قالت الصحف: التأليف في آخر خطواته .. إلا إذا؟
الحوارنيوز – خاص
اذا لم تطرأ مفاجآت داخلية، فإن ولادة الحكومة ستكون قريبة ضمن المهل التي وضعها لنفسه الرئيس المكلف سعد الحريري.
صحف اليوم، في نسختها الإلكترونية، نظرا للعطلة الرسمية لمناسبة عيد المولد النبوي الشري، أبرزت المساعي المتواصلة لولادة الحكومة بالإضافة الى جريمة القتل التي حصلت في نيس الفرنسية وقراءة أبعادها بما يتصل بمخاطر التطرف الديني وربطه بمشروع داعش وأهدافه. ومن متابعات الصحف أيضا ما آلت اليه المفاوضات غير المباشرة مع العدو الإسرائيلي حيال ترسيم الحدود.
• صحيفة "النهار" عنونت لعددها الإلكتروني: "مواعيد الولادة افتراضية وقلق حيل المبادرة الفرنسية" وكتبت تقول:" اذا كانت المجزرة الوحشية التي حصلت امس في كاتدرائية نوتردام في مدينة نيس الفرنسية وضج لوقائعها الصادمة العالم بأسره حرفت الأنظار عن التطورات الداخلية فان ذلك لا يعني تراجع أجواء الترقب والانشداد نحو انجاز استحقاق تشكيل الحكومة التي كثرت الاجتهادات المتناقضة حول موعد ولادتها .
فإذ بدا طبيعيا ان يستنكر لبنان الرسمي والسياسي والديني على اختلاف الاتجاهات وتنوع الطوائف مجزرة كاتدرائية نيس فان غرق فرنسا في المواجهة الخطيرة مع الإرهاب الاصولي الداعشي الذي يستهدفها يعني لبنان من زاويتين أولاهما تتصل بالمواجهة العالمية مع الإرهاب الذي يتخفى وراء اللعب على الطوائف والاديان واستثارة الغرائز وثانيهما وهنا الأهم تقديم الأوراق الإيجابية اللازمة بأقصى سرعة التي من شأنها الإبقاء على الاهتمام الفرنسي والرعاية الفرنسية للجهود الآيلة الى اخراج لبنان من جحيمه . ذلك ان فرنسا التي تواجه واقعا شديد الصعوبات والتعقيدات على جبهاتها الداخلية والخارجية لن تمتلك ترف الوقت للإبقاء على وتيرة اهتمامها السابق بلبنان ما لم تتلمس فعلا معالم التغيير سواء في تسريع تشكيل الحكومة العتيدة والتعرف عن كثب على أهلية وزرائها لاطلاق عملية إصلاحية فعلية للمرة الأولى وسواء في إظهار النيات والإرادات الإيجابية المؤكدة لتبني برنامج عمل تتضمنه الورقة الفرنسية التي وضعت بتوافق الجميع في قصر الصنوبر إبان زيارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لبنان.
اذ ان الأوساط اللبنانية راقبت بقلق في الأيام والساعات الأخيرة اشتداد التحدي الإرهابي الذي يستهدف فرنسا والذي واكبته حملات كلامية عنيفة على خلفية التحريض الذي مارسه الرئيس التركي رجب طيب اردوغان على فرنسا ورئيسها ومن ثم جاءت امس مجزرة قتل ثلاثة فرنسيين وذبح سيدة مسنة في قلب كاتدرائية نوتردام في نيس لتصعد المخاوف الى ذروتها خصوصا ان فرنسا تبدو على مشارف حالة طوارئ امنية واسعة امام تعاقب الضربات الإرهابية التي تكتسي لباس الإسلام المتطرف . واذا أضيف الى هذا التحدي الأمني الإرهابي التحدي الوبائي لكورونا الذي ستبدأ معه فرنسا اليوم حجرا شاملا جديدا يمتد الى شهر على الأقل فان التساؤلات اللبنانية تغدو طبيعية حيال امكان استمرار الرعاية المشددة الفرنسية للواقع اللبناني خصوصا اذا تأخر تشكيل الحكومة او جاءت التشكيلة محبطة وبعيدة من معايير الإصلاح المنتظر .
وسط هذه الأجواء المشدودة لم يكن ثمة معلومات حاسمة من شأنها توفير التقديرات الموضوعية لموعد ولادة الحكومة على رغم كل التقديرات الإعلامية المتناقضة . وإذ بدا لافتا ان مجمل الأجواء الإعلامية تحدثت عن امكان ان ينجز رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري مسودة تشكيلة حكومية ويعرضها في نهاية الأسبوع الحالي على رئيس الجمهورية العماد ميشال عون فان أي معلومات جادة لم تثبت في هذا الإطار وسط تشدد بيت الوسط في الامتناع عن تسريب أي معلومات حول مسار التأليف والاتصالات التي يجريها الحريري في هذا الصدد. ولكن ما اتضح من بعض المعطيات الموثوقة ان عملية توزيع الحقائب على الطوائف لا تزال جارية كما ان ثمة بدايات لإدراج أسماء مقترحة وإسقاطها على الحقائب الامر الذي يمكن ان يشكل مؤشرا الى الاقتراب من مرحلة انجاز الاستحقاق من دون الجزم بموعد الولادة قبل اتضاح مسار التشاور الجاري بين الرئيسين عون والحريري وما بلغه. ويفترض ان يتبلور في الساعات المقبلة المدى الذي بلغته عملية التشاور الجارية كما ان جزءا من المشهد يفترض ان يتبلور أيضا في ظل الكلمة التي سيلقيها الأمين العام ل"حزب الله " السيد حسن نصرالله مساء اليوم لمناسبة عيد المولد النبوي والتي سيتطرق من خلالها الى الملفات المطروحة وفي مقدمها الاستحقاق الحكومي .
• صحيفة الأنباء الإلكترونية عنونت:" التأليف يسير آخر خطواته بين الألغام" وكتبت تقول:" الإرهاب المتلطي بالدين يضرب مجدداً في فرنسا التي ما اعتادت غير قيم الحرية والمساواة واحترام المعتقد، وقد وجدت نفسها بين مطرقة الإرهاب وسندان النزعات القومية المتطرفة هي الأخرى. ومع تنديد معظم الدول العربية والإسلامية بجريمة نيس، كان لرئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط نظرة لما يحدث من جرائم على الأرض الفرنسية إذ دعا في معرض شجبه للجريمة الى التمييز بين الإرهابيين والإسلام، لتجنب الوقوع في فخ المتطرفين من جميع الجهات الذين لا يهدفون إلا إلى إيقاظ بركان التطرف التي لا تؤدي إلا إلى الحرب.
وفيما انشغلت الساحة الدولية بهجمات الإرهابيين في نيس، خلا المشهد السياسي اللبناني في عطلة المولد النبوي من أي جديد في موضوع تشكيل الحكومة ما عدا بعض التسريبات المنسوبة الى مصادر بعضها يريد نصب الكمائن والأفخاخ السياسية.
مصادر بيت الوسط نقلت لـ "الأنباء" إرتياح الرئيس المكلف سعد الحريري للإتصالات التي يجريها مع الأطراف السياسية لاسيما مع رئيس الجمهورية ميشال عون، مشيرة الى ان اعلان تشكيل الحكومة أصبح قاب قوسين أو أدنى، محددة نهاية هذا الأسبوع أو مطلع الأسبوع المقبل موعدًا لإعلان ولادة الحكومة بعدما تم تذليل معظم العقد.
وكشفت المصادر أن الحريري سينقل إلى عون في الساعات الثماني والأربعين المقبلة مسودة أسماء الوزراء وهم في غالبيتهم من الإختصاصيين الناجحين في أعمالهم والمشهود لهم بنظافة الكف وثقة الناس بهم، باعتبار انهم لا يشكلون استفزازا لأحد. وأشارت مصادر بيت الوسط الى ان دائرة التباينات والاسماء والحقائب بين الرئيسين عون والحريري أصبحت ضيقة جدا، متوقعة مفاجآت في إختيار الوزراء.
بدورها أيضا مصادر متابعة لأجواء بعبدا نقلت لـ "الأنباء" إرتياح عون وفريقه السياسي للطريقة التي يعتمدها الحريري في مقاربة الأمور بعيدا عن التشنج والإنفعالية. ورأت أنه لم يسجل عليه طيلة الأسبوع الفائت أي موقف سلبي بخلاف المرات السابقة، وأنه يقابل السلبية والشروط بكثير من العقلانية والحكمة، وهذا ما عكس أجواء تفاؤلية على مسار التأليف. ونفت المصادر علمها بوجود ضغوط تستهدف الرئيس المكلف، وأكدت أن عون وفريقه السياسي والتيار الوطني الحر يتعاونون معه بكثير من الجدية والاهتمام وهم يسهّلون عملية التشكيل الى أقصى الحدود. وأشارت المصادر الى ان موضوع الحقائب والاسماء لم ينته بعد، ولكنها على الأرجح أصبحت معروفة ولا تحتاج الى نقاشات عميقة، مؤكدة على وحدة المعايير في الحقائب.
هذا وتحدثت مصادر عين التينة لـ "الأنباء" عن أجواء تفاؤلية، وأن ما لفت اليه رئيس مجلس النواب نبيه بري ما زالت أصداؤه تتردد في كل الأروقة السياسية، ولفتت الى ان الثنائي الشيعي لا يتدخل لا من قريب ولا من بعيد في عملية التأليف إلا بما يطلبه الرئيس المكلف، معتبرة ان مسألة التأليف أصبحت قريبة جدا. وأكدت المصادر أن الثنائي لم يتوسط لأحد من حلفائه لا بخصوص المشاركة في الحكومة ولا بغيرها، وأن الرئيس المكلف مطلق الحرية لاختيار من يشاء بدون أي ضغوط سياسية عليه.
أما على صعيد مفاوضات ترسيم الحدود البحرية، أشارت مصادر مطلعة إلى أن الجولة الثالثة لم تتمكن من تقليص حجم الخلاف القائم، لأن المفاوض الإسرائيلي يريد أن ينطلق من الخط الأزرق أي بضم 860 ألف متر مربع من المياه الإقليمية اللبنانية الى إسرائيل. أما المفاوض اللبناني فتقول المصادر انه يريد الانطلاق من رأس الناقورة واسترجاع مسافة 32 مترا من البر تصل الى 2280 مترا مربعا، أي الى سكة الحديد والغرفة التي ما زالت قائمة الى اليوم وكانت تستخدم لقطع التذاكر. وهو ما يدل على ان المفاوض اللبناني يتولى التفاوض بشكل دقيق مزودا بخرائط تعود الى العام 1920.
وفي هذا السياق، أشار الخبير القانوني بول مرقص لـ "الأنباء" إلى أنه من المبكر إعطاء تقييم لمسار التفاوض، ورأى ان ما يحدث الآن أن كل وفد يحاول إبراز نقاط القوة التي ينطلق منها. وأكد أنه "بعدما ما سمعنا ما قدمه الوفد اللبناني علينا بالمقابل معرفة ماذا قدم الفريق الآخر من طروحات"، واعتبر مرقص ان النتيجة بحاجة الى جولات من التفاوض وتدخل الوسيط الأميركي لحسم النقاط الخلافية. وأكد مرقص أن من مصلحة لبنان التمسك بالنقاط الجغرافية البرية وهي معالم تاريخية ثابتة منذ نحو مئة عام، وتمسك لبنان بالنقطة الموجودة في رأس الناقورة من شأنها أن توسع المساحة البحرية.
صحيا، وبعد فشل كل الإجراءات المتخذة من قبل وزارة الصحة للحد من زيادة أعداد المصابين بوباء كورونا، دعا رئيس لجنة الصحة النيابية النائب عاصم عراجي عبر "الأنباء" الى الاقفال التام لمدة 15 يوما، وتكليف الجيش والقوى الأمنية ضبط المخالفات وإرغام أصحابها على تطبيق إجراءات الوقاية بالقوة. معتبرا ان هذه الخطة هي الحل ودونها التفشي أكثر فأكثر، مشيرا الى ان غالبية الدول الموبوءة تتخذ مثل هذا الإجراء عند الضرورة.