ثقافةكتاب

مطر يوقع كتابه “تأثير المنظمات المتطرفة على الامن القومي العربي- داعش أنموذجًا”

 

الحوارنيوز – خاص

يوقع الباحث في العلاقات الدولية الدكتور علي مطر بالتعاون مع دار “المعارف الحكمية” كتابه الصادر عن دار “أثر للنشر والتوزيع” تحت عنوان “تأثير المنظمات المتطرّفة على الأمن القومي العربي (داعش أنموذجًا)”، وذلك يوم الجمعة الواقع في 4 آذار الحالي، في معرض بيروت الدولي للكتاب، بين الساعة الخامسة والثامنة مساءً.

علي مطر

 

ويعالج الكتاب إشكالية تأثير التنظيمات الإرهابية، وفي مقدمتها تنظيم داعش، على الأمن القومي العربي،فيتطرق إلى البحث في أفكار الجماعات الإرهابية وما يقوم عليه فكر تنظيم داعش، كما ويعمّق البحث حول هذه الجماعات، فضلًا عن تبيين التهديدات التي خلّفها داعش على الأمن القومي العربي، ويتطرق إلى الدور الذي لعبته دولٌ عربية في دعم هذه التنظيمات بشكل مباشر أو غير مباشر، مبيّنًا حقيقة الدورَين السعودي والقطري في دعمها، وفقاً لوجهة نظر الكاتب.

 

وجاء في المقدمة التي كتبها مطر: “يشهد العالم العربي أحداثاً وأزمات يمكن تقييمها ووصفها بأنها من أعقد الأزمات التي يمر بها، والتي لم تؤثر على إقليمه فقط إنما على النظام العالمي ككل. وفي مقدمة هذه الأزمات أزمة الإرهاب وتهديداتها الخطيرة. . ولم يعد الكيان الإسرائيلي، التهديد الوحيد الذي ارتكب مختلف أنواع الجرائم، واحتل الأراضي وهدد سيادة الدول العربية، وعرض بشكل دائم الأمن القومي العربي للخطر، بل تحول الإرهاب إلى تهديد لا يقل أهمية عن التهديد الإسرائيلي، خاصةً مع ظهور تنظيم “داعش” وتمدده بين سوريا والعراق.

وإذا نظرنا إلى الإرهاب والأعمال العنفية التي عرفتها المنطقة العربية في السنوات التي تلت الاحتلال الأميركي للعراق وانتشار تنظيم “القاعدة” في العراق ودول أخرى، وصولاً إلى ثورات الربيع العربي ومن ثم الحرب على سوريا، نجد أنها الأخطر حيث زادت هذه العمليات القتالية والأمنية وزادت أعداد الضحايا؛ مع اتساع نطاق ارتكابها، وظهور أشكال جديدة مستخدمة التطور العلمي والتكنولوجي.

ولم يكن هدف الإرهاب الذي يضرب منطقتنا القتل والذبح فقط، بل نشر الفوضى وتفتيت الدول وشرذمتها، بشكل قريب إلى مشروع الشرق الأوسط الأميركي، وهو ما يؤدي إلى إسداء خدمة كبيرة لـ”تل أبيب” التي سعت دائماً إلى شرذمة هذه الدول وتقسيمها، بحيث تصبح بعيدة عن تهديد الأمن “الإسرائيلي”. وقد رأينا كيف تمدد داعش في سوريا والعراق، وقضم سيادة الدولة، هذه السيادة التي تعتبر ركناً أساسياً لكل دولة تتمتع باستقلالها التام، ولديها إقليم وشعب تسعى لحمايتهما والحفاظ عليهما.

 

لقد أدى تمدد “داعش” في العالم العربي فضلاً عن الجرائم البشعة، إلى قضم الأراضي العربية ومصادرة سيادة الدول، وكاد التنظيم أن يبني خلافته فعلياً في الدول العربية الموجودة في غرب آسيا وشمال افريقيا، فضلاً عن أنه أعطى ذريعة للغرب للتدخل بدولنا.

وإذا كان تعبير الأمن القومي على الصعيد السياسي قد برز واضحاً في العصر الحديث، وارتبط بالأحداث العسكرية على وجه الخصوص وبالتوازنات الاستراتيجية وصراعات القوى. فإنه وأمام الواقع المتأزم الذي مر به عالمنا العربي؛ كان لا بد من التصدي لظاهرة “داعش” لما تكتسبه من خطورةٍ وتأثيرٍ لا يمكن إخفاؤه على كافة الصعد. ويشكل الخوف من تأثير فكر هذا التنظيم وأعماله على الأجيال القادمة ومستقبل دولنا، دافعاً أساسياً لدراسة هذه الظاهرة وتحليلها وسبر أغوارها، والسعي إلى إظهار سبل المواجهة التي استخدمت ضدها، بالإضافة إلى البحث عن السبل الأفضل لمواجهتها ومكافحتها.

إشكاليات البحث وفرضياته

وحاول الكاتب في هذا البحث الإجابة عن إشكالية عامة تتمحور حول أثر التنظيمات المتطرفة وفي مقدمتها تنظيم داعش على الأمن القومي العربي، ليتفرع من هذه الإشكالية عدة أسئلة لا بد من الإجابة عنها وهي:

-ما هي أفكار الجماعات السلفية المتطرفة وعلى ماذا يقوم فكر تنظيم “داعش”؟ وما هي استراتيجيات الجماعات المتطرفة وعلى رأسها تنظيم “داعش”؟ وما هي التهديدات التي خلفتها “داعش” للأمن القومي العربي؟ وما هو دور المنظمات الإقليمية والدول العربية في مواجهة تنظيم “داعش”؟ وما هو دور الأمم المتحدة والمجتمع الدولي في هذه المواجهة؟

– هل أدت هذه المواجهة إلى انتهاك سيادة الدول العربية وتقويض قرارها؟ من هم الأطراف الذين استغلوا الحرب على “داعش” للدخول إلى الشرق الأوسط، وتوسيع نفوذهم فيه؟ وكيف استفادت “إسرائيل” من وجود “داعش”؟ ومن ثم كيف استخدم الأتراك ذريعة الحرب على الإرهاب لإدخال قواتهم إلى سوريا والعراق؟

– كيف تحولت سوريا من دولة مستقرة إلى دولة تعيش على حفير السقوط؟ وكيف أصبحت سوريا أزمة متعددة الأطراف كادت أن تتحول إلى ساحة حرب بين القوى العظمى؟ وكيف لعبت روسيا دورا ًمحورياً في منع سقوط نظام الرئيس بشار الأسد؟ وكيف شاركت إيران وحلفاؤها في صمود سوريا ومحاربة التنظيمات الإرهابية في سوريا والعراق؟

وتنطلق هذه الأطروحة من فرضية أساسية تتمحور حول تأثيرات التنظيمات المتطرفة على الأمن القومي العربي، واستغلالها من قبل الولايات المتحدة الأميركية وحلفائها لفرض سياسات تصب في مصلحة واشنطن في الدول العربية دون رادع، ويمكن الإشارة إلى فرضيتين أيضاً هما:

1- حؤول التهديدات الإرهابية للدول العربية، دون تحقيق الأمن القومي العربي، ودور الجماعات الإرهابية في تفتيت الدول العربية واستهداف أمنها.

2- تهديد سيادة الدول العربية والقضم من أراضيها من خلال تمدد تنظيم “داعش، وإخفاقات الجامعة العربية والدول العربية في النهوض بالأمن القومي العربي.

المناهج المستخدمة:

دون أدنى شك، أن الإجابة عن إشكاليات هذا البحث كانت تحتاج إلى استخدام عدة مناهج، فلا يمكن الاكتفاء بمنهج واحد لإعداد هذه الأطروحة، لذلك قمنا باستخدام المنهج التاريخي، لعرض بعض الأحداث التاريخية وعرض بعض الوقائع التي جرت فيما مضى. كما استخدمنا المنهج التحليلي لدراسة ظاهرة تنظيم “داعش” وبالتالي تفكيكها إلى مكوناتها الأصلية وصولاً إلى جوهرها، والوقوف على أسباب ظهورها وتداعياتها ونتائجها، إلى جانب المنهج المقارن في سبيل مقارنة تنظيم القاعدة بتنظيم” داعش”، كما كان لا بد من استخدام المنهج الوصفي لوصف الأعمال الإجرامية التي يقوم بها هذا التنظيم.

أهمية الدراسة والجديد فيها:

تكمن أهمية هذه الأطروحة في كونها تتعلق بمصير أمتنا العربية التي نحن جزء منها؛ ونتأثر بها إيجاباً أو سلباً؛ على أمل أن يقدم عملنا المتواضع في حقل العلوم السياسية، إضافة جديدة في تشخيص التحديات التي تواجهها الأمة العربية في إقامة منظومة للأمن القومي العربي، ووضع النتائج والتوصيات اللازمة للحل.

إن الأمن القومي من ضرورات وجود الأمم، ومطلب الإنسان العربي من المحيط إلى الخليج. وتساعد هذه الأطروحة في تحديد أماكن الضعف في تطبيق الأمن القومي العربي، ومصادرة جماعات الإرهاب له.لقد كُتبت كتب ودراسات في الآونة الأخيرة حول ظاهرة تنظيم “داعش”، وتمدد التنظيم في الدول العربية، فضلاً عن انتشار أفكار التطرف والتكفير في هذه الدول، نتيجة وجود هذه الجماعات، خاصةً بعد أن قوي عودها في سوريا. لكن أهمية هذه الأطروحة تنطلق من أنها تشتمل فضلاً عن معرفة أفكار هذه التنظيمات، على توضيح انعكاساتها على الأمن القومي العربي، وطرق المواجهة التي حصلت، ومدى جدواها الفعلية وملاءمتها لواقع وجود هذا التنظيم الخطير، وتحديد ما إذا كانت هذه الحملات تقع في مصلحة الدول التي عانت من الإرهاب أو تسهم في تفكيكها، كما حال سوريا، والعراق، وهذا ما لم تتم مقاربته من قبل كون ظاهرة “داعش” لا تزال جديدة.

أما الأهداف التي نرجوها من هذه الأطروحة فهي:

1 -تعريف الأمن القومي العربي، وإظهار التحديات التي يواجهها الأمن العربي بفعل وجود تنظيم “داعش” وغيره من الجماعات الإرهابية.

2 -تقديم رؤية واضحة حول خطر تمدد الفكر المتطرف، وتبيين كيف هدد “داعش” الأمن القومي العربي، وكيفية استغلال الأطراف الخارجية وجود هذا التنظيم من أجل الدخول إلى الدول العربية.

3 -الحديث عن المواجهة التي حصلت ضد هذا التنظيم في سوريا والعراق والأطراف المشاركة فيها وأهداف كل طرف.

4 -تقديم وسائل وحلول لمواجهة خطر الإرهاب الذي يمثله تنظيم “داعش” في منطقتنا.

أما صعوبات البحث لإعداد هذه الأطروحة، فكان أبرزها الحديث عن الجذور الفكرية للقاعدة و”داعش” الذي أدخلنا في نقاش عقائدي وبحث ديني كان لا بد منه لفهم جذور هاتين الحركتين وكيفية التصدي لهما، بالإضافة إلى كون “داعش” ظاهرة حديثة طرأت على الساحة السياسية الإقليمية والدولية ولم يتجاوز عمرها حتى إعداد هذه الأطروحة 6 سنوات، حيث يوجد نقص في الكتب عامة والعربية منها خاصة.

 

وقمنا بتقسيم هذا البحث إلى قسمين، نتناول في القسم الأول صعود التنظيمات المتطرفة في العالم العربي واستراتيجياتها، فنتحدث في الفصل الأول عن نشأة السلفية وتأثيرها بالجماعات “الجهادية”، فيما نتحدث في الفصل الثاني عن “السلفية الجهادية” واستراتيجياتها بين “القاعدة” و”الوهابية”، وحمل الفصل الثالث عنوان “نشأة تنظيم “داعش” واستراتيجيته”.

ونتحدث في القسم الثاني عن واقع الأمن العربي وتهديداته بعد تمدد “داعش”، حيث نتحدث في الفصل الأول عن “مفهوم الأمن القومي العربي والظروف المؤثرة به”، فيما يحمل الفصل الثاني عنوان “تمدّد داعش وتهديده المباشر للأمن القوميّ العربيّ”، أما الفصل الثالث والأخير فإنه أتى تحت “عنوان تهديدات “داعش” غير المباشرة للأمن القومي العربي”.

وتضمن فهرس الكتاب:

المقدمة

القسم الأول: صعود التنظيمات المتطرفة في العالم العربي واستراتيجياتها

الفصل الأول: نشأة السلفية وتأثيرها بالجماعات “الجهادية”

المبحث الأول: نشأة السلفية وسيرة علمائها

المبحث الثاني: ابن عبد الوهاب والتأثر بسيرة السلف

المبحث الثالث: صعود السلفية “الجهادية”

الفصل الثاني: “السلفية الجهادية” واستراتجياتها بين “القاعدة” و”الوهابية”

المبحث الأول: استراتيجية الوهابية

المبحث الثاني: نشأة تنظيم “القاعدة” وإمتداده العقائدي

المبحث الثالث: استراتجية القاعدة

الفصل الثالث: نشأة تنظيم “داعش” وإستراتجيته

المبحث الأول: بين إرهاصات النشأة والمنظرين للخلافة

المبحث الثاني: عوامل ظهور “داعش”

المحبث الثالث: عناصر استراتيجية تنظيم “داعش”

القسم الثاني: واقع الأمن العربي وتهديداته بعد تمدد “داعش”

الفصل الأول: مفهوم الأمن القومي العربي والظروف المؤثرة به

المبحث الأول: مفهوم الأمن القومي وتطوره في التنظيم الدولي

المبحث الثاني: الإسلام بين السلم ورفض الحرب والإرهاب

المبحث الثالث: الأمن القومي في ظل النظام الإقليمي العربي

الفصل الثّاني: تمدّد داعش وتهديده المباشر للأمن القوميّ العربيّ

المبحث الأول: تمدّد “داعش” وتأثيراته في العراق

المبحث الثاني: تمدّد داعش وتأثيراته في سوريا

المبحث الثالث: توسع “داعش” في الدول العربية بعد سوريا والعراق

الفصل الثالث: تهديدات “داعش” غير المباشرة للأمن القومي العربي

المبحث الأول: “داعش” والتدخل الأميركي في سوريا والعراق

المبحث الثاني: التهديدان التركي والإسرائيلي للأمن القومي العربي

المبحث الثالث: دور روسيا وإيران وقوى المقاومة في الحرب على الإرهاب

الخاتمة

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى