عون يدفع بقوة نحو تسريع تشكيل الحكومة… وميقاتي الاوفر حظاً؟ (محمد بلوط)
استشارات التأليف الثلاثاء أو الأربعاء... والحكومة موسعة وجامعة والحقائب السيادية مستقرة
الحوارنيوز – صحافة
كتب محمد بلوط في صحيفة الديار اليوم:
اعطى الرئيس جوزاف عون اشارة قوية ومعبرة امس عن تشكيل الحكومة الجديدة في اسرع وقت ممكن، تاكيدا على العزم بانطلاقة قوية وغير متعثرة لعهده والانصراف للتصدي للاستحقاقات الكبيرة ومعالجة الملفات الكبيرة التي راكمتها الازمة الطويلة على مدى السنوات الماضية.
استشارات التكليف والتأليف
وتتجه الانظار غدا الى قصر بعبدا حيث يجري رئيس الجمهورية الاستشارات النيابية الملزمة لتكليف رئيس الحكومة الجديدة في اطار برنامج لقاءات مكثف يبدأ بلقاء رئيس المجلس النيابي نبيه بري صباحا وينتهي بلقاء كتلة التنمية والتحرير التي يترأسها. ويلي ذلك اللقاء مع رئيس المجلس لاطلاعه على نتيجة الاستشارات قبل الاعلان عن اسم الرئيس المكلف.
وعلمت «الديار» من مصدر مطلع ان مرحلة التكليف والتشكيل ستكون متواصلة ومن دون انقطاع، حيث ينتظر ان يجري الرئيس المكلف استشاراته النيابية في مجلس النواب بعد غد الثلاثاء او الاربعاء في ابعد تقدير.
حكومة الاجماع؟
واضاف المصدر ان الاجواء السائدة في ضوء ما جرى في جلسة انتخاب رئيس الجمهورية تفيد بان المناخ الذي ظلل انتخاب الرئيس عون يفترض ان يحضر ايضا في عملية تشكيل الحكومة بغض النظر عن شخص رئيسها او اسماء الوزراء وحجمها.
وتوقع المصدر ان تكون حكومة موسعة ما بين 24 و30 وزيرا لتكون ملائمة لفكرة الحكومة الجامعة بعيدا عن مفردات « حكومة الوفاق الوطني» او «حكومة الوحدة الوطنية» او غيرها. وتوقع ان تضم اسماء تمثل القوى والكتل النيابية ذات مواصفات اختصاص مطعمة باعضاء نواب، بمعنى ان تكون مختلطة خصوصا ان الحكومة الجديدة سيكون من عملها اعداد قانون انتخابات نيابية جديد كما عبر الرئيس عون في خطاب القسم.
عون: امل في تشكيل الحكومة
باسرع وقت ممكن
وكان رئيس الجمهورية عبر امس خلال استقباله مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان عشية الاستشارات النيابية عن امله «في تشكيل الحكومة الجديدة باسرع وقت ممكن لكي تتم الامور على السكة الصحيحة، ونبدأ ببناء جسور الثقة مع الخارج الجاهز».
وحرص على تأكيد وقوفه على مسافة واحدة من الجميع مع التشديد على بناء الدولة وقال «لم ات لاعمل في السياسة، انا ات لبناء الدولة. والدولة لا تقوم الا على العدالة والمساواة بين جميع المكونات التي تجمعها هوية واحدة، ولدينا فرصة كبرى اما نربحها او نخسرها، ولكي نستفيد منها علينا ان نكون يدا واحدة».
مشاورات لتسمية رئيس الحكومة
ميقاتي يضمن الرصيد الاكبر
وحسب المعلومات المتوافرة لـ»الديار»، فان مشاورات ناشطة بين بعض الكتل والنواب في الساعات الماضية تمهيدا لاستشارات بعبدا غدا، وان هناك نوعا من محاولة خلط الاوراق ستستمر في الساعات المقبلة لحسم اسم الرئيس المكلف.
وتضيف المعلومات وفق اجواء الكتل والنواب، ان الرئيس نجيب ميقاتي يتقدم بوضوح على المرشحين الاخرين، وان هناك اكثرية نيابية تتجه لتسميته لتشكيل الحكومة الجديدة.
ووفقا لما توافر لـ «الديار» ايضا، فان هناك محاولات توسيع هذا التاييد في اطار اضفاء جو وفاقي مماثل لما حصل في انتخاب الرئيس عون، لكنها لم تكتمل ولم تسفر عن نتائج ايجابية، بعد ترشيح رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع وبعض الكتل والنواب في اطار المعارضة لفؤاد مخزومي مساء امس.
مؤيدو ميقاتي
وحسب المعلومات انه بغض النظر عن حصول اتفاق مسبق او ما يشبه المحفظة المتكاملة، فان الاتجاهات والاحصاءات تؤشر الى ان ميقاتي يحظى بتاييد اغلبية نيابية سنية واضحة من كتلة الاعتدال ونواب مستقلين سنة اخرين، كما يحظى بتأييد كتلتي التنمية والتحرير والوفاء للمقاومة وكتل المردة والطاشناك ونواب مسيحيين اخرين. ويتجه اللقاء الديموقراطي الى تسميته ايضا في ضوء معلومات توافرت لـ»الديار» عن ان النائب السابق وليد جنبلاط كان اعرب مسبقا عن تاييد اعادة تكليفه لتشكيل الحكومة.
وما يعزز فرصة وتقدم ميقاتي الى جانب رصيده النيابي، الاجواء التي تؤشر بوضوح الى رضى عربي ودولي على الاستمرار في ترؤس الحكومة الجديدة. وكان لافتا امس اعراب رئيس الادارة الجديدة في سورية احمد الشرع خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع ميقاتي عن امله في ان «يعاد انتخابه» لترؤس الحكومة.
كلمة السر السعودية
تحسم اليوم
وقال مصدر مطلع لـ»الديار» امس ان السعودية التي تعتبر الدولة المؤثرة الاولى في هذه العملية لا تضع فيتو على ميقاتي ولم تزك اسما اخر، لافتا الى تحسن علاقته بالمملكة في الاونة الاخيرة.
واضاف ان مغادرة السفير وليد البخاري الى المملكة امس مرتبط بموضوع استشارات رئاسة الحكومة، وانه يتوقع ان تتاكد كلمة السر السعودية في الساعات المقبلة، خصوصا اذا ما تظهرت بعد مواقف الكتل والنواب قبل الاستشارات.
واستبعد المصدر حدوث مفاجأة تطيح توقع الاطاحة باسم ميقاتي لمصلحة اسم اخر، مشيرا الى ان فكرة المجيء بمرشح الخيار الثالث بينه وبين مخزومي او ريفي لم تطرح جديا.
حمادة يؤيد نواف سلام
ومصدر اشتراكي يوضح
وامس احدث كلام النائب مروان حمادة عن تاييده بشكل شخصي نواف سلام نوعا من «النقزة» حول موقف اللقاء الديموقراطي الذي ينتمي اليه، لكن مصدرا نيابيا في الحزب التقدمي الاشتراكي واللقاء قال لـ «الديار»: «ان الاستاذ مروان حرص على التاكيد ان موقفه هو موقف شخصي ولا يعبر عن موقف اللقاء».
واوضح «ان اللقاء الديموقراطي سيحدد موقفه في الاستشارات النيابية، ونحن لا نستحي باعلان موقفنا علنا في هذا الشأن او غيره، وبطبيعة الحال سنبلغه لفخامة الرئيس غدا».
المعارضون لميقاتي لا يعارضون
المشاركة في الحكومة
وتريث معظم الكتل والنواب في اعلان موقفهم او تسمية الرئيس المكلف، لكن محاولات تحسين فرص مرشح منافس لميقاتي نشطت بين صفوف المعارضة التي تقودها القوات.
واكد اكثر من مصدر لـ «الديار» ان المعارضين لميقاتي او الذين سيسمون غيره ليسوا في صدد الامتناع عن المشاركة في الحكومة اذا ما تم تكليفه، فمسالة التكليف شيء والتاليف شيء اخر.
من يسمي التيار؟
مصادر نيابية في التيار قالت للديار امس ان تكتل لبنان القوي سيجتمع ويتخذ الموقف المناسب الذي سيبلغه لفخامة الرئيس عون في استشارات الغد.
حكومة بين 24 و30
والمالية باقية للشيعة
وحول شكل الحكومة وتوزيع الحقائب قالت مصادر مطلعة لـ»الديار» امس انه من السابق لاوانه الحسم في عددها وتوزيع الحقائب، لكنها اشارت الى ان الاجواء تؤشر الى انها ستكون موسعة نظرا لطبيعة المرحلة والحاجات الى تفرغ كل وزير لملفات وزارته، ولا يستبعد ان تكون من 24 او ربما 30 وزيرا.
واضافت ان الحديث في الكواليس السياسية يدور حول ان تبقى الحقائب السيادية الاربع: المال والداخلية والخارجية والدفاع، وفق التوزيع في حكومة تصريف الاعمال مع تغيير الاسماء.
وكشفت عن ان هناك مرشحين شيعيين لوزارة المال يجري التداول باسميهما: النائب والوزير السابق ياسين جابر، وحاكم مصرف لبنان بالانابة وسيم منصوري.
واضافت ان وزارة الداخلية ستسند الى وزير سني يملك مواصفات ذات طابع قضائي وعسكري، وهناك اسماء عديدة مرشحة في هذا الاطار.
اما وزارة الخارجية، فيرجح ان تسند لمرشح يتلاءم مع اجواء الرئيس جوزاف عون، وكذلك بالنسبة لشخصية وزير الدفاع.
جولات خارجية لعون
والسعودية المحطة الاولى
من جهة اخرى علمت «الديار» من مصادر مطلعة، ان الرئيس عون يعتزم القيام بجولات على عدد من الدول العربية والاجنبية بعد تشكيل الحكومة ونيلها الثقة ومباشرة عملها، تبدأ بزيارة المملكة العربية السعودية، كما عبر خلال الاتصال الذي تلقاه امس من ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان الذي هنأه باسمه وباسم الملك سلمان بن عبد العزيز بانتخابه، ووجه له دعوة لزيارة السعودية.
وشكر عون بن سلمان مؤكدا تلبية الدعوة وان المملكة ستكون اول مقصد له في زياراته الخارجية، ايمانا بدور السعودية التاريخي في مساندة لبنان والتعاضد معه، وتاكيدا لعمق لبنان العربي.
وعلمت «الديار» ان وفدا سعوديا رسميا سيحضر الى لبنان مطلع الاسبوع المقبل لتهنئة الرئيس عون.
واضافت المصادر ان زيارات عون المتتالية في المرحلة المقبلة ستشمل دولا عربية اخرى وفرنسا ودولا اوروبية اخرى والفاتيكان، كما وجه له الرئيس القبرصي خلال زيارته للبنان اول من امس دعوة لزيارة بروكسيل حيث مقر الاتحاد الاوروبي الذي سترأسه قبرص في 23 الجاري. واكد استعداد الاتحاد لتقديم كل الدعم للبنان في مختلف المجالات وترجمة وتفعيل «الشراكة» الاوروبية مع لبنان.
دعم عربي دولي لاعادة الاعمار
بقيادة الرياض وباريس
وعلمت «الديار» من مصادر ديبلوماسية مطلعة، ان هناك تعهدا سبق وترافق مع انتخاب الرئيس عون باعادة اعمار الجنوب والضاحية والبقاع من جهة، وتقديم الدعم لاعادة العافية للوضع الاقتصادي والمالي للبنان من جهة اخرى.
واضافت المصادر ان هناك خطوات سيبدأ التحضير لها لتوفير الدعم العربي والدولي لاعادة الاعمار، وان السعودية وفرنسا ستتوليان قيادة هذه المهمة في مرحلة قريبة بعد زيارة الرئيس الفرنسي المرتقبة قريبا للبنان.
وقالت المصادر ان من بين الزيارات الخارجية للرئيس عون ستكون الولايات المتحدة في مرحلة لاحقة، بعد تولي الرئيس ترامب وادارته الجديدة ادارة البلاد.
اعادة فتح سفارة الامارات
وامس تلقى الرئيس عون اتصالا من رئيس دولة الامارات العربية المتحدة محمد بن زايد ال نهيان الذي هنأه على انتخابه، مؤكدا وقوف الامارات الى جانب لبنان. وابلغه ان الامارات قررت اعادة فتح سفارتها في بيروت، على ان يبدأ العمل فيها في اقرب وقت.
عون وتعزيز الجيش
وحسب المصادر، فان عون يولي اهمية كبيرة لاعادة الثقة العربية والدولية بلبنان لفتح افاق الدعم له على الصعد كافة، وانه سيواصل من خلال موقعه على رأس البلاد العمل من اجل تعزيز الجيش اللبناني ورفع قدراته للقيام بالمهام الكبيرة والوطنية الملقاة على عاتقه.
ماكرون يهنىء بري
وكان الرئيس ماكرون اتصل امس بالرئيس نبيه بري وهنأه بانتخاب الرئيس عون، مثنيا على دوره بانجاز الوعد الذي قطعه في سبيل اتمام الاستحقاق الرئاسي، مؤكدا التزام فرنسا في دعم لبنان في كل المجالات، لا سيما الجيش اللبناني، والحرص على تنفيذ اتفاق وقف النار.
وشدد له الرئيس بري على الالتزام بالاتفاق وعلى وجوب الانسحاب الاسرائيلي في مهلة الـ60 يوما من كل الاراضي اللبنانية.
زيارة ميقاتي لدمشق
ولقاء الشرع
على صعيد اخر، برزت امس زيارة الرئيس ميقاتي والوفد السياسي والامني المرافق لسورية ولقاؤه رئيس الادارة الجديدة لسورية احمد الشرع.
وكما كان معلوما، فان البحث تناول كل المواضيع العالقة بين البلدين، بدءا من قضية النازحين السوريين، مرورا بوضع الحدود والمعابر غير الشرعية والتهريب، وتنظيم الانتقال بين البلدين، ومسألة المفقودين اللبنانيين في سورية، والقضايا الامنية، وسبل تعزيز العلاقة بين البلدين في اطار الاحترام المتبادل والندية وسيادة كل من لبنان وسورية، كما عبر ميقاتي والشرع في مؤتمر صحفي مشترك بعد اللقاء.
وقال ميقاتي «اكدنا ان ما يجمع بلدينا من علاقات وطيدة ندية هو الاساس الذي يحكم العلاقات بين البلدين، وما دامت سورية بخير فان لبنان بخير».
وشدد على «الاحترام المتبادل والندية واحترام السيادة المطلقة لكل من البلدين على ارضه”.
وقال «بات ملحا معالجة وعودة النازحين السوريين الى سورية التي بدأت تستعيد عافيتها، ولقد لمست لدى السيد الشرع كل تفهم لمعالجة هذا الملف بشكل حاسم».
واعتبر ميقاتي الزيارة انها «فاتحة خير»، معربا عن خروجه من اللقاء مرتاحا لوضع سورية والعلاقات بين البلدين.
وردا على سؤال، اكد ميقاتي والشرع ان ترسيم الحدود يحتاج الى بعض الوقت وان لجنة مشتركة لبنانية سورية ستتولى دراسة هذا الموضوع.
وفي شأن المفقودين اللبنانيين في سورية، قال ميقاتي ان هيئة سورية خاصة في الامور الجنائية ستتولى الموضوع والبحث في مصيرهم.
وبدوره وصف الشرع زيارة ميقاتي والوفد المرافق بانها «تؤسس لمرحلة جديدة في العلاقات بين سورية ولبنان مبنية على احترام الدولتين لسيادة كل من لبنان وسورية».
واكد ان سورية ستقف على مسافة واحدة من الجميع في لبنان، مشيرا الى انه سيصار الى مناقشة التفاصيل بين البلدين من خلال الحوار.
وقال ان هناك كثيرا من الامور العالقة تحتاج الى وقت، وان الاولوية لدينا الان الوضع الداخلي وطمأنة الدول المجاورة.
وتجنب الاجابة الفورية حول الترتيب السوري الاخير بشان انتقال اللبنانيين الى سورية، واحال الموضوع الى المسؤولين المختصين في سورية.
وفي وقت لاحق، اصدرت الخارجية السورية بيانا قالت فيه انه «تم الاتفاق على استرداد المعتقلين السوريين كافة في السجون اللبنانية وتامين الحدود بين الجانبين، والتعاون في ملف مكافحة المخدرات، اضافة الى متابعة قضية العهد المالية المفقودة للسوريين في البنوك اللبنانية، وتشكيل لجان مشتركة على كل المستويات السياسية والاقتصادية والامنية”.