
الحوارنيوز – سياسة
وصلت الطبيبة اللبنانية رشا علوية إلى لبنان بعدما قامت السلطات الأميركية بترحيلها من الولايات المتحدة الأميركية بحجة مشاركتها في تشييع الشهيد السيد حسن نصر الله خلال وجودها في بيروت،وذلك على الرغم من قرار قضائي أميركي بعدم الترحيل.
الحادثة أثارت جدلًا واسعًا في الأوساط القانونية والطبية في الولايات المتحدة حيث تعمل رشا أستاذة مساعدة في كلية الطب بجامعة براون ميديسن في رود آيلاند.
وذكرت وزارة الداخلية الأميركية في تغريدة على موقع “إكس” إن علوية “سافرت إلى بيروت الشهر الماضي لحضور تشييع حسن نصر الله”، وعليه تم ترحيلها.
ونقلت يومية “بوليتيكو” الأميركية عن السلطات الفدرالية قولها: “رحلنا طبيبة لبنانية الأسبوع الماضي بعدما عثرنا في العناصر المحذوفة بهاتفها المحمول على صور وفيديوهات تظهر تعاطفها مع حزب الله”.
وعلى الرغم من أن علوية، التي تعمل في قسم أمراض الكلى في مستشفى براون ميديسن في رود آيلاند، وهي حائزة على تأشيرة عمل H-1B سارية حتى عام 2027، إلا أن سلطات الهجرة الأميركية احتجزتها فور وصولها إلى مطار بوسطن لوغان الدولي، وهو ما يشير إلى تدخلات قانونية تثير القلق حول مصيرها المهني.
وكانت علوية، البالغة من العمر 34 عاما، قد سافرت إلى لبنان في زيارة عائلية، حيث قضت أسبوعين مع والديها، وبعد عودتها إلى الولايات المتحدة في 13 آذار/ مارس 2025، فوجئت بتوقيفها من قبل سلطات الهجرة في مطار بوسطن لوغان الدولي. وعلى الرغم من أن تأشيرتها القانونية، فقد تم احتجاز هاتفها ومنعها من التواصل مع عائلتها أو محاميها. وفيما كانت محاولات محاميها للدفاع عنها مستمرة، تم ترحيلها إلى لبنان بعد عدة ساعات من الاحتجاز، دون أي تفسير مقنع.
وقد حصلت علوية على تأشيرة دخول إلى الولايات المتحدة منذ عام 2018، عندما جاءت أولاً لإكمال زمالة لمدة عامين في جامعة ولاية أوهايو قبل أن تكمل الزمالة بجامعة واشنطن ثم انتقلت إلى برنامج ييل-واتربيري للطب الباطني، الذي أنهته في حزيران/ يونيو.
وقد تخرجت رشا علوية في كلية الطب بالجامعة الأميركية في بيروت، وتتمتع بخبرة واسعة في مجال أمراض الكلى وزراعة الأعضاء. ومنذ وصولها إلى الولايات المتحدة، عملت في بعض من أبرز المؤسسات الطبية مثل جامعة ولاية أوهايو وجامعة ييل، قبل أن تنضم إلى فريق “براون ميديسن” العام الماضي. وبالتالي فإن علوية تلعب دورًا محوريًا في علاج المرضى ودعم عمليات زراعة الأعضاء، وهو ما يشير إلى التأثير الكبير لهذا الحادث على عملها الطبي.
ووصف الدكتور جورج بايليس، مدير قسم زراعة الأعضاء في مستشفى رود آيلاند، علوية بأنها “إضافة قيّمة” للفريق الطبي، مؤكدًا أن غيابها سيؤثر بشكل كبير على سير العمل في القسم.
جدل قانوني
ويدور جدل واسع في الولايات المتحدة حول ما إذا كانت هذه الإجراءات تمثل انتهاكًا لحقوق الأفراد في ظل قوانين الهجرة الأميركية، لا سيما في ظل الحملة الكبيرة ضد الهجرة التي قادتها إدارة ترامب. وتؤكد الجمعيات الحقوقية أن مثل هذه الحوادث قد تمثل تعديًا على الحقوق الدستورية للمواطنين والمقيمين، وأنه لا يوجد وضوح أو شفافية في تطبيق قوانين الترحيل والاحتجاز.
وقال محامي علوية، توماس إس. براون، في تصريح صحفي: “نحن في حيرة من أمرنا، ولا نعلم إذا كان هذا مرتبطًا بسياسات ترامب أو بحظر السفر المطبق”، واصفًا ما حدث بـ”الإجراء الفاضح” الذي يعكس التهور في التعامل مع القضايا الإنسانية والأكاديمية.
وتُعتبر هذه القضية بمثابة حالة نموذجية لصعوبة التنقل والعودة بالنسبة للأفراد الذين ينحدرون من دول معينة أو الذين قد يتم تصنيفهم تحت سياسات محددة تتعلق بالأمن القومي أو النشاطات السياسية. كما أن هذه الحادثة تُظهر الفجوة بين القوانين الأميركية وأثرها على الأفراد العاملين في البلاد، مما يفتح بابًا واسعًا للتساؤلات حول تأثيرات سياسات الهجرة على الحياة المهنية للأطباء والمهنيين.
سياسة ترامب للهجرة
وما حدث مع علوية يعكس تعقيدات السياسة الأميركية في مجال الهجرة والحقوق المدنية، ويثير مخاوف جدية حول تأثير هذه السياسات على الأفراد الذين يسعون للمساهمة في تقدم المجتمع الطبي. وفي الوقت الذي تم فيه ترحيلها، تلقى علوية دعماً واسعاً من زملائها والعديد من الأشخاص الذين يعتبرونها إضافة قيمة للمجتمع الطبي الأميركي.
وفي السياق، كان ترامب قد قال إنه ينبغي ترحيل جميع الأفراد المؤيدين لحركة حماس، بما في ذلك الناشط الفلسطيني محمود خليل، الذي وصفه بأنه يُثير الفوضى في الجامعات ويُظهر مواقف معادية للولايات المتحدة، بحسب تعبيره.
وأوضح ترامب “من الضروري ترحيل هذا الشخص (محمود خليل)، فقد تابعت تصريحاته وكانت مثيرة للقلق، بالإضافة إلى مقاطع الفيديو التي تظهر تصرفات مشابهة في جامعاتنا.
نحن قادرون على ترحيل أولئك الذين يشاطرونه نفس الآراء. جامعة كولومبيا كانت مكانًا متميزًا في الماضي، لكنها شهدت تغييرات كبيرة بسبب القيادة غير الرشيدة، وهذا ما يحدث الآن”.
من جانبها، أكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت أن إدارة الرئيس ترامب لن تتسامح مع الطلاب الأجانب الذين يدعمون ما وصفته بـ”المنظمات الإرهابية الإسلامية”. وأضافت ليفيت في تصريح لها خلال مقابلة مع قناة فوكس نيوز أن اعتقال محمود خليل يمثل بداية لسلسلة من الإجراءات القادمة ضد الأفراد الذين يتبنون مواقف مشابهة.