الذباب الالكتروني الصهيوني يطنّطن حول الدور الايراني والسعودي .. فاحذروا الفتنة( جواد الهنداوي)
د. جواد الهنداوي – الحوارنيوز
تُبحرُ المنطقة بدولها وشعوبها بأمواج الطوفان. فالجميع ركبوا سفينة العزّة والكرامة، و رُبّانها ابطال غزّة. وابطال غزّة ليسوا فقط رجالها و مقاتليها ، وانما نساؤها واطفالها وشيوخها . انتصرت غزّة ؛ الصمود والدماء ، المقاتل والشهيد ، همْ صُنّاع الانتصار .
في كلماته وخطاباته البائسة ، ردّدَ مجرم الحرب نتنياهو ذكر ايران بقدر ما ردّدَ ذكر حماس ، وكأنما يعلن كلمة السّر لبدء دور الذباب الالكتروني الصهيوني حملة التضليل وترويج الفتنة بين شعوب المنطقة . بدأَ الذباب يطنّطن: أين دور ايران ولماذا لا تتحّرك و تدخل المعركة؟ وايران هي التي ورّطت حماس لغرض تدميرها كقوة في المنطقة ، وبعدها يسهلُ تصفية القضية الفلسطينية !
كما تتداول وسائل التواصل الاجتماعي ، تصريحا لصهر الرئيس السابق للولايات المتحدة الامريكية ، كوشنير ، يقول فيه إن ” السعوديين غاضبون لما قامت به حماس ،ولهذا يريدون رؤية اتمام اسرائيل المهمة والقضاء على حماس ” .
كذلك كَتبَ دينيس روس ،وهو من اكثر الدبلوماسيين الامريكيين علاقات في المنطقةً، في صحيفة نيويورك تايمز ، مقالاً ،يذكر فيه أن ” اسرائيل ليست وحدها من يعتقد بضرورة القضاء على حماس . تحدثتُ الى مسؤولين عرب ،قبل اسبوعين ،جميعهم دون استثناء قالوا لي ضرورة تدمير حماس …” .
هدفُ الصهاينة من نشر وترويج ذلك ليس فقط بثّ الفتنة والتفرقة بين شعوب المنطقة ، وانما ايضاً نقل شعوب المنطقة من واقع التضامن و النصر والوحدة الى شعور الشك والتفرقة والخيانة والغدر . هدفُ الصهاينة هو تبرير جرائم اسرائيل ، والقول للعالم ” إنَّ ما تقوم به اسرائيل هو ما يريده ، وما لا يستطيع القيام به بعض العرب ” !
هدفُ الصهاينة هو اظهار حماس والمقاومة الاسلامية في غزّة منظمة ارهابية ، ومدعومة من ايران ، و غير مرغوب بها من قبل العرب !
استهدفَ الذباب الالكتروني ايران والسعودية ، وكلاهما مفتاح الامن والامل والاستقرار في المنطقة ، ولكليهما رصيده الشعبي ودوره السياسي في المنطقة وفي العالم . هدفُ الصهاينة تأجيج فتنة طائفية وفتنة قوميّة (فرس وعرب )، وأنَّ ما قامت به حماس هو لصالح ايران و ضّدَ مصالح العرب !
يركّز الذباب الالكتروني الصهيوني على عدم مشاركة ايران في المعركة ، والقول ” إنَّ ايران تركت حماس وحيدة في المعركة…) ! و يوظّف هذا الافتراء من قبل البعض ويمرُ بالادراك والتصديق من قبل المواطن البسيط . وعليه وَجَبَ الحذر و اليقظة وعدم التصديق والترويج لما ينشره الاعلام المعادي .
التنسيق بين حماس و حزب الله و ايران قائمٌ و مستمر منذ اليوم الاول لطوفان الاقصى ، وهذا ما صرّحَ به كل الاطراف المعنية .
المقاومة الاسلامية في غزّة واثقة من الانتصار، وقد استطاعت تحقيقه ، ويكفيها فخراً وعزّة بأنَّ الانتصار كان فلسطينياً ، ونيابة عن العرب و المسلمين وكل احرار العالم .
بعد مرور عشرين يوماً على بدء طوفان الاقصى ،ابتدأَ العدو بالاشتباك برّاً مع ابطال حماس . خلال العشرين يوما ،لمْ تكْ هناك معركة وانما قصف جوي على المدنيين والابرياء ، والمقاومة الاسلامية في غزّة تدير المعركة بأقتدار وباحتراف ، واعتقد بأنَّ تدخلا عسكريا من ايّ دولة عربية او اسلامية لن يكْ في خدمة المعركة ولصالح المقاومة ، وسينقل هذا التدخل وضع اسرائيل من كيان معتد ومرتكب لجرائم حرب الى كيان ضحيّة ، وستبدو هوية المعركة ليست فلسطينية -اسرائيلية ، وانما اسلامية او عربية او ايرانية -اسرائيلية ،الامر الذي يبرّر لامريكا ولدول الغرب تدخلها لصالح اسرائيل ودعمها لاسرائيل عسكرياً .
حققت المقاومة الاسلامية ليس فقط انتصاراً عسكريا ،وانما ايضاً اعلامي وسياسي ، و عرّت الوجه الحقيقي للكيان ولداعميه امام الرأي العام العالمي .
اطلعت شعوب العالم على مدى الدعم السياسي والعسكري الامريكي والغربي لحكومة اسرائيلية متطرفة ،وعنصرية ، وبشهادة واعتراف امريكا والدول الغربية .
علينا اذاً عدم الوقوع في فخ الفتنة والانشغال في تفصيلات قد تكون مُضلِلّة ، وتوجيه جهودنا لدعم المقاومة ، وفضح جرائم الكيان المحتل.
*سفير عراقي سابق ورئيس المركز العربي الأوروبي للسياسات وتعزيز القدرات- بروكسل