ثقافةكتاب

رحلة وطن : قصة حياة عمار الحكيم (قاسم قصير)

 

قاسم قصير- خاص الحوار نيوز

عن دار انكي في بغداد صدر كتاب جديد للقيادي العراقي العلامة السيد عمار الحكيم بعنوان : رحلة وطن ،قصة حياتي. .

ومع أن السيد عمار الحكيم لم يبلغ حتى الآن سوى الواحد والخمسين من عمره ولا يزال في خضم العمل السياسي والديني والفكري،  فهو أراد أن يقدم للمواطن العراقي والعربي جانبا من قصة حياته المليئة بالتطورات الشخصية والدينية والسياسية والجهادية والثقافية والاجتماعية .

فهو حفيد أحد أهم المراجع الدينية في العراق، المرجع الديني الكبير آية الله العظمى السيد محسن الحكيم ،كما يعود نسبه لجدته الى ال بزي وهي عائلة لبنانية جنوبية، وكان خال والده النائب الراحل علي بزي وهو شخصية سياسية وقومية برزت في الستينات والسبعينات من القرن الماضي .

والده العلامة السيد عبد العزيز الحكيم أحد كبار الساسة العراقيين الذين كان لهم دور في تأسيس النظام العراقي الحالي بعد سقوط صدام حسين ، وعمه القيادي العراقي آية الله السيد محمد باقر الحكيم مؤسس المجلس الإسلامي الأعلى في العراق ، ومعظم أفراد عائلته هم علماء ومناضلون وعدد كبير منهم استشهد على يد النظام العراقي السابق وأبرزهم عمه العلامة السيد مهدي الحكيم الذي اغتيل في السودان .

ولا يمكن تعداد اسماء كل أفراد عائلته من ال الحكيم من شخصيات دينية أو سياسية أو فكرية أو علماء أو شهداء.

وهو يمت بصلة القربة أيضا الى ال فضل الله في لبنان وهي عائلة دينية عريقة في لبنان.

وخلال السنوات الخمسين الماضية التي عاشها السيد عمار الحكيم بين العراق وسوريا وإيران ومن ثم العراق مجددا ،واكب الكثير من الأحداث والتطورات السياسية والعسكرية والدينية وكان حاضرا في تلك الأحداث سواء من خلال مواكبته لدور عمه السيد محمد باقر الحكيم أو والده السيد عبد العزيز الحكيم وصولا لتوليه موقع القيادة السياسية عبر تأسيس تيار الحكمة.

وفي هذا الكتاب المكون من حوالي ٢٠٠ صفحة من الحجم المتوسط يروي السيد عمار الحكيم جانبا مهما من قصة حياته وتطوره وصولا إلى نشاطاته المتنوعة في العديد من الدول العربية والإسلامية والغربية ،واللقاءات مع عدد كبير من الرؤساء العرب والايرانيبن والشخصيات الغربية ومنها الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن عندما كان نائبا للرئيس .

ومن خلال أجواء اللقاءات مع الرؤساء العرب وعدد من المسؤولين العرب يتحدث عن تجربته السياسية والفكرية .

ويقدم خلاصات لمواقفه الفكرية ونظرته للمشروع السياسي الذي يحمله وخصوصا حول مستقبل العراق ودور الشيعة في العراق والعالم العربي ، وعلاقات العراق بإيران والعالم العربي واي دور يمكن أن يقوم به في المرحلة المقبلة.

ويتعرض الكتاب لتجارب عديدة عاشها السيد عمار الحكيم في اندونيسيا وإيران وسوريا ولبنان ومصر والكويت والسعودية وغيرها من الدول التي زارها أو عاش فيها .

كما يروي جانبا مهما من حياته الشخصية والدينية والاجتماعية.

هذا الكتاب هو ملخص مكثف لتجربة شخصية دينية وسياسية وفكرية عراقية وعربية وشيعية وإسلامية وكيف واكبت التطورات والاحداث ، ومن خلاله يقدم السيد عمار الحكيم أجوبة كثيرة حول التحديات التي تواجه الشعب العراقي والمجتمعات العربية والإسلامية في هذه المرحلة الصعبة.

أنه كتاب يستحق أن يقرأ قراءة نقدية وعميقة من قبل كل مهتم بالتجربة العراقية الحديثة ومستقبل المسلمين من كافة مذاهبهم ولا سيما المسلمين الشيعة ورؤيتهم لدورهم ومواقفهم تجاه مختلف التطورات .

ليس سهلا على قيادي وسياسي لا يزال في خضم التجربة أن يكتب جانبا مهما من سيرة حياته ،ولكن يبدو أن السيد عمار الحكيم أراد أن يشرك الشعب العراقي والعرب والمسلمين في تجربته السياسية والفكرية والثقافية والدينية ويستفيد من التفاعل معهم، وهذه احدى أهم ادوار هذا الكتاب الهام اليوم وفي هذه المرحلة الحرجة والخطيرة التي يواجهها العراق والعالم العربي والإسلامي.

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى