سياسةصحفمحليات لبنانية

قالت الصحف: أولويات مختلفة بين الاستحقاق الرئاسي وملف الحاكم والمناورة

 

الحوارنيوز – خاص

تابعت صحف اليوم القضايا الداخلية وابرزت كل صحيفة أولوية مختلفة، فالنهار اهتمت بإبراز الموقف الحكومي في قضية حاكم مصرف لبنان رياض سلامة لجهة تبني موقف القضاء اللبناني والتعامل مع مذكرة التوقيف الفرنسية على هذا الأساس. أما الأخبار فتناولت الملف الرئاسي من بوابة الخلافات المسيحية المسيحية.

ماذا في التفاصيل؟

 

  • صحيفة النهار عنونت: الحكومة تلتزم المسار القضائي في ملف سلامة

  

وكتبت تقول: مع ان تداعيات المناورة العسكرية التي نفذها “حزب الله” الاحد في عرمتى تمددت من الإطار الداخلي الى الإطار الاممي وتداخلت اهدافها أيضا في افق الازمة الرئاسية، عاد ملف حاكم مصرف لبنان رياض سلامة الى صدارة المشهد الداخلي عبر المسارين الحكومي والقضائي الامر الذي يعتبر بداية التعامل الرسمي الالزامي مع مذكرة التوقيف الفرنسية بحق سلامة التي تبلغها لبنان عبر الانتربول.

وإذ انعقد “اللقاء التشاوري” الوزاري في السرايا عصرا برئاسة رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي وحضور معظم الوزراء، وناقش مطولا ملف سلامة، بدا لافتا ان أي اعلان رسمي مباشر لم يصدر عن اللقاء باستثناء الإعلان عن تحديد موعد لجلسة مجلس الوزراء الجمعة المقبل. واتضح ان نقاشا ساخنا لم يخل من تباينات حادة حصل في اللقاء نتيجة تقديم نائب رئيس الوزراء سعادة الشامي اقتراحا تنحية سلامة، الامر الذي انقسم حوله الوزراء بين مؤيدين للطرح واخرين مؤيدين لبقاء سلامة في منصبه الى حين صدور القرار القضائي. وبدا ان الخلاصة التي افضى اليها اللقاء تركزت على التزام المسار القضائي اللبناني في هذا الملف وحرص الوزراء بعد اللقاء على الالتزام بالصمت حيال المباحثات او القرارات، رغم انهم استفاضوا بالبحث في مذكرة الانتربول وكيفية التعامل معها. وكان التوافق على أهمية تحصين المصرف المركزي باعتباره من اهم مؤسسات الدولة، بمعزل عن الاتهامات ضد الحاكم. ووجد اللقاء الوزاري في القضاء الملاذ الآمن للتعامل مع الازمة بما ان بعدها قضائي بامتياز. فكان القرار بالتزام ما يقرره القضاء، مع الالتزام بحماية المؤسسات العامة وعلى رأسها المصرف المركزي، وتغليب المصلحة العامة على المصالح الخاصة. وكان إصرار من ميقاتي على التزام القانون لجهة عدم تعيين حاكم جديد وتسليم نائبه الصلاحيات عند انتهاء الولاية.

علم ان اللقاء قرر اصدار توصية على الشكل التالي: “بنتيجة التشاور، رأى المجتمعون وجوب اعطاء الاولوية لكل ما من شأنه حماية مؤسسات الدولة الرسمية وفي طليعتها مصرف لبنان والالتزام المطلق بما سيقرره القضاء اللبناني في هذا الشأن، مهيبين بالجميع التحلي بالمسؤولية وتغليب المصلحة العامة الدولة وحماية مؤسساتها على المصلحة الشخصية”. وكشفت مصادر رسمية معنية ل”النهار” انه من غير المتوقع حصول أي تطور جذري في شأن مصير سلامة قبل نهاية ولايته ما دام توقيعه لا يزال مقبولا وساريا في الخارج وتحديدا في الولايات المتحدة بما يعني استمرار الاعتراف به بمعزل عن ملف ملاحقته .

ولذا بدأ التعامل اللبناني مع الملف قضائيا باستدعاء الحاكم الى النيابة العامة التمييزية ليستمع المحامي العام التمييزي القاضي عماد قبلان الى افادته في ضوء المذكرة الدولية. وينتظر ان يكرر سلامة اقواله امام القاضي قبلان بأنه بريء من الإتهامات الموجهة اليه بموجب هذه المذكرة التي تتضمن ما نسب اليه في الإدعاء العام في الملف اللبناني المدعى فيه ايضا على شقيقه رجا سلامة ومساعدته ماريان حويك. ولا تلجأ النيابة العامة التمييزية غالبا الى إتخاذ إجراء التوقيف انما تعمد الى مصادرة جواز سفر المستمع اليه ومنعه من السفر. وهو ما سيحصل بعد الجلسة المقررة امام القاضي قبلان في موعد قريب من هذا الأسبوع وفق التقديرات. وفي هذه المرحلة يقرر القضاء حصرا نتيجة الجلسة لجهة ترك سلامة من عدمه، وبخلاف المرحلة الثانية المنوطة بالسلطة التنفيذية فحسب لجهة بت الطلب الفرنسي لإسترداد سلامة الى فرنسا وفي ضوء تقرير ترفعه النيابة العامة التمييزية اليها بواسطة وزير العدل في حكومة تصريف الاعمال هنري خوري.

وكان وزير العدل علق على المذكرة القضائية بحق الحاكم بقوله ان “ما نخشاه ان يتدحرج الوضع وان تقوم دول أوروبية أخرى بالخطوات الفرنسية نفسها لذا يجب ان يُدرك الحاكم الوضع ويستقيل”.

 

 

  • صحية الأخبار عنونت: أزمة الرئاسة: عودة إلى الخلاف المسيحي

وكتبت تقول: مرّة جديدة، نجا زعيم تيار «المردة» سليمان فرنجية، من «لغمٍ» رئاسيّ كادَ ينفجر في ترشيحه. التفاهُم بين قوى المعارضة والتيار الوطني الحر على مرشّح يُطيح بالرجل، نُعي بعدَ أسابيع من المفاوضات والرسائل المتبادلة التي كادت أن تصِل إلى برّ التوافق، لولا «انعدام الثقة».

ولم يكُن ينقص استعصاء التفاهم الرئاسي بينَ قوى المعارضة، سوى كلام عضو تكتل «لبنان القوي» النائب آلان عون عن «طي صفحة جهاد أزعور» حتى يبلغ الخلاف مداه، وتنتهي معه محاولات الوصول إلى اتفاق على اسم رئاسي. لكن تصريح عون الذي أشار فيه إلى أن «لا اتفاق مع المعارضة على مرشح في وجه الثنائي إلا إذا كان من داخل التكتل»، لم يكن أساس المشكلة، بل كشف المستور الذي سعى كثيرون إلى طمسه.

فمنذ أسابيع، لم تتوقف القوات اللبنانية عن الغمز من قناة النائب جبران باسيل من باب الضغط أو الإحراج، بوصفه «غير قادر على اتخاذ موقف موحد مع المعارضة من دون التنسيق مع حزب الله»، ووصلت إلى اتهامه بأنه «لا يتعاطى بأخلاق في السياسة» كما جاء على لسان النائب بيار بو عاصي، الذي قال أمس إن باسيل «يحاول استخدامنا أداة ابتزاز ضد حزب الله وحركة أمل». وبذلك، تكون القوى المعارضة (تحديداً المسيحية) لانتخاب فرنجية عادت إلى المربع الأول في مشهد تسوده الخلافات ويُمكن اختصاره وفقَ الآتي:

الأول، بين قوى المعارضة نفسها، إذ ينقسم فريق «التغييريين» والمستقلين بينَ مؤيدين للاتفاق مع التيار والقوات وبين من يرفضون الدخول في ائتلاف نيابي مع «قوى السلطة» ويفضّلون الذهاب إلى اسم مستقل.

الثاني، بين التيار والقوات التي شنّ مسؤولوها أمس هجوماً على التيار، إذ سأل مسؤول العلاقات الخارجية فيها ريشار قيومجيان «عن أي انتخابات نتكلم، ولأي جمهورية؟ آن الأوان لكذبة الحوار والتوافق أن تنتهي»، معتبراً أن حلف الثنائي مع التيار «يختلف على الاسم ويتفق على رئيس يُشرّع سلاح الميليشيات».

الثالث، صارَ واضحاً بأن الخلاف بين باسيل وبعض النواب داخل كتلة التيار آخذ في التصاعد، إذ يرفض عدد من هؤلاء تعامله مع الملف الرئاسي وعدم التشاور معهم وعدم اطلاعهم على تفاصيل الاتصالات، وبعضهم يرفض الاتفاق مع المعارضة، وأصبح اليوم أكثر صراحة في التعبير عن هذا الموقف بالتأكيد أنهم «لن يصوتوا على أي اسم إلا إذا جرى التشاور معهم فيه».

هذه الخلافات باتت محسومة، بحسب تأكيدات نواب في قوى المعارضة، أشاروا إلى أن «إمكانية إنتاج تفاهم على اسم للإطاحة بفرنجية لم يعُد ممكناً»، لافتين إلى أن «المشكلة هي في أصل النوايا». وبدا واضحاً التشكيك المتبادل بين النواب، إذ يُتهم التيار بأنه «حاول جر القوات إلى اتفاق على أزعور من أجل الضغط على حزب الله، بينما هو ليسَ جدياً»، مقابل اتهام القوات بأنها «وافقت على أزعور من باب حرق اسمه، وهي أصلاً تريد الفراغ وتتعامل من منطلق حزبي لا وطني ولا تريد أن يسجل الاتفاق كإنجاز لمصلحة التيار».

وبينما ينتظر الفريق الداعم لفرنجية نتائج الاتصالات الجارية في الخارج مع قوى لبنانية، يتركز الحديث على كيفية التعامل مع المشهد الرئاسي قبلَ أقل من شهر على الموعد الافتراضي (15 حزيران) الذي حدده رئيس مجلس النواب نبيه بري كحد أقصى لانتخاب رئيس، مع اعتراف مصادر هذا الفريق بـ «عدم توافر الـ 65 صوتاً لانتخاب فرنجية حتى الآن»، والإشارة إلى «استمرار الاتصالات مع النواب الذين لا يزال عدد منهم يمتنع عن إعطاء موقف حاسم».

أما في العواصم ذات الصلة بالملف الرئاسي، فلا تزال باريس التي يزورها باسيل عندَ موقفها الداعم لفرنجية، وفقَ ما نقل مقربون عن الأخير، بينما تحافظ السعودية على تأكيد حيادها، رغم رهان البعض على وضوح أكبر مع الوقت. وتواصل قطر مساعيها المباشرة لإعادة تسويق قائد الجيش العماد جوزيف عون كخيار الضرورة للجميع، على قاعدة أن الاتصالات التي أجراها موفدون قطريون انتهت إلى خلاصة مبدئية بعجز كل من الفريقين على تأمين انتخاب مرشحه. ويبدو أن قطر تراهن على «تحرك أميركي جديد يظهر أن واشنطن مهتمة وغير مبالية بالملف اللبناني، وأنها ستتدخل لوضع حد للاندفاعة الفرنسية».

  • صحيفة الديار عنونت: قلق في «إسرائيل» من أهداف وتوقيت مُناورة حزب الله الرمزيّة: ما خفيَ أعظم؟
    المعارضة مُربكة… ولا «خطة باء» بعد فشل التفاهم مع «التيار»… وجنبلاط مُستاء!

  

وكتبت: الارباك سمة الساعات القليلة الماضية على الاصعدة كافة. في «اسرائيل» ارباك على الصعيدين الامني والسياسي، ومحاولة لفك «شيفرة» المناورة العسكرية للمقاومة في توقيتها وابعادها، التي سيشرحها الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في اطلالته مساء الخميس المقبل في ذكرى التحرير.

وفي بيروت ارباك من نوع آخر، حول كيفية التعامل مع ازمة حاكم مصرف لبنان رياض سلامة القضائية، انتهت بتبني نص في اللقاء التشاوري الوزاري الذي عقد بالأمس في السراي الكبير، يشير بوضوح الى انه سيكمل ولايته حتى نهاية تموز دون ان تلوح في الافق اي مخارج لليوم التالي، الا اذا انتخب رئيس للجمهورية، او تراجع رئيس مجلس النواب نبيه بري عن موقفه الرافض لتولي نائبه وسيم منصوري مهامه حتى انتخاب رئيس للجمهورية، وهو امر يعمل عليه على «قدم وساق» رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي الذي دعا الى جلسة حكومية في 26 الجاري للبحث في ملف موظفي القطاع العام، على ان تحدد لاحقا جلسة لدراسة ملف النزوح السوري.

اما رئاسيا، فالإرباك واضح لدى المعارضة التي لا تملك «خطة باء»، بعد ما يعتبرونه تنصلا من قبل «التيار الوطني الحر» من تفاهم كان «قاب قوسين او أدني» على مرشح مشترك ارادوه مرشحا لمواجهة مرشح «الثنائي»، وهو امر يرفضه تكتل «لبنان القوي» الذي يسعى وراء مرشح تسوية لا تصادم، والنتيجة عودة الى «نقطة الصفر» بانتظار خرق داخلي او اختراق لبعض الكتل، تجري بعده الدعوة لـ «بروفة» جلسة انتخاب، او خرق خارجي يمكن ان يترجم برفع منسوب الضغوط العربية والغربية لإتمام الاستحقاق.

الارباك الاسرائيلي

في هذا الوقت، ترجم الارباك الاسرائيلي حيال مناورة حزب الله العسكرية في تعليقات وسائل الاعلام، التي اشارت الى ان المخفي مقلق أكثر مما تم استعراضه. ولفتت الى ان ما يثير «الهلع» لدى الاجهزة الامنية العسكرية امران اساسيان: الصواريخ الدقيقة والمسيرة الايرانية «شاهد». ولفت عدد من المعلقين الامنيين الى ان حزب الله نجح في تثبيت المعادلات القائمة، واراد ان يثبت انه جيش منظم حتى لو لم يعرض الصواريخ الاستراتيجية التي تمنع «النوم» عن اجهزة الاستخبارات. اما الاستثنائي في المناورة فكان اظهار امكان اختراق الجدران واحتلال المستوطنات، اي ان الحزب حاضر لكل سيناريو.

ما خفي اعظم؟

وفي هذا السياق، لفتت صحيفة «معاريف» الى ان طائرة «شاهد 136» الإيرانية تثير الرعب في «إسرائيل» لما تتمتع به من قدرات فائقة، وقدرة على ضرب مواقع حساسة واستراتيجية، في حال اندلعت مواجهة عسكرية. ولفتت الى ان هذه الطائرة التي يمتلك منها حزب الله اعدادا غير معروفة، هي أكثر أسلحة هجومية دقيقة على الإطلاق، من حيث الفعالية والتكلفة، وهي طائرة انتحارية قادرة على إصابة الأهداف بدقة.

طائرة الرعب

وأشارت الصحيفة إلى أنه بإمكان الطائرة الانتحارية الوصول إلى أهداف على بعد 2500 كيلومتر، ومزودة برأس حربي يبلغ وزنه 50 كيلوغراما، وسرعتها تقدر بـ 185 كم/ ساعة. ولفتت الصحيفة الى الفارق الهائل بالتكلفة بين منظومة العصا السحرية، التي سجلت أول اعتراضين تشغيليين الأسبوع الماضي خلال إطلاق الصواريخ على «تل أبيب» من غزة، وأعدت خصيصا للتعامل مع مثل هذه التهديدات، وبين تكلفة الطائرة، واشارة الى ان تكلفة الصاروخ الاعتراضي الواحد مليون دولار، ما يعني 17 ضعفا سعر كل طائرة بدون طيار. فهذه المسيرة الصغيرة التي تزن نحو 200 كيلوغرام، تشير تقديرات إلى أن قيمتها تتراوح ما بين 20 إلى 50 ألف دولار، وهي تعتبر رخيصة جدا.

دمار هائل

وعلى الرغم من القدرة على اعتراضها بوسائل الحرب الإلكترونية، فان سربا واحدا من هذه الطائرات يمكن أن يسبب أضرارا كبيرة للمواقع الاستراتيجية في «إسرائيل»، كما حدث في السعودية حين تم استهداف منشآت «أرامكو» النفطية، فهي تطلق على شكل أسراب، والتي تنجح في الوصول إلى أهدافها تسبب دمارا كبيراً، حيث تحمل في رأسها عشرات الكيلوغرامات من المتفجرات وتصيب الهدف المطلوب مباشرة. وبسبب صغر حجم الطائرة، ليس من السهل على أجهزة الرادار كشفها.

ماذا يريد حزب الله؟

وفي تقرير للقناة 13 قال مراسل الشؤون العربية حيزي سيمنطوف، انّ «حزب الله يريد أولاً التهديد، وأيضاً تمرير رسال مفادها أنّ حزب الله هو فعلياً جيش منظم مع قوات خاصة وسلاح، وعلى الرغم من هذا الأمر فإنّ التقدير هو أنّ الأمين العام لحزب الله السيد نصر الله غير معني بحرب أو مواجهة واسعة مع إسرائيل حالياً».

الصواريخ الدقيقة.. والعبور

وخلص المعلق الى القول» إنّ السلاح الذي لم يعرض في المناورة الاستثنائية هذه، هو الصواريخ الدقيقة الخاصة بحزب الله، ولديه الكثير منها، وهذه هي المشكلة التي تزيل النوم من عيون المؤسسة الأمنية والعسكرية. وفي السياق نفسه، ذكرت القناة « 12 «، أنّ مناورة حزب الله أثارت الاهتمام في «إسرائيل في ضوء عقيدة توحيد الساحات التي يتحدث عنها نصر الله وإيران في الأشهر الأخيرة». كذلك لفتت القناة إلى أن تسمية المقاومة المناورة بـ «سنعبر» تعبر عن كل شيء، واستخدام الدراجات النارية من أجل عبور الحدود، حدث سابقاً في قرية الغجر..

سجالات داخلية

داخليا، وفيما اعتبر رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع إنّ المناورة العسكرية التي أجراها حزب الله مرفوضة تمامًا، واصفا ما حصل في الجنوب بالتصرف «الأرعن»، اعتبر نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، أنّ المناورة هي الأولى من نوعها في لبنان وقال إنّها «رسالة ثبات وجهوزية، والإسرائيلي يفهم معنى هذه المناورة، وبعض من انتقد هذه المناورة في الداخل «اتركوهن» عادة لا بدّ أن يتكلّموا ونحن مع حرية الرأي، «يحكوا لبدن ياه» ما دام هذا الكلام لن يقدّم ولن يؤخّر، وهم في الأساس لم يحموا المقاومة بل دائماً يرمونها».

ميقاتي «يناور»

من جهته، لم يجد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي غير «المناورة» سبيلا للتعليق على مناورة حزب الله، وهو أكد رفض الحكومة «أيّ مظهر يشكّل انتقاصاً من سلطة الدولة وسيادتها»، وذلك في معرض ردّه على استفسار المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جوانا فرونتيسكا حول المناورة، إلا أنّه أكد أنّ «الإشكالية المتعلقة بموضوع سلاح حزب الله تحديداً ترتبط بواقع يحتاج إلى وفاق وطني شامل، وهو أمر يجب أن يكون من أولويات المرحلة المقبلة».

جمود رئاسي

في هذا الوقت، غاب الاستحقاق الرئاسي عن الاجندات الداخلية والخارجية، بعد «الصفعة» التي تلقتها المعارضة «المصدومة» من التراجع «الفظ» لـ «التيار الوطني الحر» عن شبه اتفاق، كانت توضع اللمسات الاخيرة عليه، لتظهير دعم موحد لمرشح رئاسي يمكن من خلاله اجهاض فرص رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية الرئاسية.

المعارضة مربكة

لا خطة «باء» عند هذه القوى التي عادت الى المربع الاول، ولا تملك اي خيارات سوى السلبية وسط مخاوف جدية، عبّرت عنها اوساط «قواتية» من مغبة صفقة يمكن ان يقوم بها رئيس «التيار الوطني الحر» في باريس ينال من خلالها حصة وازنة في العهد الجديد، مقابل تغطية جلسة انتخاب فرنجية بتأمين النصاب، واعطاء الحرية لنواب كتلته المنقسمين حول خياراته الرئاسية، وهو ما تنفيه مصادر «التيار» التي تؤكد انها لم تقم باي فعل خيانة، لان الامور لم تصل اصلا الى خواتيمها، والتفاوض مع المعارضة لم ينجح لاعتبارات كثيرة، اهمها الاصرار على تبني خطاب تحد لا يمكن ان يصل باي رئيس الى بعبدا، بل اكثر من ذلك، فان «معراب» اظهرت في مرحلة متقدمة من التفاوض، ان اختيار اسم الوزير السابق جهاد ازعور مجرد مناورة تخفي من ورائها مرشحا آخر لم تسمه؟!

هل يحصل «الاختراق»؟

وفيما يعول «معسكر» داعمي فرنجية على هذا الانقسام، لتعزيز حظوظ مرشحهم من خلال الحديث عن خطأ يرتكبه البعض في اجراءات عدّ الاصوات النيابية من خلال الاخذ بكل الكتل النيابية باعتبارها «بلوكا» واحدا، وذلك في اطار التلميح الى حصول العديد من الاختراقات المهمة في اكثر من كتلة، لا تزال مصادر في «الوطني الحر» تنفي وجود انقسامات داخل تكتل «لبنان القوي»، وهي تشير الى ان اي رهان على ذلك ليس في مكانه، وهي تؤكد ان الاتصالات التي يقوم بها النائب جبران باسيل في باريس تدور في سياق تثبيت مواقف التيار والدفاع عنه، وهو يحاول تحقيق اختراق في الموقف الفرنسي لا العكس.

جنبلاط «مستاء»

وامام هذه التعقيدات، رجحت مصادر مطلعة الا يحصل اي تطور نوعي على خط الاستحقاق الرئاسي قبل 15 حزيران المقبل، الا إذا نجح «الثنائي الشيعي» في الحصول على «بوانتاج» مريح، يمكن ان يستكمل بإنعطافة من رئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط الذي منح الاطراف المسيحية مهلة أكثر من كافية للتفاهم دون جدوى، وهو يشعر بالاستياء والاحباط مما آلت اليه الامور حتى الآن.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى