سياسةصحفمحليات لبنانية

قالت الصحف : الحوار بين مؤيد ومعارض بانتظار خلاصة مهمة لودريان

 

الحوار نيوز – صحف

ظلت الساحة السياسية محكومة بنتائج الجولة التي يجريها الموفد الفرنسي جان إيف لودريان ،فيما المواقف السياسية على حالها بين مؤيد ومعارض لمبادرة الحوار التي دعا إليها الرئيس نبيه بري.

كيف تعاطت الصحف الصادرة اليوم مع هذا الواقع؟

النهار عنونت: “تجميع” أكثرية للحوار لا يمرر مهمة لودريان

 وكتبت صحيفة “النهار”: دخلت مهمة الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان في يومها الثاني امس في بيروت، مرحلة متقدمة من “التوزان السلبي” الامر الذي يضفي مزيدا من الشكوك والترقب حيال مصير الوساطة الفرنسية كما حيال الازمة الرئاسية في لبنان. ذلك ان الشكوك التي أثيرت فور اعلان رئيس مجلس النواب نبيه بري موقفا “محتفيا” بمهمة لودريان وصوّرها كأنها مبادرة “مساعدة” ودافعة له، تبين امس انها تحولت واقعيا الى منحى اخر تمثل واقعيا في السعي لـ”تجميع” أكثرية نيابية تؤيد الحوار الذي دعا اليه بري وتبناه لودريان وربما، كما يقول بعض المطلعين، اختبأ وراءه لرصد التجربة، فاذا نجحت تشكل اختراقا معنويا يمكن المضي من خلاله الى اجتراح حل حيال انتخاب رئيس الجهورية. علما ان تجميع الأكثرية المؤيدة لن يعني ابدا خرق الازمة الانتخابية ولا سيما ان المعادلة السياسية لن تتبدل ولو ارتفع نسبيا “سكور” المؤيدين للحوار. فالمعلومات المتوافرة عن لقاءات لودريان في اليوم الثاني من مهمته تعكس واقعيا خلو جعبته من أي اقتراحات عملية جديدة بل وتركيزه امام النواب الذين التقاهم على التلميح الى “ضمانات ” في الحوار الذي يقترحه الرئيس بري ومن بينها ما نسب اليه من ان افقاد النصاب في الجلسات ما بعد الأولى لن يكون واردا ابدا. كما ان التركيز على رعاية السفير السعودي وليد بخاري بعد ظهر اليوم لقاء في دارته يضم المفتي عبد اللطيف دريان والموفد الفرنسي لودريان والنواب السنّة عكس السعي الى ان يكون “للكتل السنية” المشرذمة ثقل سياسي ترجيحي في مسار الازمة الرئاسية، لذا سيتم رصد ما سينتهي اليه اللقاء لجهة ما اذا كان سيبلور موقفا سنيا عريضا يجمع مختلف الأطياف السياسية في هذه الساحة، كما سيتم رصد صحة ما تردد عن ان عددا من النواب السنة سيتجهون الى تأييد الحوار. وسواء بلورت الساعات المقبلة أكثرية واضحة ام لم تبلورها حيال الحوار، فان المعنيين والمطلعين على مجريات مهمة لودريان يستبعدون ان تتجه الأمور نحو اختراق جدي للازمة علما ان موقف قوى المعارضة ورأس حربتها “القوات اللبنانية” والكتائب وحركة “تجدد” والنواب التغييريين ذهب نحو تمسك لا هوادة فيه في رفض الحوار من منطلقات دستورية وسياسية واقعية. وهذا يعني ان لودريان، الذي يعتبر بعض المراقبين انه جنح مجددا بمهمته نحو انحياز لا يساعده على النجاح، سيعود حتما الى مرجعية الازمة الرئاسية التي تتمثل بالمجموعة الخماسية ( فرنسا والولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية ومصر وقطر ) التي سيجتمع وزراء خارجيتها في نيويورك الثلثاء المقبل وعندها سيمكن الحكم على ما اذا كانت مهمة لودريان فتحت ثغرة ام غرقت في دوامة عقيمة. ولذا تردد ان لودريان لن يطرح الحوار رسميا في ظل الانقسام الذي واجهه مجددا.

 

من الضاحية الى معراب

والواقع ان الموفد الفرنسي استكمل جولته والتقى النائب السابق وليد جنبلاط في منزله في كليمنصو ورئيس الحزب التقدمي الإشتراكي النائب تيمور جنبلاط . وكرر جنبلاط بعد اللقاء تاييده للحوار الذي يدعو اليه الرئيس نبيه بري ولودريان وعاود انتقاد موقف “القوات اللبنانية ” فقال “دائماً لدى حزب القوات وجهة نظر مختلفة عن وجهة نظرنا ونحن نفضّل وجهة نظر الرئيس نبيه برّي ولودريان القائمة على الحوار”. وقال: “لم ندخل بالأسماء ولا تدخلوني بلعبة الأسماء”. وأشار إلى أن “بعض الأفرقاء المحليين لا يريدون حلاً ولنسأل الذين يغرّدون على التلال”.

والتقى لودريان رئيس كتلة”الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد في الضاحية الجنوبية ووفق ما افادت العلاقات الاعلامية في “حزب الله” واعتبر لودريان أن “طرح الرئيس بري للحوار‎ ‎‏ يصب في ‏السياق نفسه ،ويكمل المساعي الفرنسية في هذا الصدد”.‏ من جهته، شدد رعد على “أهمية الحوار والتواصل بين اللبنانيين ‏بإعتباره السبيل الوحيد المتاح للخروج من الوضع الحالي في الموضوع الرئاسي”.

ثم التقى لودريان عدداً من النواب التغييريين في قصر الصنوبر. وكشف النائب ياسين ياسين ان لودريان “حاول إقناعنا بحوار برّي وقلت له شخصياً إن هذا الحوار غير دستوري وهو أجابنا بألّا حلّ إلّا به، فإمّا الحوار أو خطر وجودي على لبنان”. وافادت معلومات ان لودريان أبلغ النواب التغييريين أنّ الرئيس المقبل لن يكون من الأسماء التي طرحها الأفرقاء أي لا فرنجية ولا أزعور وأعطاهم ضمانات أن تكون جلسة انتخاب الرئيس واحدة ومفتوحة وألا يُطيّر النصاب في الدورة الثانية. ووفق معلومات أخرى ان لودريان اكد أنّ السعودية تؤيد الحوار وستطلب من نواب السنة المشاركة في الحوار ، كما أكّد لودريان للنواب أنّ “الحوار ستليه دورات متتالية بجلسات مفتوحة” موضحًا “أنّ لديه ضمانات” ألّا يكون هناك تطيير للنصاب حتى انتخاب رئيس للجمهورية.

 

والتقى لودريان ممثلا كتلة “تجدّد ” النائبان ميشال معوض وفؤاد مخزومي في قصر الصنوبر. واعلنت الكتلة أنّ اللقاء “كان إيجابياً وبناءً” وشدّدت على “الدعوة إلى عقد جلسات ودورات مفتوحة لانتخاب الرئيس” واوضحت الكتلة أنّ “الحوار لا يعني أبداً تشريع طاولات خارجة عن المؤسسات، لطالما أسست لأعراف هجينة شكلت وتشكل انقلاباً على الدستور، وصادرت المؤسسات” وجددت التأكيد على “الموقف الموحد مع شركائها في المعارضة على الرفض المطلق المشاركة في مثل هذه الطاولات، عارضة للموفد الفرنسي أفكاراً تصلح لأن تشكل بدائل دستورية للخروج من الأزمة”.

 

وزار لودريان الصيفي حيث التقى رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل الذي شدد على ان “المؤسسات والنظام الديمقراطي في لبنان رهينة السلاح والاستقواء وطالما هذا الواقع موجود نعتبر أنّ الاستحقاقات الديمقراطية مضروبة من أساساتها”. وأكد أن “أيّ حوار لا يتضمّن طمأنة للضحية هو عملية تكريس إنتصار الجلاد على ضحية العمل الانقلابي من قبل حزب الله” وأضاف: “لن نقبل أن يكون ثمن انتخاب رئيس للجمهوريّة هو الاستسلام لحزب الله فهذا الثّمن لن ندفعه لا اليوم ولا غداً ولا بعد مئة سنة”.

 

ومساء التقى لودريان في معراب رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع في حضور النائبين بيار بو عاصي وجورج عقيص.

وأوضح جعجع انه سلم الى الموفد الفرنسي مذكرة من المعارضة تنص على عدم تعطيل الانتخابات الرئاسية ونرفض أي عملية الهاء وتعطيل فيما يتعلق بانتخاب رئيس الجمهورية والحوار الذي يطالبون به هو لمزيد من التعطيل .وأكد” أن محور الممانعة يريد مواصلة التسلط على اللبنانيين، التي بدأها بتعطيل كل الجلسات، ونحن نقول الحقيقة كما هي “معطّلو انتخاب الرئيس محور الممانعة””.

وتابع جعجع: “باسم الحوار يعطّلون الانتخابات الرئاسية، ولو نظريتهم صحيحة لماذا ينسحبون من الجلسات؟” مضيفًا: “من يسمعهم يظن أنهم ملائكة، فلا تنتظروا منا مساعدتكم في تضييع الوقت”. وأشار إلى أن “الحوارات قائمة كل يوم، ولكن الدعوات الحالية للحوار “سمّ في الدسم””.

 

صندوق النقد

اقتصاديا، عقد لقاء في قاعة لجنة المال والموازنة في البرلمان ضم رئيسها النائب ابراهيم كنعان ورئيس لجنة الادارة والعدل النائب جورج عدوان مع بعثة صندوق النقد الدولي . وأشار كنعان إلى أنّ “اللقاء هو مصارحة كاملة، عرضنا فيه كل شيء لاسيّما المسألة المركزية التي يتهرب منها الجميع وتعنى بالودائع”. وشدد على أنّه “يجب وضع حلول لمسألة الودائع وعملية بيع المواقف للمجتمع الدولي لكسب رضاه ليست عملنا، ولرئيس حكومة تصريف الأعمال نقول إنّ قانون اعادة هيكلة المصارف لم يصل الى مجلس النواب ويناقش بين الحكومة وصندوق النقد”.واوضح لـ”النهار” ان الاجتماع مع صندوق النقد كان بمثابة نقاش صريح وتحديدا في ملف الودائع، فهل يمكن تجاوز مئة مليار دولار من الودائع . حتى الكلام عن مئة الف دولار او غيره لا ضمانات له ولا يمكن ان يحصل من دون التدقيق في موازنات المصارف والاتفاق مع الحكومة على عدم التهرب من المسؤولية . وقال ان الاجتماع كان جيدا وبناء وستكون متابعة في موضوع التشريعات .

 

تجدد الاشتباكات

وفي وقت سيطر الهدوء الحذر على مخيم عين الحلوة قبل الظهر غداة اجتماع عقد بين ممثلي حماس وفتح، سرعان ما تبخر الهدوء مع تجدد الإشتباكات العنيفة بعد الظهر في حي حطين والرأس الأحمر واستخدمت القذائف الصاروخية والأسلحة الخفيفة والمتوسطة .

وكان رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي رأس قبل الظهر في السرايا، اجتماعا لبحث الوضع في المخيم ، شارك فيه عن الجانب الفلسطيني عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية عزام الأحمد والسفير الفلسطيني لدى لبنان اشرف دبور، أمين سر حركة فتح فتحي ابو العردات، وعن الجانب اللبناني قائد الجيش العماد جوزف عون، المدير العام للامن العام بالانابة اللواء الياس البيسري ومدير المخابرات في الجيش العميد طوني قهوجي ورئيس لجنة الحوار اللبناني- الفلسطيني باسل الحسن. وقال بعده الاحمد أنه “تقرر وقف إطلاق النار في عين الحلوة وتسليم المطلوبين باغتيال مسؤول قوات الأمن الوطني الفلسطيني العميد أبو شرف العرموشي”، مؤكدا أن “الجانب اللبناني سيجري اتصالات لوصول القرار هذا لجميع الأطراف”.

ولكن وتيرة الاشتباكات في عين الحلوة تصاعدت بعنف بعد الظهر ومساء واصيب 8 اشخاص على الاقل بينهم مسعفون جراء الرصاص الطائش الذي أصاب أيضا ثكنة محمد زغيب للجيش . وأفادت المعلومات ان 5 قتلى و15 جريحا كانوا حصيلة الاشتباكات العنيفة امس في عين الحلوة ما يرفع العدد الإجمالي منذ اندلاعها إلى 12 قتيلاً وأكثر من 110 جرحى .

 

 

الأخبار عنونت: حركة لودريان بلا بركة… والسعودية تواصل حصار «الصوت السني»
مساعٍ سعودية لضمان «صوت النواب السُّنّة»: فرنسا تقترح حواراً بديلاً إذا فشلت مبادرة بري

 وكتبت صحيفة “الأخبار”: الاشتباك الداخلي حول الحوار الذي دعا إليه الرئيس نبيه بري تحوّل إلى اشتباك مع الفرنسيين أنفسهم، إذ سمع الموفد الرئاسي جان إيف لودريان اعتراضات من قوى وشخصيات معارضة لدعوة بري، طالبته بعدم التماهي مع موقف رئيس المجلس. وتردّد أن باريس، في حال لم تحصل استجابة من الأطراف المحلية لدعوة بري، قد تفكّر في دعوة توجّهها إلى القوى اللبنانية للتحاور أو التشاور حول آلية تتيح انعقاد المجلس النيابي سريعاً لأجل انتخاب رئيس جديد للبلاد.

زوار العاصمة الفرنسية الذين تحدّثوا عن توافق فرنسي – سعودي حول الملف اللبناني، أشاروا إلى أن الأميركيين يضغطون للتوصل إلى اتفاق سريع، وأن هذا يصبّ في خانة الاستقرار الذي يراد أن يحصل في لبنان استعداداً لمرحلة جديدة يكون فيها الغاز والنفط المادة الرئيسية على جدول الأعمال.

لكنّ الرغبات الغربية، وسعي فرنسا إلى تحقيق نجاح واضح في لبنان، يعوّض عن خيباتها المتتالية في أفريقيا، لم ينعكسا تفاهمات واضحة في لبنان، سيّما أن الطرف السعودي حافظ على وتيرة تدخّله التي تهدف إلى إبلاغ الجميع في لبنان بأن اللجنة الخماسية فوّضت فرنسا على قاعدة الإتيان برئيس توافق عليه غالبية القوى السياسية. وهو ما فسّره البعض بأنه دعوة إلى تجاوز الترشيحات القائمة، وخصوصاً سليمان فرنجية وجهاد أزعور.

وبناءً عليه، كان الجميع مهتماً بالوقوف على نتائج الاجتماعات التي عُقدت في باريس قبل وصول لودريان، وشارك فيها المستشار السعودي نزار العلولا والسفير السعودي في لبنان وليد البخاري، وحضر جانباً منها ممثلون عن حلفاء السعودية في لبنان، أبرزهم النواب وائل أبو فاعور وملحم رياشي وفؤاد مخزومي. وقال هؤلاء إن «الرياض وباريس أصبحتا تتشاركان الموقف نفسه من الملف الرئاسي على عكس ما كان عليه الوضع سابقاً». علماً أن السفير السعودي دعا النواب السُّنّة إلى اجتماع اليوم يحضره لودريان.

وكان الموفد الفرنسي التقى أمس النائب محمد رعد، النائب السابق وليد جنبلاط ونجله النائب تيمور جنبلاط، النائب سامي الجميل ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع. وأشارت مصادر لبنانية إلى أن لودريان «لم يحمِل جديداً، بل ظهرَ وسيطاً مسوّقاً لمبادرة الرئيس بري»، وشدّد على أن «لا بديل عن الحوار»، وحاول لودريان إقناع الرافضين بالمشاركة في الحوار الذي ستليه دورات متتالية بجلسات مفتوحة، وتحدّث عن «ضمانات لديه بأنه لن يتم تطيير للنصاب حتى انتخاب رئيس للجمهورية».

 

وبدا من التسريبات أن كلام لودريان لم يكن موحّداً مع الجميع، إذ كشفت معلومات أخرى أنه «تطرّق إلى دور فرنسي، وأشار إلى حوار برعاية فرنسية من دون تحديد ما إذا كانَ هذا الحوار سيُعقد في قصر الصنوبر». واستشفّ بعض النواب من هذا الكلام أن «الحوار برعاية فرنسية قد يكون بديلاً من الحوار الذي دعا إليه بري في حال لم يحصل، ولا سيما أن كل الوقائع تؤكد صعوبة انعقاده، خصوصاً في حال رفض التيار الوطني الحر المشاركة، وأصرّ حزبا القوات والكتائب على مقاطعته». وفي السياق، لفتت مصادر سياسية إلى أن «لقاء لودريان مع الكتائب كانَ سيئاً للغاية»، وأن «الجميل أكّد موقف حزبه بمقاطعة أي حوار إن كانَ برعاية بري أو الفرنسيين، وأصرّ على الذهاب إلى جلسات انتخاب مفتوحة، حيث لا مجال للحوار مع حزب الله». واعتبرت المصادر أن «موقف الجميل وجعجع يوجِب الانتباه وهو خطير. فهما أصرّا على رفض الحوار رغم الضمانات التي قدّمها لودريان بعقد جلسات وعدم تطيير النصاب، وإشارته إلى أن الرئيس لن يكون من أي فريق»، ما يعني أنهما «يريدان الفراغ والذهاب إلى الانهيار وصيغة جديدة مهما كلّف الأمر».

من جهة أخرى، تركّزت الأنظار على الحركة السعودية، حيث تقصّدت الرياض أن تكون في الواجهة، بعدَ أن تصدّرت سابقاً باريس في العلن والدوحة في السر مهمة «التوصل إلى حل» للأزمة، فضلاً عن إيصال الرسائل من الخارج، ومردّ ذلك إلى «ما لمسه المسؤولون السعوديون خلال اجتماعاتهم في باريس التي لم تقتصر على لودريان، بل شملت أيضاً المستشار الرئاسي الفرنسي لشؤون الشرق الأدنى باتريك دوريل». وكشف مطّلعون أن «الإرباك ظهر واضحاً على المسؤولين الفرنسيين، وأن كلام دوريل كانَ مختلفاً عن كلام لودريان. فالأول لا يزال يطرح تسوية فرنجية واختيار رئيس حكومة محسوب على الطرف الآخر، بينما الثاني يؤكد أن ذلك غير وارد بسبب التعقيدات الداخلية، وكلاهما يقول بأنه هو الموكل بمتابعة الملف»!

 

 

الجمهورية عنونت: لودريان: حوار أو تأزُّم.. المعترضون: الممانعة تُعطِّل.. المؤيدون: لا رئيس بِلا تفاهم

 

 كتبت صحيفة “الجمهورية”: المشهدان الرئاسي والسياسي بشكل عام، مضبوطان على دقّات السّاعات المتبقية من مهمّة الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان في بيروت، في انتظار ما ستسفر عنه جولة النقاشات التي يجريها مع الأطراف السياسية.

نقاشات لودريان مع اطراف الملف الرئاسي، وبحسب معلومات و لـ«الجمهورية»، لم تحمل في يومها الثاني ما يبعث على التفاؤل في امكان تحقيق اختراق نوعي في جدار التناقضات الداخلية، بل انها ابرزت الخلاصات التالية:

– أولاً، تبنِّ كامل من قبل موفد الرئاسي الفرنسي للمبادرة الحوارية التي اطلقها رئيس مجلس النواب مجلس النواب نبيه بري.

– ثانيا، العنوان الاساس للزيارة الثالثة للودريان هو «هذا الوضع القائم في لبنان حاليا يجب ان ينتهي في اسرع وقت ممكن، وفي هذا السبيل، يجب ان يفتح باب الحوار بين الاطراف اللبنانيين بأي شكل من الاشكال حيث لا سبيل لانفراج سياسي ورئاسي سواه، ومن هنا التوجّه الجدي الى دمج مسعى لودريان بمبادرة الرئيس بري، لتحقيق هذا الهدف، لأن الوضع في لبنان كما نراه شديد التأزم، والتأخير في اعتماد هذا المسار يعني بلا أدنى شك ان وضع لبنان سيتأزم اكثر، وينزلق الى مخاطر اكبر.

وبرز في هذا السياق ما قاله النائب السابق وليد جنبلاط بعد لقائه الموفد الرئاسي الفرنسي، حيث دعا الكتل النيابية والنائب تيمور جنبلاط الى تلبية الدعوة الى الحوار، معلناً في هذا المجال تأييده لمبادرة الرئيس بري ومبادرة لودريان. وقال ردا على سؤال: «القوات» دائماً لديها وجهات نظر لكننا نفضّل وجهة نظر نبيه بري ولودريان من الحوار، وأدعم مبادرة بري ومبادرة لودريان». كما برز ما كشفه النائب ياسين ياسين الذي قال بعد اللقاء مع لودريان: «حاول اقناعنا بحوار بري، وقلت له شخصياً هذا الحوار غير دستوري، وهو أجابنا: لا حل الا به، فإما الحوار، وإما خطر وجودي على لبنان».

– ثالثا، حرص لودريان خلال نقاشاته على ان يعكس انّ مهمته ليست فرنسية فحسب، بل هي مهمّة مغطاة بدعم كامل من دول اللجنة الخماسية وكل اصدقاء لبنان. مؤكدا ان هذه اللجنة ستُبقي لبنان في عين رعايتها، والأيام القليلة المقبلة ستشهد اجتماعا مهما للجنة حول الوضع الرئاسي في لبنان.

– رابعا، لم يطرح لودريان أيّ اسم معيّن لرئاسة المجهورية، بل هو استعرض اسماء المرشحين بالعموميات من دون ان يزكّي اي اسم، وفي خلاصة هذا الاستعراض أُبقي الباب مفتوحا على كلّ الخيارات، واللبنانيون هم المعنيون بالتوافق على الخيار الذي تتوفر فيه المواصفات المطلوبة.

 

المعارضون

– خامسا، كررت نقاشات اليوم الثاني على مسمع لودريان المواقف السياسية ذاتها، التي سبق له ان سمعها في زيارته السابقتين، فالمعترضون عزفوا على اسطوانة رفض رئيس الممانعة، ورئيس يحكمه «حزب الله». واتهام الطرف الآخر بمخالفة الدستور واقفال المجلس النيابي وعدم عقد جلسات انتخاب حقيقية. وبرروا رفضهم لأي صيغة حوارية، بأنها مناقضة للدستور الذي ينصّ بحسب قولهم على عقد جلسة فورية ومفتوحة لانتخاب رئيس الجمهورية، وان كان ثمة حوار مطلوب، فيمكن ان يجري بين دورة ودورة.

وبرز في هذا السياق ما قاله رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع بعد لقائه لودريان في معراب: «محور الممانعة يريد مواصلة «التسلّط على اللبنانيين، الذي بدأه بتعطيل كل الجلسات، ونحن نقول الحقيقة كما هي: «معطّلو انتخاب الرئيس هم محور الممانعة». اضاف: «باسم الحوار يعطّلون الانتخابات الرئاسية، ولو كانت نظريتهم صحيحة لماذا ينسحبون من الجلسات»؟ مضيفًا: «من يسمعهم يظن أنهم ملائكة، فلا تنتظروا منّا مساعدتكم في تضييع الوقت». وقال: «الحوارات قائمة كل يوم، ولكن الدعوات الحالية للحوار سمّ في الدسم».

 

موقف الحزب

اما موقف «حزب الله» الذي تمّ ابلاغه للموفد الرئاسي فلخّصته مصادر موثوقة لـ«الجمهورية» كما يلي: نحن نؤيّد مبادرتكم الحوارية، وكذلك الامر بالنسبة الى مبادرة الرئيس بري. ولكن كما ترون الآخرون (في اشارة الى «القوات» وسائر الاطراف المعارضة للحوار) رفضوا واعترضوا على مسعاكم وعلى مبادرة الرئيس بري. ومن جهتنا نحن مع الحوار ومستعدون له، وكذلك مستعدون ان نصبر معكم لأمد طويل جداً. كما ان «حزب الله» يعتبر انّ المسألة ليست مسألة شخص او اسم سليمان فرنجية، مع التأكيد على اننا لن نتنازل عن دعمه، كونه يعني الكثير بالسنبة الينا، بل ان المسألة تتلخص في ان الآخرين يسعون لأن يأخذونا الى مكان آخر، حيث انهم يفسرون الطائف كما يريدون واكثر من ذلك يريدون أن يأخذوا الطائف الى حيث يريدون. ويريدون ان يستدرجونا لكي نؤمّن لهم النصاب الذي يمكنهم من ان ينتخبوا رئيساً للجمهورية من دون تفاهم او توافق. فلن نعطيهم ذلك، وإن كانوا يظنّون أنّ في مقدورهم تحقيق ذلك فليجربوا حظهم».

 

المهمة مستمرة

– سادسا، ان انتهاء مهمة لودريان الذي تردد انه سيغادر بيروت يوم غد الجمعة، لا يعني ان هذه المهمة قد انتهت، بل انها ستستمر حيث انه لا يوجد اي تعارض بين ان يستمر في هذه المهمة لاحقا، وبالتالي القيام بزيارة رابعة الى بيروت تبعا للظروف التي قد تستجد حول الملف الرئاسي، وبين تسلمه مهامه الوظيفية الجديدة نهاية الشهر الجاري (كرئيس لوكالة التنمية الفرنسية في العلا (أفالولا)، المسؤولة عن التعاون مع السلطات السعودية لتطوير السياحة والثقافة في منطقة العُلا الشاسعة). وقد نقل عنه قوله ما مفاده: اننا لن نتوقف عن بذل الجهود تجاه لبنان، ولن نتعب من الصبر».

سابعاً، انّ خلاصة النقاشات التي اجراها لودريان مع الاطراف السياسيين، سيعرضها في لقاء ثان مع الرئيس نبيه بري، لتتحدد في ضوء هذا العرض الخطوة التالية، وليس مستبعدا في هذا السياق ان تتجلى هذه الخطوة بدعوة يوجهها رئيس المجلس الى جلسات الحوار خلال الايام القليلة المقبلة.

وينتظر ان يتابع لودريان نقاشاته اليوم، حيث سيلتقي ظهرا في مقر السفارة الفرنسية في قصر الصنوبر النواب: جهاد الصمد، عبد الرحمن البزري، غسان السكاف وكميل شمعون.

 

النواب السنة

وفي سياق متصل، من المقرر ان يلتقي لودريان نحو 22 نائبا سنيا في دارة السفير السعودي في لبنان وليد البخاري في اليرزة، وفيما طرحت بعض الاوساط تساؤلات حول الغاية من هذا اللقاء، اكدت مصادر سياسية لـ«الجمهورية» ان «هذا اللقاء الذي سينعقد في حضور الموفد الرئاسي الفرنسي، لا يعبّر عن خطوة مكملة لمهمة لودريان فحسب، بل هو خطوة رافدة لمهمته بدعم مباشر لها من قبل المملكة العربية السعودية، خصوصا ان المملكة هي واحدة من دول اللجنة الخماسية، وعلى تواصل دائم مع الجانب الفرنسي تحديدا حول الملف الرئاسي في لبنان».

 

حوار «التيار» – «الحزب»

من جهة ثانية، علمت «الجمهورية» ان اللجنة المشتركة بين التيار الوطني الحر و«حزب الله» قد عقدت امس جلسة العمل الاولى حول ملف اللامركزية الادارية، في مقر كتلة الوفاء للمقاومة في حارة حريك. حضرها عن التيار: النائب الان عون، وانطوان قسطنطين وغابي ليون، وعن «حزب الله» النائب علي فياض ومدير المركز الاستشاري للدراسات والتوثيق عبد الحليم فضل الله. وقالت مصادر متابعة ان النقاشات تجري بروح منفتحة، الا انها لفتت الى ان هذه المهمة تتطلب عناية ودراسة متأنية بما يخدم الهدف المرجو من هذا النقاش، واتفق في خلاصة الجلسة على ان تعقد الجلسة الثانية (ربما منتصف الاسبوع المقبل في مقر التيار في ميرنا شالوحي).

 

عين الحلوة والنازحون

من جهة ثانية، وفيما بقي الوضع في مخيم عين الحلوة على اشتعاله، حيث عادت الاشتباكات اليه في فترة ما بعد الظهر بعد هدوء حذر ساده قبلها، برزت متابعة الشق الامني المتعلق بالزحف السوري المتزايد تجاه لبنان. وفي هذا الاطار، وانفاذاً لقرار مجلس الوزراء القاضي بتكليف وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بوحبيب بترؤس وفد رسمي لينتقل الى سوريا ويبحث قضية النازحين، أجرى بوحبيب اتّصالا بنظيره السوري فيصل المقداد وإتّفقا على عقد لقاء بينهما فور عودته من نيويورك حيث سيشارك الى جانب الرئيس نجيب ميقاتي بأعمال الجمعية العامة للامم المتحدة، على أن يلتقي هناك بنائب وزير الخارجية السوري الذي سيمثّل بلاده في الاجتماعات الاممية. ورحّب وزير الخارجية السوري بزيارة بوحبيب والوفد المرافق الى دمشق مُبدياً استعداده لكل تعاون يصبّ في مصلحة البلدين.

 

دولة مستباحة بالابتزاز

وفي مكان آخر، تتبدى استباحة الدولة بالابتزاز، حيث انه في الوقت الذي تشهد مؤسسات الدولة شللا كاملا في كافة قطاعاتها، تبادر بعض الشركات الموكلة ادارة مرافق حيوية الى الاستقواء على الدولة، وخطف بعض مرافقها وتعطيلها عن سابق تصور وتصميم لارغامها على دفع مبالغ خيالية. على ما حصل مع شركة INKRIPT المشغلة لجهاز المعلوماتية في هيئة ادارة السير والآليات والتي تصدر دفاتر السوق ودفاتر سير المركبات واللوحات الآمنة واللاصقات الالكترونية، التي توقفت عن العمل منذ تموز الماضي. وهو الامر الذي رتب اضراراً على المواطنين وخسائر للخزينة اللبنانية.

عنوان هذه المشكلة هو وجود نزاع مالي بين الدولة اللبنانية والشركة المشغلة، الا ان متابعات المعنيين لجوانب هذه المشكلة بيّنت وجود ملابسات وقطب مخفية في اماكن اخرى، لا سيما العقد او الاتفاقية التي تعمل بموجبها الشركة. وبناء على ذلك، خصّصت لجنة الاشغال العامة والنقل والطاقة والمياه النيابية، جلسة حضرها ما يزيد عن 30 نائبا، في حضور ممثلين عن الشركة وادارة السير والنقابات. وابلغت مصادر نيابية الى «الجمهورية» قولها انّ الانطباع العام الذي كَوّنه النواب الحاضرون وفقاً لما سمعوه، اكد بما لا يرقى اليه الشك انّ هناك رائحة فساد تعتري هذا الملف، تُضاف اليها عملية ابتزاز موصوفة تمارسها الشركة المذكورة. حيث استنتج من النقاش في لجنة الاشغال انّ النزاع القائم مردّه الى الاصرار على ان تُدفع باقي مستحقات الشركة (60 مليار ليرة)، على اساس سعر صرف الدولار السابق اي ما يوازي 40 مليون دولار.

وبحسب المصادر النيابية، فإن هذا الانطباع بوجود رائحة فساد، تكوّن بعدما لاحظ النواب استعلاء على الدولة من قبل شركة خاصة، وسألوا عمّن او عما اعطى الشركة الحق بتعطيل مرفق عام، من دون اي اعتبار للقانون او لما يمكن ان ينتج عن هذا التعطيل من اضرار مصلحة الخزينة وبمصالح المواطنين». على ان السؤال الأهم، والذي أثار ريبة النواب هو عن العقد والاتفاقية التي تعمل بموجبها الشركة. وقالت المصادر ان اعضاء اللجنة توجّهوا بطلب مباشر الى محامي الشركة، لتزويدهم بنسخة عن العقد الذي تعمل الشركة بموجبه، فتبين ان لا وجود لعقد، بل تعمل بموجب ما يسمّى «مباشرة عمل» موقّع من هدى سلوم. وكذلك سألوا عن الكلفة الحقيقية لدفتر السوق وكم يتقاضون لقاءه من المواطنين؟ فلم يأت الجواب. الامر الذي حدا باللجنة الى التوافق على الطلب من هيئة ادارة السير بأن تقيم دعويين ضد الشركة: دعوى جزائية لتعطيلها مرفقا عاما، ودعوى لدى قاضي الامور المستعجلة لالزام الشركة بالعودة فورا الى العمل والفتح الفوري لمراكز المعاينة.

 

عطية: سنقاضي الشركة

وخلصت اللجنة الى تشكيل لجنة تقصي حقائق من اربعة من اعضائها برئاسة النائب ابراهيم منيمنة. وابلغ رئيس اللجنة النائب سجيع عطية الى «الجمهورية» قوله: الشركة، وبعد صدور رأي ديوان المحاسبة، عادت الى العمل، الا ان الامر لن ينتهي هنا بمجرد عودتها الى العمل، بل انّ لجنة تقصي الحقائق ستعقد اجتماعا الخميس (اليوم)، ونحن بصدد التقدم بدعوى قضائية وفتح التحقيق بكل المصارفات والاموال التي دفعت والعقود، نحن ماضون في هذا الامر الى الآخر خصوصا ان هناك مبالغ كبيرة جدا قد دفعت بنحو 124 مليون دولار، والشركة فوق ذلك تعتمد سياسة الابتزاز، ولا يمكن القبول بهذا الامر على الاطلاق.

 

تقرير ديوان المحاسبة

واللافت في هذا السياق، ان ديوان المحاسبة اصدر رأيه، بناء على طلب وزير الداخلية بسام مولوي، يوم الخميس الماضي 31 آب الماضي، خَلص فيه الى انّه «في ضوء الوقائع والاشكاليات (التي تعتري هذا الملف)، وامعان المتعهد شركة INKRIPT في تعطيل مصالح الدولة المالية ومصالح المواطنين يرى الديوان ضرورة اتخاذ الادارة وبدون ابطاء كل الاجراءات والتدابير التي تؤدي الى اعادة تسيير المرفق العام المتوقف بفعل المتعهد ومطالبته بالتعويضات عن كافة الخسائر اللاحقة بها كما وملاحقته جزائيا امام النيابة العامة التمييزية واحالة الاوراق الى كل من النيابة العامة لدى الديوان والغرفة القضائية المختصة لإجراء المقتضى. ويقتضي التذكير ختاماً بوجوب اطلاق مناقصة جديدة شفافة لتلزيم هذا المرفق الحيوي في اسرع وقت ممكن».

 

خواجة: سنتابع الملف

الى ذلك، قال مقرر اللجنة النائب محمد خواجة لـ«الجمهورية»: نحن واجبنا كنواب ان نصوّب المسار، وبالتالي نحن ماضون في هذا الملف الى الآخر لجلاء كل الملابسات المحيطة به، فهو موضوح ينطوي على هدر للمال العام، ونحن كلجنة اشغال من واجبنا ان نُسائل وان نحاسب، وضمن هذا السياق تم تشكيل لجنة تقصي حقائق. وقد انطلقنا من امر اساسي وهو اقفال مرفق عام لعدة اشهر، ترتبت عليه خسائر هائلة للمواطنين، وعلى مستوى الخزينة التي خسرت يومياً 23 مليار ليرة استناداً الى ما ورد في تقرير ديوان المحاسبة.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى