدًا رفض إسرائيل فكرة «إقامة دولة فلسطينية»، ومُشيرًا إلى أنّه «رأينا نتيجة قيام دولة فلسطينية في غزة، واتضح أنّها فكرة سخيفة».
مقاربة واحدة
وعلى صعيد ملف السلاح، فوفق المعلومات المتداولة في أوساط سياسية مواكبة، فإنّ أركان الحكم الذين توافقوا على مقاربة واحدة لملف السلاح، أبلغوا إلى الجانب الأميركي أنّ معالجة هذه المسألة في الداخل اللبناني لا يمكن أن تتمّ إلّا في سياق توافقي وسلمي، وأنّ أي استعجال غير مدروس في هذا الشأن ستكون له انعكاسات سلبية ليست في مصلحة أحد، ولن تصبّ في مصلحة تنفيذ القرارات الدولية ذات الصلة. وقد لقي هذا المنطق تفهّماً لدى الأميركيين، لأنّ تنفيذ اتفاق وقف النار والقرارات الدولية من طريق التفاهم يبقى أفضل من المواجهة التي يمكن أن تعرّض مسار الاستقرار اللبناني لانتكاسة غير مرغوب فيها.
ولكن، في مقابل هذه المقاربة الهادئة، تراهن واشنطن على أنّ جميع القوى في لبنان، ولا سيما منها حزب الله، ستفي بالتزاماتها المقطوعة للمجتمع الدولي، وستوافق على حصر السلاح بأيدي القوى الشرعية وحدها، وضمن مهلة معقولة زمنياً.
وفي تقدير مصادر سياسية، أنّ هناك تفاهماً ضمنياً بين المعنيين حول ربط المعالجة المنتظرة لملف السلاح بالمفاوضات الدائرة بين الأميركيين والإيرانيين. ذلك أنّ مفتاح الحل لمسألة سلاح «الحزب» موجود أساساً في طهران.
- اللواء عنونت: عدوان إسرائيلي مريب يستبيح الضاحية.. ومزاعم كاذبة لنتنياهو وكاتس
واشنطن تتجاهل المطالبة بمنع الغارات.. وعون وسلام يطالبان ضامني الإتفاق بوقف الإعتداءات
وكتبت صحيفة “اللواء”: في ثالث عدوان مريب من نوعه، بعد وقف إطلاق النار، استهدفت طائرات اسرائيلية من نوع إف-35 مكاناً لتقديم المساعدات والخدمات الاجتماعية في الضاحية الجنوبية، بذريعة انه مخزن للاسلحة العائدة لحزب الله، وهو ما دحضته طبيعة الحرائق المنبعثة، عن الانفجار، والمكان الذي استهدف بثلاثة صواريخ اسرائيلية.
وجاءت استباحة الضاحية الجنوبية بعد إخطار الولايات المتحدة الأميركية، التي لم تتجاوب مع الطلبات اللبنانية بمنع الاستهداف لما زعمته اسرائيل بأنه مكان لتخزين الصواريخ الدقيقة لحزب الله، الامر الذي أغضب الجانب اللبناني.
والثابت ان تل ابيب راحت تلعب على توقيت الجدل القائم حول مواعيد تسليم حزب الله الى الدولة اللبنانية، معتبرة ان الضاحية الجنوبية معرضة للاستهداف في أي وقت.
وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» ان استهداف منطقة الضاحية الجنوبية أمس طغى على المشهد السياسي وفرض معه استفسارات عن المرحلة المقبلة وما اذا كان ما جرى هو بمثابة رسالة ضغط إسرائيلية وتحديداً في ملف تسليم السلاح، ولفتت الى ان ما جرى ينتظر ان يدخل في دائرة ردود الفعل.
وأوضحت ان اي اجتماع رسمي محلي مقبل يتناول هذا الاستهداف الذي بات يتكرر وإن بفترات بعيدة عن بعضها البعض، مؤكدة ان إتصالات تتم للإتفاق على عقد جلسة لمجلس الوزراء هذا الاسبوع اذا تسنى الامر.
الى ذلك، يتوقع ان يستأنف رئيس الجمهورية محطاته الخارجية في القريب العاجل تحت عنوان اعادة لبنان الى بناء علاقات وثيقة مع محيطه العربي.
والاستهداف جاء بعد ثلاث غارات نفذها الطيران المسيّر، والذي سبق بتسريب خبر عاجل عن ان الناطق بجيش الاحتلال طلب من الاهالي مغادرة المكان المستهدف في منطقة الحدث.. وهذا ما حدث فعلاً..
وأجرى الرئيس عون اتصالات مع اطراف دولية، ومن بينها ممثلي الدول الاعضاء في لجنة مراقبة وقف النار.
الرد الرسمي: اتصالات
وأدان الرئيس عون الاعتداء الإسرائيلي الذي استهدف الضاحية الجنوبية ، وقال: ان الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على سيادة لبنان وسلامة أراضيه مرفوضة تحت أي ذريعة. على الولايات المتحدة وفرنسا، كضامنين لتفاهم وقف الأعمال العدائية، أن يتحملا مسؤولياتهما ويجبرا إسرائيل على التوقف فوراً. إن استمرار إسرائيل في تقويض الاستقرار سيفاقم التوترات ويضع المنطقة أمام مخاطر حقيقية تهدد أمنها واستقرارها.
وافيد ان الرئيس عون اجرى اتصالات بالعضوين الاميركي والفرنسي في لجنة الاشراف على اتفاق وقف اطلاق النار مطالباً بالتحرك فورا لوقف الإعتداءات.
كما ادان رئيس مجلس الوزراء نواف سلام مواصلة اسرائيل اعتداءاتها على لبنان وترويع الآمنين في منازلهم وهم التواقون للعودة إلى حياتهم الطبيعية. وطالب الدول الراعية لاتفاق الترتيبات الأمنية الخاصة بوقف الأعمال العدائية، بالتحرك لوقف هذه الاعتداءات وتسريع الانسحاب الاسرائيلي الكامل من الأراضي اللبنانية.
واكد الرئيس سلام أن لبنان يلتزم ببنود القرار ١٧٠١ كاملاً وباتفاق الترتيبات الأمنية، وأن الجيش اللبناني يواصل عمله ويوسع انتشاره في الجنوب كما في سائر الأراضي اللبنانية لبسط سلطة الدولة، وحصر السلاح بيدها وحدها.
بدورها دعت وزارة الخارجية الدول الراعية لترتيبات وقف الأعمال العدائية للضغط على اسرائيل لوقف اعتداءاتها وخروقاتها المتكررة لقرار مجلس الامن١٧٠١، والالتزامات المتعلقة بترتيبات الامن كونها تُقوّض السلم والامن الاقليميين، وجهود الدولة اللبنانية للحفاظ على السيادة الوطنية.
وقالت: انها ستواصل الوزارة إتصالاتها مع الدول الشقيقة والصديقة لوضع حد لهذه الانتهاكات، وإنسحاب اسرائيل من كافة المناطق والنقاط اللبنانية التي ما زالت تحتلها، مع تشديد لبنان على التزامه بقرارات الشرعية الدولية، لا سيما القرار ١٧٠١ بكافة مندرجاته.
وقالت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس-بلاسخارت عبر منصة «إكس»: أثارت الغارة على الضاحية الجنوبية لبيروت حالة من الذعر والخوف من تجدد العنف بين المتلهفين للعودة إلى الحياة الطبيعية. نحث جميع الأطراف على وقف أي أعمال من شأنها أن تقوض تفاهم وقف الأعمال العدائية وتطبيق قرار مجلس الأمن رقم 1701.
ولم يتورع الاحتلال من اتباع غاراته بتهديدات ضد لبنان وحكومة وحزب الله.
فقد اعلن رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو ووزير الحرب الاسرائيلي يسرائيل كاتس في بيان مشترك بعد استهداف الضاحية، مساء امس، ان «الجيش الاسرائيلي هاجم بنية تحتية استخدمت لتخزين صواريخ حزب الله.
واشار البيان ان «منطقة الضاحية في بيروت لن تكون ملاذا آمنا لحزب الله».
وتضمن البيان ان «اسرائيل لن تسمح لحزب الله بأن يقوى ويشكل اي تهديد لها في اي مكان في لبنان، وتتحمل الحكومة اللبنانية المسؤولية المباشرة لمنع هذه التهديدات».
وكشفت الاذاعة الاسرائيلية ان اسرائيل ابلغت الولايات المتحدة قبل الهجوم على الضاحية الجنوبية.
وزعم كاتس: انتظرنا 72 ساعة لتقوم الحكومة اللبنانية عبر الجيش اللبناني بالكشف على المبنى المستهدف، وعندما لم تفعل تولينا بنفسنا تحييد تهديد محتمل لوقف اطلاق النار والقرار 1701.
وفي معلومات جديدة حول تفجيرات البايجرز، كشف نتنياهو ان حزب الله ارسل 3 اجهزة بيجر لفحصها في ايران، فقمنا بتسريع تنفيذ العملية.
وقال: قررنا الا نبلغ الاميركيين بشأن استهداف نصر الله (السيد حسن نصر الله) الا عندما تكون مقاتلاتنا في الجو قبيل تنفيذ العملية، مشيرا الى ان هناك بعض الاشخاص لا يمكن استبدالهم فعلا ونصر الله واحد منهم، وقد قتلناه.
تبدُّل في المشهد
وكان المشهد تبدَّل مع الكشف عن عزم الاحتلال الاسرائيلي استهداف مبنى في الحدث، فبعد ان عاد الرئيس عون وعقيلته السيدة نعمت عون من تشييع البابا الراحل فرنسيس، الى جانب 170 رئيس دولة، مع عقد لقاءات وتبادل اطراف الحديث مع عدد من قادة وزعماء العالم: الاردن، فرنسا، ايطاليا، اليونان، ليشستاين، البواين، على ان تمضي اجراءات الحكومة في تنفيذ برنامجها المحدد في البيان الوزاري.
وفي المواقف، رحب بإقرار قانون السرية المصرفية نائب المدير العام لصندوق النقد الدولي ميغيل كلارك، مؤكدا انخراط الصندوق في اعداد حزمة الاصلاحات في لبنان.
بلدية بيروت
بلدياً، تبدأ الاحد المقبل،الجولة الاولى من الانتخابات البلدية والاختيارية في جبل لبنان.
وفي يوميات التحالفات الانتخابية البلدية للعاصمة، كشف «مرجع بيروتي» لـ «اللواء» ان طرح اقتراح اللوائح المقفلة واعلان الرئيس سعد الحريري عزوف تيار «المستقبل» عن خوض الانتخابات شجع على تشكيل اكثر من لائحة في بيروت، بعدما كان مقدّراً قبل عزوفه تشكيل لائحة قوية لا ينافسها احد وتضمن المناصفة الكاملة.
بالتوازي ما زال العمل قائماً لتشكيل لائحة القوى السياسية والعائلية الاساسية في بيروت، وتجري اتصالات بين ثنائي امل وحزب الله والنائب فؤاد مخزومي وجمعية المشاريع الاسلامية (الاحباش) والتيار الوطني الحر وحزب القوات اللبنانية وبالتنسيق مع النائب والوزير الاسبق ميشال فرعون، وعُقِد مؤخراً اجتماع في منزل مخزومي غاب عنه نائبا امل محمد خواجا والحزب امين شري والاحباش، لكن ذلك لم يمنع استمرار العمل على تشكيلها بما يؤمّن اكبر قدر من التجانس والتفاهم بين الاعضاء.
وفي حين افادت المعلومات ان كُلاًّ من النائبين وضاح الصادق ونبيل بدر يسعيان لتشكيل لائحة ما يرفع عدد اللوائح الاساسية الى ثلاث على الاقل، عدا مساعي بعض المرجعيات السياسية واركان العائلات لتشكيل لوائح، ولكن بعد عزوف « تيار المستقبل» عن خوض الانتخابات ، جرت محاولات للعمل على كسب اصوات ناخبي التيار لهذه اللائحة او تلك، لذلك لازال وضع اللوائح ضبابياً.
وتوقف نائب بارز معني بموضوع الانتخابات عموماً والبلديات بشكل خاص هذه الفترة كونه يتابع اقتراحات القوانين المطروحة، امام فتح باب السجال مجدّداً حول المناصفة في مجلس بلدية بيروت، والعودة الى ضرورة تمثيل المسيحيين عددياً، وطرح مقترحات تصل الى مستوى تعديل قانون الانتخابات البلدية وفرض اللائحة المقفلة، التي لا تتيح للناخب اختيار من يراه الأنسب وإلزامه بأسماء قد لا يرى فيها قدرة على العمل البلدي التنموي والاصلاحي.
وقال النائب المذكور لـ«اللواء»: نحن كمسلمين اوقفنا العدّ الطائفي من زمن بعيد ونلتزم بدستور الطائف بتحقيق المناصفة في وظائف الفئة الاولى، فلماذا يثيره بعض الاطراف المسيحية مجدداً ممن يطالبون يومياً بتطبيق دستور الطائف؟ ولماذا فتح سجالات سياسية وطائفية حول التعديلات المطلوبة لتحقيق المناصفة في وقت ضيق لا يتيح فتح إشكالات قانونية وسياسية حول تعديل القوانين قبل موعد الانتخابات بقليل؟
ويرى النائب المذكور أن التوافق السياسي والعائلي يمكن ان يحقق المناصفة ليس في بيروت فقط بل في كل المدن والقرى المختلطة طائفياً. ويمكن لاحقاً البحث في اي تعديلات ممكنة تؤمن المشاركة الفعلية.
قضائياً، يصل وفد قضائي فرنسي الى بيروت اليوم، ومعه خلاصة ما توصل التحقيق الفرنسي في ما خص انفجار مرفأ بيروت في 4 آب.
العدوان على الجاموس
وتعرّض شارع الجاموس بمنطقة الحدث لعدوان ادى الى تدمير مبنى فيه، واشتعال النيران.
وكتب أدرعي عبر «إكس» لكل من يتواجد في المبنى المحدد بالأحمر وفق ما يُعرض في الخارطة المرفقة والمباني المجاورة له: أنتم تتواجدون بالقرب من منشآت تابعة لحزب الله. من أجل سلامتكم وسلامة أبناء عائلاتكم أنتم مضطرون لإخلاء هذه المباني فوراً والابتعاد عنها لمسافة لا تقل عن 300 متر وفق ما يُعرض في الخارطة.
وعلى الاثر، افيد عن إطلاق رصاص كثيف في الضاحية الجنوبية لإنذار الناس بإخلاء المنطقة المهددة من قبل الجيش الإسرائيلي. وسجلت حالات نزوح من المنطقة تحسبا لأي عدوان. كما سجل تحليق كثيف لطيران الاستطلاع في سماء بيروت وضاحيتها الجنوبية.
وبعد فترة قصيرة اغارت طائرة مسيّرة على المنطقة.تلتها غارة ثانية، وغارتان بالطيران الحربي على محيط المكان المستهدف ما ادى الى دمار كبير في عدد من الابنية.
وعملت فرق الدفاع المدني على إخماد الحرائق التي اندلعت نتيجة الغارات. وبعد انتهاء الغارات، باشر المواطنون رفع الاضرار وعزز الجيش اللبناني انتشاره في محيط المنطقة التي استهدفتها.
وافادت المعلومات ان المبنى الذي هددت إسرائيل باستهدافه هو مخزن «هنغار» وليس مبنى سكنياً. لكن القناة 12 الإسرائيلية زعمت ان المبنى الذي يعتزم الجيش الإسرائيلي قصفه في الضاحية يستخدمه حزب الله لتخزين أسلحة.
كما زعمت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي: ان الغارات استهدفت صواريخ دقيقة لحزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت». وقالت: ان تل أبيب أبلغت واشنطن قبل استهداف الضاحية. وبرّر مسؤول إسرائيلي العدوان بالقول: إن تخزين حزب الله أسلحة يتعارض مع اتفاق وقف النار؟
وتفقد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب الدكتور ابراهيم الموسوي وعضو الهيئة التنفيذية في حركة امل الدكتور طلال حاطوم، المنطقة المستهدفة، وقال الموسوي: أن العدو الإسرائيلي بات يقوم باستباحة واسعة لسيادة لبنان. وأن سلاح المقاومة هو من نقاط القوة التي يملكها لبنان.
وبعد الغارة على الضاحية الجنوبية، استمر تحليق المسيّرات على ارتفاع منخفض فوق الضاحية.
ميدانياً، استفاق الجنوب علي استهداف موطن في مزرعته في بلدة حلتا في العرقوب، بمسيّرة فسقط عامر عبد العال شهيدا.
ومساء، شنت مروحية اسرائيلية غارة على المجيدية مقابل مركز للجيش اللبناني، حيث نجا مواطن من جراء الغارة.