سياسةمحليات لبنانية
قالت الصحف:مرحلة جديدة معيشيا وحديث عن صيغة حكومية جديدة
الحوار نيوز – خاص
من المنتظر أن يدخل لبنان هذا الأسبوع مرحلة جديدة على صعيد الأزمة المعيشية ،لا سيما على سبيل رفع أسعار المحروقات والبطاقة التمويلية التي يفترض إقرارها الخميس في مجلس النواب ،في حين ما زالت الأزمة الحكومية تدور في حلقة مفرغة وسط الحديث عن صيغة جديدة،بينما الشارع يغلي بالاحتجاجات وقطع لطرق.
هذه الأجواء عكستها الصحف الصادرة اليوم كالآتي:
-
صحيفة ” الأخبار ” كتبت تقول : حدثان أساسيّان يشهدهما هذا الأسبوع يثبتان أن الوصول إلى قعر الهاوية لم يعد سوى مسألة وقت. اليوم، يرفع الدعم عن البنزين جزئياً، والخميس تقرّ بطاقة تمويليّة بلا تمويل، تمهيداً لمزيد من القرارات القاسية المتعلّقة برفع الدعم. أمام هذا الواقع المأسوي، تزداد السلطة إصراراً على اعتماد الإنكار والكذب سبيلاً لمواجهة غضب الناس. وآخر فنونها اعتبار أن إقرار رفع الدعم سيزيد من فرص تأليف الحكومة!
مرحلة جديدة من مراحل الانهيار يدخلها لبنان اليوم. البنزين سيقفز إلى نحو 70 ألف ليرة للصفيحة، ربطاً بقرار مصرف لبنان دعم المحروقات على سعر 3900 ليرة للدولار بدلاً من 1500 ليرة، والذي حصل على تغطية قانونية تجيز له تغطية هذا الدعم من التوظيفات الإلزامية. ولأن سعر صفيحة البنزين سيرتفع نحو 25 ألف ليرة، فقد سعت المحطات إلى تقليص المبيعات في الأيام الماضية، وصولاً إلى إقفال معظمها أمس، تمهيداً لاستئناف المبيعات اليوم وفق السعر الجديد. الموزّعون بدورهم قاموا بالأمر نفسه، وكذلك فعل المستوردون، وسط توقعات بوجود آلاف الأطنان من البنزين في الأسواق. وبدلاً من أن تضرب وزارة الاقتصاد بيد من حديد، ملزمةً المحطات بفتح أبوابها، وبدلاً من رقابة جدية تفرض على القطاع، اكتفت مصلحة حماية المستهلك باستعراضات، أدّت إلى فتح بعض المحطات لفترات وجيزة، بعدما تبيّن وجود مخزون لديها.
ومع فتح المحطات أبوابها اليوم، فلا أحد يضمن انحسار الازدحام أمامها، بالنظر إلى كون القرار محدّداً بثلاثة أشهر فقط، على أن يليه رفع إضافي للدعم. لكن بالتوازي مع هذا القرار، الذي ينذر بزيادة الطلب على الدولار قريباً، كان سعر صرف الدولار يصل إلى عتبة 18 ألف ليرة للمرة الأولى في تاريخه. وكما جرت العادة، فإن الارتفاع الكبير تحقّق في نهاية الأسبوع، في الوقت الذي ينحسر فيه الطلب على الدولار. مصادر مصرفية كانت قد تساءلت عن سرّ هذا الارتفاع، طالما أن قرار تخفيض الدعم على البنزين سيقترن بتأمين مصرف لبنان للدولارات المطلوبة. لكن التوقعات تشير إلى أن الارتفاع لن يتوقف عند حد نظراً إلى كثافة المؤشرات السلبية، إن كانت سياسية أو اقتصادية أو نقدية. فالحكومة في خبر كان، بالرغم من بثّ بعض الإيجابيات، والدعم في خبر كان بالرغم من أنه قد يستمر لأشهر قليلة إضافية، فيما البطاقة التمويلية يتم التعامل معها كرشوة انتخابية.
وفيما يتوقع أن تعقد الهيئة العامة لمجلس النواب اجتماعاً الخميس، لإقرار قانون الشراء العام وقانون البطاقة التمويلية، علمت “الأخبار” أن المساعي التي بدأتها كتل “المستقبل” و”التيار الوطني الحر” و”القوات”، وجزء من “حركة أمل”، لتضمين القانون فقرة تتعلق بترشيد الدعم، قد تكثفت في الأيام الأخيرة. وهذا النقاش كان قد أخذ حيّزاً كبيراً في اللجان المشتركة، قبل أن يتم التوصل، بالتنسيق مع رئيس المجلس، إلى مخرج يقضي بإرفاق المشروع برسالة من الحكومة تعلم فيها مجلس النواب بنيّتها ترشيد الدعم وفق جدول سبق أن سلّم إلى اللجان (لم يُحوّل إلى مجلس النواب بعد، بانتظار الانتهاء من التعديلات عليه).
وكان لافتاً أن من يسوّق لإقرار صريح لرفع الدعم تحت عنوان “ترشيد الدعم”، يسوّق له على خلفية أن تحمّل مجلس النواب لهذه المسؤولية، يمكن أن يساهم في تسهيل تأليف الحكومة، انطلاقاً من أنّ هذه الكأس، وكما يرفض حسان دياب تجرّعها، كذلك يرفضها سعد الحريري، ويفضّل تأليف الحكومة بعد تجاوز مرحلة رفع الدعم، علماً بأن هذا النقاش يتغاضى عن أمر أساسي هو أن حاكم مصرف لبنان وحده المتحكّم بمصير الدعم. وهذا ما أكّده وزير الاقتصاد راوول نعمة في اللجان، حين أعلن أن الحكومة لا تستطيع أن تفرض على رياض سلامة رفع الدعم أو إبقاءه. وهو لطالما اتّخذ القرار الذي يريده بهذا الشأن، بحيث يدعم ما يريد من السلع ويرفض دعم ما يريد، وآخر قراراته في هذا السياق كان رفعه الدعم عن الخميرة المستخدمة في صناعة الخبز، من دون الرجوع إلى أحد. لذلك، بدا أنه حتى لو أقرّ المجلس النيابي ترشيد الدعم بالتوازي مع إقرار البطاقة التمويلية، فإن عقبة أساسية ستواجه التنفيذ تتعلق بعدم التنسيق مع سلامة.
لكن إلى حين الاتفاق على الإخراج الملائم لمسألة الدعم، فإن النواب يجتمعون الخميس لإقرار بطاقة تمويلية من دون تمويل. حتى اليوم، ليس واضحاً إن كانت ستموّل عبر قروض مجمّدة للبنك الدولي أو عبر مصرف لبنان، علماً بأن الصياغة القانونية تشير إلى فتح اعتماد استثنائي في الموازنة بقيمة 837 مليار ليرة (تعادل 556 مليون دولار، وفق السعر الرسمي)، يفترض أن يدفعها مصرف لبنان، على أن تُردّ له عند الحصول على قروض أو مساعدات لهذه الغاية. لكن كما بالنسبة إلى الدعم، فإن مسألة البطاقة لم تناقش مع سلامة ولم يعرف ما إذا كان سيوافق على تمويلها أو لا، علماً بأن مصرف لبنان صار يميل إلى دفع قيمة البطاقة بالليرة، وهو ما يمكن أن يطرح مجدداً في الجلسة العامة، إضافة إلى مسألة تعديل المبلغ.
وإذا كان ثمة من يسعى إلى ربط رفع الدعم بتأليف الحكومة، فقد كان لافتاً ما أوردته “المركزية” في السياق نفسه، إذ نقلت عن “مصادر مطلعة” التوصل إلى اتفاق على مخرج لصيغة حكومية جديدة “قد تكون عبارة عن اتفاق على تشكيلة من 24 وزيراً موزعة “4 ستّات”، بين الرؤساء: ميشال عون ونبيه بري وسعد الحريري، والمجتمع المدني، على أن تشارك فرنسا والمنظّمات الدولية في التسمية لحقائب الخدمات والطاقة والاتصالات والأشغال والمالية والشؤون”.
لكن في المقابل، أشارت مصادر متابعة إلى أن لا شيء من ذلك قابل للتطبيق، مؤكدة أن الأمور لا تزال عالقة ظاهرياً على تسمية الوزيرين المسيحيين، وعملياً على رفض الحريري تأليف الحكومة بدون مباركة سعودية، ورفض جبران باسيل التراجع أمام الحريري. وعليه، فإن كل الأبواب لا تزال مغلقة، ومنها اعتذار الحريري. فبعدما كان يسعى إلى “اعتذار منظّم” اصطدم بعقبات عديدة، منها: رفض بري، انطلاقاً من أن خطوة من هذا النوع ستكون بمثابة انتخاب جديد لميشال عون. عدم وجود البديل الفعلي، وحتى لو وجد، فلا أحد يضمن أن يكرر جبران باسيل الشروط نفسها التي فرضها على الحريري.
وعلى وقع التفاؤل المزيّف الذي يسعى البعض إلى تسويقه في سعيه إلى إبعاد شبح التعطيل عنه، شهدت عطلة نهاية الأسبوع فقرة من الصدق، عبّر عنها نواب التيار الوطني الحر وحركة أمل، إضافة إلى جمهور الفريقين، إذ عبّر الطرفان عن عمق الأزمة بينهما، والتي يصعب على حزب الله معالجتها.
وكان الخلاف قد بدأ مع تغريدة للنائب سيزار أبي خليل توجّه فيها إلى الأميركيين بالقول: إذا كانت الولايات المتحدة جادة في محاربة الفساد في لبنان، فعليها قطع الروابط ووقف دعم أركان النظام الفاسد، أمثال سعد الحريري ونبيه بري ووليد جنبلاط. فردّ عليه النائب علي خريس، معتبراً أن “مكافحة الفساد تبدأ من الفاسد ميشال عون”. وعلى هذا المنوال، استمرت حرب المواقف بين نواب الطرفين، قبل أن يبادر التيار إلى إصدار بيان يدعو فيه مناصريه إلى وقف أيّ تراشق إعلامي مع حركة أمل، إفساحاً في المجال أمام السيد حسن نصر الله للنجاح في مسعاه الحكومي، ورغبة من التيار الوطني الحر بتأليف الحكومة في أسرع وقت ممكن”. وتلاه بيان من أمل بالمضمون نفسه، لينتهي مؤقتاً توتّر بين الطرفين، كلما خبا عاد أكثر قوة، بما يطرح السؤال عن إمكانية الوصول إلى تأليف الحكومة في ظلّ أزمة ثقة لا تقتصر على التيار الوطني الحر والمستقبل، بل تقف حركة أمل في وسطها بدعم مطلق للحريري.
-
وكتبت صحيفة ” النهار ” تقول : كيف سيمر قطوع المحروقات الحارقة والدولار الحارق هذا الأسبوع ولا يسقط لبنان في المحظور الذي بدأت معالمه الحارقة ترتسم على الأرض؟
كل شيء غدا حارقاً في اللحظة التي بلغها لبنان والتي تخوف الداخل والخارج ان يبلغها ما دامت حكومة انقاذية تمنع الانزلاق الى الانهيار الكبير منعت بقوة التعطيل القاهرة ولا تزال ممنوعة حتى اشعار أخر على رغم الثرثرة الجديدة التي تحدثت عن مشروع تحريك للشلل الذي يحكم الازمة. والى ان تتضح في الساعات المقبلة ملامح الاتجاهات لاحتواء تداعيات الازمة الاجتماعية المتصاعدة، فان لبنان بدا فعلاً في اليومين الأخيرين كأنه صار في النقطة الأقرب من خطر انفجار اجتماعي غير مسبوق وتفشي فوضى بالغة الخطورة امام التهاب أسعار معظم المواد الحيوية والأساسية التي ستزداد اشتعالاً مع ترقب قفزة كبيرة في أسعار المحروقات بدءاً برفع سعر صفيحة البنزين الى نحو تسعين الف ليرة ! ومع سعر ناري سيقفز دفعة واحدة الى هذا السقف والتهاب مماثل في ما بلغه سعر الدولار في السوق السوداء ناهز سقف 18000 ليرة فان ما شهدته البلاد من الجمعة الى ليل امس الاحد من تقطيع اوصال عبر اقفال الطرق الرئيسية بكثافة في كل المناطق قد لا يقاس بالتطورات التي ستقبل عليها في اتساع التحركات الاحتجاجية بل انفجارها بما يخشى ان يتجاوز قطع الطرق وشل الوضع العام، على ما كان الكثير من المعنيين يرددون في الساعات الأخيرة. ومع ان هذه اللحظة كانت محسوبة ومتوقعة من اللحظة التي اتخذ فيها قرار المضي في دعم استيراد المحروقات من خلال الية استثنائية تقترض عبرها الدولة من مصرف لبنان المبالغ اللازمة للاستيراد على أساس اعتماد سعر رسمي جديد للدولار هو 3900 ليرة، فان اشتعال الشارع بدا انعكاساً اولياً لتفلت مخيف في سعر السوق الدولار ذكر انه كان نتيجة أساسية لإقبال المصارف على شراء كميات كبيرة من الدولار تحسباً لبدء تنفيذ تعميم مصرف لبنان المتعلق بدفع مبلغ 400 دولار وما يوازيه بالليرة للمودعين ابتداء من اول تموز. وتزامن الامر مع اشتداد ازمة المحروقات في ظل ترقب رفع الأسعار مطلع هذا الأسبوع مع وضع جدول أسعار جديد ذكرت معلومات انه سيسعر صفيحة البنزين ما بين 70 الف ليرة و90 الفا.
تسريبات.. للحشر
وعشية أسبوع يبدو انه يحمل كل عوامل التفجير الاجتماعي بدا لافتاً ان يتسارع تسريب طروحات تجريبية تتصل بالازمة الحكومية حملت “شبهة” حشر الرئيس المكلف سعد الحريري. هذه الطروحات سربتها مصادر متصلة بـ”التيار الوطني الحر” فتحدثت عن أن ”الاتصالات الحاصلة تنطلق من الأفكار التي طرحها رئيس التيار النائب جبران باسيل في اطلالته الأخيرة، والتي تجاوب معها الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، وعلى اثرها حصل لقاء بين باسيل والحزب كما اعلن السيد، وبين الحزب وكل حركة امل وتيار المستقبل”.
وزعمت ان “الافكار التي طرحها باسيل والتي استفسر الحزب ملياً عنها، تحمل في طياتها مشروع حل حكومي واضح المعالم، ويبقى أن يكون الرئيس المكلف سعد الحريري قد أصبح جاهزاً للتأليف، وأن يشجعه رئيس مجلس النواب نبيه بري على المضي في التشكيل”. وقالت ان التهدئة الاعلامية التي حصلت ناجمة من مجمل هذه المعطيات. ولكن سرعان ما تبين ليلاً ان أحداً من المعنيين الكبار ولا سيما منهم رئيس مجلس النواب نبيه بري لم يكن على علم اطلاقا بهذه الطروحات وقيل أيضا ان الرئيس ميشال عون نفسه لم يكن على بينة منها.
وبدورها أفادت “وكالة الانباء المركزية” ان الرئيس الحريري سيعود الى بيروت خلال الساعات المقبلة وتحدثت عن “اتفاق على مخرج لصيغة الحكومة وخطوة جدية الاربعاء قد تكون عبارة عن اتفاق على تشكيلة من 24 وزيرا موزعة 4 ستات، فيما يبقى عالقا موضوع الثقة ويتردد ان المخرج يقضي باعطاء الحرية لنواب تكتل لبنان القوي”. (في اشارة الى 6 وزراء لقوى المجتمع المدني)
كما ذهبت تسريبات أخرى الى الحديث عن ترشيحات لاسماء جديدة في وزارات الخدمات الرئيسية كالطاقة محسوبة على فرنسا، كما عن مشاريع مدوارة في الحقائب وتوقعات تتصل بلقاء بين الحريري وباسيل …
سجالات وهدنة
ولعل المفارقة الهزلية انه في حين كان لبنان يشهد صعوداً مخيفا للتوترات الاجتماعية تحت وطأة اشتعال سعر الدولار في السوق السوداء واشتداد ازمة المحروقات وعودة الاحتجاجات الشعبية الى الاحتدام الواسع مع قطع الطرق في معظم مناطق لبنان، كاد انفجار احدى أسوأ الموجات من السجالات العنيفة بين “التيار الوطني الحر” وحركة “امل” في توقيت شديد الاحتقان والالتباس وبمضمون سياسي بالغ الحدة والانفعال ينذر بانحراف العلاقة المتفجرة بين هذين الفريقين الى منحى طائفي الامر الذي ربما حدا بهما الى وقفها مساء السبت بعدما تطاير تبادل السجالات على وقع اعنف التغريدات والتصريحات المتبادلة بين نواب الفريقين وأنصارهما على مواقع التواصل الاجتماعي.
أما على الأرض فبدا الوضع اشبه ما يكون باقتراب العد العكسي من نهايته لانفجار في الشارع لا احد يدري هذه المرة كيف ستكون عليه صورة لبنان في ظله مع تواصل قطع الطرق في معظم المناطق في اليومين الأخيرين وحصول صدامات عنيفة بين مجموعات من المحتجين والجيش في طرابلس وصيدا. كما يخشى ان تتطور الأمور اكثر نحو العنف مع مزيد من تفلت كبير لاسعار السلع الغذائية والحيوية يواكب الارتفاع الذي سيحصل في أسعار المحروقات بدءا من مطلع الأسبوع.
هنية في بيروت
هذه الأجواء الداخلية الحارة لم تحجب دلالات و صول رئيس المكتب السياسي لحركة ”حماس” إسماعيل هنية مع وفد من قيادة الحركة إلى بيروت، في زيارة “رسمية” ضمن سلسلة الزيارات التي شرعت بها قيادة الحركة في بداية الشهر الحالي. وكانت معطيات سبقت الزيارة لفتت الى ان توقيتها بعد حرب غزة الأخيرة يواكب مسعى لعودة الحركة الى سوريا ولبنان في ظل قيود عليها.
واكد هنية ان “زيارة لبنان تكتسب دائما أهمية خاصة، لكونها فرصة للقاء المسؤولين في الدولة، بدءا برئاسة الجمهورية ورئاسة البرلمان ورئاسة الحكومة، عدا عن قادة الفصائل الفلسطينية وقوى المقاومة والأحزاب والفاعليات اللبنانية، وأبناء الشعب الفلسطيني في مخيمات الصمود والعودة”. وشدد على أن “اللقاءات ستتضمن البحث في الملفات ذات الاهتمام المشترك، بدءاً بملف العلاقات الثنائية، وكيفية العمل على تنسيقها وتطويرها، بما يخدم مصالح البلدين والشعبين الشقيقين، وكذلك البحث في التطورات السياسية التي ترتبت على هذا الانتصار، الذي صنعه الشعب الفلسطيني من رحاب المسجد الأقصى والقدس، امتدادا إلى كل نقطة جغرافية داخل فلسطين التاريخية، وكل أبناء الشعب الفلسطيني في كل مواقع الشتات وأحرار العالم”. وأضاف: “سيكون بحث أيضا في الإجراءات الإسرائيلية التي ما زالت متواصلة في القدس والأراضي المحتلة والتأكيد على ثوابت الشعب الفلسطيني، وبشكل خاص حق العودة، رفض التوطين ورفض الوطن البديل”، موضحا أن “هذه الثوابت السياسية راسخة في أدبيات الحركة والشعب الفلسطيني والمقاومة، ومتقاطعة بالشكل الكامل مع أدبيات لبنان رسميا وشعبيا”.
-
وكتبت صحيفة ” الجمهورية ” تقول : أسبوع بعد أسبوع وأزمة التأليف الحكومي تراوح مكانها منذ اكثر من ثمانية أشهر، فما أن يلوح في الأفق بريق أمل بانفراج ما، سرعان ما تبرز مواقف لتنسفه، ما جعل كثيرين، من معنيين وغير معنيين، يردّدون دوماً في معرض الحديث عن تأليف الحكومة بالقول: “تخبزوا بالافراح”.
ولم تشهد عطلة نهاية الاسبوع اي تطور ايجابي، تأسيساً على مواقف الافرقاء السياسيين الذين يواصلون الاشتباك في ما بينهم، في عملية تبادل ادوار تُظهرهم وكأنّهم جميعاً متآمرون على البلد ومصالح الناس، الذين يكتوون بأزمة معيشية خانقة تتصاعد يوماً بعد يوم، ويُتوقع لها ان يشهد هذا الاسبوع فصلاً جديداً، مع بدء اعتماد تسعيرة جديدة للمحروقات على أساس سعر الـ3900 ليرة للدولار الاميركي. علماً أنّ ما شهدته طرابلس وصيدا خلال اليومين المنصرمين، من احتجاجات واعمال شغب وتخريب، طاولت ممتلكات عامة وخاصة، قد يكون مقدمة لتحركات اكبر واعظم في بيروت والمناطق، خصوصاً مع استمرار ارتفاع الاسعار المضطرد والمتفلّت من اي رقابة على كل السلع الاستهلاكية، في الوقت الذي تسود ازمة دواء تهدّد البلاد بكارثة صحية، وكأنّه لم تكفها أزمة كورونا.
لم يُعلن أمس او يرشح اي موعد يتصل بالاستحقاق الحكومي هذا الاسبوع، على رغم استمرار التعويل على مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري، التي لا تزال تحظى بدعم الأفرقاء المعنيين في الداخل، وكذلك دعم الجانب الفرنسي. فيما سُجّل في هذا الصدد توقف السجالات عبر وسائل التواصل الاجتماعي بين المعنيين، خصوصاً بين حركة “أمل” و”التيار الوطني الحر” اللذين اصدرا بيانين يدعوان محازبيهما الى التوقف عن نشر اي شيء على مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها، يشيع اجواء الخلاف او يسيء الى المساعي الجارية علناً وبعيداً من الأضواء، لتأمين التوافق على الحكومة العتيدة تأسيساً على مبادرة بري.
الى ذلك، استبعدت مصادر مطلعة ما روّج له البعض خلال الساعات الماضية، حول احتمال التوافق على تشكيلة حكومية في الأيام القليلة المقبلة، بعد زيارة يقوم بها الرئيس سعد الحريري الى القصر الجمهوري الأربعاء المقبل عقب عودته من الخارج.
وقالت المصادر لـ”الجمهورية”: “إنّ نوعاً من الإنكار القاتل لا يزال يسود المعنيين بتشكيل الحكومة. والخطورة انّ هذا الإنكار للواقع ليس قاتلاً لأصحابه فقط بل للبلد أيضاً”. واستغربت كيف انّ الهمّ الاساسي لطرفي النزاع الحكومي هو كسر الآخر، فيما الانهيار يتمدّد ويكاد يكسر ظهر الوطن.
وفي هذه الأجواء، وتزامناً مع غياب اي نشاط علني يتصل بعملية تأليف الحكومة، كشفت مصادر مطلعة لـ”الجمهورية”، انّ الحريري سيكون في بيروت خلال الساعات المقبلة، عائداً من باريس أو انقرة لا فارق. فهو يستعد للعودة تأكيداً لمعلومات تحدثت عن حصيلة ما يجري من بحث في الكواليس عن مخارج للتأليف الحكومي يمكن التوصل اليها في الساعات الـ 72 المقبلة، على قاعدة تؤكّد مجدّداً ان لا ثلث معطلاً لأحد في الحكومة الموعودة.
ولفتت المصادر عبر “الجمهورية”، الى انّ الحريري لن يقوم بأي نشاط قبل لقاء يعقده فور عودته مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، في رسالة واضحة يؤكّد فيها انّ المبادرة ما زالت في عهدة رئيس المجلس، وهو ما أراده “حزب الله” وأطراف آخرون، يعارضون كل ما قام به رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل، وصولاً الى ما نُقل عن مرجع يتعاطى بملف التأليف من انّه “لن يكون هناك مخرج ما لم يولد من عين التينة”، وانّ مثل هذه الخطوة تعزز “الحلف الذي سيحكم المرحلة المقبلة”.
وفي انتظار معرفة الصيغة الجديدة التي يمكن التوصل إليها، أجمعت مصادر متعددة عبر “الجمهورية”، على انّ الحديث عن تشكيلة الـ (6+6+6+6) هو مجرد مزحة وتلاعب على الارقام، لاستبعاد الصيغة التي قالت بالـ (8+8+8)، والتي وصفها باسيل بأنّها “مثالثة”، وهو ما التقت عليه مصادر في قصر بعبدا و”بيت الوسط” وعين التينة والضاحية الجنوبية.
الانتخابات المبكرة
من جهة اخرى، توقعت اوساط سياسية ضمن فريق ما كان يُعرف بالأكثرية، ان يزداد الضغط لإجراء انتخابات نيابية مبكرة، بعد نتائج انتخابات نقابة المهندسين، التي ادّت الى خسارة واسعة للائحة السلطة، مشيرة الى انّ البعض سيفترض بعد تلك النتائج أَنّه يمكن أن تنسحب على الانتخابات النيابية اذا جرت قريباً.
وقد حقّقت لوائح “النقابة تنتفض” فوزاً كاسحاً في انتخابات نقابة المهندسين التي جرت أمس في مركز النقابة في بئر حسن، وبيّنت النتائج فوزها بـ 6 فروع مقابل فرع واحد هو الفرع السادس الذي يمثّل موظفي القطاع العام في الدولة اللبنانية، والتابع لتحالف مختلف أحزاب السلطة.
وفي الانتخابات التي جرت أمس لانتخاب رؤساء الفروع وانتخابات المندوبين، كان هناك 20 مرشحاً في الفروع، وتمكنت “النقابة تنتفض” من تحصيل 15 مقعداً، فيما نال تحالف “المستقبل” وحركة “أمل” المقاعد الخمسة المتبقة. أما بالنسبة الى المندوبين فحققت “النقابة تنتفض” فوزاً كاسحاً بفوز 221 مرشحاً من أصل 232 مندوباً.
البابا والبطاركة
من جهة ثانية، استبق البابا فرنسيس لقاءه المقرّر اول الشهر المقبل مع البطاركة ورؤساء الكنائس في لبنان، برسالة وجّهها إلى بطاركة الشرق الكاثوليك، تطرق فيها إلى تكريس المنطقة للعائلة المقدسة. لافتاً إلى أنّ “هذا الحدث يدعو الجميع إلى إعادة اكتشاف دعوتهم، أي أن يكونوا مسيحيين في الشرق الأوسط، وليس فقط أن يطالبوا بالاعتراف العادل لحقوقكم كمواطنين أصليين في تلك الأراضي الحبيبة، بل أيضا بأن يعيشوا رسالتهم، رسالة حراس وشهود للأصول الرسولية الأولى”.
أضاف: “منذ بداية حبريتي، حاولت أن أكون قريباً منكم في آلامكم ومعاناتكم، أولاً لما ذهبت حاجاً إلى الأرض المقدسة، ثم إلى مصر، والإمارات العربية المتحدة، وأخيراً قبل بضعة أشهر إلى العراق. ثم لما دعوت الكنيسة كلها للصلاة والتضامن الفعلي من أجل سوريا ولبنان، اللذين امتحنتهما الحرب وعدم الاستقرار الاجتماعي والسياسي والاقتصادي”.