رياضة و شباب

تأملات في عالم الرياضة اللبنانية (محمد هاني شقير)

 

كتب محمد هاني شقير – خاص الحوار نيوز

تبدأ غدَا الكرة الساحرة بالدوران في ملاعب لبنان حيث ينطلق الدوري اللبناني لكرة القدم ،والذي لا يبدو بحسب المؤشرات والتحضيرات التي سبقته بأنه سيكون مختلفًا عن الدورات السابقة.

 

 استنتاج سابق لأوانه ،لكن كما يقال المكتوب يقرأ من عنوانه.

لقد واجه الاتحاد اللبناني لكرة القدم وأندية اللعبة وجماهيرها والرعاة الاعلاميون لها، تحديات خطيرة، إسوة بسائر الرياضات الشعبية، لكن رياضة كرة القدم لديها جمهور يعشقها حد الجنون ما حدا بالاتحاد لأن يكون قاسياً إلى حد جلد الذات في بعض الأحيان، وهذا ما انعكس على الرياضة ذاتها وعلى نموها فضلاً عن كثيرٍ من الملابسات التي تحيط باللعبة.

يقول البعض إنه كان يمكن للإتحاد أن يعمل لتعزيز ثقافة المنافسة، وأن يتخذ اجراءات تمنع الفوضى وما يليها من عبث بعضه قاتل، على الا تنعكس هذه الاجراءات سلبا على اللعبة الجماهيرية الأولى.

 ويعطي البعض الآخر أمثلة أخرها الاسبوع الماضي عندما كانت ستجري مباراة تجمع العهد والنجمة والتي ألغيت بسبب الجماهير، وعدم اقتناع أحد بالأسباب التي حرمت جمهور الفريقين من حضورها ومتابعتها في الملعب.

ما قيمة هذه اللعبة إذا فقدت أهم عنصر من عناصر إثارتها وجمالها والمتمثل بحضور المحبين والمشجعين، وكل ما يستتبع ذلك من أمور ايجابية تنعكس على كل نواحي هذه اللعبة.

من فرط شغفي وربما هوسي بلعبة كرة القدم، كنت أجد نفسي مزروعًا فوق كرسي من الباطون المسلح ،فيما أتلقى المطر المنهمر بغزارة على رأسي، واتابع لاعبي الأندية وهم يتبللون ويركضون بلا كلل بحثًا عن فوزٍ يقربهم من اعتلاء صدارة الدوري ويحقق حلمهم ربما في تمثيل لبنان في المباريات القارية.

هذا الجنون المرغوب اراديا لدى الآلاف المؤلفة من جماهير كرة القدم في لبنان لم يشفِ الغليل على مدى عشرات السنين التي مرت وحتى يومنا هذا، ولم تشفع لنا أي حكاية للمدورة الجميلة تصنعها تلك اللعبة لتزرع الفرحة عندنا وعند شعبنا الذي يبحث عن نصر يضيء له النفق المظلم الذي وضعه فيه نظامنا السياسي المتخلف والقابع في ذيل الحضارة.

بالموازاة، كانت كرة السلة وكان المرحوم انطوان الشويري في مقدمتها، ترسي مداميكها الاولى ثابتة راسخة بالتعاون والتكافل مع رؤساء أنديتها والرعاة لهم اعلامياً وبمؤازرة جماهير اللعبة الذين عانوا من مرض طائفية النادي في فترات كثيرة، وبالرغم من المناوشات التي لطالما كانت تطبع مباريات الحكمة والرياضي، وهي المناوشات الوحيدة تقريبَا التي تشوه تلك اللعبة، إلا أن مسيرة كرة السلة كانت بدأت تلمع في سماء الوطن، ولقد تبدى ذلك في تطوير قوانين اللعبة وسهر المعنيين عليه وعلى تحسينه كلما دعت الحاجة، وبفضل هذا الجهد الصادق والمسؤول حققت كرة السلة عشرات الانجازات إن على صعيد البطولات القارية وإن على صعيد البطولات العالمية، وبطبيعة الحال على صعيد البطولات الودية وقبل كل ذلك على صعيد البطولة المحلية التي اصبحت تواكبها الجماهير في السهرات وتتابعها بشغف وحماس منقطعي النظير.

إن مسيرة لعبة كرة السلة التي واكبناها بفرح كبير منذ سنوات ومسيرة كرة القدم التي عشناها بألم كبير مند سنوات، تدعونا الى مقاربة اللعبتين علميًا ورقميًا حيث سنكتشف أن اللعبة الشعبية الاولى في لبنان قد تحولت إلى  لعبة هامشية هشة قتلت الروح المعنوية عند جماهيرها فضلاً عن إزاحتها عن البطولات العربية والاقليمية والعالمية ووضعها في درج النسيان.

إن الحل الوحيد للخروج من هذا النفق الكروي المظلم يكمن في قرارات جريئة للإتحاد يعيد للعبة مجدها ويخرجها من توازنات ” البلد” السياسية والطائفية.وهذا ما نعول عليه لاسيما وأن رئيس الاتحاد السيد هاشم حيد رجل مشهود له بالإدارة والدقة والموضوعية والمهنية.

 

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى