سياسةصحفمحليات لبنانية

قالت الصحف : البت بالانتخابات البلدية يقتحم التصعيد جنوبا وتحرك اللجنة الخماسية

الحوار نيوز – خاص

بين التصعيد جنوبا وتحرك اللجنة الخماسية من جديد توزعت اهتمامات الصحف اليوم، فيما تجتمع هيئة مكتب مجلس النواب اليوم على نية الدعوة إلى جلسة عامة للبت في موضوع الانتخابات البلدية التي صار موعدها ضاغطا.

 

النهار عنونت: بري يختصر المجلس: لا انتخابات بلدية

 وكتبت صحيفة “النهار”: في حين كانت الاهتمامات تتوزع ما بين التصعيد الميداني الاسرائيلي في الجنوب، ودارة السفير المصري حيث اجتمع سفراء اللجنة الخماسية مع عدد من الكتل النيابية للبحث في الملف الرئاسي، تصدرت مواقف الرئيس نبيه بري كل الاخبار، اذ استبق اجتماع هيئة مكتب مجلس النواب ظهر اليوم، واختصر الدولة بمؤسساتها، فاعلن عن عدم اجراء الانتخابات البلدية والاختيارية، رغم اعتراض عدد كبير من الكتل النيابية والاحزاب السياسية. واللافت في كلامه ايضا، توجيه رسالة اتهام الى حزب “القوات اللبنانية” في ما بدا انه موقف متناغم مع ما اطلقه الامين العام لـ “حزب الله” السيد حسن نصرالله قبل ايام، تجاه القوات والكتائب اللبنانية.

فقد اكد الرئيس بري في تصريح لقناة “الجديد” ان “وحدة الساحات قائمة شاؤوا أم أبوا”. وردّ على كتاب النائب جبران باسيل إلى مجلس الأمن قائلاً: جبران في كتابه يريد أن يفصل جبهة الجنوب عن غزة “وهيدي ما بتزبطش”. وقال برّي أنّ “قواعد الاشتباك تغّيرت والنتيجة الأهمّ للسجادة العجمية أنّها قالت لإسرائيل “زمن الأول تحوّل”.

كما ردّ برّي على كلام رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع حول الانتخابات البلدية، بالقول: “لن تحصل انتخابات بلدية من دون الجنوب، وبده يستوعب جعجع أنّني لست مستعدّاً لفصل الجنوب عن لبنان. هناك قانون للتمديد وسيكون هنالك جلسة”. وأضاف: “الخطورة في كلام جعجع هو عن الفيديرالية وهذا يعني أنّنا لا نزال في حالات حتماً”.

اللجنة الخماسية

واذا كان “حزب الله” ربط الملف الرئاسي بحوار يترأسه الرئيس بري، فان لقاءات سفراء اللجنة الخماسية، وان تم تفعيلها مجددا، منذ امس والى الايام المقبلة، فان الشروط والشروط المضادة التي ترافق حركتها، لا توحي بان ثمة ايجابيات كثيرة مرتقبة، خصوصا مع ازدياد التصعيد الامني في لبنان وعلى مستوى المنطقة.

فقد عقد بعد ظهر امس في دارة السفير المصري علاء موسى، لقاء لسفراء الخماسية. وقال موسى: الكلام عن أن الخماسيّة تروّج لطرح برّي غير صحيح أو غير منطقيّ فنحن نستخلص الإيجابيات من كل الطروحات بما فيها “الاعتدال” من دون تبنٍّ تام أو ترويج لأي منها.

وحضرت الكتل النيابية للمشاركة في اللقاءات وهي “التوافق الوطني” و”تجدد” و”التغييريين” والطاشناق.

وبعد الاجتماع، قال النائب فيصل كرامي: “لمسنا دفعاً من “الخماسية” تجاه الحل في لبنان لجهة انتخاب رئيس للجمهورية”، مضيفا انه “من الواضح أنه لا خلاص ولا حل إلا بالحوار وواضح أيضا بأن ثقة الخماسية بالرئيس نبيه بري كبيرة جدا”، مشيرا الى انه “لا جديد لدى الخماسية وانما فقط استمزاج للآراء”.

الى ذلك، كشف النائب أديب عبد المسيح أنه طرح فكرة ما بين “مبادرة الاعتدال” وصيغة الرئيس بري تقوم على أن نأتي إلى المجلس بدعوة لانتخاب رئيس ونخرج بعد الدورة الاولى من دون رفعها لإجراء حوار برئاسة بري، ثم ندخل مجدداً الى الدورة الثانية لاستئناف الجلسة ويحصل ذلك على مدى ٧ دورات.

واكد نواب كتلة “تجدد” بعد لقائهم سفراء اللجنة الخماسية، “أننا لن نقبل برئيس من العهد السابق بعد أن تحول لبنان من سويسرا الشرق الى بلد الكبتاغون”. وأضافوا: “لم يتم طرح أسماء ولكن المواصفات التي عُرضت ترضينا، ونحن بدورنا طرحنا تخريجة لا تتعارض مع الدستور”.

وأكدت الكتلة أن حوارا يرأسه بري، “لم تطرحه ولا يمثل موقفها المنسجم مع القناعات والثوابت المعلنة في بياناتها الأسبوعية، والذي ينص على التمسك بالدستور ورفض الأعراف الهجينة، وعلى الدعوة لجلسات بدورات متتالية وغير مشروطة لانتخاب الرئيس، والذي يتم تنسيقه بالتشاور مع قوى المعارضة، فاقتضى التصويب تلافياً لأي اجتهاد”.

وثيقة بكركي

وفي شأن متصل بالبحث عن تقارب يمكن ان يقود الى حلول، علمت “النهار” أنّ اجتماع أمس الثلثاء في بكركي لم يتوصّل إلى نتائج إضافية عما سبق، في انتظار أن يتشاور كلّ ناشط حزبيّ حضر في بكركي مع مرجعيته السياسية في تفاصيل الملاحظات والمقترحات التي طرحت في الاجتماع. وعلمت “النهار” ان التشاور في بكركي قد انتقل من مرحلة المناقشات الخاصة في الوضع المسيحيّ الداخليّ إلى العناوين الوطنية الشاملة. ويحرص المجتمعون تحديداً على ضرورة الاتفاق على مقترحات مؤكّدة أهمية تطبيق القرار 1701 ضمن الوثيقة مع التعويل على إمكان أن يشكّل هذا القرار الدوليّ إجماعاً لبنانياً.

الميدان

ميدانيا، شهد الجنوب تصعيدا ميدانيا، عملت معه اسرائيل على اغتيال من وصفته بـ”مسؤول منطقة الساحل في حزب الله إسماعيل باز عقب قصف مركبته قضاء صور”. وقالت ان “رتبته تعادل قائد لواء وأنه مسؤول كبير ومخضرم في الجناح العسكري للحزب ويشغل عدة مناصب آخرها قائد المنطقة الساحلية”.

واعتبر الجيش الاسرائيلي ان باز “وكجزء من منصبه، شارك في الترويج والتخطيط لإطلاق صواريخ وقذائف مضادة للدبابات باتجاه دولة إسرائيل من المنطقة الساحلية في لبنان. كما قام خلال الحرب بتنظيم وتخطيط مؤامرات إرهابية مختلفة ضد إسرائيل”.

وكان الطيران الحربي استهدف سيارتين في بلدة الشهابية، بعد استهداف سيارة في بلدة عين بعال. ايضا، سجل قصف مدفعي على بلدة الخيام، وعلى منزل في عيتا الشعب. واوردت إذاعة الجيش الإسرائيلي اغتيال قيادي ميداني آخر من الحزب في غارة منطقة الشهابية. واذ نعت حركة “امل” احد عناصرها ايضا، افيد عن غارات ليلية على بلدات ياطر ومجدل زون وكفرا.

في المقابل، اعلن حزب الله “اننا شنينا هجوماً جوياً بمسيرات إنقضاضية على دفعتين إستهدفتا منظومة الدفاع ‏الصاروخي في بيت هلل وأصابت منصات القبة الحديدية وطاقمها وأوقعت أفراده بين ‏قتيل وجريح ‏”. واعلن ايضا استهداف ثكنة زبدين في مزارع شبعا بالأسلحة الصاروخية، وموقع السماقة في تلال كفرشوبا بقذائف المدفعية.

ومساء أعلن الحزب استهداف مقر قيادة اللواء الشرقي 769 في كريات شمونة بصواريخ الكاتيوشا، ومقر وحدة المراقبة الجوية في ميرون بالأسلحة الصاروخية والمدفعية.

مساء حلق الطيران الاستطلاعي الإسرائيلي فوق قرى القطاعين الغربي والأوسط وصولاً حتى مشارف مدينة صور وإطلاق قنابل مضيئة فوق القرى الحدودية المتاخمة للخط الأزرق.

اما القناة 12 الإسرائيلية فاشارت الى سقوط 3 إصابات طفيفة جراء انفجار طائرة مسيرة في منطقة بيت هليل شمال إسرائيل قرب الحدود مع لبنان.

 


الأخبار عنونت: انزعاج فرنسي من سعي أميركا للتفرّد بإدارة ملفات لبنان: باسيل يسرّع التقارب مع بري

 وكتبت صحيفة “الأخبار”: التصعيد الإسرائيلي جنوباً مع استئناف العدو عمليات الاغتيال بعد تكثيف المقاومة عملياتها النوعية، واستعادة الساحة الداخلية بعض الزخم السياسي عبر حراك اللجنة الخماسية التي عاودت لقاءاتها مع القوى السياسية، تقاسما المشهد اللبناني أمس.غير أن اللافت ما نقلته مصادر بارزة عن السفيرة الأميركية في بيروت ليزا جونسون بأن إدارتها «قرّرت التعامل بجدية كبرى مع الملف اللبناني، وأن دور واشنطن سيكون رئيسياً في المرحلة المقبلة، بعدما تركت الأمر طيلة الفترة الماضية مرة للفرنسيين وأخرى للقطريين، ما يعني طي الصفحة الماضية التي تولّت فيها باريس والدوحة إدارة الملف اللبناني». وبحسب المصادر، فإن هذا الموقف «أزعج الفرنسيين ودفعهم إلى التواصل مع الأميركيين لحفظ دور باريس من خلال صياغة ورقة عمل مشتركة بين الطرفين، إلا أن الأميركيين رفضوا الطلب الفرنسي، وأكدوا أن الملف هو في عهدة المبعوث الرئاسي الأميركي عاموس هوكشتين الذي سيزور لبنان عندما يتم التوصل إلى هدنة في غزة لاستكمال مشاوراته التي بدأها قبل أشهر».

وبناءً على هذه المعطيات، أتت زيارة المبعوث الفرنسي جان إيف لودريان لواشنطن لمناقشة الملف اللبناني مع المسؤولين الأميركيين، واجتماعه مع هوكشتين. ومن إشارات الإصرار الأميركي على تسلّم زمام الأمور، وفقَ المصادر، ما سمعه لودريان من المسؤولين الأميركيين عن أن «واشنطن تراقب مسار الأحداث في غزة وتترقب إمكانية التوصل إلى هدنة في أقرب وقت ممكن، وفي سياق موازٍ تعمل على تحضير الأرضية في ما يتعلق بلبنان، وإذ تحقق ذلك فإن هوكشتين سيزور لبنان لاستكمال التفاوض مع رئيس مجلس النواب نبيه بري والقوى السياسية الأخرى».

إلى ذلك، التقى سفراء الولايات المتحدة وفرنسا ومصر والسعودية وقطر، أمس في دارة السفير المصري في بيروت علاء موسى، عدداً من الكتل النيابية من بينها «التوافق الوطني» الذي يضمّ النواب فيصل كرامي وحسن مراد وطه ناجي وعدنان طرابلسي ومحمد يحيى، وكتلة «تجدد» و«التغييريون» و«الطاشناق».

وفي انتظار استكمال اللجنة اجتماعاتها، أكّدت مصادر متابعة أن اللقاءات «تدخل في إطار استئناف اللجنة حراكها الذي بدأته قبل شهر رمضان من حيث الشكل». أما في المضمون، فثمة إجماع على «أن النقاشات لم تشِر إلى أن ثمة حلحلة ما»، رغم تأكيد أعضاء اللجنة على أن «التطورات الخطيرة في المنطقة تحتّم على لبنان تحصين نفسه داخلياً من خلال إعادة تكوين السلطة بدءاً من رأسها عبرَ انتخاب رئيس للجمهورية».

وبحسب المصادر، فإن مواقف الكتل النيابية لم تتبدل وهي تتقاطع حول 3 لاءات: قوى ترفع لا كبيرة للحوار باعتباره يكرس عرفاً جديداً بالتوافق على اسم الرئيس قبلَ انتخابه، وقسم آخر لا يمانع حواراً لا يرأسه رئيس المجلس النيابي نبيه بري باعتباره طرفاً، وقسم ثالث يرفع لا ضد الدعوة إلى جلسات مفتوحة لمجلس النواب بسبب الخلاف على كونها متتالية أو مفتوحة. وفي المقابل يصر حزب الله وحلفاؤه على أن يترأس بري الحوار، في حال انعقاده وهو شرط لا بحث فيه.

بري وباسيل

وفي سياق موازٍ لحراك «اللجنة الخماسية»، ارتفع منسوب الحديث عن التقارب بين بري ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل. وهو تقارب بدأ قبلَ شهر، من خلال زيارات بدأ بها النائب غسان عطالله. وأولى ترجمات هذا التقارب بدأت في انتخابات نقابة المهندسين التي فازَ بها مرشح التيار فادي حنا بدعم من الثنائي حزب الله وحركة أمل. وقالت مصادر مطّلعة إن «التقارب بين باسيل وبري قطع شوطاً كبيراً، ولن يقف عند عتبة انتخابات النقابة، بل سيتظهّر قريباً في مجلس النواب خلال التمديد للمجالس البلدية في ظل تعذّر إجراء الانتخابات»، وهذا ما عبّر عنه باسيل في كلامه أمس عندما قال: «يقولون لنا سراً: نعلم أن لا انتخابات ولكن تعالوا نصوّت ضد التمديد، يعني تعالوا ندخل الفراغ والمجهول والفوضى. نحن نختار استكمال العمل البلدي والاختياري وتسيير المرفق العام بدل الفراغ والكذب على الناس».

وبحسب المصادر، فإن التقارب قد يتعدى التنسيق على الملفات بالقطعة ويصل إلى حد التفاهم على الرئاسة، إذ «لمس باسيل في الآونة الأخيرة، رغم كل مواقفه العالية ضد الثنائي، أنه بحاجة إليه، ولولا التحالف معه لما كانَ حظي بمقعد النقابة، ومثله الثنائي الذي لا يزال ينظر إلى باسيل باعتباره الطرف المسيحي الذي يمكن الاتفاق معه، وهو الخيار الأفضل الموجود ولا يمكن السماح مهما بلغ الخلاف بتحجيمه أو كسره لمصلحة الآخرين ولا سيما سمير جعجع». ومع أن الاتفاق على «المرشح الذي يدعمه الثنائي لا يزال غير ممكن، إلا أن هذا التقارب أو التنسيق يهدف أيضاً إلى دعم مرشح ثالث قريب من فريق 8 آذار في حال أُقفلت الأبواب نهائياً في وجه رئيس تيار المردة سليمان فرنجية الذي لا يزال حتى الآن الرقم الأول لدى حزب الله وحركة أمل، وهما ليسا في وارد التخلي عنه».

وبينما يُنقل عن باسيل قوله إنه في موازاة الجمود الذي يحكم علاقته مع حزب الله هذه الفترة، فإنه يجد إمكانية للتفاهم مع الرئيس بري، ومن خلاله مع النائب السابق وليد جنبلاط. وحسب المراقبين، فإن العلاقة بين بري وباسيل «قطعت شوطاً، ومرّت في اختبار أول ستليه اختبارات أخرى في المرحلة المقبلة، والجو أقل شحناً عما كانَ عليه في السابق»، ويمكن تلمّس ذلك من خلال حديث باسيل الذي أكّد «أننا نتكل على حكمة بري بمساعدة لبنان» في معرض حديثه عن العدوان الإسرائيلي والحرب، رغمَ أن موقف باسيل في ما يتعلق بوحدة الساحات لا يزال عالي السقف ضد ما يقوم به حزب الله، وهو ما دفع بري إلى الردّ على كلام باسيل عن الفصل بالقول: «هيدي بتزبطش».

 


اللواء عنونت: مسار جديد في التصعيد جنوباً.. والخماسية تُطلق خطة «الإنعاش الرئاسي»
بري يستبق جلسة التمديدالبلدي بهجوم على جعجع ومعاكسة لباسيل.. وخطة أمنية لبيروت

 وكتبت صحيفة “اللواء”: قفز الوضع الميداني الى الواجهة من جديد بعد ظهر امس مع ارتفاع عدد الغارات الاسرائيلية المعادية على القرى الحدودية والبعيدة نسبياً عن الحدود باستهدافات سيارات المدنيين والمنازل الآمنة من عين بعال الى الشهابية وياطر والمنصوري، مما استدعى ضربات انقضاضية عبر المسيّرات على مواقع الاحتلال ومراكزه العسكرية وقواعده الجوية واللوجستية من كريات شمونة الى ميرون وهلل وغيرها.

بالتزامن، عاد الاهتمام السياسي الى الملفات الداخلية الساخنة، سواء منها الاستحقاقات القريبة، او التي تحتاج الى تحضير، فضلاً عن الملف الامني وارتباطه على نحو او آخر بملف النزوح السوري.

وأشارت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» إلى ان انطلاقة مشاورات اللجنة الخماسية للوصول إلى نقاط مشتركة من شأنها خرق المشهد الرئاسي لاسيما أن طروحات تم تداولها من كتلة تجدد حول الدعوة إلى جلسة انتخاب رئيس الجمهورية وفي حال تعذر الوصول إلى نتيجة في الدورة الأولى، يتم الانتقال إلى جلسة حوار في البرلمان.

وأفادت هذه المصادر أن الحركة الرئاسية لا تزال تستدعي سلسلة اتصالات ومشاورات، على أن الأساس يبقى التفاهم على آلية لإنجاز الاستحقاق في حين ان المدخل لها بالنسبة إلى قوى المعارضة هو المسار الدستوري من خلال جلسة الإنتخاب.

ورأت أنه لا يمكن الحديث عن أي تقدم في هذا الملف قبل انتهاء مشاورات اللجنة الخماسية وبلورة الطرح أو الخيار الذي يمكن أن يتم التفاهم عليه.

وشددت مصادر ديبلوماسية على ان حركة سفراء اللجنة الخماسية تجاه المسؤولين والاطراف السياسيين المعنيين بحل أزمة الانتخابات الرئاسية، ستتواصل في الايام المقبلة، للوقوف على آراء وتوجهات هؤلاء جميعاً، واستخلاص القواسم المشتركة في ما بينهم، والانطلاق منها للمرحلة المقبلة، التي ينتظر ان تشهد حركة داخلية وخارجية بالتزامن بينهما، للبدء بتنفيذ خلاصة ما تمَّ التوصل اليه لحل ازمة الانتخابات الرئاسية وانتخاب رئيس للجمهورية.

ووصفت المصادر اجواء اللقاءات التي تعقدها اللجنة، تباعا مع الأطراف السياسيين، بأنها مشجعة خلافا لما يروجه البعض، واعتبرت استمرار الاجواء والمناخات المؤاتية لحراك اللجنة الخماسية، سيؤدي بالنهاية الى تحقيق اختراق ملموس في ملف انتخابات رئاسة الجمهورية، برغم الاجواء المشدودة نحو ما يجري في الجنوب اللبناني، في ظل الاشتباكات المسلحة بين حزب الله وقوات الاحتلال الإسرائيلي، لاسيما وأن حراك اللجنة بالداخل اللبناني، يواكبه حراك بالخارج، لتنسيق الجهود والمساعي المتواصلة، في سبيل التوصل إلى اتفاق بين جميع الاطراف لتسهيل حل ازمة الانتخابات الرئاسية وانتخاب رئيس للجمهورية، ولفتت الى زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي ايف لودريان لواشنطن مؤخرا ولقائه مع المستشار الرئاسي الاميركي اموس هوكشتاين المكلف بمتابعة ملف الانتخابات الرئاسية، وتهدئة الاوضاع المتدهورة جنوبا والسعي للتوصل إلى تفاهم بين إسرائيل وحزب الله، لزيادة التنسيق بينهما بخصوص هذين الملفين، وتحديد مسار التحركات والجهود التي ستبذل بهذا الخصوص خلال المرحلة المقبلة.

واعتبرت المصادر ان كل ما يروج عن افتقاد اللجنة لأدوات الضغط المطلوبة لحل ازمة الانتخابات الرئاسية في لبنان، ليس صحيحا، وانما على عكس ذلك تماما، ولاسيما بوجود سفيرة الولايات المتحدة الأميركية في اللجنة الخماسية، وهي الدولة الوحيدة التي بامكانها لعب دور مؤثر، من خلال علاقاتها الاقليمية والدولية، وبالتنسيق مع باقي أعضاء اللجنة ومن بينها فرنسا والسعودية وقطر التي تربطها علاقات جيدة مع طهران، في سبيل التوصل إلى اتفاق لحل ازمة الانتخابات الرئاسية وانتخاب رئيس للجمهورية في المرحلة المقبلة.

وفي حين اطلقت اللجنة الخماسية من دارة السفير المصري علاء موسى في دوحة الحص دينامية جديدة لمقاربة الاستحقاق الرئاسي، عبر لقاءات مع كتل نيابية، مؤيدة او متباعدة مع المرشحين المعلنين للرئاسة، سواء النائب السابق سليمان فرنجية المدعوم من الثنائي الشيعي وقوى 8 آذار، او الوزير السابق جهاد ازعور او سواه من المرشحين المقترحين او المنتظرين.

قفزت الى الضوء الجلسة النيابية التي من المتوقع ان تجدد موعدها اليوم في اجتماع هيئة مكتب المجلس النيابي في عين التينة بدعوة من الرئيس نبيه بري، للبحث في اقتراح قانون التمديد للمجالس البلدية والاختيارية التي يؤيدها التيار الوطني الحر، ويعارض التمديد لها حزب «القوات اللبنانية» والاحزاب المؤيدة لموقفه.

بري يطلق المواقف الحاسمة

واستبق بري اجتماع هيئة مكتب المجلس، باطلاق مواقف حاسمة بوجه رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، من دون ان يوفر رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل.

ورداً على جعجع في ما خص الانتخابات البلدية، قال الرئيس بري: لن تحصل انتخابات بلدية من دون الجنوب، وبده يستوعب جعجع: «مش مستعد افصل الجنوب عن لبنان»، مضيفاً: الخطورة في كلام جعجع هو عن الفدرالية، وهذا يعني اننا ما نزال «في حالات حتماً».

وفي معرض الرد على باسيل، رأى بري: جبران في «كتابه» يريد ان يفصل جبهة الجنوب عن غزة وهيدي ما بتزبطش، مشيراً الى ان «وحدة الساحات قائمة شاؤوا أم أبوا».

واعتبر الرئيس بري ان «قواعد الاشتباك تغيرت» وأهم نتيجة للسجادة العجمية انها قالت لإسرائيل «زمن الاول تحول».

الخماسية: منهجية تحرك جديدة

واطلقت اللجنة الخماسية على مستوى السفراء العنان لتحرك جديد على مستوى الملف الرئاسي.

واستضاف السفير المصري في لبنان علاء موسى سفراء المجموعة الخماسية، مع عدد من النواب والكتل النيابية منزله بدوحة الحص.

وحضر الاجتماع سفير المملكة العربية السعودية وليد بخاري وقطر الشيخ سعود عبد الرحمن آل ثاني والولايات المتحدة الاميركية ليزا جونسون والفرنسي هيرفي ماغرو.

وبعد الاجتماع، تبدأ الخمساية بدءاً من اليوم جولة على المرجعيات والقيادات السياسية والحزبية ومن بينهم المرشح الرئاسي سليمان فرنجية.

وقال موسى ان الخماسية التمست جدية وايجابية في التعاطي مع الملف الرئاسي، من دون ان تفضل التباين في وجهات النظر.

واعتبر سفير المملكة العربية السعودية وليد بخاري ان المسعى جدي لتمهيد انتخاب الرئيس، وهناك الكثير من التفاؤل والدفع باتجاه انجاز الملف.

ومن هذه الكتل، كتلة التوافق الوطني، التي اكد باسمها النائب فيصل كرامي ان «ثقة الخماسية بالرئيس نبيه بري كبيرة جداً».

وحضر عن «التوافق» الى كرامي النواب حسن مراد وطه ناجي وعدنان طرابلسي ومحمد يحيى.

واكد نواب كتلة «تجدد» فؤاد مخزومي، اشرف ريفي واديب عبد المسيح بعد لقائهم سفراء اللجنة الخماسية، «أننا لن نقبل برئيس من العهد السابق بعد أن تحول لبنان من سويسرا الشرق الى بلد الكبتاغون».

وأضافوا: «لم يتم طرح أسماء ولكن المواصفات التي عُرضت ترضينا، ونحن بدورنا طرحنا تخريجة لا تتعارض مع الدستور».

 وعلى الأثر، أعلنت كتلة «تجدد» في بيان، «توضيحاً لما نشرته بعض وسائل الإعلام تفسيراً لكلام احد نواب الكتلة، عن مبادرة للكتلة تضمنت دعوة النواب لعقد جلسة انتخاب رئيس الجمهورية وفي حال عدم حصول ذلك في الدورة الأولى ينتقل النواب إلى حوار ونقاش يرأسه رئيس المجلس النيابي، أن النائب الزميل كان يتحدث عن مجرد التشاور بين الجلسات».

وأكدت الكتلة أن «ما ورد لجهة قبولها بطاولة حوار يرأسها الرئيس نبيه بري، لم تطرحه ولا يمثل موقفها المنسجم مع القناعات والثوابت المعلنة في بياناتها الأسبوعية، والذي ينص على التمسك بالدستور ورفض الأعراف الهجينة، وعلى الدعوة لجلسات بدورات متتالية وغير مشروطة لانتخاب الرئيس، والذي يتم تنسيقه بالتشاور مع قوى المعارضة، فاقتضى التصويب تلافياً لأي اجتهاد».

باسيل: المشاركة بالتمديد

في المواقف، ربط النائب باسيل المشاركة بالجلسة التي يعتزم المجلس النيابي عقدها للنظر باقتراح قانون بالتمديد للمرة الثالثة للمجالس البلدية، والاختيارية بمدى جهوزية او عدم جهوزية وزارة الداخلية لاجرائها، على الرغم من اصدار قرارين في ما خص عملية الاجراء بدءاً من 12 ايار المقبل.

وقال باسيل:«نحن لن نتخّذ موقفاً قبل الاجتماع رسمياً مع وزير الداخلية للنظر فعلاً بجهوزيته وسنرسل له وفدا نيابيا قبل جلسة المجلس النيابي لنحدّد موقفنا. اذا الوزارة جاهزة، فالتيار سيشارك ولن يمدّد للبلديات»، مشيراً الى اننا «نختار استكمال العمل البلدي والاختياري وتسيير المرفق العام بدل الفراغ والكذب على الناس».

وفي اطار التنسيق مع حزب الكتائب اوفد جعجع النائب غسان حاصباني الى النائب سامي الجميل حيث جرى البحث بالتنسيق بين الحزبين لا سيما في ما خص الانتخابات البلدية والاختيارية التي تعارض «القوات» اجراءها.

المولوي: خطة أمنية لبيروت

الى ذلك، كشف وزير الداخلية والبلديات بسام المولوي من دار الفتوى، حيث التقى المفتي الشيخ عبد اللطيف دريان، عن العمل على «خطة امنية لفرض النظام اكثر في بيروت، والمناطق التي تشهد بعض الفوضى مع الحفاظ على مصالح المواطنين في الظروف الصعبة».

وحول النزوح السوري، قال: الموضوع تعالجه الحكومة بالاتصالات الدبلوماسية مع الاتحاد الاوروبي والمجتمع الدولي ككل.

وقفة احتجاجية

على صعيد التحركات من اجل الودائع، دعا تحالف «متحدون» جميع المودعين ومحاميهم الى «وقفة احتجاجية اليوم الاربعاء ظهراً امام قصر العدل، والطلب من هيئة التفتيش القضائي القيام بدورها الرقابي دون إبطاء».

ونقل عن المحامي جورج ابو خاطر بعد التعرض للمودعين امام مصرفي الاعتماد اللبناني واللبناني للتجارة (BLC) في انطلياس: «لو أن القضاء اللبناني قام بدوره لما اضطر أي مودع مظلوم مقهور مسلوب الحقوق للجوء إلى الشارع».

وأكد البيان انه «لم يبقَ لأصحاب الحقوق المودعين سوى تصعيد تحركاتهم ضد المصارف وبيوت أصحابها وعائلاتهم، وهذا ما حصل البارحة واليوم وسوف يستمر حتى تتحقق لهم العدالة الواجبة التطبيق».

وفي السياق اقتحم المودع بسام عقيل شيخ حسين فرع بنك فدرال في الحمرا، لتنفيذ قرار قضائي، صدر لصالحه باسترجاع ما تبقى من وديعته.. بعد ان سبق واقتحم المصرف في آب 2022.

الوضع الميداني

ميدانياً، شهد الجنوب في ساعات ما بعد ظهر أمس تصعيداً قوياً، اذ اغارات الطائرات المعادية على عين بعال والشهابية، حيث استهدفت اكثر من سيارة، الامر الذي ادى الى سقوط شهيدين نعاهما حزب الله، وهما اسماعيل يوسف باز (الشهابية) ومحمد حسين شحوري (الشهابية) الى شهيد ثالث هو محمود ابراهيم فضل الله (من بلدة عيناتا) وله دور قيادي في المحور الساحلي باتجاه الناقورة.

وسرعان ما رد حزب الله على الاعتداءات على بلدتي عين بعال والشهابية، باستهداف مقر وحدة المراقبة الجوية في ميرون بالاسلحة الصاروخية والمدفعية، كما قصف مقر قيادة الفرقة 146 في ميرون بصواريخ الكاتيوشا.

بالمقابل، انقضت مسيرتان تابعتان لحزب الله على بيت هلل (يقصف للمرة الاولى) حيث اصاب طاقم الموقع بين قتيل وجريح حسب بيان المقاومة.

واعلن الجيش الإسرائيلي ان مسيّرتين مفخختين عبرتا الأراضي اللبنانية باتجاهنا وانفجرتا في بيت هلل والحادث قيد التحقيق. اما القناة 12 الإسرائيلية فاشارت الى سقوط 3 إصابات طفيفة جراء انفجار طائرة مسيرة في منطقة بيت هلل شمال إسرائيل قرب الحدود مع لبنان. 

من جهته، اعلن حزب الله أنه شن هجوماً جوياً بمسيرات إنقضاضية على دفعتين إستهدفتا منظومة الدفاع ‏الصاروخي في بيت هلل وأصابت منصات القبة الحديدية وطاقمها وأوقعت أفراده بين ‏قتيل وجريح.

 

 


الأنباء عنونت: “الخماسية” تطرح أسئلة لا أسماء… الميدان على تصعيده وكل الملفات مجمّدة

 وكتبت صحيفة “الأنباء” الالكترونية: تصعيد كبير شهده العدوان الإسرائيلي على لبنان أمس مع تنفيذ قوات العدو هجمات على ثلاث سيارات في الشهابية وعين بعال في الجنوب، واغتيال ثلاثة عناصر لـ”حزب الله”، زعم الجيش الإسرائيلي أن اثنين منهم قادة ميدانيين ومسؤولين عن قصف الصواريخ باتجاه مواقع إسرائيلية.

التصعيد جاء بعد تنفيذ “حزب الله” عملية على كريات شمونة، استهدفت خلالها موقعاً عسكرياً بمسيّرتين انقضاضيتين ما أدّى إلى إصابة جنود إسرائيليين، وهو هجوم نوعي يشي بأن “حزب الله” رفع من سقف المواجهة وبدأ يلجأ إلى تكتيكات هجومية جديدة بعد التسلل وزرع عبوة فجّرها بدورية للواء “جولاني”.

واللافت أن هذا التصعيد الملحوظ من قبل الطرفين جاء بعد التصعيد الإيراني – الإسرائيلي في المنطقة، ما يعني أن الجبهات كلها مرتبطة ببعضها وتتأثر بمستجداتها، وقد يكون الإقليم قد دخل في مرحلة أكثر دموية من مراحل الحرب، وهذا التصعيد قد يصل إلى مستويات متقدمة أكثر مع تقدّم الأيام.

في هذا السياق، فإن الأنظار تتجه نحو إسرائيل والرد على الهجمات الإيرانية الأخيرة، وتتواتر معلومات من الداخل الإسرائيلي مفادها أن قرار الرد قد اتُخذ، لكن الشكل غير محسوم، خصوصاً وأنّ الموضوع لا يلقى دعماً أميركياً، علماً أن الولايات المتحدة قد تعهّدت بحفظ أمن إسرائيل بكل الأحوال.

داخلياً، فإن نشاط اللجنة الخماسية عاد ليتصدر المشهد الرئاسي، مع العلم أن لا آمال معلّقة على الحركة الجديدة لأن ثمّة قناعة بأن استحقاق رئاسة الجمهورية لن يُنجز قبل إنجاز التسويات في المنطقة بشكل عام وتقسيم النفوذ من جديد، لكن يبقى الاهتمام مصبوباً حول قدرة هذه اللجنة على الخرق.

عضو كتلة “التوافق الوطني” النائب محمد يحيى تحدّث عن اللقاء الذي جمع الكتلة بسفراء اللجنة الخماسية، وقال إنّه يُشبه اللقاءات السابقة ولا جديد، “فالسفراء يطرحون الأسئلة وهدفهم تحقيق توافق بين الكتل بنسبة 70 بالمئة، ولا يطرحون الأسماء بل المواصفات فقط”.

وفي حديث لجريدة “الأنباء” الإلكترونية، أشار يحيى إلى أن “الطريقة نفسها قد لا تؤدّي إلى نتيجة فعلية، والمطلوب تغيير طريقة المقاربة، وثمّة مقترح لجمع الكتل بما يُشبه الجلسة التشاورية”، آملاً بتحقيق خرق ما في هذا الملف.

إذاً، فإن المنطقة تغلي مع التصعيد الإيراني – الإسرائيلي، وكل الاستحقاقات في لبنان والإقليم مجمّدة حتى انتهاء الحرب التي يُرجّح أن تطول مع حديث إسرائيل عن نيتها اجتياح رفح وما سيخلّف ذلك من مآسٍ إنسانية، وبالتالي وحتى يحين موعد التسويات، الأمور مفتوحة على مصراعيها.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى