سياسةمحليات لبنانية

قالت الصحف:البابا يدعو اللبنانيين لمساعدة أنفسهم ..والحريري بات قريبا من الاعتذار

الحوار نيوز – خاص

  بين دعوة البابا فرنسيس للبنانيين كي يساعدوا أنفسهم والجمود الحكومي والأزمة المعيشية ،تنوعت اهتمامات الصحف اليوم ،فيما رأى بعضها أن الرئيس المكلف سعد الحريري بات قريبا من الاعتذار.

  • صحيفة “النهار” كتبت تقول: يوم لبنان في الفاتيكان ومنه وعبره الى العالم كله، كأن الكرسي الرسولي يعلنها بوضوح ان إنقاذ لبنان هو أمانة في عنق العالم، تلك كانت الخلاصة العريضة ليوم الصلاة من اجل لبنان في الفاتيكان. فما حصل في الفاتيكان امس لم يقلّ أهمية في دلالاته الروحية من خلال جمعه رؤساء عشرة طوائف مسيحية في لبنان والشرق، ولا في دلالاته المعنوية والرمزية، ولا في دلالاته العملية كمنطلق قوي لاحتضان قضية الشعب اللبناني عن الإرشاد الرسولي الذي انجز بدفع الفاتيكان بعد الحرب. ويمكن القول ان البابا فرنسيس في ما اطلقه في رسالته البالغة الأهمية متوجاً مساء امس يوم الصلاة من اجل لبنان يعتبر وثيقة تاريخية غير مسبوقة لجهة المواقف التي تضمنتها امام أسماع ومشاهدات ممثلي الدول الذين حضروا القداس الختامي. رسالة البابا وحدها بدت حدثاً موازياً لدلالات اليوم اللبناني التاريخي في الفاتيكان، إذ ان توجهه الى اللبنانيين والمسؤولين السياسيين من جهة، والى الدول والعالم من جهة أخرى، جعل البابا يرتقي بإعطائه لبنان هذه الأهمية ما يعتبر سابقة بكل المعايير. ولم يكن حدثاً عادياً اطلاقاً انه بعد فرنسا ومن ثم الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ومنتديات دولية أخرى ان تأتي كلمة البابا وموقفه الذي ندد بالتضحية بلبنان على مذبح المصالح الخاصة كتتويج للإدانة الدولية للمسؤولين السياسيين اللبنانيين بموازاة إدانته لاستخدام لبنان والتضحية به أمام المصالح الخارجية.

    “يوم التأمل والصلاة من أجل لبنان” الذي دعا إليه البابا فرنسيس بمشاركة عشرة من المسؤولين الكنسيّين في لبنان: 6 يمثّلون الكنيسة الكاثوليكيّة و3 يمثّلون الكنائس الأرثوذكسيّة، وواحد يمثّل الكنائس الإنجيليّة (في غياب كنيسة الارمن الكاثوليك التي توفى بطريركها الاسبوع الماضي). وقد تخللته ثلاثة لقاءات خلف الأبواب المغلقة في القصر الرسولي في الفاتيكان بعيداً من الأضواء والاعلام . وقال رئيس مجمع الكنائس الشرقية الكاردينال ليوناردو ساندري “الله وحده قادر على مساعدة لبنان للخروج من الأزمة التي هو فيها”.

    موقف البابا

    وفي الصلاة الختامية التي أقيمت في بازيليك القديس بطرس وسط حضور كثيف تقدمه ممثلو وسفراء العديد من الدول توجه البابا فرنسيس الـى “الاخوة والأخوات”، قائلا “اجتمعنا اليوم، بدافع القلق الشديد على لبنان، لنصلي ونفكر معاً، حيث نرى البلد الذي أحمله بقلبي وأرغب بزيارته يتعرض لأزمة خطيرة”. وأشار إلى “صرخة امرأة التقت يسوع وكانت من جهات صور وصيدا، وتوسلت إليه بقلق وإلحاح شديدين: “أغثني يا رب”. هذه الصرخة باتت صرخة شعب بأكمله، هو محبط ومنهك وبحاجة لأمن وسلام”. وأضاف : “بصلواتنا أردنا أن نرافق هذه الصرخة لا لنستسلم، ولا نعجز لطلب السلام الذي يعجز عن صنعه الانسان من السماء”.

    وتابع : “لنصلي للشرق الأوسط، لهذا البلد الحبيب لبنان، كنز االحضارة الذي يشهد على خبرة فريدة من العيش السلمي”، مشدداً على أنه “لا يمكن أن يُترك لبنان رهينة الأقدار أو الذين يسعون وراء مصالحهم الخاصة دون رادع. وليضع كل من في يده السلطة نفسه نهائياً وبشكل قاطع في خدمة السلام لا مصالحه”. وناشد السياسيين “إيجاد حلول عاجلة ومستقرة للأزمة السياسية والمالية والاجتماعية الحالية، وتذكروا بأنه لا سلام دون عدل”، وقال: “ندعو القادة السياسيين في لبنان أن يجدوا بحسب مسؤولياتهم حلولا عاجلة للازمة” متمنياً أن “ينجم عن هذا اليوم مبادرات عملية في إطار الحوار والالتزام التربوي والتضامن”. واعتبر أن “لبنان رسالة عالمية، رسالة سلام وأخوة ترتفع من الشرق الأوسط، وهو يجب أن يبقى مشروع سلام، ورسالته أن يكون لبنان أرض سلام وتعددية، وواحة قوة تلتقي فيها الأديان والطوائف المختلفة، وتعيش معها جماعات مختلفة تفضل الخير العام على المصالح الخاصة”.

    وأضاف: “كفى أن تسيطر أنصاف الحقائق على آمال الناس. كفى استخداماً للبنان والشرق لمصالح خارجية”، مؤكداً أنه “يجب إعطاء اللبنانيين الفرصة ليكونوا بناة فرصة أفضل على أرضهم دون تدخلات لا تجوز. أنتم أعزائي اللبنانيين تميزتم على مر العصور، حتى في أصعب اللحظات، بروح المبادرة والاجتهاد. أرز بلدكم يذكر بغنى وازدهار تاريخكم الفريد”.

    ودعا اللبنانيين إلى التأصل “في أحلام اجدادكم، وأحلام السلام. في الأشهر الأخيرة فهمنا، كما لم نفهم من قبل، أنه لا يمكن أن نتخلص وحدنا، لهذا نناشدكم جميعاً ألا تيأسوا وتفقدوا الروح، وابحثوا عن الرجاء في تاريخكم لتزهروا من جديد”.

    وطالب المجتمع الدولي بـ “توفير الظروف المناسبة للبلد حتى لا يغرق، بل ينطلق في حياة جديدة”. كذلك أكد لـ “إخوتنا وأخواتنا المسلمين ومن الديانات الأخرى، الانفتاح وتعزيز السلام ،وهذا ليس فيه غالبون ومغلوبون بل أخوة يسيرون من الصراع للوحدة”. وشدد على أن “الشباب هم مصابيح تضيء في هذه الساعة المظلمة، وولادة البلد تكون على يدهم. لننظر الى آمال وأحلام الشباب، ولننظر إلى الأطفال”. وقال: “فلتختف ليلة الصراعات، وليشرق من جديد فجر الأمل، ولتتوقف العداوات وتغرب النزاعات، فيعود لبنان إشعاعا لنور السلام. يجب أن نعود ونصغي لكبارنا لأن أحلامهم نبوءة لنا، ويجب ان نبني عليها لمستقبل أفضل”.

    أوراق عمل ومتابعة

    ووصفت مصادر مطلعة الاجواء التي سادت في يوم لبنان في الفاتيكان بالجيدة جدا، اذ طُرحت مجمل الافكار الواردة في اوراق العمل وانعكاس الخلافات بين المسؤولين من الطائفة نفسها سلباً على الاوضاع العامة، كما وجوب متابعة اللقاء عبر لجنة او اي وسيلة اخرى لعدم تركه يتيماً. واكدت ان البابا يبدي اهتماماً بالغاً بلبنان وقضاياه حتى انه وصل باكراً وبدأ اللقاء قبل الموعد المحدد، موضحة ان نتائج اللقاء ستتظهر في وقت لاحق، من خلال شبكة علاقات الفاتيكان مع دول العالم المؤثرة الرافضة انهيار لبنان.

    هيل ولبنان

    وفي موقف أميركي جديد من الوضع في لبنان، صرّح مساعد وزير الخارجية الأميركي للشؤون السياسية ديفيد هيل في مقابلة مع محطة CNBC سي ان بي سي أنّ الوضع الاقتصادي في لبنان يواجه “كارثة فورية” وقال إن قادة البلاد بحاجة إلى إظهار الإرادة للإصلاح قبل أن يتم تقديم أي مساعدة خارجية.

    وأضاف: “لن يكون هناك أي خطة إنقاذ دولية، لكن سيكون هناك مساعدة كبيرة لبرنامج الإصلاح”. وأكّد هيل “أن الحلّ في أيدي القادة اللبنانيين، وعليهم أن يثبتوا لنا أن لديهم الإرادة والقدرة على تنفيذ الإصلاحات اللازمة حتى لا يضيع أي تمويل دولي، كما حدث سابقًا،” مضيفًا أن على اللبنانيين ألا يتوقعوا “خلاصًا خارجيًا”.

    اما على الصعيد السياسي الداخلي، فلم يطرأ أي جديد في ملف الازمة الحكومية بينما سُجّل امس استقبال الرئيس فؤاد السنيورة السفير السعودي في لبنان وليد بخاري، حيث عرضا الاوضاع في لبنان من مختلف جوانبها، بالاضافة الى العلاقات الثنائية بين البلدين، وفق ما اعلن المكتب الاعلامي للرئيس السنيورة . وفي المقابل قال نائب رئيس تيار “المستقبل” مصطفى علوش ان “الكلام حالياً ليس عن الإعتذار لكن البحث قائم على “ماذا بعد الإعتذار”.

    في الموازاة، ربط كلّ من تيارالمستقبل” ودار الفتوى، بين الوضع الامني في طرابلس الذي اهتز في الايام الماضية، من جهة، وبين التعثر في تشكيل الحكومة من جهة ثانية. وناشد مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان الجيش والقوى الأمنية اللبنانية “ردع كل من يحاول الإخلال بالأمن في المناطق اللبنانية كافة، والضرب بيد من حديد منعا من الوصول الى الأمن الذاتي الذي يرفضه الجميع، مع حفظ حق المواطنين في التعبير السلمي عن أوجاعهم، وننبه من أي تعرض للجيش هو تعرض لكل اللبنانيين الشرفاء الذين هم مع جيشهم حامي وطنهم”. ووجه تحية محبة وتقدير واحترام الى قائد الجيش وضباطه وعناصره قائلا “حمى الله لبنان واللبنانيين من شر الفتن والأزمات المتراكمة التي تلاحقهم كل يوم، وهذا لا يمكن أن ينتهي إلا بتشكيل حكومة إنقاذ تنهض بالوطن وتكون على مستوى التحديات التي نواجهها جميعا”.

    بدوره، أكد تيار “المستقبل” ان “قوتنا تكون بدعم جيشنا لمنع محاولات خطف طرابلس، والتلاعب بمصيرها”، مشيرا الى ان “الخروج من القعر المالي والاقتصادي، يكون اليوم برفع الصوت عالياً حيال كل من يعطل تشكيل حكومة المهمة بقيادة الرئيس المكلف سعد الحريري بحسب الدستور، من أجل الضغط عليهم للافراج عن التشكيلة الحكومية التي يحتاجها اللبنانيون لوقف الانهيار وإعادة وضع لبنان على سكة التعافي الاقتصادي، بعد ما وصله من انحدار في ظل سياسات هذا العهد التي لا تقيم أي وزن لمعاناة اللبنانيين، ولا سيما الطرابلسيين خصوصاً، وأهل الشمال عموما”.

  • وكتبت صحيفة “الأخبار” تقول: لم يجزم الرئيس المكلف سعد الحريري قراره بالاعتذار، لكنه صارَ أقرب إليه من أي وقت مضى. بمعزل عن التعقيدات الداخلية فإن النقطة التي تتعلق بالموقف الخارجي منه تقترب من الحسم سلباً

    “الحريري سيعتذِر”. “الحريري يستمهِل للاعتذار”. “الحريري يُبلِغ رئيس مجلس النواب نبيه برّي قراره والأخير يطلب التروّي”. “ماذا بعدَ اعتذار الحريري”؟ “من البديل”؟ “ما هي السيناريورهات المحتملة”؟ هذا غيض مِن فيض الأسئلة التي تتدافَع منذُ أيام، عاكسةً الواقع المأزوم الذي تعيشه القوى السياسية، إنما أكثرهم، الرئيس المُكلّف. فالأخير يسير على جسرٍ متأرجِح، مربوط من جهة بالتعقيدات الداخلية في الحكم والطائفة، فيما طرفه الثاني متصِل باللاعبين اللإقليميين والدوليين الذين يزيدون من إرباكه بسبب مواقفهم غير الواضحة منه.

    الثابِت في المشهد، حتى الآن، أن الحريري نفسه أسير الانتظار المرشحّ لأن يطول ما لم تحصَل تطورات خارِج الحسبان، كتوافق داخلي وخارجي على سرعة تأليف حكومة يترأسها هو، والأهم الحصول على حدّ أدنى من موافقة ولو “صورية” سعودية على ذلك.

    قبلَ أسابيع، وضعَ الحريري خيارَ اعتذاره جانباً، بعدَ أن حصدَ تأييداً من الطائفة السنية بجناحيها السياسي والديني، لكنه لم يطوِ الفكرة نهائياً. كادَ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل يستدرجانِه إليها، لكن رئيس مجلس النواب نبيه برّي حال دون ذلك. إلا أن أجواء الأيام الماضية أكدت أن الخيار يعود مع كل هبوط ليل أو طلعة نهار، لكن دونه اعتبارات كثيرة:

    أولاً، يواجه الرئيس المكلف سؤالاً أساسياً عن وضع “الشارع السني” بعد اعتذاره، في ظل صورته (الحريري) المهشمة أصلاً. فهل يتفرّج على ميشال عون وجبران باسيل وهما يُوليان مهمة التكليف إلى شخص غيره؟ فضلاً عن القلق الذي يُساوِره حول مستقبله السياسي، بعدَ أن فشِلت المحاولات الأخيرة في إعادة تبنّيه من قبل المملكة العربية السعودية. وفي حال اعتذر ستصُبِح علاقته مع برّي في الداخل أكثر تأزماً، علماً أن الأخير هو الأكثر تمسكاً به حتى الآن.

    ثانياً، لن يستطيع الحريري حسم قرار اعتذاره بشكل نهائي، قبلَ أن يتفق مع رئيس مجلس النواب نبيه بري على سلة متكاملة لما بعد الاعتذار، تحديداً لجهة البديل وتأمين الغطاء له.

    لكن مجمل هذا المناخ يبقى عالقاً عند نقطةٍ حاسمة يختصرها العارفون بالموقف الخارجي. الاجتماع الثلاثي بينَ وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن مع نظيريه السعودي فيصل بن فرحان والفرنسي جان إيف لو دريان على هامش محادثات مجموعة الدول الاقتصادية العشرين الكبرى في ماتيرا في إيطاليا للبحث في المشكلات التي يشهدها لبنان، لعب دوراً في “الاستمهال”، بخاصة أنه استكمِل باللقاء الذي أجرته السفيرة الأميركية في بيروت دوروثي شيا مع السفير السعودي وليد البخاري. وفي هذا الإطار علمت “الأخبار” أن “إدارة شيا طلبت منها عقد اللقاء استكمالاً لاجتماع ماتيرا، حيث هناك إصرار فرنسي – أميركي على أن تكون السعودية حاضرة وتكون لها إجابات واضحة بشأن الأزمة اللبنانية، وتحديداً من مسألة تكليف الحريري، والبحث معاً عن الخطوات التي يُمكن القيام بها لإلزام القوى السياسية بتشكيل الحكومة”. وجرى التداول بمعلومات عن أن النتائج كانت سلبية وأن الموقف السعودي لا يزال هو نفسه. حتى الإمارتيون أصبحوا غير متحمسين لحكومة يرأسها الحريري، فيما “المصريون يأخذون على عاتقهم إبلاغ رئيس تيار المستقبل برسالة أن لا نصيب له في التشكيل”!

    وهذه التطورات ترافقت في اليومين الماضيين مع تحركات في الشارع كانَ واضحاً صبغتها المناطقية في مؤشر واضح على الرسالة التي “بشرت” بما ستحمله الأسابيع المقبلة، وكأنها بروفا لحالة الفوضى ما بعد الاعتذار. فكيف سيكون المشهد؟

    قبلَ ما يُقارِب الشهرين من الإعلان عن مبادرة عين التينة لتشكيل الحكومة، قالَ الحريري في جلسة مغلقة، بأنه “قد يصِل إلى مرحلة الاعتذار متى تعثّرت الأمور وتبيّن أنه لا مجال لتأليف حكومة”، و “عندما أعتذر لا أحد يراجعني”. ولمّح حينها إلى أنه “سيخوض معارضة شرسة”، وبأن “تكليف البديل لن يكون سهلاً، ولو كُلف، فإن التأليف والعمل سيكونان صعبين جداً”، مُلمحاً إلى أنه “سيستخدم كل الوسائل المتاحة”. حتى إنه في مرات عدة تحدّث عن عدم “قدرته على ضبط الشارع والمناصرين”.

    هذا يقود إلى احتمال واحد، بحسب العارفين. وهو أن سيناريو ما بعدَ الاعتذار هو نفسه سيناريو ما بعدَ الاستقالة عقبَ انتفاضة “17 تشرين”. وقد بدأ الحريري عدّ العدّة قبلَ الاعتذار، من دار الفتوى سابقاً. فقد كانت الزيارة إلى هذه الأخيرة بمثابة “جرس تذكيري” لكل مرشّح للتكليف، بأن قبوله بالمهمة، من دون المرور بوادي أبو جميل، لا تعني سوى أمر واحد، أنه سيكون حسان دياب الجديد الذي سيدخل إلى رئاسة الحكومة مجرداً من أي غطاء.

    وثانياً، رسالة لكل من يريد التخلّص منه كرئيس حكومة، أن الذهاب إلى خيار جديد يعني عزل طائفة بأكملها عن المشهد السياسي، لكونه (أي الحريري) هو المرشح الأوحد بالنسبة إليها، وبالتالي، لن ينتج من ذلِك سوى “غليان وغضب”.

    ثالثاً، إشارة إلى أن الحريري هو جواز العبور السني الوحيد إلى رئاسة الحكومة، وإذا لم يرضَ هو نفسه عن الاسم البديل فلا يُمكن التوافق حوله، فضلاً عن أن الثنائي حركة أمل وحزب الله يضعان هذا الأمر شرطاً لتسمية أي شخصية أخرى، وذلك لاعتبارات كثيرة لها علاقة بمنع التوتير المذهبي.

    ولذلك ربطت مصادر مطلعة الإصرار على ربط الاعتذار بالاتفاق على البديل، فحتى لو جرى توافق خارجي عليه، فإن احتمالات التوتير المذهبي في الداخل تبقى عالية والوضع الحالي يجعلها أكثر اشتعالاً.

  • وكتبت صحيفة “الجمهورية” تقول: إستأثر “يوم التأمل والصلاة من اجل لبنان”، الذي دعا إليه الحبر الأعظم البابا فرنسيس، بمشاركة 10 من قادة مختلف الطوائف المسيحية في لبنان، بكل متابعة واهتمام، فكانت مناسبة للخروج، ولو مؤقتاً، من مشهد الأزمات اللبنانية الحكومية والسياسية والمالية والمعيشية والاجتماعية، إلى صورة مشرقة تؤشّر إلى مدى اهتمام الكرسي الرسولي بالشعب اللبناني أكثر من اهتمام المسؤولين اللبنانيين بشعبهم. ونقلت معظم وسائل الإعلام العالمية الحدث الفاتيكاني في خطوةٍ أعادت تسليط الضوء الدولي على لبنان وأزماته، وذلك في رسالة أراد الفاتيكان توجيهها إلى عواصم القرار في العالم مفادها انّ لبنان يحظى باهتمامه ومتابعته ولن يسمح بانهياره وسقوطه، وهذا ما يفسِّر اللقاءات التي سبقت هذا الحدث، سواء اللقاء الأميركي – الفرنسي أو اللقاء الثلاثي الذي جمع وزراء خارجية واشنطن وباريس والرياض، لأنّ للفاتيكان تأثيره المعنوي الكبير دولياً، وهناك رغبة دائمة في التجاوب مع مساعيه.

    وإذا كان من غير المتوقّع ان يُحرج هذا اللقاء المسؤولين المعنيين بتأليف الحكومة الذين ليسوا في وارد التلاقي على مساحة مشتركة من أجل إنهاء الفراغ في ظل تَبديتهم مصالحهم على اي اعتبار آخر، إلّا انّ هذا الحدث كفيل بتَزخيم مساعي عواصم القرار لتأليف حكومة وتوفير كل مساعدة ممكنة للشعب اللبناني من أجل ان يصمد ويتمكّن من تجاوز هذه الأزمة بأقل أضرار ممكنة.

    وفي سياق الرسائل التي أراد قداسة البابا توجيهها، رسالة إلى اللبنانيين مفادها انه لو ترك كل العالم لبنان، فإنّ الفاتيكان سيبقى إلى جانبه ولن يسمح بأي تسوية على حسابه، ولن يترك شعبه يجوع ويغرق في أزماته، ولا شك في انّ هذه الخطوة أعطت دفعاً للبنانيين الباحثين عن لقمة عيش وسط أزمة مالية خانقة، وأشعرتهم بأنهم غير متروكين لقدرهم ومصيرهم.

    وكان قداسة البابا فرنسيس قد وجّه أمس رسالة أمل الى اللبنانيين، داعياً إيّاهم الى ألا يحبطوا وطالِباً من قادتهم السياسيين إيجاد “حلول عاجلة ومستقرة للأزمة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية الراهنة”. وعبّر البابا بعد اجتماعه مع 10 من رؤساء الكنائس اللبنانيين، خلال كلمة ألقاها في كاتدرائية القديس بطرس، عن “قلقه الشديد لرؤية هذا البلد الذي أحمله في قلبي ولديّ الرغبة في زيارته، يتّجه بسرعة الى أزمة خطرة”. وتوجّه في حضور ديبلوماسيين الى اللبنانيين وقادتهم السياسيين وإلى “أعضاء الاسرة الدولية”، طالباً أن تتوافر “الشروط عبر جهد مشترك حتى لا ينهار البلد (لبنان)، بل ان يسلك طريق النهوض”. ووجّه بعض السهام، كان أولها الى الطبقة السياسية اللبنانية مؤكداً أن لبنان “لا يمكن أن يترك لمصيره أو تحت رحمة هؤلاء الذين يسعون بلا ضمير إلى مصالحهم الشخصية”، وأنه “ليس هناك من سلام بدون عدالة”. امّا ثاني هذه السهام فوجّهها الى دول أخرى متهمة “بتدخّل تعسفي”، قائلاً :”يجب الكف عن استخدام لبنان والشرق الأوسط لمصالح ومكاسب أجنبية!”. واكد انّ “لبنان بلد صغيرعظيم لكنه أكثر من ذلك: هو رسالة عالمية للسلام والأخوة تنبثق من الشرق الأوسط”.

    ما بعد الفاتيكان

    الى ذلك، فإنّ ما بعد هذا الحدث الفاتيكاني لن يكون كما قبله، وليس المقصود طبعاً ان تعالج الأزمة اللبنانية اليوم وغداً، إنما المقصود انّ اليوم الفاتيكاني الطويل ستكون له ارتداداته السياسية الإيجابية لجهة ان الإرادات الدولية ستتحرّك لإيجاد الحلول السياسية المناسبة، وستضع كل جهودها دعماً للشعب اللبناني.

    وفي هذا السياق، صرّح مساعد وزير الخارجية الاميركية للشؤون السياسية ديفيد هيل، في مقابلةٍ مع قناة CNBC، أنّ الوضع الاقتصادي في لبنان يواجه “كارثة فورية”، وقال: “إنّ قادة البلاد بحاجة إلى إظهار الإرادة للإصلاح قبل أن يتم تقديم أي مساعدة خارجية”. وأضاف: “لن يكون هناك أي خطة إنقاذ دولية، لكن ستكون هناك مساعدة كبيرة لبرنامج الإصلاح”. وأكّد “أنّ الحلّ في أيدي القادة اللبنانيين، وعليهم أن يُثبتوا لنا أنّ لديهم الإرادة والقدرة على تنفيذ الإصلاحات اللازمة حتى لا يضيع أي تمويل دولي، كما حدث سابقاً”. وقال انّ على اللبنانيين ألّا يتوقعوا “خلاصاً خارجياً”.

    فرنسا: لتلافي الانهيار

    وفي هذه الاثناء أكدت سفيرة فرنسا لدى لبنان آن غريو، أمس، خلال إطلاق مشروعَي تحديث “تلفزيون لبنان” و”إذاعة لبنان” و”الوكالة الوطنية للاعلام” ومديرية الدراسات وأرشفتها، أنّ “الأوقات صعبة جداً ويجب التحرّك بسرعة لتلافي انهيار لبنان مع كلّ الأخطار التي يحملها لكلّ ما يشكّل فرادة هذا البلد الذي نحبّ”. وشدّدت على “وجوب الاستماع الى النداء المُلحّ الذي تطلقه فرنسا مع المجموعة الدولية منذ أشهر للقيادات السياسية بغية تأليف حكومة تُنجز الاصلاحات الاساسية والملحّة، فالوقت لم يعُد للحسابات الانتحارية القصيرة المدى، إذ إنّ مصير لبنان واللبنانيين على المحك”.

    دور محوري ومعنوي

    وكان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون تتبّع مباشرة عبر شاشة التلفزيون، وقائع افتتاح البابا فرنسيس لـ”يوم التأمل “، وغرّد عبر “تويتر” كاتباً: “اليوم يشارك العالم قداسة البابا فرنسيس الصلاة والتأمل من أجل لبنان”.

    من جهته، أمِل الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري “ان يتكلل اللقاء الفاتيكاني بالنجاح بدعاء جميع اللبنانيين لحماية عيشهم المشترك”.

    بدوره، غرّد رئيس تكتل “لبنان القوي” النائب جبران باسيل، كاتباً: “وجود المسيحيين في لبنان مرتبط بدورهم فإذا انتفى الدور انتفى الوجود؛ تَعاطي الفاتيكان معهم بأقل من ذلك يصيبهم بأضرار بالغة أقلّها هجرتهم الكاملة؛ دور الفاتيكان محوري ومعنوي”.

    جمود وغموض

    يستمر الجمود طاغياً على جهة التأليف الحكومي في غياب أي مؤشرات على تحّرك قريب في شأن هذا الاستحقاق، حيث لا يصدر أي مواقف عن اتصالات او لقاءات تُعقد او ستعقد بين المعنيين لإنجاز هذا الاستحقاق، فيما البلاد تمضي الى مزيد من الانهيار وعلى المستويات المالية والاقتصادية والمعيشية بالتزامن مع حراك واحتجاجات في الشارع بدأت تهدّد بتزَعزع الوضع الامني، والتعرّض للمؤسسات العسكرية والامنية التي يعلّق اللبنانيون الآمال عليها للحفاظ على أمن البلاد واستقراره في انتظار تأليف الحكومة الجديدة والبدء بتنفيذ الاصلاحات الانقاذية المطلوبة.

    “الأبواب مقفلة”

    وقال رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط لـ”الجمهورية” انّ “الوضع في البلد يتدهور بوتيرة متسارعة، وسط قرارات عشوائية وغير مجدية في غالب الأحيان”.

    ونَبّه الى خطورة ترك الجيش وحيداً على الارض من دون غطاء السلطة السياسية التي يجب أن تواكبه بإجراءات عملية ومفيدة لمساعدة الفقراء “لا أن تضعه في مواجهتهم”.

    وشدد على أنّ العلاج الحقيقي يبدأ في السياسة مع تشكيل حكومة مهمة، “لكن للأسف الأبواب لا تزال مقفلة”، داعياً الى امتلاك شجاعة تبادل التنازلات. وأضاف: “يخطئ البعض، مثل الاستاذ جبران باسيل، اذا كان يظنّ انه يمكن الدخول حالياً في تعديل للدستور، وبالتالي هناك أصول دستورية معتمدة تخضع اليها مسألة اعتذار الرئيس المكلف، ولا يمكن أن تفرضوا على الرئيس سعد الحريري الاعتذار اذا لم يكن القرار صادراً عنه. (راجع ص 5)

    البخاري والسنيورة

    وكان اللافت أمس زيارة السفير السعودي وليد البخاري للرئيس السابق للحكومة فؤاد السنيورة، والتي جاءت غداة استقباله السفيرة الاميركية دوروثي شيا. وقال المكتب الاعلامي للسنيورة انّ اللقاء “كان مناسبة لاستعراض الاوضاع في لبنان من مختلف جوانبها، اضافة الى العلاقات الثنائية بين البلدين”.

  • وكتبت صحيفة “الأنباء” الالكترونية تقول: في ظلّ كارثة اجتماعية حقيقية يعيشها اللبنانيّون، تتوالى اللقاءات والاجتماعات في القصر الجمهوري والسراي الحكومي بحضور رئيسَي الجمهورية ميشال عون والحكومة المستقيلة حسان دياب، من دون الإشارة إلى ما يعانيه اللبنانيّون من قلقٍ وخوفٍ على الآتي من الأيام السوداء، وكأن الأمر لا يعنيهم، لا من قريب ولا من بعيد. فلا اللقاءات التي تُعقد في بعبدا قادرة على بلسمة جراح اللبنانيّين، ولا البيانات الإنشائية لرئيس الحكومة المستقيلة تسد رمقاً أو تسمن جائعاً. وبانتظار أن تصبح البطاقة التمويلية التي أقرّت مؤخراّ قيد التنفيذ، تستمر معاناة اللبنانيين، وبالأخص العائلات الأكثر فقراً من دون أمل ولا رجاء.

    مصادر سياسية استغربت عدم تفعيل الحكومة المستقيلة لمواجهة الإنهيار الاجتماعي والاقتصادي، وسألت عبر جريدة “الأنباء” الإلكترونية عن المهام التي يحدّدها الدستور لحكومة تصريف الأعمال، وما هي الأعمال التي ينبغي تصريفها غير جدول أسعار المحروقات، والرفع المستمر لسعر ربطة الخبز، دون أن ينسى وزير الاقتصاد راوول نعمة أن يخفّض من وزنها لتتلاءم مع سياسته الاقتصادية التي أنقذت البلد من الانهيار.

    المصادر توقفت عند ظاهرة تحويل رئيس الحكومة المستقيلة إلى مجرد مستشار لدى الرئيس عون، بدل أن يقدّم خطةً إنقاذية لانتشال البلد من أزمته. وقالت المصادر إنه إذا كان خبر مقاطعة العديد من الوزراء المستقيلين لرئيس الوزارة (صحيحاً)، فلماذا لا يجد الطريقة المناسبة لإعفائه من مهامه بعدما أصبح اسمه واسم أعضاء حكومته مرادفاً لمعاناة اللبنانيّين. فالمواطن اللبناني لم ينسَ عندما تشكّلت حكومة حسان دياب أنّ الدولار الأميركي كان بـ1500 ليرة، أما اليوم فقد أصبح على مشارف الـ20 ألفاً، والرئيسان عون ودياب لن يسمحا بالتلاعب بأسعار الدواء، ومنع المرضى من الدخول إلى المستشفيات، في حين أصبحت ثلاثة أرباع الأدوية مفقودة من الصيدليات، والمرضى يموتون على أبواب المستشفيات، أو يُستنزفون مادياً حتى آخر قرشٍ في جيوبهم”.

    في هذا الوقت، تزداد التكهنات والتحليلات التي تتحدث عن اعتذار الرئيس المكلّف سعد الحريري، والذي على ما يبدو مدّدَ إقامته في الخارج أسبوعاً إضافياً، وهناك من يعتقد أن الحريري قد يزور بعبدا فور عودته ليعرض على الرئيس عون تشكيلة حكومية من 24 وزيراً، فإذا قبلها يصار إلى إصدار مراسيمها على الفور، وفي حال الرفض سيعقد الحريري مؤتمراً صحافياً يشرح فيه كل الظروف التي منعته من تشكيل الحكومة، ثم يقدّم اعتذاره عن التأليف.

    وهناك فريق آخر يقول إن الحريري لن يزور بعبدا إلّا بعد أن يتأكد أن كل المؤشرات إيجابية تمكّنه من تشكيل الحكومة، وفي حال عدم وجود هذه المؤشرات فلن يعتذر حتى لو بقي رئيساً مكلفاً حتى نهاية العهد، وذلك رداً على الموقفَين اللذين صدرا عن النائبين جبران باسيل وجورج عدوان أثناء انعقاد الجلسة التشريعية، وكأن اسم الحريري تحوّل إلى مشكلة في البلد.

    في سياق متصل، أشار عضو كتلة المستقبل، النائب بكر الحجيري، في حديثٍ لجريدة الأنباء الإلكترونية إلى أنّ الأمور ما زالت على حالها، ولم يتغيّر شيء، مذكّراً بأنّ، “الرئيس الحريري أبلغهم في لقائه الأخير مع كتلة المستقبل أنّ الوضع مفتوح على كافة الاحتمالات، وفي كل الجهات، مهما كانت الأسباب والدوافع”.

    وسأل الحجيري: “في حال الاعتذار عن التشكيل، هل سنكون تقدّمنا خطوةً إلى الأمام، أم تراجعنا عشر خطوات إلى الوراء؟ وفي حالة الاعتذار سيذهب البلد إلى الأسوأ، ونحن نريد حلاً، والرئيس الحريري جاهزٌ لأي أمرٍ إيجابي”، لافتاً إلى أنّه، “في حال اعتذار الحريري هناك العديد من الشخصيات السنّية التي تقبل التكليف، ومن بينها حسان دياب، فهو لا يزال رئيس حكومة، لكن المؤسف أن النائب باسيل لم يأتِ على ذكره أثناء مداخلته في المجلس النيابي، فأصبح يتحدث وكأنه ملاكٌ مرسلٌ من السماء. ولكن لماذا لم يذكر اسم حسان دياب؟ لا نعلم، فقد يجوز أنّه بدأ يصدّق نفسه على أنّه المسيح عليه السلام”، واصفاً مداخلة النائب جورج عدوان بالشعبوية، وكأنّ الرئيس المكلّف أصبح بالنسبة إليه مشكلة، كاشفاً أنّ دياب تأخّر جداً حتى بدأ يعرف لماذا كُلّف بتشكيل الحكومة.

    تزامناً، اتّجهت الأنظار إلى اللقاء الروحي الذي عقده البابا فرنسيس في الفاتيكان بحضور 10 شخصيات دينية لبنانية، وعلى رأسهم غبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي.

    أمين السر العام للبطريركية المارونية السابق، المطران سمير مظلوم، وصف عبر “الأنباء” الإلكترونية اللّقاء بالممتاز والضروري، متمنياً أن يكون له مؤشرات إيجابية تجاه لبنان.

    مظلوم رأى أن حلّ الأزمة في لبنان يبدأ من اللبنانيّين أنفسهم، وكلّ ما تأخروا كلّ ما عادت الأمور إلى الوراء، وقال: “العالم كله يطلب من المسؤولين إيجاد حلٍ للأزمة، وتشكيل حكومة تتمكّن من اتّخاذ قرارات مصيرية، وتقوم بالإصلاحات المطلوبة، وأي لقاءٍ يحصل في الخارج من أجل لبنان يساعده في الخروج من أزمته، شرط أن يساعد اللبنانيّون أنفسهم”.

    وقال: اللقاء بحد ذاته إيجابي، خاصة وأنّها المرة الأولى التي يلتقي فيها البابا كل المسؤولين عن الكنائس في لبنان، والغاية منه الصلاة والتعرّف عليهم، والاطّلاع منهم على الوضع الدقيق الذي يمرّ فيه هذا البلد، ومعرفة مدى اهتمام الفاتيكان والعالم بلبنان.

    مظلوم أوضح رداً على سؤال يتعلق بتدخل إيران في لبنان أنّ الفاتيكان ورجال الدين لا يستطيعون التدخّل في شؤون الدول الأخرى التي لديها برامج توسُّعية، إمّا عن طريق الانتصار أو التدخّل أكثر، متمنياً توقّف هذه التدخلات مشدداً على توحيد الكلمة لحل المشاكل العالقة.

    بدوره، نوّه عضو تكتل لبنان القوي، النائب إدغار طرابلسي، باجتماع الفاتيكان علّه يعطي قوة الدفع لإخراج لبنان من النفق المظلم الذي لا يعاني فيه شعبه فقط من الشلل السياسي والفساد المستشري والأزمات الاقتصادية والاجتماعية الخانقة، إنما من التدخلات الدولية والإقليمية التي لطالما أبقته رهينة سياساتها، وفي الوقت نفسه ضحية بقائه رهينة سياساتها وضحية صراعاتها المختلفة التي أنهكته على مرّ العهود.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى