الحوارنيوز – خاص
بين زيارة الوسيط الأميركي في المفاوضات غير المباشرة بين لبنان ودولة الاحتلال، والتواجد شبه الدائم لضباط الجيش الأميركي في اليرزة، تتعزز القناعة بحجم االضغط الأميركي على لبنان لمصلحة محور دولة الاحتلال.
صحافة اليوم تابعت جولة هوكشتاين الى جانب سلة المواقف التي اطلقها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في مقابلة تلفزيونية أمس.
- صحيفة “الجمهورية” عنونت: هوكشتاين: قلّصنا الثغرات ويمكننا التوصــل الى اتفاق.. وبري يرفض “خط هوف“
وكتبت صحيفة الجمهورية تقول: تتركز الاهتمامات اليوم على المحادثات التي سيجريها عاموس هوكشتاين الوسيط الاميركي في المفاوضات اللبنانية ـ الاسرائيلية غير المباشرة لترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل، وما يحمله من مقترحات قيل انها تستهدف استنئاف هذه المفاوضات للتوصل الى اتفاق سريع تستعجله الولايات المتحدة الاميركية. فيما سيحتفل لبنان بعيد شفيع الطائفة المارونية القديس مار مارون ويتوقع ان تشهد المناسبة مواقف لافتة تشدد على وجوب إخراج لبنان من الانهيار الذي يعيشه الى آفاق الانفراج، حيث تشتد الضائقة المعيشية على اللبنانيين في ظل عجز السلطة عن معالجتها وانصراف المنظومة السياسية الى الانتخابات النيابية غير عابئة بقضايا اللبنانيين ومصيرهم.
وكان هوكشتاين قد وصل الى لبنان بعد ظهر امس يرافقه وفد من المستشارين التقنيين. وفي معلومات «الجمهورية» أنه التقى فور وصوله وزير الخارجية عبد الله بوحبيب بعيداً من الاعلام في حضور السفيرة الاميركية في بيروت دوروثي شيا واثنين من مستشاريه، وجرى عرض للتطورات التي شهدتها المرحلة التي جمدت خلالها المفاوضات منذ ايار الماضي وتفاصيل اخرى تتصل بالرسالة اللبنانية الاخيرة التي رفعها لبنان الى مجلس الامن الدولي في شأن الاجراءات الاسرائيلية الاخيرة في البلوك 72 الاسرائيلي المواجه للبلوك 9 اللبناني والتي أدت إلى تجميدها.
وفيما تكتّم بوحبيب على المحادثات، قالت مصادر مطلعة لـ»الجمهورية» ان هوكشتاين قدم عرضا متسلسلا لمجموعة من الاقتراحات التي يراها مناسبة في شأن المرحلة المقبلة تحت شعار ضرورة الاستعجال في اتخاذ الخطوات التي تؤدي الى انفراجات اقتصادية ومالية نتيجة الاسراع في استثمار لبنان ثروته النفطية والغازية من دون الدخول في أي تفاصيل.
زيارة سريعة
وفي معلومات لـ«الجمهورية» أن هوكشتاين يستعجل اللقاءات التي سيجريها اليوم بداية مع رئيس الحكومة نجبيب ميقاتي فرئيس مجلس النواب نبيه بري فرئيس الجمهورية ميشال عون، على ان يغادر بيروت مساء.
بري غير مرتاح
وأبلغت اوساط مطلعة الى «الجمهورية» ان بري يتعاطى بشيء من عدم الارتياح مع التطورات الأخيرة التي استجدت في ملف الحدود البحرية والنفطية، خصوصاً بالنسبة الى ما يتعلق بالرسالة التي وُجّهت الى مجلس الأمن الدولي عبر مندوبة لبنان في الأمم المتحدة أمال مدللي.
واوضحت هذه الاوساط ان رئيس المجلس النيابي يشدد على ان هناك أمرين لا يمكن القبول بهما، الأول «خط هوف»، والثاني الاستثمار المشترك لبعض حقول الغاز.
وليلاً، قال هوكشتاين في لقاء جمع عددا من الصحافيين على هامش مشاركته في ندوة في «مؤسسة مي شدياق» بُعَيد وصوله إلى لبنان: «انّ هناك فرصة اليوم وقلّصنا الثغرات بشأن موضوع ترسيم الحدود البحرية ويمكننا التوصل إلى اتفاق». وإذ بدا متفائلاً في ملف ترسيم الحدود، قال: «لن نُبرم نحن الاتفاقية وعلى لبنان وإسرائيل أن يقرّرا القيام بذلك».
الخارجية الأميركية
وتناولت نائبة المتحدث باسم الخارجية الأميركية، جالينا بورتر، في إحاطة عبر الهاتف، محادثات ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، في ضوء محادثات هوكشتاين اليوم في بيروت، قائلة إن «قرار الترسيم يتخذه البلدان وحدهما». وأكّدت أن «الولايات المتحدة مستعدة لتسهيل المفاوضات».
وكانت وزارة الخارجية اللبنانية قد استبقت وصول هوكشتاين، برسالة إلى الأمم المتحدة تطالب فيها بتكريس الخط 29، في مفاوضات ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، بدلاً من الخط 23، مع التلويح بالاحتفاظ بحق تعديل المرسوم رقم 6433.
- صحيفة “البناء”: هوكشتاين يبدأ جولته وفق معادلة المقاومة: نحمي الحدود السياديّة للدولة ولا نقبل التطبيع
نصرالله: – الحرب وراءنا – فعّلنا الدفاع الجويّ – لعدم التدخّل المتبادل مع دول الخليج – انسحاب الحريريّ مؤسف – الانتخابات لا تقلقنا
وكتبت صحيفة البناء تقول: يبدأ المبعوث الأميركي لترسيم الحدود جولته على المسؤولين اللبنانيين على إيقاع قراءة أميركية إسرائيلية للكلام الذي قاله الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله حول ملف الترسيم، ضمن معادلتين واضحتين، الأولى أن المقاومة التي لا تتدخل في عملية الترسيم وترتضي الحدود السيادية التي تقررها الدولة عبر مؤسساتها، ما يعني تفاهم الرئاسات والحكومة والجيش على خط معين براً أو بحراً. وعندما يحدث ذلك ستكون المقاومة معنيّة برد العدوان عن أي جزء منها. وهذا يعني أن المقاومة الآن معنية بردّ أي تعد إسرائيلي ضمن الخط 23 وإذا اعتمدت الدولة الخط 29 كحدود سيادية نهائية فستكون المقاومة معنيّة بحمايته، أما الثانية فقوامها ان اي حل تفاوضي لا يجوز أن يتضمن أية شبهة تطبيع مع العدو. وهذا هو موقف الدولة اللبنانية. ما يعني أن على هوكشتاين وإدارته ومعهما حكومة الاحتلال العودة للبحث بعروض تفاوضية للخط المعتمد في ترسيم الحدود، بدلاً من البدعة التطبيعية التي تمثلها صيغة شركة استثمارية تضم لبنان و»إسرائيل» تتولى الاستثمار المشترك عبر إحدى الشركات الأميركية للمناطق المتنازع عليها. وهذا ما رأت فيه مصادر متابعة لملف الترسيم، بعد رسالة لبنان للأمم المتحدة، حول التعديات الإسرائيلية المتمثلة بالإجراءات الأحادية في المناطق المتنازع عليها كحقل كاريش، وضعا للأمور بين حدّي انهيار المفاوضات، وهذا مستبعَد، أو تأجيلها لحين تجهيز عرض بديل للتفاوض على الخط الفاصل بين المناطق الاقتصادية الخالصة. وإذا عقدت جولة للتفاوض فهذا يعني أن الأميركي والإسرائيلي قد عرضا صيغة الاستثمار المشترك وفي جيبيهما عرض بديل لخط الترسيم المقترح.
كلام السيد نصرالله في حوار خصّ به قناة العالم في ذكرى انتصار الثورة الإسلامية في إيران، تطرّق الى مواضيع عديدة إقليمية ولبنانية. وكانت أبرز المعادلات التي صاغها نصرالله، ما يتصل بحسمه بأن خطر الحرب الأميركية والإسرائيلية على إيران مستبعدة، وأن الحرب الإسرائيلية على المقاومة صارت وراءنا، مضيفاً لو كان لدى «إسرائيل» نسبة 50% من احتمالات الفوز بالحرب لخاضتها منذ زمن. أما عن موازين القوى العسكرية فأكد السيد نصرالله المخاوف الإسرائيلية من شبكة الدفاع الجوي للمقاومة بقوله إنه تم تفعيل شبكات الدفاع الجوي للمقاومة بوجه الطائرات المسيّرة وقد حقق ذلك إنجازات ملموسة بردع هذه المسيّرات عن الأجواء اللبنانية بنسبة كبيرة، تاركاً مسألة تفعيل شبكات دفاع جويّ بوجه الطيران الحربي غامضة. وحول الورقة الخليجية الموجّهة للحكومة اللبنانية توقف نصرالله أمام تفاصيلها، خصوصاً ما يتصل بسلاح المقاومة داعيا لحوار لبناني خليجي أو لبناني عربي ولعدم تدخل متبادل في الشؤون الداخلية، متسائلاً هل تقبل السعودية والإمارات عدم التدخل في شؤون لبنان وسورية والعراق واليمن؟
وأكد السيد نصرالله العرض الأميركي المتجدد بالتواصل المباشر، ورفض حزب الله لهذا العرض، مضيفاً رداً على الاتهامات للحزب بوطنيّته، وتوصيفه بالإيراني، أن المقاومة هي الأشد وطنيّة لأنها قدمت إنجازات بحجم رد العدوان الاسرائيلي وتحرير الأرض من الاحتلال، وحماية لبنان من خطر الإرهاب التكفيري، فماذا قدّم الذين يتهمونها بوطنيتها غير تبعيتهم للسفارات التي يرددون دعواتها لنزع سلاح المقاومة، دون أن يبحثوا في حقيقة المصلحة الوطنية بجعل لبنان مكشوفاً أمام «إسرائيل» وتركها تستولي على ثروات النفط والغاز.
عن الانتخابات النيابية إعتبر السيد نصرالله ان انسحاب الرئيس سعد الحريري وتيار المستقبل من المشهد الانتخابي مؤسف وستكون له تداعيات على المشهد الإنتخابي مستبعداً أن يكون من نتائجه نمو التطرّف، لأن الطائفة السنية في غالبيتها الكاسحة حضن للاعتدال، رافضاً الدخول في ترجيحات حول اتجاه الأغلبية النيابية، لأن الأغلبية لا تحسم توازنات في لبنان، ولن تكون هناك أغلبية تتيح لطرف يتحكّم برئاسة الجمهورية التي تحتاج لأغلبية الثلثين.
- صحيفة “الأنباء” عنونت: “الإصلاح المفقود وموقف الصندوق” أبرز تحديات الموازنة
وكتبت تقول: يواصل مجلس الوزراء عقد الجلسات اليومية ويواظب على دراسة البنود المرتبطة مباشرة بالملفات الاقتصادية والاجتماعية، دون المساس بأي من الملفات السياسية الحساسة التي قد تؤدّي إلى تطيير الجلسات من جديد. ويتابع المجلس دراسة مشروع قانون موازنة العام 2022، والذي لم يقرّه بعد، علماً أن السنة انطلقت والصرف بدأ، وبالتالي من المفترض أن يقر مجلس الوزراء هذا المشروع بأسرع وقت ممكن، خصوصاً وأن صندوق النقد الدولي ينتظر ويترقّب.
وعلى وقع جلسات مجلس الوزراء، وصل المبعوث الأميركي لملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان و”إسرائيل” آموس هوكشتاين، قادماً من تل أبيب، حاملاً معه أفكاراً حول الملف، أساسها عودة لبنان إلى المفاوضة على مساحة 860 كيلومتراً.
وبالعودة إلى الداخل، يراقب اللبنانيون بقلق ما ستؤول إليه الأمور على المديين القريب والمتوسط، فعودة عمل الحكومة لا تزال حذرة مع وجود نوايا واضحة بفرض ضرائب ورسوم جديدة على الطبقات الفقيرة والمتوسطة، وعدم شروعها حتى الساعة بأي إجراء إصلاحي جدّي له وقعه على الوضع المعيشي للبنانيين.
المتخصّصة بالاقتصاد النقدي في البلدان المدولرة، ليال منصور، وفي معرض تعليقها على مشروع قانون الموازنة، ذكرت أن “الموازنة لا تنص على بنود إصلاحية، وصندوق النقد الدولي كان واضحاً ولم يقبلها، خصوصاً وأنها لا تتطابق مع متطلباته، وهو الذي يطلب إصلاحاً بالإضافة إلى أرقام دقيقة وواضحة على عكس تلك التي يقدّمها مشروع الموازنة“.
وفي حديث لجريدة “الأنباء” الإلكترونية، أشارت منصور إلى أنّ “الحكومة تحاول من خلال فرض المزيد من الضرائب رفع قيمة الواردات، إلّا أن فرض الرسوم لا يمكن أن يكون باتجاه واحد، بل من المفترض أن تقدّم الحكومة مقابلاً للمواطنين، وهو ما لم يحصل، كما أن هذه الضرائب قد لا تخلص إلى زيادة قيمة الإيرادات، خصوصاً رفع قيمة الدولار الجمركي، وهو الأمر الذي سيحفّز عمليات التهريب وتكون له نتائج عكسية لا تؤدّي الى استقدام المزيد من الأموال إلى ميزانية الدولة“.
ولفتت إلى أن زيادة الضرائب “أمر غير واقعي على شعب لا يُنتج، إذ تُرفع الضرائب بهدف زيادة الإيرادات بعد زيادة الانتاج، ولكن لا يمكن زيادة ضرائب على شعب مفلس“.
وفي سياق متّصل، ومع استمرار تدخّل مصرف لبنان بالسوق وضخ الدولارات بهدف تخفيض سعر صرف الدولار في الأسواق السوداء، كشفت منصور أن “المركزي أنفق 600 مليون دولار في تدخله المذكور، ولطالما استمر بالتدخل حافظ سعر الصرف على استقراره، إلّا أن السؤال يكمن في قدرة مصرف لبنان على الاستمرار في التدخّل.
وعن مدّة استمرار مصرف لبنان بالتدخّل، لفتت منصور إلى أنّه قد يستمر إما لحين إقرار مشروع الموازنة، أو حتى الانتخابات النيابية، إلّا أن الفترة حتى موعد الاستحقاق الدستوري طويلة – هو غير مضمون الإجراء أساساً – وبالتالي قد لا يستطيع المصرف المركزي على الاستمرار في التدخل حتى ذلك الوقت.