ثقافةفي مثل هذا اليوم

في مثل هذا اليوم:لبنان يخرج من اتفاق 17أيار حكوميا ونيابيا

الحوار نيوز – خاص

 

في مثل هذا اليوم ،5 آذار 1984 ،ألغى لبنان اتفاق 17 أيار الذي وقعه مع الكيان الصهيوني،بعد انقسام لبناني واسع ،ومؤتمرين للحوار في سويسرا جمع كبار الشخصيات اللبنانية. 

 

  اتفاق 17 أيار كان مشروع اتفاق سلام تم التوصل إليه في 17 أيار/مايو 1983 بين الحكومة اللبنانية وإسرائيل ،إلا أنه ألغي كما أسلفنا قبل المصادقة عليه بعد أقل من عام أمام الرفض الشعبي والاعتراض السوري. وجاء الاتفاق في ظروف الحرب الأهلية اللبنانية والاجتياح الإسرائيلي للبلاد وحصار بيروت في عام1982 .

الأحداث المؤدية للإتفاق

سعت إسرائيل منذ قيامها إلى غزو لبنان والسيطرة عليه وذلك لعدة أهداف:

في عام 1982 قام الجيش الاسرائيلي باجتياح  للبنان، حيث دمرت القوات الإسرائيلية عشرات المدن ومئات القرى اللبنانية ونجحت لأول مرة في اجتياح ودخول عاصمة عربية خارج حدود الأراضي المحتلة وهي بيروت، كما نجحت في إخراج منظمة التحرير الفلسطينية خارج لبنان.

في 28  كانون الأول/ديسمبر 1982 بدأت المفاوضات بين إسرائيل ولبنان برعاية أمريكية في منطقة خلدة جنوبي بيروت. بعد تلك المفاوضات جرت جولات عديدة في مستعمرة كريات شمونة شمالي فلسطين.

استمرت المفاوضات حتى 17 أيار/مايو 1983 حيث تم التوصل إلى اتفاق سلام عُرف بمعاهدة 17 أيار.

بنود المعاهدة 

  • إلغاء حالة الحرب بين لبنان وإسرائيل.
  • الانسحاب الإسرائيلي الكامل من لبنان في فترة 12-8 أسبوع.
  • إنشاء منطقة أمنية داخل الأراضي اللبنانية تتعهد الحكومة اللبنانية بأن تنفذ ضمنها الترتيبات الأمنية المتفق عليها في ملحق خاص بالاتفاق.
  • تكوين لجنة أمريكية – إسرائيلية – لبنانية تقوم بالإشراف على تنفيذ بنود الإتفاقية ،وتنبثق من تلك اللجنة لجنة الترتيبات الأمنية ولجان فرعية لتنظيم العلاقات بين البلدين.
  • تكوين مكاتب الإتصال بين البلدين والتفاوض لعقد اتفاقيات تجارية.
  • امتناع أي من إسرائيل ولبنان عن أي شكل من أشكال الدعاية المعادية للبلد الأخرى.
  • إلغاء جميع المعاهدات والبنود والأنظمة التي تمنع تنفيذ أي بند من بنود الإتفاقية.

الاتفاقية في المجلس النيابي 

اجتمع المجلس النيابي يومي 13 و14 حزيران/يونيو 1983 للنظر في الاتفاق في حضور 72 نائبا وغياب 19 على ال99 الذين انتخبوا عام 1972 ،فيما توفي 7 قبل التاريخ إضافة إلى أمين الجميّل الذي أصبح رئيسا للجمهورية.

أشرف على التصويت رئيس المجلس كامل الأسعد  الذي لم يصوت بدعوى حياد رئاسة المجلس  وجاء التصويت كالآتي:

– 65 “مع”: كميل شمعون، بيار الجميّل، رفيق شاهين، محمود عمّار، حميد دكروب، سمعان الدويهي، عبد اللطيف بيضون، علي العبدالله، عبده عويدات، أدمون رزق، فؤاد لحود، عبد اللطيف الزين، رينيه معوّض، إميل روحانا صقر، ميشال ساسين، خاتشيك بابكيان، ملكون أبليغاتيان، سورين خان أميريان، آرا يروانيان، إنترانيك مانوكيان، بيار حلو، شفيق بدر، مجيد أرسلان، محمد يوسف بيضون، علي الخليل، نزيه البزري، بشير الأعور، زكي مزبودي، سليمان العلي، جميل كبّي، صائب سلام، عادل عسيران، نديم سالم، مخايل الضاهر، عثمان الدنا، ألبير مخيبر، بيار دكاش، فؤاد غصن، راشد الخوري، أدوار حنين، ميشال معلولي، فؤاد الطحيني، حسين منصور، جوزف سكاف، صبحي ياغي، سليم المعلوف، نديم نعيم، سالم عبد النور، فؤاد نفاع، أوغست باخوس، بطرس حرب، جبران طوق، أنور الصباح، منيف الخطيب، حبيب كيروز، موريس فاضل، يوسف حمود، الياس الهراوي، الياس الخازن، لويس أبو شرف، جورج سعادة، نصري المعلوف، كاظم الخليل، طارق حبشي وطلال المرعبي.

– 2 “ضدّ:زاهر الخطيب ونجاح واكيم .

– 3 “ممتنع:حسين الحسيني، رشيد الصلح وألبير منصور

– 1 “متحفّظ” :عبد المجيد الرافعي.

وقاطع الجلسة 19 نائباً هم: رشيد كرامي، باخوس حكيم، صالح الخير، عبد الله الراسي، هاشم الحسيني، حسن الرفاعي، حسن الميس، سليم الداوود، عبد المولى أمهز، ناظم القادري، توفيق عساف ، أمين الحافظ، ريمون إده، أحمد إسبر، فريد جبران، منير أبو فاضل، موريس زوين، رائف سمارة وفريد سرحال.

الرفض الشعبي  

لاقت غالبية اللبنانيين ذلك الاتفاق بالرفض الشديد. وزادت العمليات العسكرية من قبل المنظمات المسلحة داخل لبنان حتى كادت أن تطول إحدى جولات التفاوض. وانطلقت أشد الحملات ضد هذا الإتفاق من مسجد الرضا في الضاحية الجنوبية لبيروت،وذلك بناء على القرار الصادر من نبيه برّي رئيس حركة امل إلى الجيش، بأن على الجيش اللبناني أن يتمرد على أوامر قيادته العسكرية ويجعل من هذا التمرد انتفاضة في وجه الحكم الكتائبي والفئوي وسقطت كل الأوراق وسقط معها اتفاق معاهدة 17 أيار/ مايو والذي وصفته حركة أمل بأنه اتفاق الذّل والعار، وكادت هذه الاتفاقية أن تتحول إلى ما يسمى المحمية الصهيونية بامتياز، فكان لحركة أمل دور في إنهاء اتفاقية 17 أيار والتي اعتبرتها عاراً على جبين اللبنانيين.

صرّح نبيه بري ومن أمام قصر بعبدا الرئاسي بعد التوقيع على الاتفاق من قبل الجانبين اللبناني والإسرائيلي، بأن هذا الاتفاق ولد ميتاً، وبعدها توالت الأحدات، وزار جورج شولتز وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية وريتشارد مورفي المساعد للشرق الأدنى سوريا حيث قابلا الرئيس السوري حافظ الأسد وشرحا له فيها عن الاتفاق بين لبنان وإسرائيل، وبعد أربع ساعات من الشرح من قبل الموفد الأميركي، أدلى الرئيس حافظ الأسد بالعبارة التالية”: إن هذا الاتفاق لن يمر. ” 

وكان لتوقيع الاتفاقية تداعيات على مستوى الداخل اللبناني أبرزها نشوب الاقتتال الداخلي وانقسام المشهد السياسي بين الحكومة والرئيس أمين الجميل المتمسكين بالاتفاق من جهة، وجبهة الإنقاذ الوطني ومن ورائها سوريا الرافضين له من جهة ثانية. فمنذ ذلك التاريخ، بدأت المتاعب الفعلية في لبنان. ففي 19 أيار/مايو اندلعت حرب الجبل التي انتهت في 19 أيلول/سبتمبر 1983 بسيطرة الحزب التقدمي الاشتراكي على كل القرى الجبلية، تلتها انتفاضة 6 شباط/فبراير 1984 في بيروت وسيطرة القوى الرافضة لاتفاق 17 أيار على القسم الغربي من العاصمة.

وفي الفترة التي شهدت تصاعدا لوتيرة استهداف القوات الأسرائيلية والأجنبية داخل لبنان، خاصة بعد حادث مقتل عدد كبير من قوات المارينز والمظليين الفرنسيين، اتجه الرئيس أمين الجميل إلى إعلان إلغاء اتفاق 17 أيار ، وتحت ضغط الرفض الشعبي قامت الحكومة اللبنانية ومجلس النواب اللبناني برئاسة الرئيس حسين الحسيني باعتبار هذا الاتفاق باطلا وقاموا بإلغائه بعد أقل من عام على اعتماده وبالتحديد في 5 آذار/مارس 1984 .

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى