سياسةمحليات لبنانية

مصدر وزاري رفيع ل”الحوار نيوز”: في البلد “أزمة قرار” ومشاكل مفتعلة..والأفق مسدود ولا مجلس وزراء حتى مقاربة التحقيق العدلي

لسنا ضعفاء ولا كلنا سماسرة..ولا يمكن أن يحترمنا الآخرون بالتذلل والرجاء

الحوار نيوز – خاص

يلخص مصدر وزاري رفيع مشكلة لبنان في المرحلة الحالية بأنها “أزمة قرار”..وربما هي كذلك منذ زمن طويل ما أوصلنا الى هذا الواقع المرير، ويقول بكل صراحة “هناك سلطة تنفيذية تحجم عن اتخاذ القرار الصحيح ،والمطلوب منها أن تبدل جلدها ومواقفها لكي تستقيم الأمور”.

يضيف المصدر الوزاري أن هناك أيضا أزمة وعي لما يحصل ،متسائلا  بأسف شديد في لقاء مع “الحوار نيوز” :لماذا الإصرار دائما على أننا ضعفاء وأننا يجب أن نواجه الأمور بهذه الثقافة،فيما نحن أقوياء ولسنا ضعفاء. فالأميركان والروس يعتبروننا أقوياء ،فلماذا نحاول أن نستخدم ثقافة الضعف مع الآخرين؟

يشرح المصدر الوزاري وجهة نظره فيقول:علينا أن نستخدم مكامن القوة المتوفرة لدينا ،ليس بالهجوم والمعارك،بل كي نفرض على الآخرين التعامل معنا بنديّة ومن موقع القوة والاحترام وليس بالتذلل والرجاء ،خاصة إذا كان الآخر دولة عريقة وشقيقة كالمملكة السعودية.الآخر من الأساس “مش قابضك” ،ولكن عليك أولا أن “تقبض” نفسك لكي يقبضك الآخر.

ويستطرد:يجب أن نعي حقيقة ثابتة ،وهي أن الآخر لم يعد يمر عليه “مسح الجوخ” والمداهنة .هو اتخذ قراره تجاهنا ،ولا يجب أن نسمح بأن يتعامل معنا كلنا كسماسرة.نعم هناك سماسرة في البلد ونهب وسرقة وغير ذلك من الموبقات ،ولكن ليس كل اللبنانيين كذلك.هناك لبنانيون شرفاء ومحترمون  ولا يجوز التعامل معهم بهذه العقلية .وكان واضحا من الأساس أن الأزمة مع السعودية ستحصل ،وكانت بوادرها ظاهرة ،سواء من خلال كلام وزير الاعلام جورج قرداحي أو من دونه،من أجل المساومة على قضية خارجية معروفة.وقد أوضح السعودي وجهة نظره بصراحة حتى بعد الأزمة.والغريب أن هدفه ليس استقالة القرداحي ،فلماذا أنت تريد استقالته؟ وما هي الفائدة من هذه الاستقالة؟

من هنا يضيف المصدر الوزاري- المطلوب إعادة النظر بطريقة عملي كسلطة تنفيذية لبنانية.ثمة من أوجد الأزمة ،وهو لا يريد حلها.هو يريد إشغال البلد بأزمات على مختلف المستويات لكي يدفع حزب الله الى التفاوض مع المملكة.ليس في البلد أزمات بالمعنى المجرد للكلمة.هناك مشاكل مفتعلة من أجل أهداف محددة ،وقد نجح مفتعلوها في تحقيق الأهداف المطلوبة منها وتحويلها الى أزمات على مختلف المستويات ،وكل ذلك من أجل خدمة هدف واحد بات معروفا.

يسأل المصدر الوزاري:هل يعي اللبنانيون لماذا يتمسك الأميركي والفرنسي بالحكومة؟

ويجيب: الأميركي والفرنسي لهما مصالح وأهداف من هذه الحكومة.الفرنسي يريد النفط والمرفأ،والأميركي يريد ترسيم الحدود مع العدو الإسرائيلي .آخر هم لدى السعودي من يحكم البلد .وهمّه الأساسي اليوم في اليمن .أزمة السعودي اليوم إذا سقطت مأرب هي مع العائلة المالكة ،لذلك علينا ألا نحمّل أنفسنا وزر هموم الدنيا كلها.ما من أحد “سألان” عنك اليوم،الكل يريد مصالحه ،فلنفكر بمصالحنا.

وماذا عن احتمال عودة مجلس الوزراء الى الانعقاد؟

يقول المصدر الوزاري:طرح الرئيس ميقاتي بالأمس الدعوة الى جلسة لمجلس الوزراء ،على أن تطرح خلالها إقالة الوزير قرداحي ،وليعارض من يعارض.هناك فريق رفض هذه الفكرة ،وطوي الموضوع.هذا من جهة ،ومن جهة ثانية فإن المشكلة التي توقف مجلس الوزراء بسببها عن الاجتماع لم تتم معالجتها حتى الآن ،وهي قضية المحقق العدلي طارق البيطار.لذلك أعتقد أن مجلس الوزراء لن ينعقد قبل حل أزمة التحقيق العدلي ،من خلال آلية دستورية عدلية كان قد طرحها وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى خلال الجلسة الأخيرة لمجلس الوزراء ،وقد باتت معروفة وسبق للصحافة ووسائل الاعلام أن تحدثت عنها بالتفصيل،وهي يمكن معالجتها من خلال السلطة الدستورية لوزير العدل أو من خلال مجلس القضاء الأعلى ،وضمن احترام الفصل بين السلطتين السياسية والقضائية.

ويخلص المصدر في هذا المجال الى القول: في آخر جلسة لمجلس الوزراء كانت مداخلة القاضي المرتضى عقلانية للغاية ،وقد استلزم نقاشها معظم وقت الجلسة ،وكان الجميع مقتنعا بها ،وتم الاتفاق على أن يقوم وزير العدل بدوره في هذا المجال،لكن ثمة من بدّل رأيه في آخر لحظة وفرط الجلسة،حتى أن الرئيس ميقاتي صرح علنا أمام الصحافيين بأن هناك ضرورة لتصحيح المسار القضائي وتنقيته.وهذا اعتراف صريح بالخلل.

في الخلاصة يوحي كلام المصدر الوزاري الرفيع بأن الآفاق ما تزال مسدودة أمام المعالجات،ولا سبيل الى حلحلة الأمور ما دامت سلطة القرار عاجزة عن القيام بدورها.ومن هنا يعود المصدر ويشدد على أن المشكلة الأساسية في لبنان هي “أزمة قرار”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى