بيئةبيئةعلوم

هكذا انقذت المانيا بيروت من كارثة كيميائية ثانية

الحوارنيوز خاص
نجا لبنان من كارثة كيميائية ثانية بعد الكارثة الأولى المتمثلة بإنفجار مرفأ بيروت في الرابع من شهر آب الماضي.
فقد أكد مايكل وينتلر، الخبير الكيميائي المسؤول عن إدارة عملية إزالة المواد الكيميائية المتبقية من مرفأ بيروت، لوكالة فرانس برس، أن بيروت تجنبت انفجارًا كيميائياً ثانياً بالصدفة.
وقال وينتلر في معرض وصفه لمزيج المواد الكيميائية التي أحدثت ثقوبًا في حاويات الشحن، أنه “لم ير مثل هذا الوضع من قبل” في حياته، موضحًا أن حمض الهيدروكلوريك (مادة سامة ومسببة للتآكل) يشكل 60٪ من المواد الكيميائية التي تعالجها الشركة الألمانية. ويمكن أن يتفاعل حمض الهيدروكلوريك (HCl) مع المعادن ويشكل غاز الهيدروجين المتفجر والقابل للاشتعال.
من جهته، قال هيكو فيلدرهوف، الرئيس التنفيذي لشركة Combi Lift التي أشرفت على نقل المواد من مرفأ بيروت قبيل نقلها الاسوع الفائت، “سيتم التخلص من الحاويات في ألمانيا”.
في السياق نفسه، ذكر إلياس أسود، رئيس مجلس الأعمال اللّبناني الألماني، أن المشروع طهر الميناء البحري من “جميع المواد الكيميائية السامة والسرطانية والقابلة للاشتعال وعالية التفاعل التي تم تخزينها هنا منذ عقود”.
وأضاف أسود أنه كان من المفترض أن تتعامل الشركة الألمانية مع 49 حاوية فقط من المواد الخطرة، ولكن انتهى بها الأمر “بالتعامل مع أكثر من 75، سيتم شحن 59 منها”. وبحسب أسود، فإن الحاويات الخمس عشرة المتبقية سيتم “التخلص منها في إطار إجراءات آمنة وسليمة بيئيًا في الموقع”.

ما الذي يجعل من نترات الأمونيوم مادة خطرة؟
المركب الكيميائي نترات الأمونيوم، في حالته النقية، غيرخطر. ومع ذلك، فإن المادة حساسة للغاية عند التسخين، حيث يتغير هيكلها عند 32.2 درجة مئوية. وهكذا، عند تعرضها للحرارة، تبدأ نترات الأمونيوم في الانهيار ويمكن أن تسبب الاشتعال، وهو ما يفسر الانفجار الهائل في مرفأ بيروت. ونظرًا لكونها شديدة الانفجار، وضعت العديد من الدول قيودًا على استخداماتها. في الواقع، تسببت المادة الكيميائية الأخيرة في العديد من الكوارث خلال العقد الماضي، ومع ذلك، شهد لبنان الكارثة الأضخم.

 

مع أكثر من 200 قتيل وما لا يقل عن 5000 جريح، يعد انفجار بيروت أحد أقوى الانفجارات غير النووية في التاريخ. من خلال لقطات الانفجار، قدر فريق من الخبراء في جامعة شيفيلد على تحديد قوة الانفجار (1.5 كيلو طن في مادة تي إن تي) وهو ما يعادل عُشر انفجار هيروشيما النووي.
وقال رولاند ألفورد العضو المنتدب لشركة بريطانية متخصصة في التخلص من الذخائر المتفجرة لرويترز إن انفجار بيروت يجب أن يتم تشبيهه لـ” قنبلة نووية وليس قنبلة تقليدية”. في هذا السياق، يُظهر الرسم البياني أدناه انفجار بيروت مقارنة بالحوادث والأسلحة الأخرى من حيث معادلة مادة تي إن تي.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى