حروبسياسة

تساؤلات إسرائيلية حائرة:من يدير الحكومة ..والحرب؟( حلمي موسى)

 

كتب حلمي موسى من غزة:

حكومة نتنياهو الحالية ابعد ما تكون عن ان تكون حكومة طبيعية. وتدار الامور داخلها بطرق ابعد ما تكون عن النظامية. وهناك تساؤلات عميقة حول من يقود هذه الحكومة.والتساؤلات ليست حكرا على الامريكيين الذين اصطدموا مرارا بواقع ان نتنياهو يتفق معهم على شيء ويفعل نقيضه. وقد اثاروا هذه المسألة مرارا مع نتنياهو ومع كل من يقابلونه من الاسرائيليين.

هذه التساؤلات تطرح بشدة ايضا داخل الحلبة السياسية الاسرائيلية. في الليكود وداخل احزاب اليمين وبين احزاب اليمين وشريكهم في مجلس الحرب حزب ” المعسكر الرسمي” بزعامة بيني غانتس.

 

وكان كبير المعلقين السياسيين في ” يديعوت” ناحوم بارنيع قد تساءل عمن يدير الحرب حقاً؟  وكتب أن  نتنياهو في خلاف مستمر مع وزير الدفاع يوآف غالانت. الوزيران بيني غانتس وغادي آيزنكوت لا يثقان بنتنياهو وينتظران اللحظة التي يغادران فيها الحكومة. لا ينسى غالانت ان غانتس وآيزنكوت هما اللذان أحبطا تعيينه كرئيس للأركان .أعضاء الحكومة عموما غاضبون من وجود كابينت الحرب، وفوق كل هذا يحوم التدخل الأميركي غير العادي.. فمن يدير  الحرب والحكومة؟

حتى اللحظة تتخبط حكومة نتنياهو في موضع تحديد اولويات اهدافها في الحرب: هل هي تحرير الاسرى ام القضاء على حماس؟ وهي تطلق كل يوم اشارات متناقضة. وقد ذكرت وسائل الاعلام الاسرائيلية أن نتنياهو ومن دون تنسيق مع الحكومة أرجأ الخطوط العريضة الجديدة لصفقة تبادل الاسرى. وحسب ” معاريف” فإن نتنياهو عمد الى تأجيل وتشديد الخطوط العريضة الجديدة لصفقة الاسرى، وفقًا لتقرير في القناة 13. ونقلت القناة عن مصادر سياسية قولها “ما زالوا يعملون على الخطوط العريضة الإسرائيلية، ولم يتم الاتفاق عليها”.

وحسب ما نشر فإنه راجت في الأيام الأخيرة، انباء تفيد بأن النخبة السياسية في إسرائيل قررت الترويج لمبادئ مفاوضات جديدة واستباقية يمكن أن تؤدي في النهاية إلى صفقة تبادل اسرى. وكان من المتوقع أن يتم الترويج للمفاوضات من خلال وسيط، لكن نتنياهو قام بعد ذلك بتأخير وتشديد المبادئ التي تم الاتفاق عليها، كما ورد في القناة 13 مساء الأربعاء.

وبحسب التقرير، فقد جرت المناقشات على نفس المبادئ من قبل المهنيين والمستوى السياسي – رئيس الوزراء ووزير الدفاع يوآف غالانت والوزراء بيني غانتس وغادي آيزنكوت . وفي النهاية توصلت هذه المناقشات بالفعل إلى مبادئ معينة ستوجه المفاوضات المتقدمة، والتي ستؤدي لاحقاً إلى صفقة مع حماس، عندما تكون القيادة السياسية قد توصلت بالفعل إلى استنتاجات حول ما يمكن أن تقدمه إسرائيل كجزء من هذه الصفقة. لكن بعد أيام قليلة من اختتام قمة إدارة الحرب، وبعد الاتفاق على المبادئ والتفويض الذي ستسترشد به إسرائيل في المسار الحالي، عمد نتنياهو الى تأخير اقرار الخطوط العريضة والى تصليب المبادئ، وكل هذا من دون تنسيق مع وزراء كابينت الحرب.

وعلم الوزراء بذلك لاحقاً، حتى أن بعضهم واجه رئيس الوزراء على إثر ذلك، وأعربوا عن غضبهم الشديد. وقال مسؤولون حكوميون إن نتنياهو “يرسل رسائل نصية للترويج لصفقة تقوم على المخطط الإسرائيلي، وان المخطط لم يتوقف”. 

وكشف موقع ” والا” الاخباري أن وزير الأمن القومي، إيتمار بن جفير، شدد لهجته ضد نتنياهو، موضحا أنه ليس “خاتم مطاطي” وأنه لا ينوي “قبول هذا الواقع الفظيع بعد الآن” في إشارة إلى سير الحرب الأسبوع الماضي. وكتب بن جفير في رسالة بعثها لنتنياهو أن “الطريقة التي أديرت بها الحرب في الأيام الأخيرة من قبل كابينت الحرب، تتناقض بشكل صارخ مع أهداف الإطاحة بحكم حماس وتحييد الإرهابيين، وحتى مع تصريحاتكم العامة حول هذا الموضوع”.

وبالنسبة لكل مستجدات الحرب، بحسب الوزير، فإن “تقليص القوات في القطاع، ووقف زخم التقدم، وإدخال الأدوية من دون فحص، والخروج من المناطق التي سيطرنا عليها بالفعل على حساب الدماء، يشكل في الواقع وفعليا  تسليم الأراضي إلى النظام الإرهابي، وقبل أن يتم إخلاؤها من قوات الجيش”.

 

 واضاف بن جفير، الذي ناضل في بداية الحرب للانضمام الى كابينت الحرب، وكثيرا ما ينتقد مواقفه، في رسالته إلى نتنياهو أن “سلوك الكابينت المصغر من خلف ظهر الحكومة السياسية الأمنية غير مقبول بالنسبة لي”. وأضاف: “إن الواقع الذي يتم فيه اتخاذ القرارات من وراء الكواليس، ومن دون نقاش، بينما في كثير من الحالات علمنا بهذه السياسة بأثر رجعي، هو أمر مستحيل. منذ البداية عبرت عن معارضتي لوجود هذه الحكومة التي توحد الشركاء في المفهوم فقط، مع تقسيم لكبار الوزراء وأعضاء الحكومة، وتفضيل انتقائي للأشخاص الذين يتطابق رأيهم مع «المفهوم».

 

وطالب بن جفير بإجابات من نتنياهو: “أنا أقدرك كثيرًا، لكني أذكرك بأنني لست “ختما مطاطيًا” للسلوك الخاطئ والخطير الذي أعارضه، ولم يصل حتى إلى قرار مجلس الوزراء الأمني، ليس لدي أي نية للموافقة على هذا الواقع الفظيع بعد الآن”. 

وفي وقت سابق، هاجم بن جفير نتنياهو لتنازله عن مسؤوليته في ما يتعلق بإدخال الأدوية إلى قطاع غزة، بعد أن زعمت حماس أنه لن يسمح لإسرائيل بتفتيش الشحنات التي تصل إلى قطاع غزة. واتهم بن جفير نتنياهو بالتلطي خلف غانتس وكتب علنا: “سيدي رئيس الوزراء، كف عن التلطي خلف  غانتس وكف من التذاكي”.

ومن جهة اخرى أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، أمس، أن نتنياهو، اقترح على كل من زعيم المعارضة، يائير لابيد، ورئيس حزب “يسرائيل بيتنا” أفيغدور ليبرمان، الانضمام إلى حكومته.

 

وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، مساء امس، أن نتنياهو سبق أن اقترح على لابيد وليبرمان الانضمام إلى الحكومة الإسرائيلية الحالية بقيادته، والأخيران يرفضان طلبه.

وأوضحت الصحيفة أن ليبرمان يرفض الانضمام إلى حكومة نتنياهو، وأنه سبق وعُرض عليه الانضمام لتلك الحكومة أكثر من مرة، وكان في كل مرة يرفضها.

 

في المقابل ذكرت القناة 12 العبرية أن مصادر في الليكود اقترحت على لابيد الانضمام للحكومة حتى لو كان المقابل إخراج وزير الأمن القومي المتطرف ايتمار بن جفير منها.وأشارت القناة إلى أن مقترح الليكود أن تستمر حكومة الوحدة مع لابيد لسنة واحدة،فيما يرفض لابيد، زعيم المعارضة الحالي، والذي تولى منصب رئاسة الوزراء أيضا، الانضمام للحكومة نفسها في الوقت الحالي، ويقصد بها الحرب الدائرة على قطاع غزة.وقد فشلت محاولات نتنياهو هذه ،فيما اعلن الليكود نفيه الخبر من أساسه.

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى