قالت الصحف: محادثات أورتاغوس .. ليونة في الشكل!

الحوارنيوز – خاص
أجمعت صحف اليوم أن مباحثات نائبة المبعوث الأميركي الى الشرق الأوسط مورغان اورتاغوس راعت في الشكل ما أتت من أجله، لكنها اعادت التأكيد وبتشدد على مضمون الضغوط الأميركية على لبنان لجهة وضع مهل لنزع سلاح حزب الله (المقاومة) كمقدمة لمباحثات مع دولة الاحتلال تنتهي الى اتفاقات حدودية..
كيف قرأت الصحف نتائج زيارة أورتاغوس الثانية الى لبنان؟
- صحيفة النهار عنونت: لقاءات ماراتونية عكست اتّساع “التدقيق” الأميركي… أورتاغوس بلا إعلام استعجلت تنفيذ الالتزامات
عبّر بري لـ”النهار” عن ارتياحه لمناقشاته مع أورتاغوس، حيث حملت افكاراً عدة وبادلها بأخرى مع تركيزه على أن الخروقات الإسرائيلية لم تتوقف وأن الراعي الأميركي للاتفاق مطلوب منه أن يمارس الضغوط السريعة على إسرائيل لتنفيذه
وكتبت تقول: تركت الزيارة الثانية لبيروت التي قامت بها نائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس، وبصمت إعلامي لافت للغاية، انطباعات ووقائع جديدة ومختلفة إلى حد ما عن تلك التي خلفتها زيارتها الأولى، ولو أن عمق الاتجاهات والمواقف التي أبلغتها إلى المسؤولين اللبنانيين ظلت على حالها. ذلك أن ثلاثة أيام أمضتها أورتاغوس بين عصر الجمعة وأمس الأحد، في لقاءات مكثفة متلاحقة شملت الرؤساء الثلاثة والعديد من الوزراء بالإضافة الى قائد الجيش وحاكم مصرف لبنان، ومن خارج الإطار الرسمي رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع وحده من دون القيادات السياسية، أبرزت أول ما أبرزته توسيع إطار “الرعاية” بل “الرقابة” التي توليها إدارة الرئيس دونالد ترامب للوضع في لبنان، وأن هذا الاتّساع برز على نحو لافت في معاينة أورتاغوس بدقة تفصيلية لملف الإصلاحات البنيوية الحكومية عبر لقاءاتها مع رئيس الحكومة نواف سلام ومعظم الوزراء المعنيين بالورشة الإصلاحية الحكومية. ويمكن الاستخلاص أن جولة اللقاءات المكثفة التي أجرتها الموفدة الأميركية أظهرت أن “السلاح” كما “الإصلاح” كانا على سوية متوازنة في الاتجاهات والمواقف التي تبادلتها أورتاغوس مع الذين التقتهم، علماً أن نبرة الحدة في التوعد غابت هذه المرة وحلت مكانها نبرة الحضّ والتشجيع على الوفاء بالالتزامات وتأكيد ثقة الموفدة الأميركية برئيسي الجمهورية والحكومة لجهة التزام احتكار السلطة للسلاح والمضي قدماً في المسار الإصلاحي.
واتخذت هذه الانطباعات مداها مع اجتماع ختمت به أورتاغوس لقاءاتها صباح أمس وضم وزيري المال ياسين جابر والاقتصاد عامر البساط وحاكم مصرف لبنان كريم سعيد، وتناول موضوع الإصلاحات التي باشرت بها الحكومة من خلال عرض للقوانين الإصلاحية المقرة والعمل على تطبيقها، ولتلك التي يجري العمل على اقرارها وللبرنامج الاقتصادي الاصلاحي اللذين يؤشران الى مرحلة جدية وجديدة للسير بالإصلاحات التي التزمتها الحكومة والتي بدأت بالتعيينات الأخيرة.
وأفادت المعلومات أن الوفد اللبناني خرج من اللقاء الذي عقد في مقر السفارة الأميركية في عوكر بتصوّر إيجابي بعدما قدّم لأورتاغوس مجموعة من الطروحات والتفسيرات المتعلقة بالقوانين التي تعمل عليها الحكومة. كما جددت أورتاغوس التأكيد أن المساعدات الأميركية ستكون مرتبطة بتحقيق الإصلاحات، بالإضافة إلى الشأن الأمني، وأكدت أهمية الوضع الاقتصادي بالنسبة للولايات المتحدة واستعداد بلادها للتعاون مع لبنان في هذا الصدد. وعبّرت عن ثقتها باختيار الرئيسين جوزف عون ونواف سلام للوزراء في الحكومة الجديدة، وطلبت أن يقدم لبنان براهين وشواهد ملموسة عن الإصلاحات التي يعتزم تنفيذها. ويذكر أن الوزيرين جابر والبساط وحاكم مصرف لبنان سيشاركون كوفد رسمي في اجتماعات الربيع لصندوق النقد الدولي في واشنطن خلال نيسان الحالي.
وجاء هذا الاجتماع بعدما التقت الموفدة الأميركية إلى عشاء في عوكر مساء السبت خمسة وزراء هم: فايز رسامني (الأشغال) جو صدي (الطاقة)، جو عيسى الخوري (الصناعة)، فادي مكي (التنمية الإدارية)، كمال شحادة (وزير الدولة لشؤون تكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعيّ).
ومع ذلك، نقلت تقارير اعلامية خليجية مساء أمس عقب نهاية زيارة أورتاغوس، أن الموفدة الأميركية أبلغت القادة اللبنانيين استحالة بقاء الوضع على حاله في ظل وجود سلاح “حزب الله” وأنه من غير المقبول وجود سلاحين وجيشين، ولكنها لم تحدد مهلا ولا مواعيد من أجل تسليم سلاح “حزب الله”.
وأفادت المعلومات المستقاة من الجانب اللبناني بأن الرؤساء جوزف عون ونبيه بري ونواف سلام خرجوا بمجموعة من “الانطباعات الايجابية” بعدما تسلّحوا بالتزام لبنان وقف إطلاق النار واستكمال بسط سيادة الدولة على كامل الأراضي اللبنانية تدريجاً، وقد حضر سلاح “حزب الله” على الطاولة مع تشديد أورتاغوس على قيام الجيش اللبناني بمهمات أكبر في الجنوب وعلى طول الحدود مع سوريا من البقاع الى الشمال.
وعبّر بري لـ”النهار” عن ارتياحه لمناقشاته مع أورتاغوس، حيث حملت افكاراً عدة وبادلها بأخرى مع تركيزه على أن الخروقات الإسرائيلية لم تتوقف وأن الراعي الأميركي للاتفاق مطلوب منه أن يمارس الضغوط السريعة على إسرائيل لتنفيذه. كما أن بري أبرز للموفدة الأميركية 18 قانوناً إصلاحياً أقرها مجلس النواب.
ووفق المعلومات، نقلت الموفدة الأميركية رسالةَ للبنان من أن تطبيق القرار 1701 واتفاق وقف النار مِن قِبل بيروت جيّد لكنه بطيء، ولا بد من استعجال عملية تسليم “حزب الله”سلاحه لأن الفرصة المتاحة اليوم للبنان ليست مفتوحة، كما أن الاصلاحات الاقتصادية التي بدأت الحكومة بها جيدة لكنها وحدها، لا تكفي للفوز بالدعم الدولي وبالمساعدات لإعادة الاعمار، إذ أن حصر السلاح بيد الجيش يبقى الأهم بنظر واشنطن والأسرة الدولية برمّتها. وفي وقت لم تتحدث عن أي تطبيع للعلاقات بين لبنان وإسرائيل، خلافاً لما كان بعض الاعلام يروّج قبل وصولها إلى بيروت، عرضت أورتاغوس لتشكيل لجان ديبلوماسية تبحث في انسحاب إسرائيل من الجنوب وإطلاق الأسرى وترسيم الحدود البرية. غير أن رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة اقترحا عليها أفكاراً جديدة، إذ عرضا تشكيلَ لجنة تقنية – عسكرية فقط، تبحث في ملف الترسيم الحدودي، ووضع الرئيس عون تصوراً وفق أولويات لبنان في معالجة القضايا العالقة أمنياً بدءاً من انسحاب إسرائيل وصولاً إلى ترسيم الحدود وتنفيذ وقف إطلاق النار بما يتضمنه لاحقاً حصرية السلاح بيد الجيش. كما أن سلام اقترح الديبلوماسية المكوكية التي اعتمدها سلف أورتاغوس، آموس هوكشتاين، إبان الترسيم البحري وأكد لها أن الجيش اللبناني سيواصل عمله لحصر السلاح بيد السلطة الشرعية وحدها.
وبالعودة الى الداخل برز موقف البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في عظة الأحد أمس، إذ اعتبر أن “غاية البعض هي السيطرة على الدولة، وليست تحديث النظام. يوم يصبح العدّ والطائفة معيار التقدّم تموت الحضارة. وحين يصبح تطوير النظام انتزاعَ الحكم، تولد الحرب الأهليّة. إنّ بعض الذين يطالبون بالتغيير الدستوريّ يرمون إلى توسيع سلطتهم في إدارة الدولة، لا إلى تحسين الدولة. المطلوب اليوم أن تتنازل الطوائف للدولة، لا الدولة للطوائف، وأن يحضن الطرفان المواطنين الباحثين عن دولة مدنيّة. فدور المواطن هو الغائب في دولة لبنان”.
- صحيفة الأخبار عنونت: «سقف الكلام انخفض لكنّ التحذيرات استمرّت» | أورتاغوس: لا جدول زمنياً لنزع سلاح حزب الله
وكتبت تقول: لم تلتزم نائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط، مورغان أورتاغوس، الصمت طويلا بعد محادثاتها في بيروت، وقد وجدت في التسريبات الرسمية عن اللقاءت ما يتعارض وهدف الزيارة.
واطلقت ليل أمس مجموعة من المواقف التي تؤكد فيها على أولويات حكومتها، خصوصا لجهة الضغط على اللبنانيين السير في خطة لنزع سلاح حزب الله.
لكن ما توافر عن لقاءاتها مع الرؤساء الثلاثة، جوزيف عون ونبيه بري ونواف سلام، أكّد أن الدبلوماسية الأميركية وازَنت، على طريقتها، بين المطالب الأميركية ومحاذير الساحة اللبنانية، ولم تستخدم أسلوباً عالي النبرة ولا شروطاً جديدة ولا تهديدات علنية، بل كرّرت أسئلتها حول سلاح حزب الله وانتشار الجيش في الجنوب، وعن الإصلاحات المالية والنقدية كشرط للمساعدات الخارجية وإعادة الإعمار. وأتبعَت أسئلتها بإبلاغ لبنان أولاً بـ«بضرورة إنجاز الإصلاحات لأن هناك وقتاً محدداً للمساعدات، والتأكيد على أن يتفق لبنان مع صندوق النقد الدولي لحل أزمته»، وثانياً بـ«الاستيضاح عن الوقت الذي يحتاج إليه لبنان لتنفيذ الاتفاق في ما يتعلق بسلاح حزب الله، لأن عدم التنفيذ سيحول دون الانسحاب الإسرائيلي»، مع التأكيد أن المهلة الزمنية ليست مفتوحة.
وعلى عكس ما قيل عن وضع لبنان أمام «الفرصة الأخيرة وإلّا التصعيد»، لم تعلن أورتاغوس أي موقف في هذا الشأن، لكنها مرّرت، بطريقة «دبلوماسية»، بأن وضعية سلاح حزب الله خارج الشرعية، والتأخر في حل هذا الملف «سيُبقيان البلاد في دائرة الخطر ويمنعان استقطاب الدعم الخارجي»، مُذكّرة بوجوب الانخراط في «مجموعات العمل الدبلوماسية الثلاث» التي سبق أن أعلنت عنها بين بيروت وتل أبيب (بمشاركة أميركية) لبتّ مسألة التلال الخمس التي احتلتها إسرائيل، والأسرى اللبنانيين لديها، والنقاط المتنازَع عليها على الخط الأزرق تمهيداً لتثبيت الحدود البرية.
وفي مقابلة مع «المؤسسة اللبنانية للإرسال» بُثّت ليل أمس، قالت أورتاغوس، إن «الولايات المتحدة تواصل طرح موضوع نزع سلاح حزب الله»، لافتة إلى أن «الهدف هو نزع سلاح جميع الميليشيات في لبنان». وأضافت أن «الولايات المتحدة تستمر في الضغط على الحكومة اللبنانية لتحقيق تطبيق كامل لوقف الأعمال العدائية».
وفي ما يتعلق بتوقيت نزع السلاح، قالت: «نأمل أن يتم في أسرع وقت ممكن، ولكن ليس هناك جدول زمني رسمي، ونتحدث عن نزع سلاح كل الميليشيات وليس حزب الله وحده».
وبلغة فيها شيء من التحذير قالت أورتاغوس إن على «السلطة والشعب الاختيار: إما التعاون معنا لنزع سلاح حزب الله وتطبيق وقف الأعمال العدائية وإنهاء الفساد، وسنكون شريكاً وصديقاً، وأمّا إذا تباطأت الحكومة والقادة، فلا يتوقّعوا شراكة معنا».
وفي ما يتعلق بمسألة «التطبيع»، قالت أورتاغوس: «لم أتحدّث مع أحد في لبنان عن هذا الموضوع. ما نركّز عليه الآن هو تنفيذ وقف الأعمال العدائية ونزع سلاح حزب الله والإصلاحات الاقتصادية، ونأمل أن نصل لاحقاً إلى مرحلة التفاوض وحل النزاعات الحدودية وغيرهما من القضايا بين لبنان وإسرائيل».
وكان لافتاً أن أورتاغوس عقدت خلوة مع كل من الرؤساء الثلاثة لمدة 40 دقيقة تقريباً، قبل الاجتماعات الموسّعة، ودوّنت محضراً بالأجوبة التي تلقّتها.
ونقل الرؤساء عنها «ليونة» أمام بعض المطالب اللبنانية التي أُبلغت بها. لكنّ أحداً لم يسمع منها جواباً واضحاً ومطمئناً لجهة وقف الاعتداءات الإسرائيلية ولجم توسّعها، ولا هي أعطت التزاماً بالانسحاب الإسرائيلي من المناطق المحتلة، وكرّرت أن «عدم تسليم السلاح يعني عدم التزام لبنان بوقف إطلاق النار»، بينما تحدّثت مصادر رسمية عن «تجاوب أميركي» مع الموقف اللبناني في ما يتعلق بلجان التفاوض، ولا سيما ما طرحه رئيس الحكومة بشأن الزيارات المكوكية، على غرار ما كان يفعل سلفها عاموس هوكشتين.
وإلى الموقف اللبناني الرسمي الذي أُبلغت به أورتاغوس، ويتضمن تأكيداً على «تمسّك لبنان باللجنة التقنية – العسكرية المشابهة للجنة ترسيم الحدود البحرية»، عرض رئيس الحكومة عليها مواصلة ما كان يقوم به هوكشتين، عبر توفير الدعم للجنة الإشراف من خلال زيارات متكررة تقوم بها لمتابعة عمل اللجنة بالتنسيق مع المرجعيات الرسمية في لبنان، وهي فكرة «لاقت ترحيباً من قبلها»، كما قالت مصادر مطّلعة.
وفي تقدير أولي للزيارة، تقاطعت عدة مصادر على أن «الرسالة التي حملتها أورتاغوس بدت متفهّمة للواقع اللبناني وخصوصيته»، مشيرة إلى أن «السؤال المطروح اليوم هو حول ما إذا كانت واشنطن تريد تحقيق الأمن الإسرائيلي وحسب، أم أنها حريصة على عدم تفجير الساحة اللبنانية والأوضاع في الداخل، وبالتالي هي تحاول اللعب في هذا الهامش».
بينما أبدى البعض تخوّفه من أن تكون الزيارة مجرّد «تمرير للوقت، في لحظة تتركز فيها الأنظار على المحادثات التي يقوم بها بنيامين نتنياهو في واشنطن بشأن الملف الإيراني»، مع خشية من «خديعة جديدة يتعرّض لها لبنان من قبل واشنطن وتل أبيب، على غرار ما حصل قبل عدوان أيلول حينَ كان هوكشتين يتولى الوساطة».
وكانت أورتاغوس استهلّت جولتها الجمعة بزيارة قائد «القوات اللبنانية» سمير جعجع، قبل أن تعقد السبت لقاءات رسمية مع الرؤساء، والتقت السبت والأحد كلاً من وزراء الخارجية يوسف رجي والمال ياسين جابر والاقتصاد عامر البساط، وحاكم مصرف لبنان الجديد كريم سعيد، وعقدت اجتماعاً موسّعاً ضم الوزراء جو صدي وكمال شحادة وجو عيسى الخوري وفادي مكي وفايز رسامني، وزارت متحف بيروت الوطني.
وكررت أمام زوارها أن بلادها «معنية بالتطبيق الكامل للقرار 1701 بما في ذلك نزع سلاح حزب الله، وضرورة تطبيق الخطة الإصلاحية، خصوصاً لجهة رفع السرية المصرفية وإعادة هيكلة المصارف»، واعتبرت أن «التعيينات التي أقرتها الحكومة جيدة وهي خطوة أساسية على طريق إصلاح القطاع العام».
ولوحظ وجود تباين في ما نقله زوار السفارة الأميركية، بين من قال إن أورتاغوس ركّزت على المشروعات الإصلاحية، فيما أشار آخرون إلى أنها استفاضت في الحديث السياسي، وأكدت «ضرورة إيجاد الآلية والإجراءات الكفيلة بتطبيق قرار نزع سلاح حزب الله ضمن برنامج زمني واضح». وقال أحد الوزراء المحسوبين على «القوات» إن أورتاغوس «أكّدت مواصلة الاستراتيجية ذاتها بما خص تطبيق القرارات الدولية، وأعطت إشارة إلى القوى السياسية من خلال زيارتها الخاصة إلى جعجع في منزله، كذلك طلبها عقد لقاء منفرد مع وزير الخارجية المحسوب على القوات».
وقال زوار التقوا مرافقين للمسؤولة الأميركية إنهم سمعوا «تأكيداً على مواصلة العمل، وأن لا يخافوا بعد اليوم من حزب الله الذي لم يعد يخيف أحداً»، إضافة إلى أسئلة حول «الطريقة الأفضل لهزم الحزب وحلفائه في الانتخابات البلدية والنيابية المقبلة»، وسط تشديد أميركي على ضرورة أن يتحالف كل خصوم الحزب لكسر هيمنته على التمثيل الشيعي، وذلك من أجل خوض معركة رئاسة مجلس النواب في الولاية الجديدة.
- صحيفة الديار عنونت: حزب الله يتعامل بحذر مع «هدوء» أورتاغوس
إسرائيل تواصل اغتيالاتها…والعين على لقاء نتنياهو ــ ترامب
وكتبت تقول: يفترض ان تتضح هذا الاسبوع نتائج زيارة الموفدة الاميركية مورغان أورتاغوس الى بيروت، خاصة وانها قررت المغادرة بعد رقم قياسي من اللقاءات، التي عقدتها مع مسؤولين لبنانيين من دون الادلاء بأي تصريح، وترك الساحة مجددا للتوقعات والتخمينات، وللأجواء التي يشيعها مستشارو الرؤساء الثلاثة ، الذين اجمعوا على ان المبعوثة الاميركية اتت بـ «ديبلوماسية ناعمة» هذه المرة، تعاكس الحدية التي طبعت زيارتها الاولى، وان كل ما سبق الزيارة لجهة ترويج البعض لتهديد ووعيد، لم يكن له اساس من الصحة، انما يندرج حصرا في اطار تمنيات البعض.
الحزب حذِر
الا ان التطمينات والأجواء المريحة التي سيطرت على الاجواء العامة نهاية الاسبوع، يتعاطى معها مقربون من حزب الله بحذر، خاصة وان «اسرائيل» لم تنتظر مغادرة اورتاغوس، حتى تعاود عملية اغتيالاتها وتواصل خروقاتها لاتفاق وقف النار. وقالت مصادر مطلعة ان «الحزب يراقب بحذر الحركة الاميركية، ويُدرك انه لا يفترض الاطمئنان لها، خاصة وان تجربته السابقة خلال ايلول الماضي، تؤكد ان كل التطمينات التي كانت تصل عبر واشنطن لمسؤولين لبنانيين عن توسعة للحرب، كان هدفها على ما يبدو دعم «اسرائيل» في خلق عامل مفاجأة، كان اساسيا جدا في حرب ايلول».
واشارت المصادر لـ «الديار» الى ان «الأنظار تتجه راهنا الى اللقاء الذي يعقده الرئيس الاميركي دونالد ترامب مع رئيس الوزراء «الاسرائيلي» بنيامين نتنياهو في واشنطن اليوم الاثنين، بحيث ان نتائجه ستكون لا شك حاسمة لجهة مصير المواجهة الاميركية- «الاسرائيلية» المفتوحة مع محور المقاومة في المنطقة»، مضيفة: «لا نتوقع اي ضغوط اميركية لوقف الابادة المستمرة في غزة، بل بالعكس تجديد للضوء الاخضر المُعطى، مع خشية حقيقية من السير بتصعيد اضافي على جبهة لبنان<.
وبحسب المعلومات الواردة من واشنطن، فان لقاء ترامب- نتنياهو سيبحث بشكل اساسي بملف رفع الرسوم الجمركية، الحرب في غزة ، الجهود لإعادة الأسرى «الاسرائيليين»، العلاقات «الإسرائيلية»- التركية، اضافة الى احتمال توجيه ضربة عسكرية لطهران، وهو ما يريده نتنياهو وسيحاول اقناع ترامب به.
وصاية اميركية؟
وبالعودة الى التطورات الداخلية اللبنانية، فان المبعوثة الاميركية وقبل مغادرتها بيروت امس الاحد، عقدت اجتماعا ضم وزيري المالية ياسين جابر والاقتصاد عامر البساط وحاكم مصرف لبنان كريم سعيد، تناول موضوع الاصلاحات التي باشرت بها الحكومة، من خلال عرض للقوانين الاصلاحية المقرة والعمل على تطبيقها، ولتلك التي يجري العمل على اقرارها ، وللبرنامج الاقتصادي الاصلاحي اللذين يؤشران الى مرحلة جدية وجديدة للسير بالاصلاحات، التي التزمتها الحكومة والتي بدأت بالتعيينات الاخيرة.
ومن المتوقع، ان تُقر الحكومة في جلستها التي تعقدها يوم غد الثلاثاء مشروع قانون هيكلة المصارف، الذي كان مجلس الوزراء ناقشه مطولا الاسبوع الماضي. وقالت مصادر شاركت بلقاءات اورتاغوس لـ «الديار» ان «واشنطن مرتاحة للاجراءات السريعة التي تتخذها الحكومة بملف الاصلاحات المالية، لكنها تعتبر اننا لا نزال في اول الطريق، وان المطلوب استكمال هذا العمل بالسرعة المطلوبة، او ان يسير بالتوازي مع ما هو مطلوب امنيا وعسكريا من لبنان».
بالمقابل، نبهت مصادر سياسية واسعة الاطلاع من ان «شكل ومضمون اللقاءات التي عقدتها اورتاغوس تجعلها تبدو كأنها وصية على لبنان، واننا في ابهى حلل الوصاية الاميركية على البلد بكل تفاصيله، السياسية والامنية والاقتصادية والمالية.. اذ يبدو واضحا انها تغوص في تفاصيل الملفات مع كل الوزراء والمسؤولين دون استثناء».
التطورات الميدانية
وكما كان متوقعا، لم تبذل اورتاغوس اي جهد يُذكر لردع العدوان «الاسرائيلي» المتواصل على لبنان، اذ شن العدو يوم امس الاحد غارات ادت في بلدة زبقين إلى استشهاد شخصين واصابة آخرين في بلدة بيت ليف، كما أن مسيرة معادية انفجرت فوق سيارة «رابيد» على طريق بلدة الناقورة قضاء صور، من دون تسجيل وقوع اصابات.
هذا وعملت جرافة «اسرائيلية» بحماية دبابة «ميركافا» على رفع سواتر ترابية في محور بركة النقار الى الغرب من بلدة شبعا، في حين قصفت المدفعية المرتفعات الجنوبية لبلدة كفرشوبا، والتي تعرضت ايضا لرشقات رشاشة.
من جهتها، أعلنت قيادة الجيش أنه «في إطار متابعة الخروقات المستمرة من قبل العدو الإسرائيلي، عملت وحدة من الجيش في منطقتَي علما الشعب واللبونة – صور على إزالة عوائق هندسية كان العدو قد وضعها لإغلاق طريق داخل الأراضي اللبنانية، كما فككت عبوتَين استخدمهما العدو لتفخيخ هذه العوائق».
وأشارت القيادة الى أنها «تُواصل العمل على إزالة الخروقات المعادية بالتنسيق الوثيق مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان – اليونيفيل، فيما يواصل العدو الإسرائيلي اعتداءاته على عدة مناطق في لبنان، وانتهاكاته لأمن اللبنانيين».


