قالت الصحف: المناورات الدبلوماسية الأميركية – الأوروبية في لبنان تواكب تصعيد العدو جنوبا
الحوارنيوز – خاص
لا جديد في الملفات الداخلية، بإستثناء مواصلة كل من الإدارة الأميركية وبعض الدول الأوروبية التي تعتبر نفسها معنية بالملف اللبناني مناوراتها الدبلوماسية في لبنان، بهدف الضغط عليه للتنازل عن سيادته بحجة حمايته، في وقت يعلن العدو بوضوح أنه ماض في عدوانه على لبنان حتى ولو توقفت الحرب على غزة!
كيف عكست صحف اليوم هذه الأجواء ؟
- صحيفة النهار عنونت: اشتعال ميداني… والرئاسة إلى شلل مستعاد!
- وكتبت تقول: لم يكن تطورا عابرا ان تشهد الجبهة الجنوبية للحدود اللبنانية الإسرائيلية احتداما بمنسوب مرتفع جدا في اليومين الأخيرين على وقع خلفيتين تضعان هذه الجبهة في عين العاصفة ربما أكثر من جبهات غزة نفسها: الخلفية الأولى تتمثل في تهديد إسرائيل بانها ستمضي في المواجهات على الجبهة الشمالية مع “حزب الله” حتى لو توقفت الحرب في غزة، الامر الذي يعد تطورا متقدما للغاية في رسم نيات الدولة العبرية حيال لبنان ووضع عودة المستوطنين الى الشمال وإبعاد “حزب الله” عن الحدود شرطا جوهريا لوقف المواجهات. وهو الأمر الذي يبدو انه السبب الأول والاساسي في الرد العنيف المزدوج ميدانيا الذي تولاه “حزب الله” وكذلك حركة “أمل” امس اذ تعتبر كثافة الهجمات التي شنها كل منهما على طول خطوط المواجهة الحدودية مع إسرائيل قياسية منذ تاريخ اندلاع المواجهات في الثامن من تشرين الأول الماضي.
اما الخلفية الثانية فتتصل بربط هذا الاحتدام بأسبوع ديبلوماسي محموم أيضا تنشد معه الأنظار الى رصد الحركة الديبلوماسية الجديدة التي انطلقت في اتجاه المنطقة والتي يشكل لبنان جزءا اساسياً منها، اذ يبدو لافتا انه بعد جولة وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون في المنطقة تتزامن جولات جديدة لكل من وزير الخارجية الأميركي انتوني بلينكن الذي بدأ جولته الخامسة منذ اندلاع حرب غزة، ووزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه في اول جولة له في المنطقة بعد تعيينه في منصبه، وكذلك كبير مستشاري الرئيس الأميركي لشؤون امن الطاقة آموس هوكشتاين الذي يتوقع ان يكون له تحرك مكوكي جديد بين إسرائيل ولبنان. واذا كان لبنان ليس مشمولا بجولة بلينكن فيما ستشمله جولة سيجورنيه غدا الثلثاء، فان تحرك هوكشتاين يشكل الدلالة الحاسمة على ان عودة الاستقرار على الحدود اللبنانية الإسرائيلية يشكل واقعيا أولوية أميركية لا لبس فيها.
وبإزاء تقدم العامل الميداني، بدا واضحا ان الازمة الرئاسية استعادت الشلل والمراوحة في انتظار ما قد يطرأ من جديد في مسار المجموعة الخماسية. وانعكست استعادة المراوحة في تصريح مساء أمس لرئيس مجلس النواب نبيه بري لمحطة “الجديد” اقفل عبره الباب تكرارا على عقد الجلسات المتعاقبة لانتخاب رئيس الجمهورية الامر الذي يثير الشكوك في جدوى أي تحرك جديد خارجي او داخلي حيال الازمة. قال بري “لا جلسات متتالية من دون تشاور او حوار وإذا كان لديهم أي طريقة أخرى يأمنولي اياها وأنا حاضر”. وأضاف: “لو عقدت خمسون جلسة متتالية لن نصل الى رئيس لذلك طرحت الحوار لمدة أقصاها سبعة أيام “يفترضوا أني عم ببلفهم ويجوا يحرجوني”. واشار الى انه “سمع من كل السفراء أن لا فيتو على أي اسم ومن ضمنها السعودية، وتوافقنا أن انتخاب الرئيس يتطلب توافقا، وتمنوا تسميتها تشاورا، لا حوارا، وكنت متجاوبا مع كل ما يخدم الملف الرئاسي، وقلت انه اذا اقتضى الأمر فليترأس نائب رئيس المجلس الحوار ولا مشكلة لدي”.
وعشية ذكرى اغتيال الرئيس رفيق الحريري، قال بري لرئيس الحكومة الاسبق سعد الحريري “أهلا وسهلا بعودتك للعمل السياسي عندما تقرر فقد أثبتت الانتخابات الاخيرة أن سعد الحريري هو الناجح الأكبر على الرغم من اعتكافه، فمن النهر الكبير الى الناقورة حصد 24% من الطائفة السنية من غير أن يشارك في الانتخابات”.
العدو: التهدئة في غزة لا تشمل جنوب لبنان | إسرائيل تطلب حلاً … وأميركا تريده عاجلاً
يواصل المسؤولون السياسيون والعسكريون الاسرائيليون إطلاق التهديدات بتوسيع الحرب على لبنان، بالتزامن مع وساطات وأفكار أميركية وغربية للتوصل إلى صيغة جديدة لإدارة الوضع في الجنوب، تتضمن تلبية لمطالب العدو بخلق ظروف ميدانية يبتعد بموجبها رجال المقاومة عن الحدود مع فلسطين. احتمال التوصل إلى هدنة قريبة في قطاع غزة، وانعكاسها على الجبهة الشمالية، يفاقم من أزمة العدو الذي لا يزال يصرّ على العودة إلى الحرب في غزة بعد إنجاز عملية التبادل، ما يعني عودة الجبهة اللبنانية إلى الاشتعال. وهذا ما يجعله مضطراً للقيام بخطوات مسبقة في ظل الضغط الذي يفرضه نزوح أكثر من 150 ألفاً من سكان المستعمرات المحاذية للحدود اللبنانية، وهو ما عبّر عنه معلقون إسرائيليون أمس، بالتساؤل حول «ماذا سيقول الجيش للناس؟ اذهبوا ورتّبوا أموركم، ولكن تحضّروا للنزوح مجدداً بعد شهر أو شهرين أو أكثر؟».
على هذه الخلفية، رفع العدو من مستوى تهديداته، لكنه اختار طريقة جديدة في الحديث عن الجبهة الشمالية من دون ربطها بمجريات الأمر على جبهة غزة. وكان البارز أمس جولة وزير الحرب يوآف غالانت في المنطقة الشمالية، وقوله إنه «إذا اعتقد حزب الله أنه عندما يكون هناك وقف لإطلاق النار في الجنوب، سيوقف إطلاق النار ونحن سنفعل ذلك أيضاً، فإنه بذلك يرتكب خطأ كبيراً». وأضاف: «طالما أننا لم نصل إلى وضع يمكن فيه إعادة سكان الشمال بأمان، فلن نتوقف. عندما نصل إلى ذلك، إما من خلال تسوية أو بطريقة عسكرية، سنكون قادرين على أن نكون مطمئنين».
ويشير موقف غالانت إلى خشية العدو من أن يؤدي وقف إطلاق النار إلى تكريس الوضع القائم على حدود لبنان. في حين أن العدو يطمح إلى إعادة إنتاج وضع ميداني وأمني يحول دون استمرار الوضع الذي كان قبل السابع من تشرين الأول. وفيما يحاول غالانت من خلال هذا الموقف الضغط على المقاومة وعلى الداخل اللبناني بالتلويح بأن الوضع الأمني سيبقى متفجّراً إن لم تتم تلبية المطالب الإسرائيلية، إلا أنه يتجاهل مسألة أساسية، وهي أن استمرار اعتداءات جيش العدو بعد وقف إطلاق النار في غزة، سيحول المعركة إلى لبنانية بامتياز، ويصبح فيها حزب الله في موقع المدافع عن أمن بلاده».
العدو يخشى من أن يؤدي وقف إطلاق النار إلى تكريس الوضع القائم مع لبنان
وبحسب القناة 12 العبرية، فإن «جهوداً كبيرة يتولاها الأميركيون للوصول إلى تسوية». ونقلت عن مصادر إسرائيلية أنه «حتى نجاح التسوية، فإن الجيش مستمر في ضرب نشطاء وبنى تحتية تابعة لحزب الله». كما أشار قنصل إسرائيل السابق في نيويورك، ياكي ديان، إلى أن الجهد الأميركي حالياً يتركز على منع فتح جبهة إضافية في لبنان. «وهذا الأمر يقلق الأميركيين جداً، فحتى حين يدرسون كيفية الرد على الإيرانيين وسيردون، يقومون بذلك بشكل لا يؤدي إلى فتح معركة إقليمية. ويعود ذلك إلى أن الولايات المتحدة في عام انتخابات، وأسعار النفط هي ما ستقرر. لذلك الولايات المتحدة مصرّة على منع معركة إقليمية في الشمال».
في غضون ذلك، تحدثت أوساط سياسية لبنانية عن زيارة لمستشار الرئيس الأميركي لشؤون أمن الطاقة عاموس هوكشتين إلى بيروت، بعد زيارته مطلع الأسبوع إلى كيان الاحتلال في إطار استمرار المساعي لتجنب التصعيد بين لبنان وإسرائيل. وقالت مصادر في الوفد النيابي الذي زار واشنطن (ضمّ نائب رئيس مجلس النواب إلياس بو صعب، والنواب آلان عون، نعمة أفرام، ياسين ياسين وأسعد درغام)، وعقد لقاءات مع مسؤولين من بينهم هوكشتين ومساعدة وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف، إن هؤلاء «سمعوا بأن الوسيط الأميركي قد يزور بيروت بعد تل أبيب حيث سيحاول وضع أرضية للاتفاق بالتوازي مع مسار التهدئة في غزة»، فيما لم تتبلغ أي من الجهات السياسية في بيروت بمعلومات عن الزيارة التي قالت مصادر إنها تعتمد على «ما سيتم التوصل إليه مع الإسرائيليين».
إلى ذلك، يبدأ وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه السبت جولة تشمل مصر والأردن وإسرائيل والأراضي الفلسطينية ولبنان، و«تتمحور حول الآفاق السياسية لمرحلة ما بعد الحرب في غزة».
- صحيفة نداء الوطن عنونت: برّي يُعلن رسمياً مشاركة “أمل” عسكرياً في مواجهات الجنوب
هوكشتاين يُحرّك انسحاب “الحزب” و”أفواج حدود” الجيش لملء الفراغ
وكتبت تقول: عاشت الحدود الجنوبية أمس تصعيداً لافتاً ترافق مع تطورات ديبلوماسية أعطت هذا التصعيد معنى خاصاً. ففي ظل انهمار الصواريخ والقذائف على جانبي الحدود، تحدّث الإعلام الإسرائيلي عن بدء الموفد الرئاسي الأميركي آموس هوكشتاين جولة جديدة من المحادثات مع قادة الدولة العبرية تتعلق باقتراحات تتصل بإنهاء التوتر بين لبنان وإسرائيل.
وفي هذا السياق، قالت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، إن هوكشتاين سيلتقي رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، والوزير في مجلس الحرب بيني غانتس، والرئيس إسحق هيرتسوغ، وذلك في «محاولة للتوصل إلى ترتيب مع جماعة «حزب الله» في لبنان». وليلاً، أفادت الأنباء، أنّ غانتس أبلغ هوكشتاين «أنّ لبنان مسؤول عن الإرهاب الذي ينطلق من أراضيه». وقال: «إن إسرائيل ستوسع عملياتها العسكرية وتعمّقها».
بدورها، قالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيليّة إنّ إسرائيل «ستوافق على انسحاب جزئي لـ»حزب الله» من الحدود إلى مسافة تتراوح بين 8 و12 كيلومتراً، وذلك في جزء كبيرٍ من جنوب لبنان». وفي تقريرها، كشفت الصحيفة عن «أنَّ «الحزب» سحب حوالى 2000 عنصر من قوة النخبة التابعة له (قوات الرضوان) من خطّ التماس إلى نطاقات بعيدة تتراوح بين 4 إلى 6 كيلومترات تقريباً خلف الحدود».
وفي الإطار نفسه، وفي معلومات ل«ـنداء الوطن» من مصدر واسع الاطلاع أنّ كل الموفدين الدوليين، وأبرزهم وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون، ركّزوا على نقطة محورية تتمثل بتنفيذ القرار الدولي 1701 بكامل بنوده، وخصوصاً البند المتعلق بنشر الجيش في منطقة جنوب الليطاني «باهتمام استثنائي، من زاوية إبداء الاستعداد لدعم الجيش على اختلاف ما يحتاج اليه لرفع عديده في هذه المنطقة الى 15 ألف جندي، ليكون انتشاره كاملاً وشاملاً كل البقعة الجغرافية المعنية بالقرار الدولي 1701».
وأوضح المصدر أنّ «القاسم المشترك بين كل الموفدين هو وجوب تطبيق القرار 1701 وتعزيز قدرات الجيش في جنوب الليطاني، وفي هذه النقطة بالتحديد كان لوزير الخارجية البريطاني رأي واضح، إذ قال: «لقد ساعدنا الجيش ودعمناه لوجستياً وتدريبياً في إنشاء أفواج الحدود على طول الحدود الشرقية والشمالية، فلماذا لا يُطبّق الأمر ذاته على الحدود الجنوبية؟ وأضاف: «نحن جاهزون لدعم الجيش ومساعدته بكل ما يطلبه لإنشاء أفواج حدود مهمتها الانتشار على طول الحدود الجنوبية»، ولم يتحدث عن إنشاء أبراج مراقبة، كما هو حاصل عند الحدود الشرقية – الشمالية، كونه يعلم مسبقاً «ان هذه الأبراج قد لا توافق إسرائيل على تشييدها من قبل أي طرف في لبنان».
وكشف المصدر أنّ «كاميرون أشار بوضوح الى أنّ ما يؤخّر إعلان الصفقة بين إسرائيل و«حماس» هو نقطة وحيدة، كون كل التفاصيل الأخرى شبه منجزة، وهذه النقطة تتمثل في أنّ الإسرائيلي يريد هدنة بينما «حماس» تريد وقفاً لإطلاق النار»، وحذّر المصدر من أنّ «هذه المعضلة تعني أنّ إسرائيل تريد أن تبقي زمام المبادرة العسكرية والأمنية في يدها، من هنا خطورة الوضع على الجبهة الجنوبية، إذ ليس بالضرورة أنّ ما سيسري في غزة سينفّذ في لبنان، والإسرائيلي قد يمضي في عملياته العسكرية والأمنية».
وعلى المستوى السياسي، وفي أول موقف من نوعه بعد اندلاع مواجهات الجنوب، صرّح رئيس مجلس النواب نبيه بري أمس أنّ «حركة «أمل» هي أمام «حزب الله» في الدفاع عن كل حبة تراب من لبنان. ولكن في هذه المعركة حركة «أمل» تقاوم ضمن امكاناتها العسكرية، فهي لا تمتلك قدرات «حزب الله». وقال: «لا أخاف على دوري الديبلوماسي، لأنّ المقاومة الديبلوماسية هي جزء أساسي في المقاومة».
وفي إسرائيل أوردت صحيفة «هآرتس» نقلاً عن «تقارير في لبنان، أنّ منظمة «أمل» مسؤولة عن الصواريخ الأخيرة التي أطلقت على شمال إسرائيل». وأوردت قناة» i24 « الإسرائيلية عن أحد الضباط الإسرائيليين قوله: «إنّ الحكومة الإسرائيلية إذا أرادت أن توسّع الحرب مع الجنوب اللبناني فعليها أن تدرك أنها لن تواجه «الحزب» فحسب، بل «أمل» أيضاً».
في المقابل، حذّر وزير الدفاع يوآف غالانت «حزب الله» من «أنّ إسرائيل لديها العديد من الأدوات الهجومية التي يمكن أن تستخدمها في لبنان». وقال خلال جولة في قاعدة تل نوف الجوية في وسط إسرائيل: «لم نبدأ بعد في تفعيل جميع وحداتنا وجميع قدراتنا الخاصة. لدينا العديد من العناصر جاهزة. التعليمات الواضحة التي أعطيتها للقوات الجوية هي توجيه أنوف طائراتنا شمالاً. نحن مستعدون».
- صحيفة الأنباء عنونت: أيامٌ حاسمة على خط الهدنة… والضغوطات تكبر على جبهة الجنوب
وكتبت تقول: رغم تنامي الحديث عن هدنة طويلة مرتقبة في غزّة، فإن الأجواء تشي بأن وقف إطلاق النار الموقّت في القطاع قد لا ينسحب على جبهة الجنوب، والاحتلال الإسرائيلي قد لا يوقف ضرباته ولو أوقف “حزب الله” قصفه، وهو المشهد الذي قد يطغى على المنطقة المشتعلة بشكل عام، لأن الهجوم الحوثي على السفن الغربية سيستمر، والقصف الأميركي – الإسرائيلي على مواقع إيرانية في سوريا والعراق أيضاً.
جنوباً، لا زالت الجبهة حامية، وقد دخلت “حركة أمل” على الخط يوم أمس مع استهدافها عدداً من المواقع الإسرائيلية عند الحدود، رداً على قصف إسرائيل منزل واستشهاد عنصرين في الحركة قبل أيام قليلة، كما استهدف “حزب الله” مواقع أخرى، وقوبل القصف من لبنان بقصف إسرائيلي عنيف أدّى إلى المزيد من الدمار.
ووفق الأجواء، فإن إسرائيل لا تُريد ربط الجبهة مع “حزب الله” بحرب غزّة، والاشتعال قد يستمر انطلاقاً من الرغبة الإسرائيلية في تغيير الواقع الحدودي، واستناداً إلى التصريحات الإسرائيلية، لا سيما وزير دفاع العدو الإسرائيلي يواف غالانت، الذي قال “لا توقف لإطلاق النار عند الحدود مع لبنان ضدّ “حزب الله” حتى لو توقف إطلاق النار في غزة”.
غالانت أيضاً هدّد بتوسيع الجبهة مع “حزب الله” في حال لم تتحقق الأهداف الإسرائيلية عبر الدبلوماسية، أي إبعاد الحزب عن الحدود لمسافة معيّنة. وعلى المقلب الآخر، لا زال “حزب الله” يرفض الحديث عن تسويات دون وقف إطلاق النار في غزّة، إلّا أن إعلاماً عبرياً نقل معلومات مفادها أنّ المفاوضات بين الولايات المتحدة وفرنسا والحكومة اللبنانية بشأن الوضع الحدودي “تتقدّم”، مقدّرة فرصة نجاح المفاوضات السياسية بنحو 30%، وهو ما لا يمكن التحقق منه فعلياً.
ووفق المعلومات نفسها، فإن إسرائيل التي تطالب بإبعاد “حزب الله” إلى شمال نهر الليطاني “ستوافق على انسحاب جزئي لحزب الله من الحدود إلى مسافة تتراوح بين 8 و12 كيلومتراً، وبالمقابل، ستقوم إسرائيل بالتخلي عن عدد من “النقاط الثانوية” من الأراضي المتنازع عليها لمصلحة لبنان”.
في السياسة، كان ثمّة موقف لافت لرئيس مجلس النواب نبيه برّي، كشف خلاله أن سفراء اللجنة الخماسية لم يفرضوا “فيتو” على أي اسم مرشّح لرئاسة الجمهورية، وجدد دعوته إلى الحوار، وقال إن لا مشكلة له بترؤس نائبه الياس بو صعب الحوار في حال كان ذلك يخدم إنجاز الاستحقاق، مكرّراً موقفه من عدم الدعوة إلى جلسات متتالية بلا حوار “لأنه وحده ااتوافق يسمح بتأمين النصاب لانتخاب رئيس”، داعياً إلى التوافق لا الإجماع.
وفي غزّة، فإن الحرب مستمرّة، لكن حظوظ التوصّل إلى هدنة ترتفع ولو أن ذلك لم يكمن محسوماً، و”حماس” تبحث في آخر التفاصيل قبل الرد على مقترح الهدنة المطروح، وفي المقابل، فإن إسرائيل لا زالت تعاني من تصدّعات تزيد تشققاتها، وقد ظهر أمس الخلاف بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير.
إذاً، فإن أياماً حاسمة على صعيد غزّة ولبنان، تفصل المنطقة عن الاتفاق على هدنة من عدمه، ومتى تم الاتفاق على هذه الهدنة ولم تنسحب على الجنوب، فإن ذلك يعني فصل إسرائيل لجبهة “حماس” عن جبهة “حزب الله”، فتكون الحرب في الجنوب دخلت مرحلة جديدة، ما يفتح الباب أمام التصعيد وحتى احتمال استمرار الحرب ولو حصل وقف دائم لإطلاق النار في غزّة.