قالت الصحف: الثورة كرة نار
الحوارنيوز – خاص
عنونت النهار لعددها الصادر اليوم: " ثورة الطلاب" وكتبت تقول:" خرج أمس تلامذة المدارس وطلاب الجامعات في مختلف المناطق اللبنانية من صفوفهم الى الساحات في تظاهرات عفوية جماعية ضد السلطة الفاسدة. والمشهد أعطى روحاً للثورة وزخماً وتحفيزاً للاستمرار حتى تحقيق المطالب التي رفعها اللبنانيون المنتفضون لإنقاذ البلد من الفساد. وليس خروج التلامذة والطلاب إلا تأكيد لاستعادة الكرامة الإنسانية والبحث عن وطن يستحقهم وينقذهم من براثن السلطة التي تدفع البلد إلى الإنهيار.
انطلق التلامذة والطلاب إلى المدارس والجامعات في مسيرات واعتصامات عمّت لبنان. تمرّدوا على الولاءات وعلى الإرغام والتزلف، ولم يتركوا لإدارات المدارس ولا للأهالي أي ثغرة لتقييدهم أو منعهم من ممارسة حقهم الديموقراطي في التظاهر إلى جانب الانتفاضة المجيدة التي لم يشهد لها لبنان مثيلاً في تاريخه. خرج طلاب وتلامذة في صور والنبطية على رغم ضغوط البيئة السياسية والطائفية، من مدارس وجامعات، مخاطبين رفاقهم في صيدا وجونية وجبيل وطرابلس وعكار وجبل لبنان والشوف والبقاع، يعيدون للتلامذة كرامتهم ضد التضييق والقمع وقرارات العقوبات اذا شاركوا في التظاهرات، وليعيدوا النبض الى الحركة الطالبية التي شكلت قبل الحرب الطليعة الفاعلة وكانت في موقع الفعل في كل التحركات الاجتماعية والمعيشية.
ها هو السلاح الجديد السلمي والفاعل للانتفاضة يخرج من القمقم، وها هم طلاب الجامعات وتلامذة المدارس يذكرون اللبنانيين بأنهم خزان الثورة وروحها، وإن كانت تحركاتهم تحتاج الى تراكم تجارب. لكن قوتهم في عفويتهم، وليست في قرار كما كان يحصل في الماضي. اختاروا الانتساب الى الانتفاضة بوعي وحماسة وتفعيلها، فيشكلون خط الدفاع الأخير عنها للوصول الى دولة علمانية عادلة، وهذا جزء أيضاً من مطالبهم التعليمية في المناهج وفي التعليم.
وتحت عنوان لا حكومة للغرب في لبنان كتبت الأخبار:" تقول: فيما يتواصل الحراك الشعبي، ومعه برامج تظاهرات جديدة تستهدف اليوم إعادة تنشيط التفاعل الشعبي في مناطق بيروت والضاحية الجنوبية على وجه الخصوص، حضر ملف تشكيل الحكومة على خلفية انقسام، يُشبه إلى حدّ كبير الانقسام الذي كان قائماً بين قوى 8 و14 آذار، والذي عانى بنتيجته لبنان من تحديات أمنية واقتصادية وسياسية طوال السنوات الماضية.
المعطيات تشير، بوضوح، إلى أن الولايات المتحدة ومعها دول خليجية، تنشط لإنتاج حكومة لا يتمثل حزب الله فيها، سياسياً على الأقل. وهو ما كان الرئيس سعد الحريري واضحاً بقوله إنه "غير قادر على ترؤّس حكومة تضم سياسيين، وإنه يريد الحكومة خالية حتى من النشاط السياسي، وإن جدول أعمالها وبيانها الوزاري يجب أن يقتصرا على برنامج اقتصادي – مالي – اجتماعي – إداري".
وبعدما باتت كل القوى السياسية في هذه الأجواء، تلقّى الحريري كلاماً واضحاً من حزب الله بأنه لن يقبل بحكومة لا وجود لسياسيين أو لسياسة فيها. وهو أمر ثبّته الوزير جبران باسيل في لقائه الثاني مع الحريري، أمس، والذي سادته أجواء أكثر ودية من اللقاء الأول، ولم يُظهر فيه باسيل فيه أي تصلب حيال فكرة تعديل آلية تمثيل القوى داخل الحكومة.
وبحسب مصادر مطلعة، فإن الحريري الذي أبدى استعداده لتسمية شخصية لرئاسة الحكومة، سمع مطالبات غربية بأن يتولى هو المسؤولية كونه الأقدر على إدارة الاتصالات مع العرب والغرب من أجل الحصول على مساعدات مالية عاجلة، وأن عليه الاتفاق على ذلك مع الرئيس ميشال عون وحزب الله، على أن يقبل باسيل بأن يكون خارج الحكومة. وهذا، "للمصادفة"، ما يطالب به كل من وليد جنبلاط وسمير جعجع وغالبية قوى 14 آذار.
وبناءً عليه، تشير المعلومات إلى أن لقاء الحريري – باسيل في وادي أبو جميل، أمس، كانَ من أجل إبلاغ رئيس الحكومة المُستقيل بأن طروحاته بشأن "التكنوقراط" غير مقبولة. كما فهم الحريري، من رسائل أخرى، أن ما يطرحه حول حكومة اختصاصيين يتطابق مع الطلب الأميركي في إعادة تكوين السلطة، والانقلاب على نتائج الانتخابات النيابية الأخيرة والذهاب إلى مرحلة جديدة، وهو ما لن يسمَح به فريق 8 آذار، ولا حتى في الشكل. إذ أن تشكيل حكومة تكنوقراط من دون وجوه سياسية، حتى ولو سمّت القوى السياسية الوزراء، يعني انتصاراً للمحور الذي يسعى لإزاحة حزب الله وحلفائه سياسياً من الحكومة.
وقد تسارعت في اليومين الماضيين وتيرة الاتصالات بين حزب الله وحلفائه (حركة أمل والتيار الوطني الحر)، وبين الأطراف الثلاثة ورئيس تيار المُستقبل لرسم سيناريوهات المرحلة المُقبلة، في ضوء التطورات المحلية والإقليمية. ويعتبر الحزب، كما الرئيسان عون ونبيه برّي، أنهم يقفون وجهاً لوجه أمام حرب سياسية لا تقلّ خطورة عن الحرب المالية – الاقتصادية. وبات من المؤكد أن عون يرى أن الوضع السياسي شديد التعقيد ولا يُمكن فصله عن العامل الخارجي. فيما يعتبر برّي أن هناك أزمة سياسية كبيرة من الضروري أن تديرها حكومة سياسية يترأسها الحريري. وبطبيعة الحال، فإن حزب الله الذي يعتبر نفسه المُستهدف الأول من هذا الطرح، لن يُغامر بالقبول بذلك في ظل الهجمة الأميركية عليه من خلال العقوبات، ولن يُهدي هذا الانتصار إلى أعدائه في الخارج أو خصومه في الداخل مهما كلّف الأمر. وعليه يتقاطع موقفه مع موقف حلفائه، إذ لا يمانع بأن يكون الحريري رئيساً مكلفاً لتشكيل الحكومة، ولكن ليس بشروط الأخير.
وعلمت "الأخبار" أن اللقاء الأول الذي جمَع باسيل والحريري كان مجرّد عصف أفكار وتبادل اقتراحات وعتاب حول من يتحمّل مسؤولية ما آلت اليه الأوضاع في الفترة الأخيرة. أما جلسة الأمس، فكان فيها جواب واضح من رئيس تكتّل "لبنان القوي" برفض حكومة خالية من الأحزاب. وقد سبقها، بحسب المعلومات، اتصال بين الحريري وبرّي أكد فيه الأخير ميله إلى تشكيل حكومة سياسية يرأسها الحريري نفسه. فيما حسم جنبلاط وجعجع أنهما سيقفان إلى جانب الحريري إن سار بالحكومة غير السياسية. علماً أن الرجلين قررا رفع مستوى مشاركتهما في التحركات الشعبية ولو من خلال غطاء آخر. إذ استنفر جنبلاط قدامى حزبه وأعاد التواصل مع تيار يساري شبه منقرض ويسعى إلى تنظيم تظاهرات كبيرة ضد الرئيس عون وحزب الله واتهام الأخير بالوقوف خلف منظومة الفساد وحمايتها. كما عمل جنبلاط على تعطيل جميع المدارس في المناطق التي تخضع لنفوذه وطلب من الإدارات والأساتذة إشراك الطلاب في تحركات وتظاهرات في أكثر من منطقة.
وقالت مصادر مطلعة بأن فريق 8 آذار دقّ النفير السياسي وبات موقفه محسوماً، الأمر الذي من شأنه تعليق الواقع الحكومي لأشهر فيما لو رضخ الحريري للضغوط الخارجية، خصوصاً أن الذهاب نحو تسمية رئيس حكومة آخر لن يكون بالأمر السهل، لأن دونه عقبات وتداعيات ستنعكس صداماً مذهبياً وطائفياً في الشارع.
على أن اللافت أمس كان المؤتمر الصحافي للنائبة بولا يعقوبيان، وابتداءً بالشكل، حيث تولت كل القنوات التلفزيونية المنخرطة في الحراك تغطية المؤتمر المطوّل مباشرة، فيما أطلقت يعقوبيان حملة سياسية تمهد لما تراه دوراً كبيراً لها في المرحلة المقبلة، بعدما تبيّن أنها تقف خلف مجموعة من الأنشطة في الحراك الشعبي بواسطة مجموعة من المنظمات غير الحكومية.
لكن اللافت في تصريحات يعقوبيان إشارتها إلى أنها مهدّدة، وإلى احتمال عودة الاغتيالات. وهو كلام يعيد إلى الأذهان التحذيرات من وجود مساع لدول خارجية، تربط يعقوبيان بها علاقات عمل قوية، لدفع الأمور في لبنان صوب مرحلة أكثر خطورة من المواجهات الأهلية. وهو ما أثار نقزة الرئيس الحريري نفسه الذي طلب من قوى الأمن الداخلي اتخاذ كل الإجراءات لمنع أي مجموعات تنتمي إلى تيار المستقبل من قطع الطرقات في العاصمة والمناطق. كما بعث برسالة عاجلة إلى قيادة حزب الله معلناً أنه سيقف بقوة في مواجهة محاولات إعادة إحياء التوتر السني – الشيعي. وتساءلت مصادر سياسية عن سر ظهور يعقوبيان أمس وبهذه الصورة وعن خلفية هذه المواقف والتحذيرات.
في سياق آخر، لفت عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب علي بزي إلى أن الرئيس بري كشف في لقاء الأربعاء النيابي أن "هناك شكوكاً لبنانية مدعمة بمعلومات وتقارير دولية حصل عليها تتعلق بأعمال التنقيب عن الموارد النفطية التي تقوم بها شركة يونانية تمتلك شركة "توتال" 40 في المئة منها بالقرب من الحدود اللبنانية التي تتداخل مع المنطقة الاقتصادية اللبنانية الخالصة، إضافة إلى تأخير متعمّد من شركة "توتال" الفرنسية المعنية بأعمال التنقيب عن النفط في البلوك رقم 9". ولفت الى أن "بري أجرى الاتصالات اللازمة بالجهات المختصة وأرسل موفداً الى فرنسا لمقابلة رئيس شركة توتال لبحث الأمر.".
وأفردت الأخبار على صفحتها الثانية تقريرا عن أوضاع المصارف اللبنانية وعدم قدرتها على التعامل مع حاجات السوق اللبناني.
وتحت عنوان :" بدايات جيدة لاسبوع التفاهم: باسيل يخرج والحراك يدخل" كتبت اللواء:" الاتصالات كما الاحتجاجات سجلت تحولاً في المسارات: 1- الوزير جبران باسيل يقرّر الخروج من المعادلة الوزارية، فهو أخلى مكانه لغيره، تسهيلاً لمهمة الرئيس ميشال عون، بما يسمح له باستكمال حلقة التشاور غير الملزمة، قبل الاستشارات النيابية الملزمة، تسهيلاً للتفاهم، ليس على الحكومة ورئاستها، بل أيضاً على وجوب الإسراع في تشكيل الحكومة الجديدة.. للخروج من النفق..
وقال مصدر مقرّب من الرئيس سعد الحريري، الذي التقى في "بيت الوسط" الوزير باسيل للمرة الثانية، ان الاجتماع كان ايجابياً، جرى البحث خلاله في الأفكار لإخراج البلاد من الأزمة الاقتصادية (رويترز).
وقال المصدر عن الاجتماع الذي عقد في مقر إقامة الحريري في بيروت "تم طرح جميع الأفكار على الطاولة لبحث أفضل السبل لخروج لبنان من الأزمة الاقتصادية وتحقيق أفضل استجابة لمطالب المحتجين على مدى الأسابيع الثلاثة الأخيرة".
وهذا ثاني اجتماع بين الحريري وباسيل خلال ثلاثة أيام.
وقال المصدر إن الاتصالات ستظل قائمة مع باسيل وكل الفصائل السياسية الأخرى على مدار الساعة خلال الساعات والأيام القادمة للتوصل إلى أفضل الحلول الممكنة للمشكلات الاقتصادية والمالية.
وقالت مصادر متابعة لـ"اللواء" ان الرئيس الحريري مصر على رفض املاء أي شروط عليه في ما خص تشكيل الحكومة، والتشديد على تمثيل الحراك الشعبي بما يتناسب مع حجمه.
كذلك، علمت "اللواء" من مصادر نيابية متابعة للوضع الحكومي، ان الانظار تتجه الى ترقب رد الرئيس الحريري على الاقتراح الذي قدمه الوزير جبران باسيل خلال لقائهما الاول قبل يومين حول تشكيل حكومة اختصاصيين "من رئيسها الى وزرائها وتسميهم القوى السياسية حتى تتحمل مسؤولية أدائهم، وتعمل على تنفيذ ورقة الاصلاحات التي قدمتها الحكومة قبل استقالتها، وبما يراعي نتائج الانتخابات النيابية والتوازنات التي افرزتها من جهة، ويراعي مطلب الحراك الشعبي من جهة اخرى".
وقالت: ان الوزير باسيل لم يقفل الباب امام اي مقترحات اخرى يمكن ان يقدمها الحريري او اي فريق سياسي آخر تسهم في معالجة الازمة.
وأضافت ان اتصالات بدأت مع الحراك في الشارع.
ويتركز على الحوار على كيفية تمثيل الحراك، وتجري الاتصالات بعيداً عن الإعلام كلياً.