الحوارنيوز – صحافة
تحت هذا العنوان كتبت ريم هاني في صحيفة الأخبار تقول:
في الأيام التي سبقت الانتخابات الرئاسية الأميركية التي ستبدأ، غداً، بدا كل من المرشحَين، الديمقراطية كامالا هاريس والجمهوري دونالد ترامب، كمن «يسابق الزمن»، ولا سيما في الولايات الحاسمة، حيث عقد كلاهما عدداً من التجمعات الانتخابية، في محاولة لكسب أكبر عدد من الأصوات في السباق الذي لا يزال حتى اللحظة، محتدماً بشكل كبير. وفي حين ركّز ترامب على بنسلفانيا وكارولاينا الجنوبية وجورجيا، عقدت هاريس فعاليات عدّة في ولاية ميشيغان، إحداها في «كنيسة أفريقية – أميركية». ويأتي ذلك فيما لا تزال استطلاعات الرأي تظهر نتائج متقاربة إلى حدّ كبير في الولايات المشار إليها، وهو واقع ينسحب على جميع أنحاء البلاد أيضاً.
على أنّ عدداً من الناخبين لم ينتظروا حتى الغد للبدء بالاقتراع، إذ أدلى الملايين بأصواتهم بالفعل، عن طريق البريد أو حضورياً، بهدف تجنب الانتظار في الطوابير أو الأحوال الجوية السيئة في بعض المناطق. وطبقاً لمسؤولين في ولاية جورجيا، تحدّثوا إلى وسائل إعلام، فإنّ اليوم الأول من «التصويت المبكر» في الولاية شهد تحطيم «أرقام قياسية»، وهو ما حصل في ويسكونسن أيضاً، بعدما أدلى 97 ألف شخص بأصواتهم، في عدد «غير مسبوق». وكان التصويت عبر البريد قد شكّل نقطة خلاف بين الديمقراطيين والجمهوريين عام 2020، بعدما شجّع الحزب الديمقراطي الناخبين على التصويت عن بُعد لتجنب الإصابة بوباء كورونا آنذاك، وخاض معارك قانونية لتعميم آلية التصويت تلك على نطاق واسع، بينما ادّعى ترامب أنّ الأخيرة ساهمت في تسهيل «الاحتيال» «وتزوير» النتائج، قبل أن يعكف الجمهوريون، في السنوات التالية، عن ادّعاءاتهم، ويشجعوا الناخبين، بشكل متزايد، على التصويت عن بعد.
وتتيح غالبية الولايات شكلاً من أشكال التصويت الغيابي، حيث يطلب الناخب بطاقة الاقتراع مسبقاً، ويعيدها بالبريد، فيما تتبع ثماني ولايات استراتيجية إرسال البطاقات بالبريد، إلى جميع الناخبين المسجلين، سواء طلبوها أم لا. ويفرض القانون الفيدرالي على جميع الولايات إرسال بطاقات الاقتراع الغيابية تلك إلى الناخبين العسكريين والمغتربين. وإذ تسمح غالبية الولايات للمسؤولين بالبدء بعدّ بطاقات الاقتراع الغيابية على الفور، تطلب أخرى من المسؤولين الانتظار حتى يوم الانتخابات لبدء معالجة البطاقات، ما يؤدي غالباً إلى تأخير صدور النتائج، علماً أنّه مع توجّه الناخبين إلى صناديق الاقتراع غداً، وفور البدء بالفرز، تبدأ النتائج بالصدور على الفور.
وإذ تُعقد الانتخابات الأميركية على وقع الحرب الدائرة في الشرق الأوسط، يحاول كلا المرشحين، بطبيعة الحال، استمالة الناخبين العرب والمسلمين في الولايات الحاسمة. وفي ميشيغان تحديداً، مدّ ترامب «يده» إلى الناخبين العرب، واللبنانيين منهم تحديداً، مؤكداً في حديث في أحد المطاعم، أنّ «لدينا شعوراً رائعاً تجاه لبنان وأعرف الكثير من الناس من لبنان واللبنانيين والسكان المسلمين، إنهم يحبون ترامب ولديهم علاقة جيدة معه»، متابعاً: «نريد أصواتهم ونبحث عن أصواتهم وأعتقد بأننا سنحصل على أصواتهم». كما تحدّث ترامب عن «َضرورة إنهاء الحرب في الشرق الأوسط»، من دون ذكر أي تفاصيل عن الآلية التي سيتبعها لتحقيق ذلك. وفي حين لا تزال العلاقة مشحونة بين ترامب والناخبين العرب والمسلمين، بعدما أمضى المرشح الجمهوري عقداً في «شيطنتهم»، ووقّع أمراً بحظر السفر من الدول ذات الغالبية المسلمة إلى الولايات المتحدة، متعهّداً بالقيام بالمثل في حال فوزه في ولاية جديدة، فإنّ هاريس خسرت الكثير من «رصيدها» في أوساط هذه الفئة «الحاسمة» من الناخبين أيضاً، بسبب تعاملها مع الحرب الدائرة في غزة ولبنان. ودفع ذلك بالعديد من أولئك إلى الإعلان عن عدم رغبتهم في التصويت لها، أو لأي مرشح آخر، فيما سيصوّت عدد منهم لمرشح ثالث على الأغلب.
وقبل بدء التصويت، بدأت أصوات عدة تحذّر من إمكانية حصول «تمرد» جديد، على غرار ما حصل في الانتخابات الماضية، ولا سيما في حال خسارة ترامب. وفي السياق، تشير مجلة «فورين بوليسي» إلى أنّ احتمال تكرار حملة «أوقفوا السرقة»، التي قادها ترامب في الانتخابات الماضية، ومحاولة تخريب النتائج، «لا يزال مرتفعاً»، مشيرةً إلى أنّ كلاً من ترامب والمرشح لمنصب نائبه، جي دي فانس، رفضا الإفصاح، مراراً، عمّا إذا كانا سيتقبلان نتائج الانتخابات في حال لم تصبّ في صالحهما. وعليه، يخشى بعض الخبراء من أن ترامب لديه، حالياً، «خطة أكثر قوة» لإلغاء الانتخابات، بعد محاولته الفاشلة للقيام بالمثل عام 2020، محذّرين من أنّ محاولته الأولى، والتي بلغت ذروتها في الهجوم على «الكابيتول هيل» عام 2021، ألحقت «ما يكفي» من الضرر بصورة الولايات المتّحدة كـ«راعية» للديمقراطية.