سياسةصحفمحليات لبنانية

قالت الصحف:الغزو البري الإسرائيلي وآفاقه المستقبلية

 

الحوارنيوز -صحف

موضوع واحد ركزت عليه الصجف الصادرة اليوم، وهو بداية الغزو البري الإسرائيلي للأراضي اللبنانية وآفاق هذا الإجتياح في ظل الغارات المتواصلة على الضاحية الجنوبية والقرى اللبنانية.

 

 

النهار عنونت: “تسوية” بري – ميقاتي في مهبّ التوغّل الإسرائيلي

 

 

 وكتبت صحيفة “النهار”: مع أن الحرب الإسرائيلية المتدحرجة جواً والمنذرة بغزو برّي وشيك للبنان لا تفسح مجالاً بعد لأي اختراق دبلوماسي، تمكّن رئيسا مجلس النواب نبيه بري وحكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي أمس من اختراق الأجواء الحربية بما يشبه الإعلان الرسمي المشترك الذي يتعهدان فيه التزاماً صارماً لتنفيذ القرار 1701 استناداً إلى المقترح الأميركي- الفرنسي من جهة والذهاب بعد وقف النار إلى انتخاب “رئيس توافقي لا يشكل تحديا لأحد” كانت السمة اللافتة جداً حياله أن الرئيس بري ثبّت هذا التعهد.

على رغم التحفظ في تشريح معنى هذا التعهد المزدوج، كشف توقيت إعلانه أمس بالتوافق بين بري وميقاتي، بالتزامن مع وجود وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو في بيروت، أنه يشكّل قاعدة أساسية لموقف لبنان الرسمي بما يؤسس لتسوية توقف الحرب وتوقف النار على قاعدة التزام موجبات القرار 1701 بحذافيره جنوب الليطاني، ومن الزاوية الداخلية على قاعدة مستجدة ومهمة تتصل بتعهد انتخاب رئيس توافقي. ولعل البارز في هذا التطور، ولو أنه من المبكر الجزم بما إذا كان سيحدث أثراً سريعاً من شأنه لجم اندفاعات التصعيد الحربي، أنه ترك انطباعات بارزة حيال تحرك داخلي استثنائي جاء بعد أيام من اغتيال الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله الذي شكل أخطر تطور في مسار انزلاق لبنان نحو حقبة شديدة التفجر. وتعتقد الأوساط المطلعة على خلفيات التوافق بين بري وميقاتي على هذه الخطوة أن من شأنها أن تشكل تحصيناً في الحد الأدنى للموقف الداخلي في ظل تعاظم المخاوف من تصعيد خطير تعتزم إسرائيل الدفع به قدماً عبر عملية برية تكثفت معالمها ومؤشراتها في الساعات الأخيرة.

وكان ميقاتي أعلن عقب لقائه وبري “أكدنا خلال هذا اللقاء موقفنا الذي أعلناه في نيويورك وخلاصته الموافقة على الالتزام بالنداء الذي صدر عن الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا والاتحاد الاوروبي واليابان والمملكة العربية السعودية وقطر والمانيا وأستراليا وكندا وإيطاليا. نحن كحكومة، وبعد الاتصال مع الرئيس بري، نؤكد تعهدنا بتطبيق كل النقاط التي وردت في البيان ومنها وقف اطلاق النار فوراً من أجل بداية البحث في تطبيق القرار 1701 كاملا”.

وقال: “نحن مستعدون لتطبيق القرار 1701، وفور وقف اطلاق النار نحن مستعدون لإرسال الجيش إلى منطقة جنوب الليطاني ليقوم بمهامه كاملة بالتنسيق مع قوات حفظ السلام الدولية في الجنوب”. وأضاف: “تحدثنا أيضاً عن المسار الرئاسي وضرورة انتخاب رئيس للجمهورية في أقرب وقت. أكد لي دولة الرئيس بري خلال اللقاء أنه فور حصول وقف اطلاق النار ستتم دعوة مجلس النواب إلى انتخاب رئيس توافقي وليس رئيس تحدٍ لاحد. وهذا الأمر هو من الايجابيات التي يجب أن نستفيد منها في أسرع وقت من أجل استقامة المؤسسات الدستورية واكتمال عقدها وانتخاب رئيس جديد للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة”.

وبدا لافتاً أن الرئيس بري سارع إلى الإعلان “أن لبنان ما زال ملتزماً بما تم الاتفاق عليه مع الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين من مسار ينتهي بوقف إطلاق النار مع إسرائيل وتنفيذ القرار الدولي 1701”. ورفض ربط وقف النار بمسار الانتخابات الرئاسية، قائلاً “لا علاقة لأحد بموضوع انتخاب رئيس الجمهورية ومن غير المسموح التدخل فيه، لأنه موضوع سيادي. ومع أننا نرحب بأي مساعدة إلا أننا نرفض أية تدخلات ومحاولات إملاء”. وأكد تطابق الموقف مع رئيس الحكومة وتأييده ما صدر عنه، موضحاً أن التواصل مع “حزب الله” قائم، وأن الحزب “ليس بعيداً عن هذا التوجه”.

وفي ختام زيارته لبيروت، أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو أنّ وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي سيجتمعون لبحث تقديم مساعدات للبنان. ودعا بارو إسرائيل للامتناع عن الاجتياح البرّي للبنان، كما دعا “حزب الله” إلى عدم القيام بأي عمليّة تؤدّي إلى مزيد من التصعيد. ودعا أيضاً كلّ الأطراف إلى الاستفادة من الجهود الدولية لإنهاء التصعيد وحضّ “حزب الله” وإسرائيل على وقف عاجل للنار.

وقال في مؤتمر صحافي في قصر الصنوبر: “السياسيون اللبنانيون الذين التقيت بهم اليوم يؤيدون اقتراح ماكرون وبايدن بشأن وقف إطلاق النار. و”حزب الله” يتحمّل مسؤوليّة في الوضع الحالي نظراً إلى قراره في جرّ لبنان إلى الحرب، ووقف إطلاق النار من مصلحته”. وتابع: “قلت لبرّي وميقاتي إنّه من غير الممكن أن يبقى البلد بلا رئيس خصوصاً إذا فشلت المفاوضات ونشدّد على دعم الجيش اللبناني. وندعو اليونيفيل إلى تعزيز قدراتها على الحدود وعلى اللبنانيّين انتخاب رئيس لإعادة انتظام المؤسسات”.

نعيم قاسم

في أول موقف لـ”حزب الله” بعد اغتيال أمينه العام، أكد الحزب أنه ماضٍ في عمليات الاسناد. وقد نعى نائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم، السيد نصر الله قائلاً: “فقدنا أخاً وحبيباً وقائداً، السيد حسن نصرالله الذي بقي في الميدان الجهادي والرسالي منذ نعومة أظفاره”.

ونفى ما زعمته إسرائيل عن إجتماع ضم 20 قائداً كانوا مع نصرالله، لكنه أكد “إستشهاد الإخوة إبراهيم جزيني وسمير حرب إلى جانب علي كركي”. وأكد قاسم أنه “إذا اعتقدت إسرائيل أن يدها المفتوحة دولياً وتصميمها على العدوان سيوصلها لأهدافها فهي واهمة، والمسيرة التي واكبها السيد نصرالله وأشرف على قيادتها مستمرة، و”حزب الله” مستمر بميدان جهاده، وفي مساندة غزة”. وأعلن أن “الأخوة يتابعون عملهم وفق الهيكلية المنظمة ويعملون وفق الخطط البديلة للأفراد والقادة”. وتابع: “تجهزنا ومستعدون للإلتحام البري والعدو لن يحقق أهدافه”. وأوضح أنه “في هيكيلية “حزب الله” هناك نواب للقادة وبدائل احتياط جاهزة عند إصابة القائد في أي موقعٍ كان”. وأعلن أننا “سنختار أميناً عاماً لـ”حزب الله” في أقرب فرصة وسنملأ مراكز القيادة بشكل كامل”.

الغزو البري

في غضون ذلك تصاعدت المؤشرات بسرعة إلى احتمال تنفيذ إسرائيل تهديداتها بغزو بري للجنوب إذ راحت وسائل الإعلام الإسرائيلية تؤكد تباعاً مساء أمس أن العملية البرية في جنوب لبنان ستبدأ “خلال ساعات”. ونقلت صحيفة “جيروزاليم بوست” عن مصادر في الجيش الإسرائيلي أن “العد التنازلي لعملية برية في جنوب لبنان تحرك أسرع مما كان متوقعًا”. بل إن محطة “سي إن إن” الأميركية نقلت عن مسؤولين أميركيين أن إسرائيل نفذت عمليات خاصة داخل الأراضي اللبنانية قرب الحدود. وأفادت أن المسؤولين الأميركيين قلقون من أن ما قد يبدأ توغل محدود قد يتحول إلى عملية اكبر. كما نقلت شبكة “سي بي اس” عن مسؤول أميركي أن “إسرائيل أبلغت واشنطن أن العملية البرية التي ستشنها على جنوب لبنان وشيكة وقد تبدأ الليلة (أمس)”. وقال مسؤول أميركي رفيع “أن إسرائيل ستدخل لتدمير البنية التحتية لـ”حزب الله” قرب الحدود ثم تنسحب”.

الغارات والاستهدافات

أما في الغارات الجوية التي شنها الطيران الإسرائيلي أمس، فقد شن غارة فجراً استهدفت شقة سكنية في منطقة الكولا، في أول هجوم جوي على بيروت منذ فتح جبهة الجنوب. وأعلنت “الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين” مقتل ثلاثة من كوادرها في الهجوم. كما تلقت “حماس” ضربة قاسية إذ قتلت غارة إسرائيلية قائدها في لبنان فتح شريف أبو الأمين مع زوجته وابنيه في استهداف فجراً، في مخيم البص في صور.

وجنوباً واصل الطيران غاراته الكثيفة وشن غارات على بدياس ومنطقة جوار النخل – قدموس في صور، ما تسبب بسقوط شهيد وجريحين. وسقط 3 قتلى في غارة في محيط ساحة بنعفول في قضاء صيدا. وفي البقاع شهدت منطقة الهرمل مجزرتَين جديدتَين، ما أسفر عن سقوط عشرة شهداء، بالإضافة إلى إصابة عشرين فرداً من عائلة الحاج حسن الجوهري. وسقط شهداء من طواقم المسعفين في الهيئة الصحية الإسلامية، بعد استهداف مركز الهيئة في سحمر في البقاع الغربي فجراً. وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه دمّر مخزناً لصواريخ أرض – جو لـ”حزب الله” على بعد كيلومتر ونصف من مطار بيروت.

في المقابل، أعلن “حزب الله”، “أنه قصف قاعدة الناعورة بصلية من صواريخ فادي 2”. كما قصف “مدينة صفد المحتلة بصلية صاروخية”. وقصف مستوطنة جيشر هزيف بصلية صاروخية ومستوطنة كابري بصلية مماثلة. وأعلن الحزب عصرا استهدافه مستعمرة كفر جلعادي ‏بصاروخ نور الباليستي لأول مرة.

 

 

 


الأخبار عنونت: العدوّ يقفز إلى الأمام: نحو عمليّات بريّة من نوع جديد

 وكتبت صحيفة “الأخبار”: تقدّم العدوّ خطوة إضافية في حربه المفتوحة ضدّ لبنان. وكل المؤشرات التي وردت عبر مصادر عربية (مؤيدة ضمناً لما تفعله إسرائيل)، تفيد بأن العدوّ يتصرف على أنه في «مسار انتصاري»، وأنه ينوي القيام بكل شيء من أجل تحقيق هدف جوهري يتعلّق بالقضاء على حزب الله، وأن الهدف التالي لإسرائيل هو ضرب ما تسمّيه «أذرع إيران» في سوريا والعراق واليمن، وصولاً الى استدراج إيران الى احتكاك يسمح لها بفتح حرب ضدها بمشاركة الولايات المتحدة ودول غربية.ليل أمس، ضجّ الإعلام الإسرائيلي بالحديث عن القرار بشنّ عملية برية في لبنان. وقد حرص الأميركيون، كما جهات إسرائيلية، على إشاعة أجواء بأن العملية البرية ستكون سريعة ومحدودة المساحة والزمن. لكن المصادر العربية تقول بأن «كل ما يشاع لا صلة له بحقيقة ما تنوي إسرائيل القيام به». ونقل عن هذه المصادر قولها «إن على اللبنانيين توقّع حربٍ قاسية جداً، وإن إسرائيل لن توفّر أي هدف مدني أو يخص الدولة اللبنانية في سياق تحقيق هدفها، وخصوصاً أنها تريد تغييراً سياسياً واسعاً في لبنان يواكب أيّ حلّ يقوم بعد الحرب».

