من “البحبوحة” إلى “السحسوحة”(حيان حيدر)
بقلم د.حيّان سليم حيدر
لبنان بأيام “البحبوحة”، الإصطناعية، عجقة أشقّاء ومريدين ومهتمّين وضجّة محبّين وعاشقين و… من كلّ حدب ونوع. البنك الدولي والأوروبي وسواهما من صنوف البنوك والصناديق، “الصناديق عند الضيق”، النقد الدولي منهم والعربي والإسلامي، مضاف إليها الأمم المتحدة ومنظماتها وهيئاتها (و”هيهاتها”) فإلى “الدول الصديقة” ومعها “الشقيقة” والمجتمع الدولي وباقي مسمّيات “أصدقاء لبنان” وجمعياته. كُلّن يعني كُلّن… لبنان كان يا ما كان ينطبق عليه الوصف المُغَنّى في جزئه الأول (*):
قدّيشْ كان في ناس… عَلْ المَفْرَق تنطر ناس… وتْشَتّي الدِني،
ثمّ إنقلب. لبنان بأيام “السحسوحة”، أيام الحقيقة المرّة، الإنهيار، الفقر والعوز، الهجرة إلى المجهول القاتل، أيام الظلم والنكد، حتى بات لبنان يشكي حظّه العاسر (وتصلح بصيغة العاثر) في الجزء الثاني من السطر نفسه للأغنية:
وأنا بأيام الصَحُوْ ما حدا نَطَرْني.
ويلتفت أهل المَيْمنة سائلين: وَيْنُنْ ؟ (*)
ليأتي الجواب من أهل المَيْسرة: شو قَوْلْكُنْ؟… صاروا صدى ؟ (*)
نعم. لبنان اليوم، وبأيام الصحو، ولا صديق عند الضيق !..
بيروت، في 6 أيار 2022م.
حيّان سليم حيدر
في عيد الشهداء.. ولبنان منهم.
____________________________________________________
(“) إنّ الكلمات الواردة بين “هلالين” قد لا تعني بالضرورة ما تعنيه.
(*) من روائع السيدة فيروز، كلمات الأخوين الرحباني، ألحان زياد الرحباني.