د.نسيب حطيط – الحوارنيوز
روى لي أحد الأخوة نقلا عن أحد المقاومين الشجعان(اسمه أحمد يعمل مهندساً) انهم كانوا في منشأة … وكان عددهم ثلاثة مقاومين وقد أتاهم الامر من قيادتهم ،بالإنسحاب، لتعذر المواجهة في هذه البقعة..فقال لرفيقيه انه لن ينفذ امر الإنسحاب وسيتمرّد على الأوامر للمرة الاولى وسيبقى، ليكمل المهمة التي جاء من اجلها، فإذا ارادوا البقاء معه فإنه يرحب بذلك، وان قرروا الانسحاب فسيبقى وحيداً ،لإكمال المهمة ..وبعد نقاش قالوا “سنبقى معاً ونكمل المهمة”.
في اليوم الثاني أغار الطيران الإسرائيلي على المنشأة وهدمها فوق رؤوس المقاومين، لكن العناية الإلهية ابقتهم احياء، ومن شدة العصف والدخان والغبار ،أغمي عليهم عدة ساعات، وعندما استفاقوا وجدوا أنفسهم محاصرين ،بما يشبه القبر فبدأوا يفكّرون في كيفية الخروج..
تذكر أحمد ، وجود غرفة جانبية للمنشأة ذات سطح واحد تقع على طرفها، لكنه لا يدري الآن في اي اتجاه وعليهم الحفر للخروج من (قبرهم المؤقت )، فإذا حفروا باتجاه اليمين وكان الاتجاه خاطئا معنى ذلك انهما استهلكوا قوتهم وكل الهواء وماتوا اختناقاً، وكذلك اذا اتجهوا شمالا وكان الاتجاه خاطئاً..
اقترح “أحمد” الإستخارة ،للإسترشاد لسلوك أي اتجاه ولم يكن بحوزتهم قرآن إستخارة او مسبحة فاستخاروا بواسطة الأحجار(بدل حبات المسبحة) وكانت الاستخارة الحفر بإتجاه اليمين، فحفروا وبعد عدة ساعات صرخ أحدهم انه رأى النجوم… وصلوا الى خارج الركام وانتهزوا ظلام الليل وعادوا ووصلوا لمكان آمن…
يقول الأخ الراوي ،سألته… هل ستكمل الطريق؟
فأجابني: “بطبيعة الحال الآن صرت أكثر إصرارً” !
فقلت: “ولكن أولادك الصغار فرحوا عندما عدت …ويمكن أنك إذا استشهدت سيحزنون لأنك تركنهم ايتاماً” !
فأجابني : صحيح، لكن أفضل من ان يكبر ابني ويعرف ان أباه كان جبانا وأنسحب..لكنه سيفرح ويتباهى ،عندما تخبره أمه ان اباه كان شجاعاً ولم يلق السلاح!