رأي

الجامعة اللبنانية.. وطرق المواجهة(كلود عطية)

 

 

بقلم د. كلود عطية* – الحوار نيوز

 

الجامعة اللبنانية ،وهي في قلب الأزمة، تبقى القلب النابض بالحياة لآلاف الطلاب والأساتذة والموظفين.. وهي لا تستحق أن تتحول الى صرح للنقاش في لقمة العيش وأبسط الحقوق الصحية والحياتية التي تحفظ كرامة الانسان..

من المعيب التهجم على الجامعة الوطنية وهي ضحية التصفيات السياسية والحصار المفروض على كل مصادر المعرفة والانتاج البحثي والعلمي.. في سبيل تثبيت معادلة الجهل وتخريب الأدمغة وتشويه التاريخ المشرّف للجامعة وخريجيها ومبدعيها وضرب كل المساهمات الابداعية في بناء منظومة النهضة والتنمية في عدد كبير  من بلدان العالم..

الجامعة اللبنانية ستعود الى الواجهة وستلعب الدور الأهم في التخطيط لاعادة بناء الدولة وفي رسم الاستراتيجيات النهضوية وتنفيذها، لأنها المؤسسة الوحيدة التي تستطيع من خلال مختبراتها ومراكز أبحاثها وأساتذتها أن تحدّد مكامن الخلل وتقدّم الحلول النهائية لكل ما تتخبط به القطاعات الاجتماعية والاقتصادية والصحية والتربوية ،وغيرها من المرافق العامة والخاصة من مشكلات بنيوية زادت من حدة الأزمة وعمّقت الهوة بين المجتمع والسلطة السياسية الحاكمة..

لذلك نرى أن هناك ضرورة قصوى لتغيير أسلوب التعامل مع الأزمات المتراكمة التي طالت الجامعة في العمق.. والتوقف عن الجدل العقيم حول طرق المواجهة وعدم تراشق الاتهامات واثارة النعرات واطلاق الأحكام المسبقة.. وبالتالي على الجميع الوقوف الى جانب رئيس الجامعة المؤتمن على استعادة دور الجامعة وانتشالها من براثن الجهل السياسي والطائفي والشخصاني.. كما الوقوف الى جانب الرابطة لترتيب الصفوف وتفعيل قوة الضغط باتجاه التغيير المطلوب..

لنتوقف جميعا عن تشويه صورة الجامعة والعبث بكرامة أساتذتها، لأنها كانت وما زالت وستبقى الجامعة الأم الحاضنة لكل اللبنانيين.

*أستاذ جامعي

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى