رأيسياسةمحليات لبنانية

مطلوب قلب الطاولة لبناء وطن ودولة …(علي يوسف)

 بقلم علي يوسف:

قد يعتقد الناس ان ما يُسمّى “المصلحة الوطنية”  لها معنى موحد كمفهوم ومضمون .. إلا ان الحقيقة ان لها مفاهيم ومضامين مختلفة بحسب مفاهيم وبرامج وسياسات القوى السياسية وبحسب مصالح وثقافات القوى المجتمعية ….

واذا كان في معظم دول العالم اتفاق حد ادنى حول مجموعة من القضايا والمبادىءالوطنية التي تعتبر مصلحة وطنية ، إلا انه في لبنان  تنعدم حتى الحدود الأدنى لاتفاق كهذا …

في لبنان لا اتفاق حول الكرامة الوطنية  .. ولا اتفاق حول العدو إلا كذبا في بعض الاحيان ومسايرة ،وقد نقول خجلا .فالعدو عند هذا صديق عند ذاك، بل ومنقذ احيانا …

لا اتفاق حول تعريف الازمة و لا حول اسبابها  وبالتالي يصعب ان لم نقل مستحيل الاتفاق على وسائل معالجتها …

اتهامات بالخيانات الوطنية وبالارهاب تتعدى احيانا القوى السياسية لتطال طوائف بكاملها ،بحيث يصبح الكلام عن الشراكة كذبا موصوفا…. تصوروا اننا نعمل  بمفهوم ” الشراكة”. هذا المفهوم الذي ينفي الوطنية لمصلحة الشركة….

لا اتفاق حول مفهوم الفساد ،فالفاسد القريب هو ذكي وشاطر ونقي وصالح وقدوة، والفاسد من الطرف الآخر هو الفاسد الذي يجب اعدامه …..

نعيش في ظل ازمة تكوينية، ليس لأن البلد يتكوّن من عدة طوائف تتناتش المصالح ،بل لأننا نتكون ايضا من  غرائز تحولت الى ثقافات تحمل العداء والمصالح المتناقضة والمفاهيم المتناقضة وتستحدث صراعات ترتبط بالعداء أكثر من ارتباطها بالمصالح، واكثر من ارتباطها بالوطنية واكثر من ارتباطها بالحصص  واكثر من ارتباطها بالكرامة واكثر من ارتباطها  بالقضايا القومية ..

انها ثقافة البداوة … رحّالة .. غزو .. عداء… نكاية … حقد … ذل عدو ولا ارضاء  أخ ….

خضوع للقوي ولؤم واجرام على الضعيف ..

الخ……………………..

مطلوب قلب الطاولة لبناء وطن ودولة …

التعايش والشراكة  أديا الى ما نحن فيه  .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى