حرب غزةسياسة

واشنطن وتل أبيب في مأزق استراتيجي ..والوقائع لا تشجع على التوصل لاتفاق في القاهرة(محمد صادق الحسيني)

 

محمد صادق الحسيني – الحوار نيوز

 تفيد مصادر مواكبة لمسار المفاوضات الجارية بخصوص التوصل الى وقف اطلاق نار دائم في غزة ( وقف الحرب) بأن اجتماعاً بحثياً احترافياً موسعاً جرى خلال الساعات الماضية ، لمجموعة من كبار ضباط الاستخبارات والضباط العسكريين السابقين المتقاعدين من غير دول محور المقاومة ،  وذلك في احدى عواصم القرار الاوروبي الغربي ، تم خلاله مطالعة الوضع الاستراتيجي في منطقة “الشرق الاوسط” وتأثيراته على مستقبل الحرب والسلام في المنطقة بشكل عام .

 

وقد توصل المجتمعون الى تقييم استراتيجي لمسار الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة ، وتداعيات العمليات العسكرية للجهات التي تساند حماس والمقاومة، يمكن تلخيصه على الشكل الآتي:

 

١) ان الوضع الاستراتيجي في قطاع غزة ، بشكل خاص وفي “الشرق الاوسط” بشكل عام  ، هو لصالح حركة حماس بالمطلق .

 

٢) ان جميع العمليات العسكرية الاسرائيلية ، منذ بدء الغزو البري ، ليست سوى محاولات ، للتغطية على الهزيمة الإستراتيجية الاميركية الاسرائيلية ، في السابع من اكتوبر تشرين ٢٠٢٣ .

 

٣) ان اي عمليات برية جديدة ، كتنفيذ عملية غزو او اجتياح لمحافظة رفح ، لن تغير شيئاً في الوضع الاستراتيجي .

 

٤) الاميركي والاسرائيلي يواجهان مأزقاً إستراتيجيًا لا مخرج منه .. لذا فهم مضطرون لتقديم التنازلات وليس العكس .

 

٥) الا انهم يحاولان تضليل حركة حماس وابتزازها ، من خلال المصري والقطري ،  بما يتماهى مع موقف نتنياهو  الذي يحاول الظهور بمظهر المنتصر ، ويصر على مقولة النصر المطلق ، على الرغم من عدم اقتناع احد في إسرائيل بهذه المقولة .

 

٦) وعليه فان المطلوب ، من الطرف الفلسطيني المفاوض ، الا يقدم اي تنازل في المطالب الاربعة الرئيسية ، مهما بلغت الضغوطات المصرية والقطرية ، ومهما بلغت التضحيات التي يقدمها الشعب الفلسطيني .

 

٧) ان تقديم اي تنازل ( تراجع عن الثوابت الاربعة ) سيقلب صورة الميدان رأساً على عقب وسيحوِّل هزيمة  بايدن ونتنياهو الى انتصار كبير ، اضافة الى انه سيفضي ( التنازل ) الى تفكيك التشكيلات الفدائية الفلسطينية ونزع اسلحتها والقضاء على اي فرصة لاطلاق مقاومة جديدة ، ربما لعقود قادمة .

 

٨) التنازل يساوي الانتحار، وهذا ما حدث مع الفدائيين الفلسطينيين في الاردن بين شهر ايلول ١٩٧٠ ( حرب ايلول بين الجيش الاردني والفدائيين الفلسطينيين ) ، حيث جرى الاتفاق على ما اطلق عليه  يومها :تنظيم اسلحة الميليشيا ( ميليشيا المنظمات الفدائية الفلسطينية في الاردن ) ووضعها تحت اشراف اردني فلسطيني مشترك ، ومواصلة النظام الاردني ، لاحقاً ، في التضييق على الفدائيين وملاحقتهم والضغط العسكري عليهم ، وصولاً الى حصارهم في احراش جرش وعجلون ، شمال عمان وشن حملة عسكرية واسعة ضدهم ، استمرت حتى شهر آب ١٩٧١ ، انسحب بعدها من بقي حياً من الفدائيين الى خارج الاردن .

 

وتختتم المصادر بالقول :الخلاصة التي يخرج منها اي  مراقب بعد مطالعة موسعة للوضعين الدولي والاقليمي ايضا، اضافة الى الساحة الفلسطينية ، بأن الاسرائيلي سيرضخ لشروط حماس في نهاية المطاف ،وان تل ابيب لم تحقق اهدافها مطلقا وتقترب من الاستسلام لشروط المحور ككل ، و ان الامر لا يتعدى سوى بعض العض على الاصابع والصبر والمثابرة،خاصة وان قوى الدفاع الاستراتيجي المساندة لغزة باتت لها السيطرة النارية على البحار الخمسة …

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى