
طلال الامام /السويد
تحتفل البشرية هذا العام بذكرى مرور ثمانين عامأ على هزيمة النازية الهتلرية والفاشية ورفع الجيش السوفيتي الأحمر رايته فوق مبنى الرايخستاغ معلناً انتهاء الحرب العالمية الثانية وهزيمة الهتلرية. رفع راية النصر ثلاثة من جنود الجيش الأحمر وهم : اليكسي بيريتس / أوكرانيا، ميخائيل ييغوروف /روسيا والجورجي ميليتوس كنتاريا.
كانت قوى الحلفاء تتكون من بريطانيا، الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي، ولا بد من الإشارة إلى أن الولايات المتحدة لم تدخل الحرب العالمية الثانية سوى في 8 ديسمبر 1941 اي بعد بدء الحرب بثلاث سنوات، هناك من يقول انها تأخرت في دخول الحرب بانتظار ان يُهزم الاتحاد السوفيتي عدوها الأيديولوجي، لكن حساباتهم كانت خاطئة.
استمرت الحرب ست سنوات (1939-1945 ) أُزهقت خلالها ارواح اكثر من خمسين مليون ضحية نصفهم تقريباً من الجيش السوفيتي الأحمر . طبعاً عدا الدمار الهائل للبنى التحتية، المدن، المصانع، الطرق وسكك الحديد، المجاعة والأمراض في اوربا واسيا على وجه الخصوص. هناك تقديرات تشير إلى التكلفة الاقتصادية الإجمالية للحرب بلغت مابين 4 إلى 6 تريليونات دولار (باسعار منتصف القرن العشرين) اي مايعادل 20 تريليون دولار من اسعار اليوم .
اردنا من الاستعراض السريع لمجريات الحرب العالمية الثانية ونتائجها الكارثية على البشرية ، ان نشير الى ان الاحتفال هذا العام بمرور ثمانين عاما على هزيمة النازية يكتسي معان إضافية لاسباب عدة اهمها:
أولاً – تبيان خطر الفكر الفاشي والنازي على البشرية جمعاء واستخلاص الدروس والعبر من تلك الكارثة التي حلت بالبشرية .
ثانياً- الإشارة إلى المخاطر المتأتية من عودة ذاك الفكر الفاشي العنصري الذي يرفع رأسه من جديد رافعا شعارات مختلفة ويتجول في شوارع العديد من البلدان الاوربية خصوصاً، بل وصل إلى سدة الحكم والبرلمانات في عدد من الدول الاوربية الأمر الذي يشكل خطر اً على السلم العالمي ويهدد البشرية بالفناء.
ثالثاً- الوقوف ضد مخاطر تنامي النزعة العسكرية واشعال النزاعات والحروب وبؤر التوتر في عدد من المناطق والبلدان التي يقودها حلف الناتو بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية ، مما يشكل خطر اتساعها حاصدا ارواح الملايين اضافة إلى زيادة الفقر ،الجوع ، المرض ، الامية والأضرار بالبيئة .
رابعاً- ان المتابع لمختلف وسائل الاعلام الاوربية / الأمريكية والسائرة في فلكها يلاحظ اشتداد الهجمة الدعائية القذرة التي تحاول التغطية وتشوية الدور المحوري الأساسي للجيش الأحمر السوفيتي في تحقيق النصر على النازية وواجب فضحها وتفنيدها .
لكن وبالرغم من حملات التضليل الواسعة بحق دور الجيش الأحمر، تشير التقارير إلى أن 29 زعيماً أجنبياً من بينهم قادة ورؤساء الصين. البرازيل، فلسطين ، كوبا،سلوفاكيا ، الكونغو ، فيتنام ، ارمينيا ، ازربيجان وغيرهم سوف يحضرون العرض العسكري الذي سيجري في التاسع من أيار في عيد النصر . اضافة لذلك هناك قوات عسكرية رمزية من 13 دولة ستشارك في العرض العسكري في الساحة الحمراء في موسكو .
ان هذا الحضور يؤكد ان حملة المقاطعة والتشويش التي تقودها واشنطن والبلدان الاوربية الدائرة في فلكها لم تحقق اهدافها .
ختاماً ان افضل احتفال بالذكرى الثمانين للانتصار على النازية والفاشية في الحرب العالمية الثانية هي في تشديد النضال ضد تنامي النزعات الفاشية ، ضد الحروب ، من اجل توزيع عادل للثروة العالمية ، من اجل حماية البيئة وعيش البشر ية بامان وكرامة .
عاشت الذكرى الثمانين للانتصار على الفاشية!
تحية للجيش السوفيتي الأحمر ولقوات الحلفاء التي ساهمت في ذلك الانتصار !
لا للحروب ومفتعليها نعم للسلام العالمي .