بنات غزة وابناؤها وشهادة لقمة العيش (ماري ناصيف الدبس)
ماري ناصيف الدبس- الحوارنيوز
نود، بداية، ان نقول للمعتدين الصهاينة وللامبريالية الاميركية، ومن لف لفهما من الانظمة العربية، إن جرائمهم ضد المدنيين في قطاع غزة وجنوب لبنان سترتد اليهم، وان التاريخ سيذكر كيف أن الكيان المحتل، الذي يتباكى على ضحايا النازية ويستخدمهم للتعمية على الفظاعات التي يرتكبها، يتابع حرب الابادة بأشكال مختلفة، بالقصف والاغتيال… والافظع من هذا وذاك بالقتل جوعا وعطشا لأكثر من مليون انسان، نصفهم من الاطفال.
فما شهدناه، بالأمس، من اغتيال ١١٠ شهداء وجرح حوالي الف آخرين، تجمعوا من أجل الحصول على ما يسد جوعهم، تعدى بوحشيته ابشع الجرائم التي ارتكبت منذ آلاف السنين. ونضيف أن الابشع من تلك الجريمة هو التبرير الذي أعطاه جو بايدن لها، مترافقا مع اصراره على استمرار الحرب وعلى طرد أصحاب الأرض ليتسنى له تنفيذ الخطة الهادفة إلى السيطرة الكاملة على منابع النفط والغاز، القديمة منها والجديدة المتواجدة في بحر غزة وجنوب لبنان، وإلى وضع اليد على البحرالأحمر الذي يشكل طريقا اساسيا لنقل الطاقة إلى البلدان التي هي بحاجة لها.
اما الأنظمة العربية، المتواطئة مع المعتدي واربابه، فايدي اصحابها ملطخة بالدم وعقولهم مشغولة، كالعادة، بالبحث عن مخارج للمعتدي الذي، رغم جرائمه المتمادية، لم يستطع كسر الصمود الاسطوري لشعب غزة البطل. وأهم هذه المخارج تهجير الفلسطينيين باتجاه العريش لقاء تغطية بعض “ديون” النظام المصري.
وهكذا يتكرر السيناريو نفسه الذي وضع في العام ١٩٤٨… باستثناء فارق وحيد، وهو أن الشعب الفلسطيني تعلم من تجربة الماضي، فقرر المقاومة.
*أكاديمية- قيادي في الحزب الشيوعي اللبناني