وفيما التزم الجيش اللبناني بما طلبه الأميركيون أمس، وقام بسحب قواته الموجودة ضمن مسافة 5 كيلومترات عن الحدود، فإن قيادة الجيش برّرت الأمر بأنه إعادة نشر للقوات ربطاً بالتطورات الميدانية. لكن الضباط الكبار في الجيش قالوا إن التعليمات وصلتهم بأن يبتعدوا عن مسرح المواجهة، لأن إسرائيل سوف تضرب كل جهة تحمل السلاح في مناطق عملها، وإن تل أبيب طلبت من القوات الدولية العاملة في الجنوب العودة الى مراكزها وإلى الغرف المحصّنة فيها، ووقف كل أنواع الدوريات، بما في ذلك تلك التي تحصل أحياناً لمساعدة الدفاع المدني في إنقاذ مصابين.

وبحسب معلومات هذه المصادر، فإن العدوّ سيلجأ الى «عمليات خاصة، ومفاجئة، تستهدف إحباط خطط المقاومة لصدّ الهجوم البري، وإن مسرح العمليات المتوقعة من قبل جيش الاحتلال قد لا يكون جوهره في المناطق الحدودية، بل يتعدّاه الى مناطق في عمق لبنان، وسط مؤشرات بسعي العدوّ للوصول الى مناطق بقاعية على الحدود مع سوريا، وإنه يريد قطع الطرقات ومنع التواصل بين المناطق، وإن القصف العنيف سيتيح لقواته التحرك من دون اللجوء الى سلاح المدرعات، وإن الهدف المركزي الأول للعملية البرية هو الوصول الى منشآت تقول بأن حزب الله أقامها تحت الأرض ولا يمكن تدميرها إلا من خلال الوصول إليها.

وقالت المصادر إن إسرائيل «تعتقد بقوة أن حزب الله في وضع عسكري وسياسي وقيادي صعب، ولن يكون بمقدوره القيام بأمور كثيرة». وتضيف بأن الأمر الآن صار رهن نتائج الوضع على الأرض، وخصوصاً أن الجهات الخارجية تسأل عمّا بإمكان المقاومة أن تفعله في مواجهة الحرب القائمة.

من جانبها، دخلت قيادة حزب الله «مرحلة الصمت» الذي يمنع أي تحليلات أو نشر معطيات لا صلة لها بما تفكّر فيه. بينما واصل الإعلام الحربي توزيع بيانات حول العمليات التي يقوم بها في الجنوب. وليلاً، وزع شريط فيديو بعنوان «الرضوان بانتظاركم» يعرض فيه مشاهد لمقاومين من قوات الرضوان التي يقول العدوّ إنه عطّل قدراتها القيادية، علماً أن نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم كان قد أكد، في أول كلمة له بعد استشهاد السيد حسن نصر الله، أن المقاومة صامدة والوضع التنظيمي والجهادي في حالة جيدة، وأن المقاومة تنتظر العدوّ لمواجهته في كل الميادين.

 

 

 


اللواء عنونت: إسرائيل تبدأ مغامرة الغزو البرّي للجنوب

 

المقاومة مستعدة للالتحام.. والدبلوماسية الفرنسية تعطي الأولوية للرئاسة.. ولا جلسة قريبة

وكتبت صحيفة “اللواء”: تلاشت مفاعيل الدبلوماسية الدولية، والفرنسية – البريطانية، على وجه التحديد، مع اعلان دوائر القرارات المتهورة في اسرائيل عن ان بدء العملية البرية ضد جنوب لبنان.

والمثير للسخرية ان رموز الادارة الاميركية العجوز، تلعب دور «الدالول»، فتعلن ان العملية بدأت او ستبدأ الليلة (الليلة الماضية) وان رأس الادارة الذي دخل اشهر ولايته الاخيرة أنه لا يريد ان يسمع بالكلام عن دخول بري اسرائيلي، وهو يكون مرتاحاً لو توقفت الحرب بين اسرائيل وحزب الله.

ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» عن مسؤول اميركي ان اسرائيل قلصت خططها لغزو بري واسع لتركز على عملية تشمل تدمير منصات اطلاق الصواريخ.

ومن منطقة الشمال الاسرائيلي، اعترف وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت ان اغتيال الامين العام لحزب الله حسن نصر الله، لن تؤدي الى عودة سكان الشمال، لذا، فإن اسرائيل «ستستخدم كل قدراتها»، معتبراً ان الجنود هم جزء من هذه القدرات، واكد ان الجيش الاسرائيلي قد يشن هجوماً برياً في جنوب لبنان.

وحاول الجيش الاسرائيلي ليلاً فتح ثغرة للدخول الى بلدة الخيام، عبر قصف مدفعي مركز من مستعمرة المطلة التي تبعد 6 كلم فقط عن الخيام، والتي اعلنها الجيش الاسرائيلي منطقة عسكرية مغلقة.

وكثفت المدفعية والطائرات الاسرائيلية الغارات على كفركلا والعديسة والخيام وصولاً الى الخردلي باتجاه البقاع.

ونقلت «يديعوت احرنوت» عن نائب رئيس الاركان الاسرائيلي «اننا امام امتحان خلال الايام القليلة المقبلة، واعتبر ان اغتيال نصر الله ليست نهاية الحرب».

وعليه اعاد الجيش اللبناني تموضعه في المناطق الحدودية، بعد اخطارات عبر اليونيفيل بضرورة الابتعاد عن مناطق قد تشهد معارك بين الجيش الاسرائيلي وحزب الله.

وذكرت اليونيفل ان لا معلومات لديها عن اجتياح بري، ولكن قلقة، وفتحت قنوات اتصال مع الاطراف لمنع التقدم الاسرائيلي باتجاه الاراضي اللبنانية.

واوضح مصدر عسكري ان لا صحة للمعلومات عن انسحاب الجيش الى مسافة 5 كلم، انما اعادة تمركز للعناصر المنتشرة عند نقاط حدودية الى مراكز اكبر.

وكان قائد الجيش العماد جوزاف عون زار عين التينة، والتقى الرئيس بري، وناقش معه الوضع الامني في الداخل، واحتمالات الاجتياح الاسرائيلي البري، وتطبيق القرار 1701.

واعتبرت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» ان سلسلة اتصالات يفترض ان تشق طريقها من أجل العمل على حل يقي لبنان ويوقف العدوان الإسرائيلي عليه ووقف إطلاق النار وأشارت إلى أن المطلوب ترجمة الألتزام بالقرارات الدولية ولاسيما القرار ١٧٠١ وقالت إن صورة سوداوية ترتسم اثر بدء التوغل البري الأسرائيلي والذي لا يمكن التكهن عما قد يجر معه.

إلى ذلك أكدت أن الحل الديبلوماسي يجب أن تشترك به الدول المعنية، وأفادت أنه يعمل في الوقت نفسه على تحصين الجبهة الداخلية والتعاطي بحكمة ومسؤولية .

تحضيرات الهجوم البري

وذكر مصدران مطلعان لقناة CNN الاميركية: أن قوات خاصة إسرائيلية نفذت غارات صغيرة داخل الأراضي اللبنانية في الأيام الأخيرة كجزء من الاستعدادات لهجوم بري محتمل.

وقال المصدران، اللذان تحدثا شريطة عدم الكشف عن هويتهما لحساسية مناقشة المسائل العسكرية، «أن قوات الكوماندوز الإسرائيلية تسللت إلى الأراضي اللبنانية، واستهدفت مواقع حزب الله بالقرب من الحدود من أجل جمع معلومات استخباراتية وتدمير مواقع حزب الله في المنطقة». و رفض الجيش الإسرائيلي التعليق على هذه المعلومات.

ونقلت محطة «إن بي سي» عن مسؤول إسرائيلي قوله : أن إسرائيل بدأت عمليات صغيرة لقواتها الخاصة في جنوب لبنان استعدادا لهجوم بري محتمل.

كذلك ذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» الاميركية، نقلا عن مصادر «أن قوات إسرائيلية خاصة دخلت إلى أنفاق لحزب الله على الحدود مع لبنان». ووفقا للتقرير المطول، «فإن هدف هذه القوات جمع معلومات استخباراتية من داخل الأراضي اللبنانية، واستكشاف قدرات حزب الله، تمهيدا لعملية برية إسرائيلية وشيكة».

وقال أشخاص مطلعون على الأمر للصحيفة: إن قوات خاصة إسرائيلية نفذت عمليات صغيرة ومحددة في جنوب لبنان، لجمع المعلومات الاستخباراتية واستكشاف آفاق غزو بري أوسع نطاقا قد يحدث في أقرب وقت هذا الأسبوع.

وأوضحت المصادر «أن العمليات التي شملت دخول أنفاق، حدثت مؤخرا وكذلك على مدى الأشهر الماضية، كجزء من الجهود الأوسع التي تبذلها إسرائيل لتقويض قدرات حزب الله على طول الحدود الفاصلة بين إسرائيل ولبنان».

وأشارت إلى أن «توقيت أي اجتياح بري قد يتغير، حيث تتعرض إسرائيل لضغوط شديدة من الولايات المتحدة لعدم القيام بغزو كبير». ولم يتضح على الفور المدة التي تهدف إسرائيل إلى البقاء بها على الأراضي اللبنانية، أو شكل هذا الغزو.

واصدرت حكومة الاحتلال تعليمات لسكان المستوطنات بالبقاء قرب الملاجئ بعد اجتماع الكابنيت، عى ان تبدأ مشاورات امنية على نطاق ضيق.

نعيم قاسم: مستعدون

بالمقابل، وجه نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم:كلمة في اول ظهور علني له بعد الغارات الجوية المعادية الواسعة على لبنان واغتيال القادة الشهداء، فنعى الامين العام للحزب الشهيد القائدالسيد حسن نصر الله، وقال: فقدنا اخا عزيزا وقائدا محبا للمجاهدين يأنس بهم ويأنسون به رقيق القلب بعوائل الشهداء والجرحى والاسرى.

اضاف: أيها المجاهدون أنتم المنتظرون اعلموا أن السيد نصر الله بيننا دائمًا وأبدًا. وخلافاً لما ذكره العدو الإسرائيلي لم يكن هناك اجتماع لـ 20 قائداً برفقة سماحة السيد.وقد استشهد معه الإخوة إبراهيم جزيني وسمير حرب إلى جانب علي كركي.

وقال: ترتكب «إسرائيل» المجازر في كل مناطق لبنان وتعتدي على المدنيين من أطفال ونساء وشيوخ وطواقم الإسعاف. وإذا اعتقدت «إسرائيل» أن يدها المفتوحة دولياً وتصميمها على العدوان سيوصلها لأهدافها فهي واهمة.

وتابع: برغم فقدان بعض القادة والاعتداء على المدنيين، لن نتزحزح عن مواقفنا الصادقة والشريفة، وستواصل المقاومة الاسلامية مواجهة العدو الاسرائيلي مساندة لفلسطين ودفاعا عن لبنان، وما نقوم به هو الحد الادنى وسنقوم بمتابعة المعركة حسب الخطط المرسومة.

والمقاومة مستعدة للالتحام البري مع قوات العدو.

حراك دبلوماسي بلا نتائج

وفي الحراك الدبلوماسي، تبيّن ان مهمة وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو لم تصل لنتيجة.

واجرى امس محادثات مع المسؤولين اللبنانيين، استهلها بلقاء مع البطريرك الماروني بشارة الراعي.. وانتقل بارو الى السرايا حيث استقبله رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، الذي جدّد التأكيد» أن مدخل الحل هو في وقف العدوان الاسرائيلي على لبنان والعودة الى النداء الذي اطلقته الولايات المتحدة الاميركية وفرنسا بدعم من الاتحاد الاوروبي ودول عربية واجنبية لوقف اطلاق النار.وان الاولوية هي لتطبيق القرار الدولي 1701».

بدوره شدد وزير خارجية فرنسا على»اولوية انتخاب رئيس الجمهورية والعمل على وقف المواجهات المسلحة، وأكد ان فرنسا تدعم لبنان وشعبه على الصعد كافة، وهي مهتمة جدا بدعم الجيش ومساعدته في هذه الظروف الدقيقة».

ثم زار بارو الرئيس نبيه بري، الذي أكد للوزير الفرنسي «على موقف لبنان الإيجابي الذي أعلنه رئيس الحكومة في نيويورك حيال النداء الرئاسي لوقف النار في أعقاب القمه الرئاسية الفرنسية الامريكية والذي يحظى بدعم دولي واسع».

بدوره الوزير الفرنسي وافق الرئيس بري على عرضه، مؤكداً أن الحل الوحيد هو تطبيق القرار الأممي رقم 1701.

وعقد بارو مؤتمراً صحافياً في قصر الصنوبر لخّص فيه نتائج محادثاته وموقف فرنسا من التطورات ومما قاله: جئت لتقديم مساعدات طبيّة للمدنيين الجرحى تمّ تنظيمها بالتعاون مع المستشفيات والمنظّمات غير الحكوميّة. وجئتُ لألتقي بالرعايا الذين يسكنون في لبنان، ونفكّر بالفرنسيين اللذين قضيا جرّاء الغارات في الأيّام الماضية.

ودعا «الأطراف إلى الإستفادة من الجهود الدولية لإنهاء التصعيد، وقال: نحضّ حزب الله وإسرائيل على وقف عاجل للنار. ونحن نتواصل يومياً مع إسرائيل ونحضّها على الإمتناع عن الاجتياح البرّي، وندعو حزب الله إلى عدم القيام بأيّ عمليّة تُؤدّي إلى مزيد من التصعيد. ووقف إطلاق النار من مصلحته.

وأضاف: قلت لرئيس مجلس النواب ورئيس الحكومة إنّه من غير الممكن أن يبقى البلد بلا رئيس خصوصاً إذا فشلت المفاوضات،و ندعم الجيش اللبناني للحفاظ على الوحدة الوطنية ولا يمكن ترك لبنان بدون رئيس يعمل على وحدته. وعلى القادة في لبنان العمل على استعادة مؤسسات الدولة.

وقال بارو: المسؤولون السياسيون الذين اجتمعت بهم اليوم يدعمون المقترح الفرنسي الأميركي الذي تمّت مناقشته مع الطرفين والذي يضمن هدنة فوريّة ووقف دائم للعدوان.

وفي السياق، فهم ان لا جلسة قريبة لمجلس النواب، لاسباب امنية تتعلق بنواب زب الله لذا كان المطلوب وقف للنار مروراً للبحث بعقد الجلسة.

مخاوف من انهيار الوضع

وازاء ما يحصل حذرت الاسكوا بالتعاون مع «اليونيسيف» وبرنامج الامم المتحدة للمستوطنات البشرية من انهيار كارثي في لبنان، مشيرة الى ان الصراع خلف دماراً هائلاً في اقتصاد لبنان، اذ ستصل نسبة الفقراء الى 94٪ في النبطية و87٪ في محافظة الجنوب، حيث تعرّض اكثر من 23 الف منزل للدمار فيها.

وقالت إن مؤسسات الدولة الهشّة في لبنان تكافح لمواجهة التداعيات. وتحذّر الدراسة من أن الصراع المستمر، إلى جانب تضاؤل الموارد العامة والافتقار إلى الدعم الدولي، يدفع الحكومة نحو انهيار محتمل. كما أن الجهود المبذولة لإدارة الأزمات الإنسانية والتنموية باتت مستنزفة.

وفي اطار المساعدات، أكّدت الخارجية السعودية «وقوف المملكة إلى جانب الشعب اللبناني في مواجهة تداعيات الأحداث الأخيرة». كما شدّدت على ضرورة المحافظة على سيادة لبنان وسلامته الإقليمية، وكشفت ان ستقدم مساعدات طبية وإغاثية للشعب اللبناني.

واعلنت المفوضية الاوروبية عن تخصيص مساعدات انسانية اضافية بقيمة 10 ملايين يورو للسكان في لبنان المتأثيرن بتفاقم الاعمال العدائية بين حزب الله واسرائيل.

شهداء بالمئات

على وقع المجازر الصهيونية المتتالية امس على قرى الجنوب والبقاع وبعض المناطق الاخرى والتي استهدفت بيروت فجراً، عاد الحديث عن المساعي الدولية لوقف الهيستيريا الاسرائيلية التدميرية، واعلنت وزارة الصحة عن ارتقاء 105 شهداء بينهم عدد كبيرمن المسعفين، و 359 جريحاً من جراء الغارات الإسرائيلية خلال الـ 24 ساعة الماضية (ارتفع العدد لاحقاً نتيجة استمرار الغارات)، وسط عجزدولي صارخ عن لجم آلة العدوان، بينما تؤكد اسرائيل انها ستقوم بهجوم بري على لبنان برغم الضغوط الاميركية بشكل خاص كما يُقال «لثنيها عن شن هجوم بري واسع».

وافادت منظمة الصحة العالمية: أن التقديرات تشير إلى 118466 حالة نزوح جديدة في الفترة من 23 إلى 27 أيلول في لبنان.

استهداف بيروت

للمرة الاولى منذ بدء العدوان الجوي الصهيوني على لبنان، شن العدو غارة بطائرى مسيرة على بيروت مستهدفاً شقة سكنية في منطقة الكولا، ما ادى الى استشهاد 4 اشخاص واندلاع حريق في طابقين من المبنى. وعلى الفور، حضرت سيارات الاسعاف والاطفاء الى المكان المستهدف، وعملت فرق اطفاء بيروت على اطفاء الحريق.

واصدرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» البيان الآتي: «بمزيد من الفخر والاعتزاز تزف الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين شهداءها القادة الشهيد القائد البطل محمد عبد العال (أبو غازي) عضو المكتب السياسي للجبهة ومسؤول الدائرة العسكرية الأمنية. و الشهيد القائد البطل عماد عودة (أبو زياد) عضو الدائرة العسكرية للجبهة وقائدها العسكري في لبنان و الشهيد البطل عبد الرحمن عبد العال.

اضاف البيان: ان القادة الثلاثة ارتقوا شهداء على طريق تحرير فلسطين فجر اليوم الإثنين 30 أيلول، إثر عملية اغتيال غادرة نفذتها طائرات الاحتلال الصهيوني في منطقة الكولا في العاصمة اللبنانية بيروت.

وافادت المعلومات ان الشقة المستهدفة مجاورة لمنزل النائب السابق نجاح واكيم، وأكدت المعلومات انه لم يصب بأذى وقد غادر المبنى.

ولم تتوقف المقاومة من تسديد ضربات قوية للمستعمرات والمواقع المعادية العائدة لجنود الاحتلال.

فقد استهدفت المقاومة الاسلامية تجمعاً للجيش الاسرائيلي في مربض الزاعورة بالصواريخ.

كما استهدفت المقاومة الاسلامية تجعاً لجنود الجيش الاسرائيلي في بيت سيدا بالاسلحة الصاروخية.

واستهدفت المقاومة الاسلامية بصاروخ «نور» مستعمرة كفر جلعادي.

ولم تتوقف الغارات الاسرائيلية على قرى الجنوب، من عيتيت الى خربة سلم، وصولاً الى البلدات البقاعية ومدينة الهرمل.

وليلاً، نفذ الجيش الاسرائيلي تهديداته بسلسلة من الغارات العنيفة على الضاحية الجنوبية، بعد أن كان أنذر سكان مناطق الليلكي وحارة حريك وبرج البراجنة، بإخلائها فورا، قائلاً: «سنضرب بقوة في هذه المناطق».

 

 

 


الجمهورية عنونت: إسرائيل تتدرّج براً في اتجاه الجنوب.. باريس للتهدئة.. و”حزب الله”: جاهزون للالتحام البرّي

 وكتبت صحيفة “الجمهورية”: اعتباراً من ساعات ليل الاثنين الثلاثاء كانت بدأت العملية العسكرية الاسرائيلية في تدرّج متسارع في اتجاه الجانب اللبناني من الحدود، ما يفتح على مرحلة جديدة اكثر خطورة وتعقيداً، لما قد ينطوي على هذه العملية من احتمالات مجهولة.

وعلى الخط الداخلي، اعلن لبنان التزامه بالخطة الدولية لوقف إطلاق النار والتزامه بتنفيذ القرار 1701 واستعداده لنشر الجيش في الجنوب»، وبرز في موازاة ذلك، إعلان «حزب الله» على لسان نائب أمينه العام الشيخ نعيم قاسم «استمرار الحزب في جبهة إسناد غزة والدفاع عن لبنان، وانّ إسرائيل لم تَطَل قدراتنا»، كما اكّد «جهوزية الحزب للالتحام البري اذا قرّر الاسرائيلي ان يدخل برياً».

العملية البرّية

وسط تصاعد الحديث عن العملية البرّية الاسرائيلية في لبنان، كان لافتاً للانتباه في هذا الاطار، إعلان البيت الابيض «اننا لا نزال نتحدث مع اسرائيل عن الحل الديبلوماسي، ومحادثاتنا لم تتوقف، ونعتقد أن الحل الديبلوماسي هو الطريق لوقف اطلاق النار، وهو كفيل بخلق مساحة للمحادثات الديبلوماسية بشأن لبنان». فيما برز في موازاة ما اعلنته وزارة الخارجية الاميركية بأنّ الولايات المتحدة الاميركية لا تزال تدعم وقف اطلاق النار في لبنان، ولكن في الوقت نفسه يمكن للضغط العسكري في بعض الأحيان تمكين الديبلوماسية». وقالت: «اطلعنا على تقارير بعملية بريّة، وإسرائيل ابلغتنا انّها محدودة وتركّز على بنية «حزب الله» التحتية.

واما على الجبهة الاسرائيلية، فبدت الأمور تنحى بسرعة فائقة نحو العملية البرية، بدأت باجتماعات متتالية عقدها رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو مع طاقمه الحربي ووزراء الكابينيت. وذكر الاعلام الاسرائيلي انّ نتنياهو طلب من وزرائه التزام الصمت حيال اي عمل عسكري في لبنان. فيما ذكرت صحيفة «معاريف»، «انّ وزراء الكابينيت وافقوا رسمياً خلال اجتماع ليلاً على المرحلة التالية من العمليات في لبنان، وهي شن عملية بريّة محدودة».

في غضون ذلك، أعلن الجيش الاسرائيلي مستوطنة المطلة وما حولها منطقة عسكرية، ولوحظت فيها حشود عسكرية وآلية، واتبع ذلك في ساعات المساء بقصف مدفعي وغارات جوية مكثفة على المناطق اللبنانية القريبة من الحدود، ولاسيما في الوزاني والخيام وكفر كلا وسهل الخيام، إضافة الى مختلف البلدات الجنوبية وصولا الى البقاع. واعلن «حزب الله» ان المقاومة الاسلامية استهدفت عند الحادية عشرة والنصف ليلا تحرّكات لجيش العدو الاسرائيلي في البساتين المقابلة لبلدتي العديسة وكفر كلا بالاسلحة المناسبة وتمكنت من تحقيق اصابات مؤكدة»، كما استهدفت عند منتصف الليل قوة لجنود العدو عند بوابة مستعمرة شتولا بالقذائف المدفعية وحققت فيها اصابات مباشرة. وسبقتهما سلسلة عمليات استهدفت قوة مشاة في موقع الصدح، وقاعدة الناعورة بصواريخ فادي 2، ومستعمرة جيشر هزيف، ومستعمرة ساعر، ومستعمرة كابري، ومستعمرة كفر جلعاد بصاروخ «نور»، تجمعاً للجنود في بيت سيدا، تجمعاً للجنود في مستعمرة يفتاح، تجمعاً للعدو في مربض الزاعورة، عدداً من الكريات شمال شرق حيفا بصواريخ فادي 1.

واعلن الجيش الاسرائيلي انه يوسّع القصف ليشمل مناطق اضافية على طول الحدود مع لبنان. وترافق ذلك مع تحليق على علو منخفض جدا للطيران الحربي الاسرائيلي في اجواء بيروت والضاحية الجنوبية ملقيا بالونات حرارية. وتبعت ذلك تحذيرات اطلقها جيش الاحتلال لسكان مبان في الليلكي وحارة حريك وبرج البراجنة في الضاحية الجنوبية أتبعها قبيل منتصف الليل بسلسلة غارات جوية عنيفة عليها».

وأفيد عن أنّ وحدات الجيش اللبناني المنتشرة في المنطقة قامت بإعادة انتشار في المنطقة، نقلت قناة «الجزيرة» عن مصدر عسكري انّه جاء نتيجة للتهديدات الاسرائيلية. وليلاً نفى مصدر عسكري المعلومات عن انسحاب الجيش لمسافة 5 كيلومترات، بل تمّت إعادة تمركز للعناصر المنتشرة عند نقاط حدودية الى مراكز اكبر.

وتضاربت معلومات الإعلام الاسرائيلي حول توقيت العملية، حيث برز ما بثه هذا الإعلام قرابة منتصف ليل امس، بأنّه «خلافاً للتقارير، لا يوجد حالياً اي دخول بري للجيش الاسرائيلي إلى لبنان»، وكذلك ما نشرته صحيفة «يديعوت احرونوت» العبرية بأنّ العملية البرية لم تبدأ بعد، خلافاً للتقارير التي نشرها هذا الاعلام على مدى نهار امس، نقلاً عن مسؤولين اسرائيليين واميركيين تؤكّد أنّ هذه العملية توشك ان تنطلق.

وليلاً نقل موقع «اكسيوس الاميركي» عن مسؤولين إسرائيليين قولهم «انّهم يستعدّون لغزو بري وشيك يركّز على القرى القريبة من الحدود في جنوب لبنان». كما نقل الموقع عن مسؤولين اميركيين بأنّ واشنطن حذّرت اسرائيل من انّ الغزو سيزيد من دعم «حزب الله» بين اللبنانيين». وسبقت ذلك جملة تقارير اسرائيلية طيلة يوم امس، حيث اكّدت صحيفة «هآرتس» العبرية «انّ نتنياهو ليس مهتماً بوقف اطلاق النار الآن»، فيما اعلن وزير الخارجية الاسرائيلية يسرائيل كاتس «اننا نرفض مقترح التسوية مع «حزب الله» ولن نوافق على وقف اطلاق النار. والطريقة الوحيدة للوصول الى اتفاق هي نقل «حزب الله» إلى شمال الليطاني ونزع سلاحه». وذكر موقع «كان» العبري انّ كاتس ابلغ وزراء خارجية 25 دولة انّ اسرائيل لا تريد وقف اطلاق النار في لبنان». يُضاف الى ذلك ما اعلنه وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت من الحدود الشمالية امس، عن «انّ اغتيال نصرالله مرحلة مهمّة لكنها ليست النهاية، وهدفنا اعادة سكان الشمال وسنفعّل لأجل ذلك قواتنا براً وبحراً وجواً». وتوجّه الى قوات سلاح المدرعات على الحدود قائلاً: «سنستخدم كل قواتنا بما فيها انتم».

وفي السياق ذاته، قالت صحيفة «جيروزاليم بوست» العبرية نقلاً عن مصادر «انّ غزو لبنان قد يكون وشيكاً وربما خلال ايام». فيما كشفت هيئة البث «الإسرائيلية» انّ الجيش يستعد لعملية برية محدّدة في لبنان، وسط ضغوط أميركية غير مسبوقة لمنع هذه الخطوة». واشار موقع «كان» العبري الى «انّ الولايات المتحدة حذّرت إسرائيل من نتائج الاجتياح البري لجنوب لبنان».

لبنان: القرار 1701

في موازاة العدوانية الاسرائيلية، والتهديدات المتتالية التي يطلقها المستويان السياسي والعسكري في اسرائيل بالاستمرار في رفع وتيرة التصعيد اكثر والتلويح بعملية برية ضدّ لبنان، وجّه لبنان ما بدت انّها رسالة إلى المجتمع الدولي، بتأكيد تجاوبه مجدّدا مع المبادرة الدوليّة لوقف إطلاق النار، وإبداء الإلتزام الكامل بالقرار 1701 وتنفيذه، وإرسال الجيش إلى المنطقة الحدودية ليقوم بمهامه بالتعاون والتنسيق مع قوات «اليونيفيل». وقرن هذه الرسالة الخارجية برسالة الى الداخل اللبناني تؤكّد على الشروع فوراً في انتخاب رئيس توافقي للجمهورية لا يشكّل تحدّياً لأي طرف، فور الاعلان عن وقف إطلاق النار.

الكأس المرّة

وقالت مصادر حكومية لـ«الجمهورية» إنّ الوضع بصورة عامة على شفير حريق كبير لا حدود له على مستوى المنطقة، وإسرائيل بعد حرب الإبادة لقطاع غزة، تهرب إلى الأمام من فشلها في تحقيق أهداف حربها على غزّة، إلى الإشعال المتعمّد لشرارة هذا الحريق إنطلاقاً من لبنان، بارتكابها المجازر الفظيعة بحق المدنيين.

واشارت المصادر الى انّ لبنان، على كل مستوياته السياسية، يبذل جهوداً جبارة لإبعاد الكأس المرّة عنه، التي يدفعه العدو الاسرائيلي الى تجرّعها، وتوخّى من رسالته الى الدول، أن يضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته في ممارسة الضغوط الجديّة والحازمة على اسرائيل لوقف عدوانها الهمجي على لبنان، والسبيل الى ذلك كما نراه، محدّد في خطة وقف إطلاق النار التي تتصدّرها الولايات المتحّدة وفرنسا، ووقّعت عليها مجموعة من الدول الاجنبية والعربية، ونحن ملتزمون بمندرجات هذه الخطة بحذافيرها.

باريس: تحرّك

الى ذلك، أبلغت مصادر واسعة الاطلاع الى «الجمهورية» قولها إنّ زيارة وزير الخارجية الفرنسية جان نويل بارو الى بيروت منسقة مع الأميركيين، حيث انّه قبل وصوله ناقش مع وزير الخارجية الاميركية انتوني بلينكن أهمية الدفع بقوة لتجنّب تصعيد الصراع في لبنان».

واشارت المصادر الى انّ لهذه الزيارة اربعة عناوين رئيسية؛

العنوان الأول، التعبير عن تضامن فرنسا العميق مع لبنان وشعبه، والوقوف الى جانبه على كل الصعد في هذه المحنة.

العنوان الثاني، التعبير عن القلق البالغ لدى فرنسا من توسّع نطاق الحرب، وتوجيه رسالة الى كلّ الاطراف لوقف المواجهات وتجنّب التصعيد وإشعال حرب مفتوحة على أن تتعدّد جبهاتها وتتمدّد إلى مديات واسعة، بما يجعلها بعيدة عن نطاق السيطرة، وتترتب عليها تداعيات تتجاوز الإضرار الكارثي الأكيد بمصالح جميع الاطراف، الى تهديد الاستقرار والسلام الدوليين.

العنوان الثالث، التأكيد على انّ المبادرة التي طرحتها فرنسا وشاركتها بها الولايات المتحدة الاميركية والعديد من الدول لوقف اطلاق النار لمدة ثلاثة اسابيع تواكبه فوراً مفاوضات عاجلة تفضي إلى تسوية وصفقة تبادل في غزة، وإلى حلّ سياسي على حدود لبنان على أساس القرار 1701، هي السبيل المتاح لاعادة الهدوء ومنع الانزلاق الى حرب واسعة، وباريس متمسكة بهذه المبادرة. واكّد في هذا السياق اهتمام فرنسا العميق بدعم الجيش اللبناني ومساعدته في هذه الظروف الدقيقة. كذلك نقل تأكيدات عن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بأنّ فرنسا عازمة مع شركائها على الاستمرار بالدفع بهذه المبادرة، التي تشكّل مصلحة لكل الاطراف.

العنوان الرابع، رئاسي، تؤكّد من خلاله باريس على انّ المستجدات التي طرأت، وما يحوط بلبنان من مخاطر، باتت توجب وضع الملف الرئاسي في لبنان على سكة الحسم السريع وانتخاب رئيس للجمهورية.

بارو: ثمة حلول

وكان وزير الخارجية الفرنسية قد التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي والبطريرك الماروني مار بشارة الراعي. وقال الوزير الفرنسي: «ثمة حلول ديبلوماسية في لبنان، على الرغم من الضربات الاسرائيلية المكثفة». اضاف: «يجب وقف اطلاق النار واحترام القانون الدولي والانساني وتنفيذ القرار 1701، وفرنسا مستعدة للمساعدة في تطبيقه». وحضّ اسرائيل «على تجنّب شنّ عمليّة بريّة في لبنان».

بري: إسرائيل تطيح الجهود

خلال لقاء الوزير بارو مع الرئيس بري جرى البحث في تطورات الأوضاع في لبنان والمنطقة على ضوء تصاعد العدوان الاسرائيلي على لبنان والمستجدات السياسية. وشكر رئيس المجلس لفرنسا والرئيس ماكرون حرصهما ودعمهما للبنان لا سيما في هذه المرحلة العصيبة التي يمرّ فيها جراء العدوان المتواصل والحصار الذي تفرضه إسرائيل على لبنان مانعة إيصال المساعدات لإغاثة النازحين.

وأكّد بري للوزير بارو على موقف لبنان الإيجابي الذي أعلنه رئيس الحكومة في نيويورك حيال النداء الرئاسي لوقف النار في أعقاب القمه الرئاسية الفرنسية الاميركية والذي يحظى بدعم دولي واسع».

ولفت بري، «أنّ اسرائيل هي المسؤولة عن الإطاحة بكل الجهود الرامية لوقف العدوان، مؤكّداً أنّ كرة النار الإسرائيلية تطال لبنان كل لبنان، ومشيداً بتماسك اللبنانيين ووحدتهم وتضامنهم ضد العدوان الإسرائيلي».

بدوره وافق الوزير الفرنسي الرئيس بري على عرضه، مؤكّداً أنّ الحل الوحيد هو تطبيق القرار الأممي رقم 1701.

ميقاتي: مستعدون

وعقب جولة الوزير الفرنسي، زار الرئيس ميقاتي الرئيس بري، وقال بعد اللقاء: «اكّدنا خلال هذا اللقاء موقفنا الذي اعلناه في نيويورك وخلاصته الموافقة على الالتزام بالنداء الذي صدر عن الولايات المتحدة الاميركية وفرنسا والاتحاد الاوروبي واليابان والمملكة العربية السعودية وقطر والمانيا واوستراليا وكندا وايطاليا. كل هذه الدول اصدرت بياناً ونحن كحكومة، وبعد الاتصال مع الرئيس بري، نؤكّد تعهدنا بتطبيق كل النقاط التي وردت في البيان ومنها وقف اطلاق النار فوراً من اجل بداية البحث في تطبيق القرار 1701 كاملاً. ونحن نرحّب بكل ما ورد في النداء ونتعهد بتطبيقه فورا».

اضاف: «نحن مستعدون لتطبيق القرار 1701، وفور وقف اطلاق النار نحن مستعدون لارسال الجيش الى منطقة جنوب الليطاني ليقوم بمهامه كاملة بالتنسيق مع قوات حفظ السلام الدولية في الجنوب».

تابع: «كذلك بحثنا في المواضيع الداخلية وخاصة موضوع النازحين الذي يهمّ الرئيس بري، وهو كان حريصاً على تأمين كل ما يلزم لهم. تحدثنا ايضاً عن المسار الرئاسي وضرورة انتخاب رئيس للجمهورية في اقرب وقت. اكّد لي الرئيس بري خلال اللقاء انّه فور حصول وقف اطلاق النار ستتمّ دعوة مجلس النواب الى انتخاب رئيس توافقي وليس رئيس تحدٍ لأحد. وهذا الامر هو من الايجابيات التي يجب ان نستفيد منها في اسرع وقت من اجل استقامة المؤسسات الدستورية واكتمال عقدها وانتخاب رئيس جديد للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة».

«حزب الله»

في هذا الوقت، اكّد «حزب الله» انّه «مستمر في جبهة الإسناد لغزة ودفاعاً عن لبنان، وعلى جهوزية تامة للالتحام البري مع اي عدوان بري اسرائيلي على الجنوب، معلناً أنّه سيختار أميناً عاماً في اقرب فرصة».

موقف «حزب الله» عبّر عنه نائب امينه العام الشيخ نعيم قاسم في كلمة اشار فيها الى انّه «خلافًا لما يزعمه العدو لم يكن هناك اجتماع لـ20 من القادة مع السيد نصرالله، ونحن نعمل كل ما في وسعنا ونعالج الاغتيال للكوادر بالكوادر البديلة، ولم تتمكن اسرائيل من ان تطال قدراتنا العسكرية وما يقوله اعلامها حلم لم يصلوا اليه ولن يصلوا. وقدرتنا متينة وكبيرة وجهوزيتنا كاملة».

وقال: «رغم فقدان عدد من القادة، والإعتداءات على المدنيين، والتضحيات الكبيرة، لن نتزحزح قيد أنملة عن مواقفنا، وستواصل المقاومة مساندة غزة وفلسطين ودفاعًا عن لبنان وشعبه». مشيرا الى أنّ «الإخوة يتابعون عملهم وفق الهيكلية المنظمة ويعملون وفق الخطط البديلة للأفراد والقادة، وما نقوم به هو الحدّ الأدنى كجزء من خطة متابعة المعركة وما يتطلبه الميدان».

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى