سياسةعاشوراء

أمين عام الجماعة الإسلامية في عاشوراء المجلس الشيعي: الإسلام والظلم لا يتفقان ولا يلتقيان

 

الحوار نيوز – عاشوراء

 

برعاية نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الاعلى العلامة الشيخ علي الخطيب، احيى المجلس اليوم الرابع من عاشوراء في مقره،وكان خطيب المجلس أمين عام الجماعة الإسلامية الشيخ محمد طقوش ،وذلك بحضور  حشد من علماء الدين والشخصيات والفعاليات السياسية والنيابية والقضائية والاجتماعية والإعلامية والمواطنين.

وبعد تلاوة اي من الذكر الحكيم للمقرىء احمد المقداد، قدم الإحتفال الدكتور غازي قانصو مرحبا بالحضور وقال: لقد وقف الحسين وأصحابه في كربلاء موقفًا أسطوريًا، نستمدا من عقيدة الإسلام وشريعته، من مبادئه وقيمه حيث تجسدت أسمى معاني الإباء والعزة، في مشهد يتحدى الزمن ويخترق حواجز التاريخ ليصل إلينا، نورا عظيما يضيء لنا دروب الجهاد والثبات على الحق.

في نهضة الحسين، نجد أن الحق لا يُمكن أن يُغلب مهما كانت قوة أعدائه، وأن الدماء الزكية التي سالت على أرض كربلاء كانت بمثابة توقيع أبدي على وثيقة الحرية والعدالة والمسؤولية والمبادرة.

تلك الدماء الطاهرة لم تذهب سُدى، بل أثمرت وأينعت ثمارًا في قلوب الأحرار الأبرار،  في وجدان الاوفياء والشرفاء، في عقول أصحاب الفكر والانصاف، وفي كل زمان ومكان تجد من ينهل من هذا النبع الصافي.

لم يكن هدف الحسين البحث عن النصر الدنيوي، ولا ابتغاء حكم او سلطان، بل كان يهدف إلى إحياء الضمائر النائمة، وتحريك العقول الجامدة، لإحياء الامة واخراجها من دائرة الصمت، أجل اخراجها من دائرة الصمت. كان يهدف إلى غرس بذور التحرر المستنير في كل قلب ينبض بالإيمان، وفي كل روح تتوق إلى الحرية والعدالة. أراد أن يكون صوته نداءً لكل مظلوم، وموقفه رمزًا لكل مقاوم.

 

كلمة طقوش

والقى امين عام الجماعة الاسلامية الشيخ محمد طقوش كلمة تحت عنوان”عاشوراء من منظور قرآني” جاء فيها:

 إنّ الحسن والحسين سبطا النبي (ﷺ) وسيّدا شباب أهل الجنّة كانت لهما منزلة كبيرة عند رسول الله (ﷺ)، وكانت وما زالت لهما منزلة رفيعة في نفوس المسلمين وقد حملا أثر وإرث النبي (ﷺ) وعملا كلّ من موقعه وفي حينه على إصلاح ما فسد من أمر الأمّة الإسلامية وهو ما أشار إليه الحسين رضي الله عنه بقوله: “إِنَّمَا خَرَجْتُ لِطَلَبِ الْإِصْلَاحِ فِي أُمَّةِ جَدِّي رسول الله (ﷺ)”.

إنّ من المعاني العظيمة والمسؤوليات الجسيمة التي استشعرها الحسين رضي الله عنه وأرضاه القيام بواجب الإصلاح حتى تستقرّ الأمور على الشريعة الحنيفية السمحة التي تنصف المظلوم، وتردّ المظالم، وتنشر العدل، وتفشي السلام، وتقري الضيف، وتسود معها الحريّة، ويرتفع بها لواء الحقّ، ويقوّم بها الاعوجاج، وتعود فيها روح الأخوّة والتعاون، فالمسلم أخ المسلم، والمسلمون أمّة واحدة ويسعى بذمتهم أدناهم، وهم يدٌ على من سواهم.

وواجب الإصلاح هو طريق الأنبياء والمرسلين الذين ابتعثهم الله.

إصلاح النفس حتى تصلح العلاقة مع الله، وهل هناك أفضل وأحسن من أن تصلح علاقة الإنسان بربّه؟! هل هناك أفضل من أن يكون الحبل بينك وبين الله موصول؟! فإذا كان موصولاً فإنّ الله يكفيك مؤنة الناس. والحسين والحسن وأبوهما من قبلهما، وجدّهما (ﷺ) أرادوا جميعاً أن تكون الصلة بالله قوّية وقائمة ومستمرة لأنّها ضمان الصلة الطيّبة والجيّدة مع الناس والمحيط والمجتمع. وماذا ينفعك الناس برضاهم إذا لم يرضى الله عنك؟!

وإصلاح المجتمع حتى تستقيم أموره وتسود فيه العدالة وروحية التعاون والتكافل والمحبة، وهي من أبرز وأهم معاني الحياة الطيّبة والسعيدة التي أرادها الإسلام لبني البشر، في مقابل الظلم والاستحواذ والاستبداد وأكل أموال الناس بالباطل، ونشر الفوضى والخوف والقلق، والتجاوز على حقوق الله وحقوق العباد.

لقد فهم الحسين رضي الله عنه دعوة جدّه (ﷺ) واستوعبها بشكل يليق به، فخرج ينادي بالمعاني التي ضجّت بها الرسالة التي حوّلت مكّة مركزاً لسيادة منطق العدالة والقانون والحريّة والاحترام ومعاني الخير التي لا تنتهي. ولم يخرج من أجل مال ولا من أجل سلطة ولا من أجل جاه فارتقى شهيداً في سبيل الله ومن أجل هذه المعاني.

اليوم أمّتنا تمرّ بأيام صعبة تداعت فيها على أمّتنا أمم الأرض تريد النيل منها، ومن إسلامها، ومن القيم المثلى التي جاء بها الإسلام. تريد سلبها خيراتها وثرواتها ومقدساتها حتى تبقى هذه الأمة بلا عمق، بلا تاريخ، بلا قيم، بلا مبادىء، بلا حضارة، ومن هنا نحن بحاجة إلى استلهام المعاني التي حملها الإسلام وخرج من أجلها الحسين رضي الله عنه وأبرزها وأهمّها:

نبذ الفرقة والخلاف والتحلّق حول حلقة الإسلام الحنيف الذي ابتعث الله به نبيّه محمّد (ﷺ) منقذاً ورحمة وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً.  

التكافل والتضامن بين أبناء الأمّة الإسلامية الواحدة، وكلّ من شهد أن لا إله إلاّ الله وأنّ محمّداً رسول الله فهو مسلم عصم من المسلمين دمه وماله وعرضه، ومن خرق ذلك فإنّ الله خصمه يوم القيامة.

رفض كلّ أشكال الظلم والاستبداد والاستحواذ بحقّ المسلمين، بل وبحقّ البشرية جمعاء، فالإسلام والظلم لا يتفقان ولا يلتقيان، فالله تعالى حرّم الظلم على نفسه، وجعله بين عباده وخلقه محرّماً. من صور رفض الظلم، نصرة المظلوم والعمل لرفع الظلم والاستبداد عنه.

إصلاح ما اعوّج من أمر الأمّة، والإصلاح وكما أشرت وظيفة الرسل. قال تعالى على لسان شعيب: إن أريد إلاّ الإصلاح ما استطعت. والحسن رضي الله عنه كان رائداً كما الحسين ولكّن على طريقته في بذل النصح والإصلاح في الأمّة.

أخيراً إنّ أمّتنا تتعرّض اليوم لحملة شديدة لا تفرّق بين أبناء هذه الأمّة، لا بين ألوانهم ولا بين أجناسهم، ولا بين أفهامهم، ولا بين أعراقهم. تريد هذه الحملة القضاء على الإسلام كدين، وعلى المسلمين كأمّة، وهذا يحتّم علينا العمل بالمعاني الآنفة الذكر حتى تكون كلمة المسلمين واحدة وحتى يردّوا كيد الأعداء إلى نحورهم، وتبقى كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا هي السفلى والله غالب على أمره ولكنّ أكثر الناس لا يعلمون، والحمد الله ربّ العالمين.

وفي الختام تلا سماحة السيد حسين حجازي مجلس العزاء الحسيني.

 

وكان العلامة الخطيب التقى طقوش والوفد المرافق وجرى حديث في السبل الآيلة إلى توحيد المواقف في هذه الظروف الصعبة ،واتفق على لقاءات أخرى على هذا الصعيد.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى