رأي

“غزة”والحرب الكاشفة (زياد علوش)

 

د. زياد علوش – خاص الحوار نيوز

 

يعود الفضل في نحت وتأصيل مصطلح “الحرب الكاشفة” الى اللواء”فايز الدويري” ،ولأن توضيح المصطلح جزء من تبيان المقصود.

أنه وعلى رايه ان “طوفان الاقصى”بتداعياته ومنذ السابع من اكتوبر حتى الان ازاح القناع في البعدين السياسي والعسكري عن العالم واسرائيل وحماس ،وأن الحرب التي تشنها اسرائيل على غزة عرت ديمقراطيتها الزائفة وجيشها الذي لا يقهر، واظهرته مجموعة مرتزقة اجرامية بعيدة عن الروح العسكرية ومعاني الجندية، وأن الكلمة الفصل للميدان حيث ستخرج المقاومة وقد نبتت من ملحمة صمود صندوقها الاسود “الانفاق”، الى رحابة الانتصار على قاعدة ما لم يُهزم الضعيف فهو منتصر، وما لم ينتصر القوي فهو منهزم، فارضة شروطها الممكنة فوق الطاولة التي ارادت استثناءها بالحديث عما بعد “حماس والمقاومة”.

لكن ومع استمرار الاهداف العالية للحكومة الاسرائيلي المتطرفة فوق شجرة الامنيات الحالمة تهزها عواصف الفشل والارباك عن تحقيق اي نتائج سياسية وعسكرية تقدم لجمهورها الفاشي المتعطش للدماء ،على وقع صحوة جماهيرية عالمية هادرة إضطرت “بايدن” تحذير نفسه واسرائيل التي وصف حكومتها الحالية بالاكثر تطرفاً في تاريخها، من مغبة تحول الرأي العام الدولي نفسه على ادارتيهما.

 وحتى ذلك الحين ومع قرار مجلس الامن الدولي رقم (2720) الهزيل ستشهد غزة المزيد من التوحش في ادارة التوحش وارتكاب الفظاعات. فالواضح ازدياد همجية الجيش الاسرائيلي مع كل فشل له في الميدان.

ولفهم السياسة الامريكية وعلاقتها باسرائيل وبأدواتها الاخرى في منطقة الشرق الاوسط ،يتطلب الأمر بعض التفكيك المعرفي من خلال الربط بين ”هل حياة العصفور في الجبل هي ضرورية لحياة السمكة في البحر؟”.من حيث الشكل لا ترابط.لكن عندما يتم تفكيك التركيب المعرفي استنادا الى الوظيفة البيئية لكل منهما،نرى ان سبب بقائهما مرتبط جدلياً.

نفس العنوان الإشكالي يواجه المعضلة الفلسطينية بشكل عام والغزاوية بشكل خاص في التعاطي معها من حيث الترابط الوجودي بين المصالح الاستعمارية الغربية وادواتها في المنطقة في عالم تسيطر عليه “الصهيونية”.

الشرق الاوسط في قلب متاهة يلزمها أكثر من منطق تفكيكي لفهمها وأكثر من آخر تركيبي لحلها ولإعادة تشكيلها.،من المعلوم ان الوسيط هو شخص نزيه ومحايد ،وهذا ما لا ينطبق على الادارات الامريكية المتصهينة المتعاقبة بشهادة تاريخ استفراد رعايتها شؤون التسوية، ومسار اوسلو الذي يضع المنطقة دائماً على حافة الهاوية.

وامام تعنت واشنطن بمعارضتها الدائمة صدور قرار بوقف فوري لاطلاق النار ،كان تصريح رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني معبراً قائلاً: يجب أن يكون هناك وقف لإطلاق النار في غزة، وهذه أول مرة على الأقل في حياتي أرى فيها الدعوة لوقف إطلاق النار تصبح قضية مثيرة للجدل.

نائب المندوبة الأمريكية في مجلس الامن  روبرت وود وبتناقض تام قال في الاجتماع ما قبل الاخير لمجلس الامن: ندعم بقوة السلام الدائم، لكن لا نؤيد الدعوات إلى وقف فوري لإطلاق النار.

في الجهة المقابلة كان آداء المندوبين العرب والمسلمين في اروقة مجلس الامن مجاً لسردية السلام العربية الهزيلة مع الاحتلال.

الدول الكبرى الاخرى لديها الكثير مما يمكن ان تفعله لكنها بالتأكيد لن تخوض بنفسها حرب فلسطين

المفكرة التركية “ايجين اوغلو” وصفت سكان غزة باشجع اهل الارض.وهم يظهرون افضل نسخة انسانية على الاطلاق،ومن لم ير إشارات النصر الغزاوية هذه فهو اعمى البصر والبصيرة.

وعليه على القوى الصامتة والمترددة في المنطقة والعالم الكف عن تقمص دور (أبي رغال) مستوجب اللعنات، والا يكونوا باستمرار الرجل المفلس كاليد المكسورة لا يمكنك فعل شيئ بها ولسان حالهم: هذة جرائم حرب مروعة، هل يمكن تخفيف عدد المجازر والضحايا وهل يمكن للجنائية الدولية والصليب الاحمر التحرك، فسكان غزة جائعون ونأمل ان يسمح لنا السيد نتنياهو بفرصة تقديم الاكفان وبعض والمعلبات المنتهية الصلاح،وقد تكدست على معبر الانتظار “رفح” على حدود الشقيقة الكبرى.

على العالم الحر البناء على الصمود الفلسطيني شعباً ومقاومة وإعلام، وقول كفى ولمرة واحدة ونهائية للعدوان الصهيو-امريكي.

*كاتب صحفي ومحلل سياسي لبناني

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى