دولياتسياسة

موسكو تضم المقاطعات الأربع في أوكرانيا..وكييف ترد بطلب إنضمامها السريع الى “الناتو”

 

الحوار نيوز – خاص

شهد الكرملين بعد ظهر اليوم حدثا تاريخيا تمثل بتوقيع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وثائق ضم مقاطعات لوغانسك ودونيتسك وزابوروجيا وخيرسون إلى روسيا مع رؤساء هذه المقاطعات الأربع التي كانت تحت السيطرة الأوكرانية.

وتبلغ مساحة هذه المقاطعات 110 آلاف كيلومتر مربع ،يضاف اليها مقاطعة القرم التي سبق لروسيا أن ضمتها قبل سنوات.

وأعلن الرئيس الروسيّ أن مناطق لوغانسك ودونيتسك وزابوروجيا وخيرسون، قد “أصبحت مناطق روسية”، ورأى أن “خيار الملايين من السكان في هذه المناطق، يتحقق بعد كارثة تجزئة الاتحاد السوفييتي”؛ كما ذكر أن الغرب يسعى لتحويل روسيا إلى “مستعمَرة”، مجددا دعوته لكييف “لوقف عملياتها العسكرية فورا”.

 

وجاء إعلان بوتين، خلال خطاب ألقاه في الكرملين في العاصمة الروسية موسكو، والذي تلته مراسم توقيع اتفاقيات ضمّ المقاطعات الأربع إلى روسيا، الأمر الذي لقي تفاعلا عالميًّا واسعا، إذ بدأت ردود الفعل الدوليّة إزاء خطوة موسكو تتوالى.

وبعيد انتهاء التوقيع على الاتفاقيات، صدر مرسوم موقع من قبل بوتين، يسهّل بموجبه منح الجنسية الروسية، لأي أجنبي ينضم للجيش الروسي.

وجاء في الوثيقة بأنه سيحق للأجانب، المرور بعملية تسرّع طلبهم، إذا خدموا في الجيش الروسي لمدة ستة أشهر على الأقل، أو تعرّضوا لإصابة قبل مرور هذه المدة، تجعل مواصلة القتال أمرا مستحيلا بالنسبة إليهم.

 

ويأتي الإعلان الروسيّ، بعد إجراء الاستفتاءات في المناطق الأوكرانية التي سيطرت عليها خلال الحرب الروسية الأوكرانية، المستمرّة منذ أكثر من 7 أشهر، وكذلك بعد يوم من قول بوتين إن “الهيمنة أحادية القطب تنهار بلا هوادة”، معتبرًا أن انهيار الاتحاد السوفييتي يقف وراء النزاعات التي تشهدها دول كانت ضمن جمهورياته، من بينها أوكرانيا.

وذكر الرئيس الروسي أنّ “ضم المناطق الأربع الجديدة للاتحاد الروسي، يعبّر عن الإرادة الشعبية للملايين”،وأضاف بوتين أن “خيار الملايين من السكان في هذه المناطق يتحقق بعد كارثة تجزئة الاتحاد السوفييتي”، مشددا على أنّ “سكان لوغانسك ودونيتسك أصبحوا مواطنين روس إلى الأبد، بعد تعرضهم لسنوات من الحصار والكراهية”.

 

وقال بوتين: “سنقوم بكل شيء للدفاع عن أراضينا، وعلى نظام كييف احترام الإرادة الشعبية”.

وذكر أن “الغرب نزع قناعه، وأراد إجبارنا على القبول بالقرارات الاستبدادية وإضعافنا، وإعادتنا لسنوات الحرب الباردة”. وأضاف أن الأوروبيين “سعوا للإبقاء على الاستعمار بوسائل جديدة، وهم يفرضون الهيمنة على الآخرين تحقيقا لمصالحهم”.

وتابع: “الغرب يريد أن تتخلى دول وكيانات عن سيادتها”، مشيرا إلى أن الغرب “مستعد حتى لاستخدام الإرهاب من أجل مصالحه”.

 

وقال بوتين إن “الغرب يتخلى عن تعهداته الأمنية ويخرق التزاماته وينتهج الخداع وهو يزعم الدفاع عن القوانين”، مشيرا إلى أن “روسيا بلد عظيم، ولن نقبل أن نعيش على أساس قواعد دولية مزورة”.

وأضاف: “ليس لدى الغرب أي حق أخلاقي في إملاء إرادته في حين يقسم العالم لدول متحضرة وأخرى متوحشة… الغرب ينشر الكراهية تجاه الروس، ويعتبر أن الحضارة الغربية وقيم الليبرالية، هي الأساس”.

وذكر أن “الاستعمار الغربي في عهود سابقة، كان ضد الإنسانية، وبذلك أنهى المزاعم بسيادة قيم الغرب في العالم”.

واعتبر بوتين أن الغرب “كان يدعي الشراكة مع روسيا؛ لكن تصرفاته تدلّ على أن نظرته تجاهنا كانت استعمارية”.

وأضاف بوتين أن “الولايات المتحدة وبريطانيا، حوّلا دولا ومدنا إلى أطلال، وواشنطن خلّفت وراءها جثثا في بلدان عديدة”.

وقال إن “الغرب ينتج أسلحة بيولوجية، ويستخدم البشر في أوكرانيا كحقول تجارب”. وأشار إلى أن “واشنطن تدفع نحو عقوبات ضد روسيا، وتضغط على أوروبا، للتخلي عن موارد الطاقة الروسية، لتهيمن عليها”.

وذكر بوتين أن “القيام بعمليات تخريبية، وتفجيرات في خطوط الغاز في البلطيق، هو ضمن وسائل مواجهة روسيا، والغرب هو المستفيد”.

 

وقال الرئيس الروسي إن “أوروبا تقبل بالخطط الاستعمارية الأميركية الجديدة، والغرب يستهدف شركاءنا والدول المجاورة لنا”. وأضاف أن الغرب “لا يتراجع عن نشر الدعاية الكاذبة ضدنا، ولكن هذه الأكاذيب لن تدفئ الأوروبيين في الشتاء”، في إشارة إلى أزمة الطاقة التي تعصف بأوروبا.

وذكر أن الغرب يريد تصنيف روسيا “عدوًّا، وأوروبا لا تريد حلا عمليا لأزمة الطاقة”.وقال إن “الولايات المتحدة، تمكنت بعد الحرب العالمية الثانية، من فرض سلطة الدولار على العالم”.

وأضاف أن “روسيا تدرك مسؤوليتها أمام المجتمع الدولي، وستقوم بما يلزم لتعيد الغرب إلى رشده”، على حدّ قوله.

ولفت إلى أن “الغرب تخلى عن قيم الأسرة، والمجتمع الروسي لن يتقبل التوجهات الغربية والأنماط السلوكية الشاذة”.

 

ورأى بوتين أن الغرب “يحاول تغيير أسس النمو في العالم، ويمنع المجتمعات من التطور بوسائلها، ومن الدفاع عن سيادتها”.

وشدّد على أنّ “القوة هي التي ستحدِّد المستقبل السياسيّ في العالم… المستقبل هو للقتال من أجل شعبنا ومن أجل روسيا التاريخية العظيمة”.

وكرّر بوتين قوله إنّ “خيار شعوب لوغانسك ودونيتسك وخيرسون وزاباروجيا، هو الانتصار مع الوطن الروسي”.

 

الرد الأوكراني

الرد الأوكراني على الخطوة الروسية جاء على الفور من الرئيس فولوديمير زيلينسكي الذي طلب إلى حلف الناتو تسريع انضمام أوكرانيا الى الحلف.وقال إنه لن يتفاوض مع روسيا ما دام فلاديمير بوتين رئيساً لها، وذلك بعيد إعلان الأخير استعداده للتفاوض مع كييف ووقف القتال.

 

  وأكد زيلينسكي أن كييف طلبت رسمياً تسريع وتيرة انضمامها إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو). وأضاف في مقطع مصور على وسائل التواصل أن كييف “أثبتت امتثالها لمعايير التحالف”.

كما قال “نحن نثق ببعضنا البعض، ونساعد بعضنا البعض، ونحمي بعضنا البعض. هذا هو التحالف”.

 

وكان الرئيس الأوكراني اجتمع بقادة الجيش في وقت سابق اليوم لمناقشة خطة “تحرير” الأراضي الأوكرانية التي تسيطر عليها روسيا. وأوضح أنه ناقش هو وقادة الجيش أيضاً إمدادات الأسلحة فضلا عن الخطط الأخرى المحتملة لروسيا في أوكرانيا.

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى