حرب غزةسياسة

وثيقة أميركية تظهر إتساع الفجوة بين الولايات المتحدة وإسرائيل (حلمي موسى)

 

الحوار نيوز – غزة

كتب حلمي موسى من غزة:

 

أظهرت وثيقة أمريكية داخلية خشية الإدارة الأمريكية من إقدام حكومة نتنياهو على ارتكاب “خطأ استراتيجي كبير” سوف يلحق ضررا بسمعة إسرائيل عى مدى أجيال. وتبيّن الوثيقة أن إدارة بايدن صارت تتعاطى مع إسرائيل بوصفها دولة “تعاني من مشكلة كبيرة في مصداقيتها”. وتشهد هذه الوثيقة الداخلية التي أعدت في وزارة الخارجية وكشفت عنها الإذاعة العامة الأمريكية على تردي مكانة إسرائيل في قلعة الديبلوماسية الأمريكية، رغم ترؤس أنصارها قمة الهرم في البيت الأبيض والكونغرس والخارجية.

وللوثيقة الداخلية الأمريكية أهمية خاصة في ضوء تعاظم الانتقادات الدولية لإسرائيل وحربها الهمجية على قطاع غزة. ويأتي نشرها بعد وقت قصير عمليا من بيان الاتحاد الأوروبي عامة وأربع دول فيه طالبت بالاعتراف بالدولة الفلسطينية، خاصة بعد تقرير مجلة “ايكونومست” الشهيرة حول الورطة التاريخية التي تعيشها الدولة العبرية.

عموما تظهر هذه الوثيقة أن إدارة بايدن تخشى ارتكاب إسرائيل “خطأ استراتيجيا كبيرا” في الحرب على قطاع غزة ، في الوقت الذي لا تزال فيه إسرائيل تنكر “الضرر الكبير، الذي ربما يكون لأجيال” الذي لحق بسمعتها في جميع أنحاء العالم. وكان نتنياهو قد رد على تصريح للرئيس بايدن حول تراجع شعبية إسرائيل ومكانتها بتصريح يدعي أن أغلبية ساحقة من الأمريكيين وكل الإسرائيليين يؤيدون سياسته.

وبحسب الوثيقة، التي كتبت الأسبوع الماضي، قال المشرف على الشؤون العامة الدولية في وزارة الخارجية لمسؤولين في وزارة الخارجية الإسرائيلية، إن العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل تواجه “مشكلة مصداقية كبيرة” نتيجة لتصرفات إسرائيل “غير الشعبية” في غزة.  ووفقا له، “يبدو أن الإسرائيليين لا يدركون حقيقة أنهم يتعاملون مع ضرر كبير يلحق بسمعتهم، ليس فقط في المنطقة، بل أيضا في أجزاء أخرى من العالم”.

ويذكر التقرير أيضًا أن الاختلافات الحادة في وجهات النظر الدولية تعكس اتساع الفجوة بين إسرائيل وأكبر حلفائها، على خلفية سلوك إسرائيل في الحرب، “عندما يواجه المواطنون الفلسطينيون القصف المستمر والتهجير الجماعي والجوع الشديد”. وبحسب تقرير الإذاعة الوطنية العامة ، فإن الخلاف تفاقم يوم الجمعة، خلال زيارة وزير الخارجية أنتوني بلينكن إلى إسرائيل ، عندما حث نتنياهو على عدم شن عملية برية في رفح . وأوضح بلينكن لنتنياهو أن أي عمل في رفح “يعرض المدنيين للخطر وسيسبب المزيد من الدمار. كما تخاطر إسرائيل بمزيد من العزلة حول العالم وخطر كبير على أمنها”.

وبحسب الوثيقة، فإن نائب مدير عام وزارة الخارجية لشؤون الدبلوماسية العامة عمانويل نحشون، اختلف مع التقييم الأمريكي بأن سمعة إسرائيل قد تضررت. ووفقا له، فإن “استطلاعات الرأي العام وجدت أن الأغلبية الصامتة في الولايات المتحدة وأوروبا تدعم إسرائيل، وألقى باللوم على خوارزمية تيك توك، التي يزعم أنها تعطي الأولوية للمحتوى المؤيد للفلسطينيين وتحول الشباب ضد إسرائيل”. ولجأت الحكومة الإسرائيلية إلى مؤثرين على الشبكة من أجل التعامل مع “إنكار المجازر في هجوم حماس يوم 7 أكتوبر”.

 بالإضافة إلى ذلك، ورد في الوثيقة أن إسرائيل تخطط أيضًا لحملات مماثلة على وسائل التواصل الاجتماعي في الدول العربية في الشرق الأوسط والبحر الأحمر. وفي الختام، يُذكر أن مسؤولين في وزارة الخارجية الإسرائيلية قالوا إن “إسرائيل تستطيع أن ترى من هم أصدقاؤها الحقيقيون” بعد أحداث السابع من أكتوبر.

في الأساس، أكدت الوثيقة أن أنشطة الجيش الإسرائيلي في غزة لا تكتسب شعبية في جميع أنحاء العالم. كما لوحظ في الوثيقة أن “سلوك إسرائيل في الحرب أدى إلى التمزق”، وجاء فيها أيضا: “نحن قلقون من أنهم في إسرائيل يفتقدون الصورة الكبيرة، ويرتكبون خطأ استراتيجيا كبيرا في الطريقة التي يتعاملون بها مع الضرر الذي لحق بسمعتهم بعد الحرب”، وأضيفت إليها توصية المسؤولين بالضغط على إسرائيل بشأن هذه القضية.

 وعلاوة على ذلك، ثمة من يثير احتمالا بأن يكون الهدف من تسريب الوثيقة إلى وسائل الإعلام في الولايات المتحدة هو الضغط على إسرائيل، وتنبيهها للخطر الذي تزعم أنها تواجهه، وهو تسريب أميركي مقصود على ما يبدو.

ومعروف أن أنتوني بلينكن في زيارته الأخيرة لإسرائيل، تحدث مع نتنياهو والتقى بأعضاء كابينت الحرب، وضغط عليهم لعدم التحرك في رفح والسماح بعودة سكان غزة إلى شمال القطاع، ووجوب إبرام صفقة تبادل الأسرى. وحذر من أنه من دون خطة لليوم التالي، ستفقد إسرائيل دعم العالم وستجد نفسها عالقة في غزة. وقد رد نتنياهو كما أعلن في بيان صحفي: “أخبرت بلينكن أنه لا توجد طريقة لهزيمة حماس من دون دخول رفح، وإذا اضطررنا لذلك – فسنفعل ذلك من دون دعم أمريكي”.

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى