سياسةصحفمحليات لبنانية

قالت الصحف: البحث عن الخطوة السعودية بعد احتفالية الأونيسكو

 

 

الحوارنيوز – خاص

تمحورت افتتاحيات صحف اليوم حول احتفالية الأونيسكو احياءً للذكرى 33 لتوقيع وثيقة الوفاق الوطني المعروفة بإتفاق الطائف في المملكة العربية السعودية وبرعاية عربية. والسؤال الأبرز في هذا السياق: هل هناك خطوة سعودية ثانية بعد الإحتفال للتشجيع على تنفيذ الإصلاحات الدستورية التي تضمنتها الوثيقة؟

  • صحيفة النهار عنونت: “تثبيت” الطائف هل يفتح الانسداد الرئاسي؟

وكتبت تقول: رغم الشكوك المبررة للبنانيين في التعهدات السياسية التي تقطع حيال أي ملف او ازمة، لا يمكن تجاهل أهمية تشكل اجماع داخلي متجدد حول اتفاق الطائف في هذه الحقبة المأزومة، بما يحمل اجماع كهذا من دلالات اقله لجهة عدم تجرؤ أي جهة على مزيد من اللعب بنار اذكاء الانقسامات. هذه الخلاصة الخاطفة لمنتدى اتفاق الطائف الذي انعقد السبت بمبادرة من السفارة السعودية في بيروت وأحدث ترددات إيجابية في فضاء الازمات الداخلية، اثار تساؤلات بل وامالا ولو ضعيفة حيال ما إذا كانت تردداته ستنسحب على جوانب من ازمة الشغور الرئاسي، خصوصا ان الحضور المسيحي الشامل لكل القوى والاتجاهات في المنتدى ترك صورة مشجعة لجهة التحفيز على البحث الجاد في أسرع ما يمكن من وسائل للحؤول دون إطالة امد الفراغ الرئاسي. ولعل ما يذكي الجهود الداخلية للخروج بسرعة من وضع الفراغ ان المعطيات المتصلة بالمواقف الخارجية من لبنان، تظهر اتساع التشاؤم حيال الوضع في لبنان في ظل نشوء الشغور الرئاسي على غرار ما عبرت عنه مساعدة وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط باربرا ليف في ذهابها الى التحذير من سيناريو تفكك الدولة في لبنان. وتقول أوساط ديبلوماسية واسعة الاطلاع ان ثمة رابطا عضويا بين اندفاع المملكة العربية السعودية الى إطلاق رسالة تثبيت رعايتها لاتفاق الطائف والموقفين الفرنسي والأميركي من استعجال انتخاب رئيس للجمهورية كركن أساسي في عملية النهوض من الانهيار الداخلي. ولكن المعطيات السياسية الداخلية لا تبدو على جانب مشجع بان حقبة الفراغ قد لا تطول ما دام أي مؤشر لم يظهر بعد حيال تبدل المسار الشكلي لجلسات انتخاب رئيس الجمهورية التي يبدو انها ستمضي في إطار فولكلوري لملء الوقت حتى اشعار اخر لا أكثر. وتكشف هذه الاوساط ان الجهات الرسمية والسياسية اللبنانية سمعت الكثير من التحذيرات الخارجية حيال خطورة تفلت الازمات الاجتماعية في الفترة المقبلة بما عكس وجود معطيات شديدة الحساسية والخطورة لدى البعثات الديبلوماسية في لبنان في شأن ما يمكن ان يشهده لبنان في مرحلة الضياع السياسي والرسمي كلما طال امد الشغور الرئاسي.

 

وفي هذا السياق برز ما أشار اليه أمس البابا فرنسيس عقب انتهاء زيارته الى البحرين الى أن “لبنان يسبّب لي الألم، لبنان ليس بلداً، لبنان رسالة لها معنى كبير لكنه يتألم حالياً”. وأضاف: “لا أريد أن أقول أنقذوا لبنان بل أقول ساندوا لبنان… ساعدوا لبنان على وقف انهياره”. كما دعا البابا السياسيين اللبنانيين إلى “تنحية مصالحهم الشخصية”.

 

الطائف والسعودية

وكانت المداخلات والكلمات والخطب التي القيت في منتدى الطائف الذي تميز بالحضور الحاشد والعابر لمعظم القوى والاتجاهات السياسية والطائفية باستثناء “حزب الله”، شكلت معالم تمسك اجماعي باتفاق الطائف الامر الذي يتخذ بعدا إيجابيا للغاية في ظل الظروف التي يعيشها لبنان .

 وفي البارز من خلاصات الكلمات والمداخلات شدّد راعي المناسبة السفير السعودي وليد بخاري على أن “مؤتمر اتفاق الطائف يعكس اهتمام السعودية وقيادتها بالحفاظ على أمن لبنان ووحدته واستقراره والميثاق الوطني”. وقال “نعوّل على حكمة القادة اللبنانيين، ونعرف تطلعات الشعب الذي يسعى للعيش باستقرار. نحن بأمس الحاجة الى تجسيد صيغة العيش المشترك والحفاظ على هوية لبنان وعروبته”، محذرا من ان “البديل عن الطائف لن يكون إلّا المزيد من الذهاب نحو المجهول”. وبرز اعلان السفير السعودي ان “فرنسا أكدت لنا أنه لن يكون هناك أي نية أو طرح لتغيير اتفاق الطائف”، مشيرا الى ان الاتفاق محط اجماع دولي ويؤكد نهائية الكيان اللبناني.

اللواء : مؤتمر الطائف يفتح أبواب التفاهم على مرشح رئاسي
جنبلاط يتفق مع برّي على مقاربة مختلفة للاستحقاق .. وباسيل يفترق عن حزب الله في اختيار المرشّح

تقول أنه أبرز ما كشفه السفير بخاري ان لا نية لفرنسا لدعوة القادة الى لقاء وحوار وطني، ولا نية فرنسية في طرح لدعوة او نقاش طائف او تعديل الدستور.

وحسب الاوساط السياسية المعنية ان المنتدى كان بمثابة خطوة لقطع الطريق على اية محاولة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، لا ينبثق ولاؤه او برنامجه من مندرجات الطائف على المستويات كافة.

وقال مصدر رفيع شارك في المنتدى لـ«اللواء» ان مؤتمر الاونيسكو فتح الباب على مصراعيه للتفاهم اللبناني- العربي- الدولي على مرشح رئاسي.

ومع بداية الاسبوع، حيث تعقد اللجان المشتركة جلسة لمناقشة عدة مشاريع قوانين، أبرزها الكابيتال كونترول، بقي ملف انتخابات الرئاسية في الواجهة.

وتوقعت مصادر سياسية أن ترسم جلسة انتخاب رئيس الجمهورية يوم الخميس المقبل، مسار عملية الانتخاب بعد فترة من الجمود، بفعل تمنع قوى الثامن من آذار، من تسمية مرشحها للرئاسة والاقتراع بورقة بيضاء، في مواجهة مرشح قوى المعارضة ميشال معوض، بسبب تبدل محتمل بموقف كتلة التيار الوطني الحر، باتجاه تسمية مرشح للرئاسة، بدلا من خيار الورقة البيضاء، ما يؤدي عمليا الى انكشاف في انتقال الاستحقاق الرئاسي الى مرحلة جديدة.

وقالت المصادر ان انفراد كتلة التيار الوطني الحر، بتسمية مرشح رئاسي بمعزل عن الاتفاق مع حليفه حزب الله وحلفاء الحزب، لم يحصل صدفة، وانما اتى بعد لقاء رئيس التيار النائب جبران باسيل مع الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله مؤخرا، والذي تناول النقاش خلاله موضوع الانتخابات الرئاسية، ولم يكن كما تمناه باسيل، الذي رفض نصيحة نصرالله بتأييد ترشيح خصمه السياسي، رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، كما رفض الالتقاء به، للتفاهم على موضوع الانتخابات الرئاسية والاتفاق بينهما على المرشح المقبول من كليهما، واصر رئيس التيار الوطني الحر على ان يكون هو شخصيا المرشح الوحيد للرئاسة، باعتباره يمثل اكبر كتلة نيابية مسيحية، في حين يفتقد فرنجية الذي خسرت كتلته بالانتخابات النيابية الماضية ولا يحوز على الحيثية الشعبية التي تؤهله للترشح للرئاسة الاولى.

ولاحظت المصادر نقلا عن اوساط بالتيار الوطني الحر، ان رئيسه الذي لم يكشف عن اسم المرشح الذي سيقترع له في جلسة الخميس المقبل، يتصرف بانفعال لم يعد خافيا على احد، بعد فشل فرض شروطه على الرئيس المكلف ميقاتي بتشكيل حكومة جديدة، وانتهاء عهد الرئيس ميشال عون، وشددت على ان اعلانه عن زيارته قريبا لدمشق، ولقائه الرئيس السوري بشار الاسد، لن يحسن حظوظه بالترشح للرئاسة او بدعم اي من المرشحين المحسوبين على التيار، باعتبار ان هذه الزيارة ليست في محلها في هذا الظرف بالذات، وتزيد من عزلة باسيل وتياره عن باقي الاطراف السياسيين، لان ما يتمناه منها من عوامل الاستقواء والدعم ليست كما كانت سابقا.

وتوقعت المصادر ان يعقد التيار الوطني الحر اجتماعا يوم غد الثلاثاء، لبلورة الموقف النهائي الذي سيعتمده بجلسة الانتخاب الخميس وتسمية المرشح الذي سيصوت له، والذي بقي قيد الكتمان، في حين استبعدت ان يطرح باسيل نفسه مرشحا لرئاسة الجمهورية منذ الان، قبل أن يضمن الحد الادنى من التأييد والتعاطف من حليفه حزب الله، وهذا ليس متوافرا بعد، بل سيعمد الى تسمية مرشح يختاره من أصدقاء التيار، لتقصي ردة الفعل عليه وتحديدا من حليفه، وبعدها يحدد خياره النهائي.

 

وهذا ما سيتحدد في اجتماع تكتل لبنان القوي غداً.

 

  • صحيفة الأنباء عنونت: جنبلاط وبري يشرّعان أبواب الحوار.. و”التيار” يريد العودة إلى “ما قبل التسعين

وكتبت تقول: دخول البلد في الشغور والمطالبة شبه اليومية للعديد من القوى السياسية الحريصة والمرجعيات الروحية وسائر شرائح المجتمع اللبناني بضرورة إنهاء هذا الشغور الرئاسي وانتخاب رئيس جديد للجمهورية يساعد على انتظام مؤسسات الدولة ويسهم بإعادة النهوض الاقتصادي، لم يغيّر شيئاً من واقع الحال الذي بات واضحاً فيه بأن لا فريق يملك أكثرية قادرة على إيصال رئيس يمثله، وبالتالي لا بديل عن التسوية والرئيس التوافقي. وهذا الأمر أعاد التأكيد عليه رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط بعد زيارته عين التينة أمس، بأن الاتفاق مع الرئيس نبيه بري كان على ألا يكون ثمة مرشح تحدٍ.

 

في هذه الأثناء، لا تزال مواقف القوى السياسية على حالها، ويستمر الفريق السيادي وبعض الحلفاء من النواب المستقلين بدعم مرشحهم النائب ميشال معوض، فيما تبقى الورقة البيضاء خيار فريق 8 آذار حتى إشعار آخر الى حين اتضاح موقف التيار الوطني الحر الذي يبدو انه سيكون له مرشحه في المرحلة المقبلة.

 

في هذا السياق، كشف عضو “تكتل لبنان القوي” النائب سيزار ابي خليل عن وجود رأيين داخل التكتل، الأول يشدد على استمرار التصويت بالورقة البيضاء لأن هناك مجالاً للتفاهم على مرشح إجماع، والثاني بوجوب تسمية مرشح والتصويت له في الجلسة المقبلة يكون أفضل للتيار الوطني الحر الذي يمتلك أكبر كتلة نيابية.

 

أبي خليل لفت في حديث الى جريدة “الانباء” الالكترونية الى أن اجتماع التكتل غداً الثلاثاء سيناقش هذا الموضوع وسيتخذ قراره المناسب بشأنه، مشيراً الى أن أياً من الفريقين مأزوم حتى ولو تمكن من الحصول على 65 صوتاً، حيث يبقى عليه تأمين أكثرية الثلثين أي 86 صوتاً، مؤكداً أن فريقه السياسي قادر على جمع 65 صوتاً كما حصل في معركة نائب الرئيس الياس بو صعب والنائب الان عون، لكنه حتماً لن يؤمن نصاب الثلثين لأن الفريق الآخر لن يمنحه هذه الاكثرية من دون التنسيق معه. ونحن بدورنا سنتخذ الموقف نفسه تجاههم اذا استمروا بمرشح تحدٍّ.

 

واعتبر أبي خليل أنه “من المؤسف أن لا جديد حتى الساعة والأمور ما زالت تراوح مكانها خصوصا وأن الجميع قادر على تعطيل النصاب”، لكنه قال إن “التيار الوطني الحر عندما طرح التوافق كان يعرف الأجواء التي على الأرجح ستكون لصالحه”.

 

وحول ترشيح النائب السابق سليمان فرنجية، كرر ابي خليل موقف تكتله بعدم التصويت له، رغم أنه “في المواقف الاستراتيجية نعرف أين يتموضع فرنجية، لكن في الأمور الحياتية لا نعرف موقفه من التدقيق الجنائي ومحاربة الفساد وادارة الدولة وتطوير النظام، فانتخابه يعيدنا الى المنظومة ذاتها”.

 

وفي رده حول إخفاق العهد بتنفيذ الاصلاحات طوال السنوات الست الماضية، قال ابي خليل إنه “في السنوات الثلاثة الأولى تمت بعض الإنجازات، ولكن بعد 17 تشرين وأزمة كورونا وانهيار الاقتصاد وصلنا الى جهنم”، متمنياً “العودة الى نظام ما قبل التسعين يوم كان رئيس الجمهورية لديه صلاحيات واسعة”.

 

على خط آخر، نوّه النائب السابق أنيس نصّار مع “الانباء” الالكترونية بمناسبة إحياء منتدى الطائف في قصر الاونيسكو التي أتت بعد الحديث عن إلغاء اتفاق الطائف، مثنياً على مداخلة جنبلاط التي جاءت بمحلها.

 

وقال نصار إن “ميزة وليد جنبلاط أنه تحدث بواقعية عن تلك المرحلة وكان من الضروري التذكير بها في وقت يتعرض الطائف للمزايدات من قبل البعض والتي وصلت الى حد المطالبة بإلغائه”، مضيفاً “من المؤسف أن هناك جمراً تحت الرماد، وهناك من يطالب بالمثالثة وبمؤتمر تأسيسي ومن يريد تعديل الطائف لاسترجاع صلاحيات رئيس الجمهورية”، مذكراً بأن “هذا المؤتمر أتى بعد سقوط 200 ألف شهيد وآلاف الجرحى والمعوقين”، داعياً الى تطبيقه بكل مندرجاته وأبرزها إنشاء مجلس شيوخ وإلغاء الطائفية السياسية وتطبيق اللامركزية الادارية، و”عندما يطبق الطائف بحذافيره تنتفي الحاجة لتعديله أو تطويره”.

 

اذا في ظل الكباش الحاصل، لا حل طبعاً الا عبر الحوار الذي نُسف بعدما كان الرئيس بري يسعى للدعوة اليه، وقد أوضح بري أمس تفاصيل ما جرى في دردشة مع الاعلاميين، قائلاً: “حاولت استمزاج آراء جميع الكتل قبل توجيه الدعوات بشكل رسمي، وبعد أن اوضحت كتلتان اساسيتان هما القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر رفضهما لفكرة الحوار، تراجعت عن الموضوع حيث وضعت القوات اللبنانية شرطا تعجيزيا وهو دعوة 128 نائب الى جلسة الحوار فيما تحفظ التيار عن الطرح”، مشدداً على ان “التراجع عن فكرة الحوار لا يعني نعيا للتوافق السياسي. وقد أعلنت انه سيكون هناك جلسة انتخابية كل أسبوع، وعلى الأطراف ان يتشاوروا خلال الفترة الفاصلة بين الجلسة والأخرى للوصول الى التوافق”. 

 

وعليه فإن أبواب الحوار مفتوحة، الأمر الذي أكده جنبلاط أيضاً من عين التينة، ولكن الطابة هي في ملعب الآخرين ومدى استعداد الجميع للجلوس على طاولة واحدة والبت بمصير الاستحقاق الرئاسي وسواه.  

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى