سياسةصحفمحليات لبنانية

قالت الصحف: بإنتظار ماكرون واتصالاته على خط الرئاسة اللبنانية

الحوارنيوز – خاص

يملأ التراشق الكلامي المحلي الفراغ الرئاسي بإنتظار نتائج مبادرة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ونتائج اتصاله بالرئيس الأميركي جو بايدن بهذا الخصوص ومباحثاته مع العاهل السعودي.وعلى ضوء النتائج المرتقبة يمكن رسم مستقبل لبنان السياسي وغير السياسي!

 

  • صحيفة النهار عنونت: ماكرون يثير ازمة الفراغ الرئاسي مع بايدن

وكتبت تقول: لم يكن غريبا ان يشعر اللبنانيون مجددا وتكرارا بأنهم “ايتام دولة” اذ تسمر معظم العالم على الشاشات يتابع حدث مونديال 2022 في الدوحة فيما هم محرومون من مواكبة هذا الحدث.

كما لم يكن غريبا ان ينفجر غضب بكركي على النحو غير المسبوق بحدته حيال المماطلة في انتخاب رئيس الجمهورية في ما عكسته عظة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، اذ ان مجمل الظروف والأجواء الملتبسة حيال ازمة الفراغ الرئاسي تنذر بمزيد من التداعيات السلبية في ظل امعان الجهات المعطلة للانتخاب الرئاسي في المناورات المكشوفة لإطالة امد الفراغ ربطا بخلفيات داخلية وإقليمية لم تعد خافية على احد. ويبدو واضحا ان التعقيدات والافتعالات التي تشكل سدا يصعب اختراقه وتجاوزه نحو انتخاب رئيس جديد، باتت تتراكم كلما طال الوقت، اذ ان أكثر من جهة ديبلوماسية غربية وعربية افضت الى مراجع وجهات معنية بقلقها حيال ان تمر شهور طويلة بعد رأس السنة الجديدة من دون التوصل الى انتخاب رئيس في حال لم يتنبه جميع الافرقاء اللبنانيين الى خطورة الواقع العالمي الذي لا مكان فيه لاي أولويات قد تساعد لبنان على تخطي ازماته وفي مقدمها ازمة الفراغ.

حتى ان الجهات اللبنانية لمست من هذه الجهات الديبلوماسية تقليلها من الرهانات على تحرك فرنسي محتمل، ولمحت الى ان ثمة تباينات بين دول أوروبية عدة وفرنسا تحديدا حيال مقاربة الاستحقاق الرئاسي اللبناني وتحديدا حيال التعامل مع “حزب الله” بحيث يسود رأي غالب لدى الاتحاد الأوروبي بوجوب التعامل بتشدد أكثر مع الحزب فيما تغلب المرونة لدى فرنسا في هذه المقاربة. ولكن الفراغ الرئاسي الراهن جعل وجهة النظر الأوروبية المتشددة أكثر صدقية بما قد ينعكس تباعا على المقاربة الفرنسية. واما في المشهد الداخلي فان الأوساط المعنية لا تستبعد ان تسبق الجلسة السابعة لانتخاب رئيس الجمهورية الخميس المقبل تطورات جديدة على محور المبارزة المفتوحة على الغارب داخل محور 8 اذار وتحديدا بين رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل وكل من رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية ورئيس مجلس النواب نبيه بري علما ان انفجار السجالات الأخيرة بعد تسريب فيديو للقاء اجراه باسيل في باريس مع مناصرين للتيار وضع “حزب الله” في موقع حرج للغاية قد ينتج عنه سعيه تكرارا الى إحلال “هدنة” بين حلفائه.

“مبادرة ماكرون”

ونقلت مراسلة “النهار” في باريس رندة تقي الدين عن مصدر فرنسي رفيع تأكيده لـ”النهار” إن الرئيس ايمانويل ماكرون بادر الى إدراج الموضوع اللبناني على جدول محادثاته مع ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان، وان الطرفين اتفقا على فكرة ضرورة ايجاد اشخاص قادرين على إجراء الاصلاحات المطلوبة في لبنان، وإنْ لم يكن بينهما رهان على شخصية معيّنة للرئاسة الاولى، فالمهم هو التركيز على البرنامج. كذلك اتفقا على التنسيق في شأن سبل متابعة المرحلة السياسية في لبنان على اساس برنامج الاصلاحات، وحضّ اللبنانيين على التوافق في ما بينهم على انتخاب رئيس للجمهورية، من غير ان يخوضا في مزيد من التفاصيل حول هذا الموضوع. وذكّر ماكرون ولي العهد السعودي بإرسال المساعدات المالية الانسانية الى لبنان.

  • صحيفة الجمهورية عنونت: الإستحقاق أسير انقسام الموالاة والمعارضة ومـــحادثات برّي وباسيل كانت بعلم «الحزب»

وكتبت تقول: دخل الاستحقاق الرئاسي في عُنق الزجاجة، ولا مؤشرات إلى القدرة على إخراجه منها، بعدما وصل فريقا المعارضة والموالاة إلى الحائط المسدود، فلا المعارضة قادرة على توحيد صفوفها وتحقيق اختراقات عابرة لهذه الصفوف، ولا الموالاة قادرة على الاتفاق في ما بينها على مرشح رئاسي، خصوصاً مع خروج خلافاتها إلى العلن، فيما الخارج المهتم بلبنان لا يمارس ضغوطه لتقصير فترة الشغور، ويكتفي بإبداء الحرص على الاستقرار وحضّ القوى السياسية على الاتفاق وإنهاء الشغور. 

ولكن، هل المعارضة في وارد فتح قنوات التواصل مع الموالاة بحثاً عن مخارج تشكّل مساحة مشتركة بين الفريقين؟ وهل الموالاة قادرة على تجاوز خلافاتها ومدّ اليدّ لفريق المعارضة بحثاً عن مرشحين يشكّلون مصدر اطمئنان وينهي هواجس الطرفين؟ وهل البلد يتحمّل الشغور المفتوح على غرار مراحل وحقبات سابقة؟ ومَن الفريق الذي سيبادر أولاً، وهل هناك من سيتلقّف مبادرته؟

ومن الواضح انّ الأمور لم تنضج حتى اللحظة، لا على مستوى المعارضة ولا الموالاة ولا الخارج أيضاً، ما يعني انّ الشغور مرشح إلى ان يطول في انتظار إما وقوع أحداث تؤدي إلى تسريع التوافق على رئيس، وإما انتقال كتلة وازنة من ضفة إلى أخرى، وإما تغيير المعارضة او الموالاة لموقفهما، وإما حصول ضغط خارجي على غرار الضغط الذي حصل مع الترسيم والذي لولاه لما تحقّق هذا الترسيم.

وإذا كان محسوماً انّ الانتخابات الرئاسية ستحصل عاجلاً أم آجلاً، إلّا انّ ما هو غير محسوم توقيت حصولها والمخاوف من انعكاسات الشغور مزيداً من الانهيار والانقسام والتوتير والتسخين وعدم الاستقرار. وهناك من يعتبر في المقابل، انّ أحداً من الكتل النيابية لن يستطيع ان يتحمّل مشهد الخميس المكرّر، ولا بدّ من ان تبادر هذه الكتل، بعدما اصطدمت بالحائط المسدود، فلا يجوز ان تبقى في حالة دوران حول نفسها، والصورة أصبحت واضحة، وهي انّ اي فريق لن يتمكن من إقناع الفريق الآخر بخياره ومرشحه.

فما الفائدة من الانتظار والتسويف والمماطلة؟ ومن سيبادر إلى كسر حدّة الاصطفاف والتقابل، من خلال اتصالات ولقاءات بعيدة من الأضواء، خصوصاً انّ هذا الاستحقاق يختلف عن الذي سبقه في ثلاثة جوانب أساسية:

– الجانب الأول، انّ «حزب الله» لم يلتزم علناً لا برئيس تيار «المردة» النائب السابق سليمان فرنجية ولا برئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، وذلك على غرار التزامه بالعماد ميشال عون. والبعض بعتبر انّ عدم الالتزام العلني يعني ترك باب الخيارات مفتوحاً.

 

– الجانب الثاني، انّ الوضع المالي لا يتحمّل الشغور الطويل، إنما يشكّل عاملًا ضاغطاً على جميع الكتل والقوى من أجل الاتفاق على رئيس للجمهورية، تجنّباً لسقوط الهيكل على رؤوس الجميع.

 

– الجانب الثالث، انّ دقّة الوضع المالي والاقتصادي وتعقيدات الوضع السياسي تدفع الكتل إلى ترجيح، في عمقها، الخيار الوسطي، لكي لا تتحمّل تبعات استمرار الانهيار، كون الخروج منه ليس سهلاً، خصوصاً أنّ لا المعارضة لديها مصلحة في انتخاب رئيس من صفوفها، تدرك سلفاً أنّه لن يتمكن من الحكم، ولا الموالاة لديها مصلحة في تكرار تجربة العهد الفائت وتحميلها مسؤولية الفشل في إخراج البلد من الانهيار، بعدما تمّ تحميلها مسؤولية دفعه إلى هذا الانهيار.

 

وفي غضون ذلك، لم يرشح بعد أي تطور ملموس على مستوى الحراك الديبلوماسي الجاري اقليمياً ودولياً حول لبنان.

 

وفي هذا الاطار، قالت اوساط مطلعة لـ»الجمهورية»، إنّ المبادرة الفرنسية في اتجاه السعودية، والتي ستسبق القمة الاميركية – الفرنسية مطلع الشهر المقبل، يحرص الايليزيه على إبقائها طي الكتمان الشديد لعدم إحراقها وإفشالها. وبالتالي، فإنّ باريس لن تفصح عن الأفكار الجاري تحضيرها، الّا بعد ان تضمن بذور نجاحها. وغالب الظن، انّ باريس تنتظر تأكيدات سعودية بالموافقة مسبقاً على ما تمّ طرحه حول لبنان، قبل انتقال ماكرون الى واشنطن للقاء نظيره الاميركي. ووصفت هذه الاوساط ما يحصل بأنّه عمل بطيء ودقيق، ولكنه سينجح في نهاية الامر. وقالت: «إنّ الدور السعودي لاستعادة لبنان استقراره واستنهاض اقتصاده أساسي ومهم جداً، ولا بدّ من أخذ ذلك في الاعتبار».

 

  • صحيفة الأنباء عنونت: لبنان يدخل هدنة “المونديال”.. والشلل يواكب ذكرى الاستقلال

وكتبت تقول: بعرس كروي عالمي، مشهد فني استثنائي، وبحضور جماهيري واسع، احتفلت دولة قطر بافتتاح المونديال على أرضها واستضافة الدول المشاركة من جميع أنحاء العالم، وتكاد تكون المشهدية الرياضية التي ظهرت أمس واحدة من الأجمل بتاريخ العالم العربي، وهي تجاوزت بمعانيها ودلالاتها الوطنية والعربية كل التوصيفات التي يمكن أن يحدها الخيال.

 

وفي مقابل التقدّم الذي تشهده قطر على كافة الصعد، ظهر التراجع الذي يعانيه لبنان، بعدما كان منارة الشرق الأوسط ومحطة الأحداث العالمية في المحيط العربي. ويتمثّل هذا التراجع بالفراغ الدستوري والسياسي الذي ينتج عن إدارة غير مسؤولة وبالأزمة الاقتصادية والمالية غير المسبوقة. وفي هذا الوقت، تقف البلاد على أبواب الذكرى التاسعة والسبعين للاستقلال وسط الفراغ والشلل، ولسخرية القدر، ما زال القرار مصادراً لمصالح إقليمية سلخته عن محيطه العربي والدولي، بانتظار إنجاز الاستحقاقات المنتظرة.

 

ومن الواضح أن طبخة استحقاق انتخابات رئاسة الجمهورية لم تنضج بعد، خصوصاً وأن ثمّة أطرافاً سياسية تتعامل بخفّة مع حجم المسؤولية ودقّة الظروف الصعبة، وتنظر إليه من منظار فئوي نسبةً لمصالحها السياسية، في حين أن التأخر في إنجازه يفتح الباب أمام تعميق الأزمات الاقتصادية والاجتماعية، وما هو أخطر، الأزمات الأمنية.

 

في سياق متصل، رأى الباحث والكاتب السياسي الياس الزغبي أن “من المؤسف أن يراقب اللبنانيون المستوى الحضاري الذي يقدمه العالم في الدولة العربية الخليجية قطر، بينما نحن في لبنان لا نقدّم سوى عروضاً سياسيةً هزليةً، خصوصا على مستوى إعادة انتاج السلطة بدءاً من موقعها الأول، رئاسة الجمهورية”. 

 

وفي حديث مع جريدة “الأنباء” الالكترونية، اعتبر الزغبي أن “هذا المشهد المزدوج يختصر مأساة لبنان الغارق في جحيمه والضائع في تحديد توجهاته ضمن بيئته العربية أولاً، وفي السياق العالمي ثانياً”، مشدّداً على أنه “بات من الواضح أن إنقاذ لبنان لا يتم إلّا بتزويج إرادة وطنية سليمة وواعية مع إرادة دولية عربية حاضنة”.

 

إلّا أنّه لفت إلى أن “العالم منشغل بأزماته، والدول التي تلتفت إلى الازمة اللبنانية لا تفعل سوى ما يمكن تسميته “رفع العتب السياسي”، لذلك فإن على القيادات اللبنانية المبادرة ليلتحق بها المجتمع الدولي، فيتم إنتاج صيغة مقبولة يمكن أن تحل العقد السياسية، ليجتمع المجلس النيابي بعيداً عن إرادة التعطيل المتكررة وينتخب رئيسا للجمهورية”. 

 

كما ذكر الزغبي “تكرار بكركي طرحها فكرة المؤتمر الدولي برعاية الأمم المتحدة لانتشال لبنان من الحفرة العميقة التي وقع فيها”، ورأى أن “مؤشرات على هذا التوجه من القوى السياسية والوطنية التي تتوّجه بين يوم وآخر إلى الصرح البطريركي”، مشدّداً على وجوب “ابتكار صيغة جديدة لطلب معونة عاجلة من المجتمع العربي والدولي لمساعدة لبنان على تأمين مناخ ديمقراطي كاف داخل مجلس النواب يكفل عدم تعطيل النصاب وإنجاز الاستحقاقات”.

 

على الصعيد الأمني، وبالتزامن مع تزايد المخاوف من اضطرابات قد تضرب الواقع الأمني من جديد نتيجة التأزّم السياسي، حذر العميد المتقاعد جورج نادر من حصول اضطرابات أمنية بسبب الواقع السياسي وتعقيداته التي تولد الفوضى والمشكلات، إلى جانب الجوع والفقر.

 

وفي اتصال من “الأنباء” الالكترونية، عبّر نادر عن عدم ارتياحه للتصريحات حول أن الأمن ممسوك ولا خوف من حدوث مشاكل امنية، “وذلك لغياب الضمانات الاجتماعية والصحية عن القوى الأمنية”، وسأل: “كيف يُمكن للقوى الأمنية أن تضبط الأمن في ظل الفقر والجوع، مع العلم أن راتب الدركي لا يتجاوز 30 دولارا؟ ويترافق ذلك مع غياب الطبابة والخدمة الصحية لعناصر قوى الأمن”.

 

كما سأل نادر: “كيف يمكن ملاحقة المخالف وتوقيفه ومصادرة سلاحه الحربي وهناك مناطق يحظر على القوى الأمنية دخولها، وتجري فيها استعراضات عسكرية على “عينك يا تاجر؟”، مؤكداً وجوب تطبيق القانون في مختلف المناطق.

 

بكل الاحوال فإن لبنان كما كل العالم دخل في هدنة “المونديال” وتليها إجازة الأعياد، على أمل أن تكون “عيدية” ما بانتظار اللبنانيين حينها.

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى