حروبسياسةصحف

تحليل إخباري : إسرائيل عالقة بين الخرائب التي صنعتها في غزة.. ولا تملك مخرجا

 

الحوار نيوز – صحافة

تحت هذا العنوان كتب محمود مجادلة في موقع “عرب 48”:

محمود مجادلة

بدأ العديد من الكتاب والمحللين الإسرائيليين يقارنون حال الجيش الإسرائيلي في غزة مع تورط إسرائيل في لبنان عام 1982، أو ما عرف في الثقافة السياسية الإسرائيلية بالوحل اللبناني الذي أدخلها إليه شارون عام 1982، والذي تكبدت إسرائيل فيه خسائر فادحة.

في الوقت الذي يتحدث فيه المحللون العسكريون عن عدم قدرة الجيش الإسرائيلي على إنجاز الأهداف الطموحة التي وضعتها له القيادة السياسية، والمتمثلة بالقضاء على حماس وتحرير الأسرى الإسرائيليين، على الأقل في الفترة الزمنية التي حددتها الإدارة الأميركية حتى نهاية العام الجاري، بدأ العديد من الكتاب والمحللين السياسيين يتحدثون عن تحول غزة إلى شرك ومستنقع ودوامة سيكون الخروج منها أصعب بكثير من دخولها.

 

وفي السياق، يقول المحلل العسكري في صحيفة “هآرتس” عاموس هرئيل، إنه حتى لو نجح الجيش الإسرائيلي في تحقيق مخططاته، فإن المشكلة تكمن في تنسيق التوقعات مع الجمهور الذي سمع من القيادة السياسية وعودا بتدمير حكم حماس واستعادة الرهائن، وإعادة إعمار مستوطنات “غلاف غزة” بعد إزالة الخطر الذي يتهددها؛ لقد بات واضحا، كما يقول هرئيل، أن تلك الأهداف الطموحة لن تتحقق جميعها في النافذة الزمنية الأولى، المتمثلة ببضعة أسابيع، التي يبدو أن إسرائيل ستوافق عليها بضغط أميركي.

بينما تنقل “معاريف” عن المحلل العسكري الجنرال في الاحتياط ألون أفيتار، قوله إن إسرائيل لم تنجح حتى الآن بالمس بالعشرة الأوائل من قيادة حماس، رغم استهدافها لبعض قيادات الوحدات والكتائب، وهذا لا يمس بأداء الجسم القيادي للحركة، لافتا إلى أن “الحديث بات يجري عن انكسار واستسلام وغيرها من التعابير التي تحتاج إلى وقت لتحقيقها، والطريق ما زالت طويلة، لكنه لا حديث عن تفكيك شامل”.

في غضون ذلك كشف مقال نشرته “هآرتس”، عن هشاشة الجيش الإسرائيلي، عندما أشار إلى توثيق سيطرة قواته على “ميدان فلسطين في غزة”، في مراسم احتفالية رفع خلالها العلم الإسرائيلي وجرى إنارة “شمعة حانوكا” (للاحتفال بعيد الأنوار اليهودي)، ودعا صحافيين إسرائيليين، إلى ما قال إنه الميدان الذي جرى فيه إهانة الرهائن الإسرائيليين، علما بأن تحرير الرهائن الذي شمل استعراضا لحماس وتدافعا جماهيريا نحو سيارات الصليب الأحمر التي أقلت الرهائن إلى إسرائيل، كان قد جرى في “ميدان فلسطين” آخر، يقع في مكان آخر من مدينة غزة.

وسخر المقال من فيديو الجيش الإسرائيلي الذي يتحدث فيه العقيد بيني أهارون، قائد اللواء 401، على خلفية إنارة “شمعة حانوكا”، قائلا: “هنا في ميدان فلسطين ‘اللعين‘، … الذي أهانوا فيه مخطوفينا، الميدان الذي يمثل مركز المدينة ورمز حماس ورمز غزة، نقف بفخر وبرأس مرفوعة لإنارة شمعة حانوكا”.

وأشار المقال المعزز بخرائط تبين الموقعين، إلى أن الميدان المذكور الذي احتله الجيش الإسرائيلي هو ميدان مركزي في شمال غرب غزة، في حي الرمال، حيث يمكن ملاحظة عدة مبانٍ في المشاهد التي بثتها القنوات التلفزيونية أيضا، بينها مبنى “جمعية الطفولة لعلاج الأولاد الصم”، في حين يتبين من الفيديوهات التي بثتها حماس قبل أسبوعين أن عملية تحرير الرهائن الإسرائيليين التي جرت في مدينة غزة، قد وقعت في ميدان فلسطين الذي يقع على بعد كيلومترين جنوبا بجانب مبنى البلدية والمستشفى الأهلي بين حيي الزيتون والشجاعية.

وأشار المقال إلى أنه يمكن من خلال الفيديوهات التي بثتها حماس، مشاهدة تمثال القبضة التي تقبض على ميداليتي شاؤول أورون وهدار غولدين، المحتجزين لديها والمحمول على مدرعة، إضافة إلى مبنى الأقواس المجاور لمركز فلسطين التجاري والبنك العربي المحيطة بالميدان.

في غضون ذلك، بدأ العديد من الكتاب والمحللين الإسرائيليين يقارنون حال الجيش الإسرائيلي في غزة مع تورط إسرائيل في لبنان عام 1982، أو ما عرف في الثقافة السياسية الإسرائيلية بالوحل اللبناني الذي أدخلها إليه شارون عام 1982، والذي تكبدت إسرائيل فيه خلال 20 سنة من وجودها خسائر فادحة قبل أن يخرجها منه إيهود باراك عام 2000.

وفي هذا السياق يقول الكاتب ب. ميخائيل في مقال نشرته “هآرتس”، إن إسرائيل تجد نفسها مجددا في “شرك غزة”، الذي دخلته بعشوائية وعنجهية وقسوة دون أي تفكير بطريقة للخروج بالضبط كما فعلت في حرب لبنان الأولى، التي أدخلتها إلى الوحل اللبناني.

ويضيف ميخائيل أن إسرائيل عالقة في غزة بين الخرائب التي صنعتها بأيديها وأنها غارقة في أنهار الدم والموت، وتحمل رغما عنها مسؤولية مليوني فلسطيني بدون مأوى وبدون أي شيء غالبيتهم من نسل “شرك النكبة”.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى