رأي

لهذه الأسباب ..لا تريد أميركا وقف إطلاق النار!(نسيب حطيط)

 

كتب د.نسيب حطيط -الحوارنيوز

تستمر الحرب الأميركية على المقاومة لفرض شروط الاستسلام والقضاء عليها وتفكيكها والثأر منها عقاباً لها ، لإفشالها المشروع الاميركي الأول ،إجتياح عام 82 والقوات المتعددة الجنسيات ومشروعها الثاني” الربيع العربي” .

ما يقوله الامركيون بعدم شراكتهم باغتيال “السيد_الشهيد” او الإجتياح  البري نفاق وكذب وخداع ،يكمل ما قام به “هوكشتاين” المبتسم في جولاته المكوكية.

اميركا لا تريد وقت النار في غزة  ولا تريد وقف النار في لبنان، الا بعد القضاء على المقاومة واستعاده السلطة والسيطرة.

لقد بنت اميركا أكبر سفارة في الشرق الاوسط في لبنان، لتكون مركز القيادة الأمنية والسياسية للمنطقة، وستؤمن لها منطقه حماية تمثل الجغرافيا اللبنانية وبالنظام السياسي والأجهزة الأمنية، ليكون لبنان في خدمه السفارة وحمايتها !

تخوض اسرائيل حرب المشروع الاميركي عسكريا ،بالتعاون مع الجماعات التكفيرية “المارينز التكفيري” ، ويخوض العرب المطبّعون الحرب بالحصار الاقتصادي والسياسي والديني، وتخوض اوروبا الحرب بكل الوسائل المتاحة، وتخوض القوى السياسية اللبنانية التابعة للمشروع الاميركي الحرب بالفتنة والتقسيم.  

نحن نخوض حربا مع أميركا ،بخاصرة ضعيفة تتمثل بأن أكثر الشخصيات السياسية والروحية والإعلامية والقوى السياسية في لبنان ،يعملون تحت وطأة الابتزاز والتهديد الأميركي، لمصالحهم وارصدتهم المالية وشركاتهم او تأييدهم السياسي للمشروع الاميركي !

ستقوم اميركا بخداعنا ، بالمفاوضات والعروض السياسية ، لإفساح المجال امام العدو الاسرائيلي بتكرار نموذج غزة في لبنان حتى يلهث اللبنانيون لطلب وقف إطلاق النار ويوقعوا على شروط اميركا ( بفصل الجبهتين ثم انتخاب رئيس الجمهورية قبل وقف إطلاق النار بما يشبه انتخاب بشير جميل عام 1982 وتحديد رئيس الحكومة والوزراء وكسر احتكار الثنائية للتمثيل النيابي والوزاري) اي تغيير بنية النظام السياسي اللبناني والأمني …

يعود المشروع الأميركي-الاسرائيلي ،لتنفيذ ما قاله  الرئيس بشار الخوري مع مندوب هيئة الهجرة اليهودية “الياهو بن ساسون” (يوجد بيننا وبينكم حاجز يجب ازالته، وهذا الحاجز هو جبل عامل  .هناك ضرورة لتفريغ هذه المنطقة..!)  وأيّده بعض رجال الدين لإفراغ الجنوب من المسلمين الشيعة واستبدالهم بالمسيحيين .

يصر المشروع الاسرائيلي على ان تكون حدود اسرائيل نهر الليطاني كحد الادنى ونهر الاولي كمرحلة ثانية  .!

لم تنجح المحاولة الإسرائيلية الاولى في إجتياح عام 82 واضطر الجيش الاسرائيلي للإنسحاب عام الفين، والآن سيكرّر المحاولة ،بعدما نجح بإبادة غزة !

نحن الان امام مشروع “إبادة للشيعة” والمقاومين في لبنان، مهما كانت طائفتهم او جنسيتهم. ويواجه الشيعة خصوصا مشروع “الاقتلاع للشيعة” من الجنوب، وتهجيرهم نحو البقاع او خارج الحدود ..وعلينا مواجهة هذا المشروع ميدانيا بالقتال ..وديمغرافيا بعدم اخلاء الجنوب ..حتى لو حصلت بعض المجازر حتى لا نكرر نكبة فلسطين ثانية،ولا أؤيد الهجرة البعيدة..ففيها خطر كبير!

 ان النظر للحرب التي تخوضها المقاومة الآن على انها حرب ظرفية لإرجاع المستوطنين الى الشمال، نظرة سطحية وساذجة وخاطئة. اننا نخوض حرب حماية الوجود على المستوى الإستراتيجي وحرب إبقاء لبنان موحّداً ومستقلاً وعدم سقوطه بالقبضة الأميركية أو التقسيم والفيدرالية !  

لا يبشر التاريخ الأميركي-الاسرائيلي بالخير على مستوى الحروب ،سواء في فيتنام او افغانستان او العراق او مجازر فلسطين ويستمر الآن في لبنان ،حيث استطاع العدو وبفترة زمنية الحاق ضربات قاسية بقياده المقاومة، لكن لا يعني هزيمة المقاومة ولا يتعدى ارباكها وزعزعتها ظرفيا ،لكن بنية المقاومة على مستوى الميدان ثابتة وبجهوية عالية وتستطيع الصمود ولا يخاف اهلنا ولا يشمت بنا الاعداء والخصوم، حتى لو تفكّكت المقاومة ودخل الجيش الاسرائيلي ،سينسحب ثانية ،ولن نوقع على اتفاقية سلام ولن نستسلم ولن يأخذ الاسرائيلي الجنوب ولن نهاجر ،لكن لابد من تحصين اهلنا المهاجرين-النازحين وابعاد الفاسدين والضعفاء وتنبيه الدولة والمفاوضين، بوجوب عدم التوقيع على اي اتفاق يعيد لبنان مستعمرة أميركية .

يمكن اننا الان في مرحله صعبة ،لكننا لم ننهزم ولن ننهزم وسننتصر رغم كل التضحيات واستشهاد القيادات، ولمحاسبة من افلس الدولة وشن حرب الفقر والبطالة والهجرة على اللبنانيين تسهيلاً لمهمة العدو في حربه العسكرية !

يمكن ان تطول الحرب المتوحشة.. لكن لن نستسلم ..وللميدان الكلمة الفصل!.

 

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى