رأي

كان قبل 48 عاما..وما يزال (بهاء حلال)

كتب العميد الركن م .بهاء حسن حلال- الحوار نيوز

منذ 48 عاما، كنا صغارا ونعيش في منطقة سن الفيل وكانت مدارسنا تضج فينا واهلنا واقاربنا حولنا ، وفجأة تحولت حياتنا الى جحيم حيث اننا كنا ننتظر عبارة على الراديو للراحل شريف الاخوي :” سالكة وآمنة”،وهو يعني بها الطرقات في الوطن .

احتلت الطوائف الطرقات والشوارع وطافت العصبيات في الازقة وهامت رغوتها ليعلو صوت ازيز الرصاص ورائحة الدم .ومن جراء القتل والقتل المضاد على وقع الحرب العالمية الباردة ، هجرنا في الوطن من شطر الى شطر اخر تبعا لهويتنا الطائفية ، وتقطعت اوصال الوطن ، وعبثت به الايام السود ، ولكن وللاسف وبعد كل هذه السنوات لم يتعظ الكثير من السياسيين والحزبيين والطائفيين من دروس وعبر تلك المرحلة، فتراهم يحاولون اعادتنا الى المآسي والاحزان .فمنهم من يريد العيش المشترك فكان لنا منه العفس المشترك، ومنهم من يريد التعايش والسلم الاهلي فكان لنا منه التعافس والذل الاهلي ، ومنهم من يريد التقسيم وما زلنا نعاني من احلامه .
اكتب اليوم ما اكتب لعلني أسهم في ابعاد مشاهد الخوف والرعب والموت عنا وعن اولادنا و التي عانيناها صغارا . فإلى متى سنبقى ندفن راسنا في التراب كالنعامة ؟ ونهمل ذاكرتنا ؟
وننسى ماضينا المظلم؟
الفتنة تختبئ تحت الرماد ، والجمر حامي الوطيس ، هل قدرنا ان نعيش دائما ارهاصات الحروب والاحتلالات والمشاريع الفتنوية ؟
ليكن يوم 13 نيسان 1975 يوما للسلم الاهلي ونبذ الخطاب الطائفي التحريضي ورفض الممارسات الفتنوية على الارض اللبنانية..
حاولت انا كثيرا ان ادرس ابعاد هذه الحرب المستمرة على لبنان، فلم اجد الا التحريض واثارة النعرات الطائفية والابتعاد عن البعد الاهم ،وهو البعد الوطني.
فذكرى 13 نيسان 1975 هي محطة تاريخية تؤشر الى مراهقة هذا الوطن وابنائه والتي ما زالت مستمرة ولعن الله من يوقظ الفتنة !!!

وكما قال الشاعر بشارة الخوري
الملقب بالاخطل الصغير :
لهفي عليك أكل يوم المصرع
للحق فيك وكل عيد مأتم
والامر امرك لو رجعت للهدى
الحب بيني والتباغض يهدم

رباه هل ترضى الشقاء لامة
ما اذنبت الا لانك تحلم
عدل قصاصك كم نبي جاءهم
ارادوا ان يتجمعوا فتقسموا

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى