إغترابمن هنا نبدأ

غازي عز الدين : وماذا بعد ؟ (حسن علوش)

 

حسن علوش – الحوارنيوز

تعرفت على غازي عزالدين منذ مدة قصيرة، هو شخص دمث الأخلاق، هاجر الى دولة الامارات العربية المتحدة ووجد فيها خيراً وحباً وحضناً آمناً، وإسوة بالآف من اللبنانيين أخلص لعمله وللدولة المضيفة، ولم تسجل له مخالفة واحدة طوال سنوات عمله في الامارات.

غازي عزالدين، لا يحب السياسة، ابتعد عنها باكرا وكرس حياته لعمله ولعائلته ولخدمة كل محتاج وقاصد، ما استطاع الى ذلك سبيلا.

آمن بدولة الامارات إيمانه بلبنان، لا بل شكلت الامارت عنوانه الأول بعد أن غرق لبنان بدواماته ولفظت الحرب خيرة شبابه.

ليست المرة الأولى التي يتم توقيف لبنانيين في دولة الامارات، على خلفية شبهة العلاقة مع جهه سياسية لبنانية معينة أو مع أحد اعضاء هذه الجهة ولو كانت علاقة طبيعة بمعنى انها علاقة قربى عائلية!

لكن تكرار هذا الأمر بالطريقة التي يحدث فيها يثير بعض الأسئلة التي تتعلق بالغاية من خلف هذه التوقيفات غير المسندة إلى ادلة كافية للإدانة، أو حتى للإتهام.

من منا لا يدرك حقيقة مطلقة بأنه لا يوجد عائلة أو فرد لا تربطه صلة قربى قريبة أو بعيدة  عن الجهة السياسية المعنية. وهناك أصدقاء كثر لدولة الامارات على تواصل دائم وعلني مع الجهة اللبنانية المستهدفة وتكاد السياسات تتطابق بينهما، فلماذا استهداف أبرياء لجأوا الى الإمارات بحثا عن اللقمة الحلال، خدموا الإمارات من قلوبهم وما خانوا!

ليست القضية بمبدأ العلاقات التي في غالبيتها إجتماعية طبيعية، إنما القضية بمدى مخالفة أي مواطن اماراتي أو مقيم في دولة الامارات القوانين المرعية.

الخشية من أن الإستراتيجة الأمنية المتبعة هي كسيف مسلط على اللبنانيين كافة في الامارات، لا بل، هي تجافي قيم الامارات الأساسية والأركان التي قامت عليها دولة التسامح والتعدد والتنوع، دولة الامارت.

 دولة الإمارات، تعتبر واحة للتسامح والتعايش في المنطقة والعالم، وضربت أنموذجاً رائعاً في الترابط والتآلف بين مختلف مكونات المجتمع، على اختلاف أفكارهم وتوجهاتهم”.

“لقد أرسى المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان نهجاً ونموذجاً، في التسامح والتعايش والمحبة الإنسانية، تحظت حدوده دولة الامارات، ويعد قدوة، وإرثاً متأصلاً في شخصية الإنسان الإماراتي.  لقد أرسى، رحمه الله، ثقافة حب الخير والعطاء، وأبناء زايد تربوا على نهج الإنسانية وقيمها الراقية، التي غرسها في نفوسهم، لتصبح بالتالي غريزة فطرية، تنتقل من جيل إلى آخر من أجيال البلاد.”

من يحاول الاساءة الى هذا الإرث؟

بعد غازي عزالدين، تجاوزت القضية حدود توقيفات راهنة أو سابقة أو لاحقة، بات من الضروري بمكان أن تقوم الجهات اللبنانية المختصة بمعالجة هذا الأمر معالجة أخوية صادقة. من واجب الرئيس نبيه بري ونائب رئيس المجلس الاسلامي الشعي الأعلى الشيخ علي الخطيب، لا بل من واجب رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزارة الخارجية  ووزارة العدل اللبنانية ومفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطف دريان، أن يبادروا معا أو كل بحسب اختصاصه، لمعالجة اشكالية التعامل مع فئة لبنانية لمجرد كونها تنتمي الى جغرافية لبنانية معينة.

الرئيس بري مع آل عز الدين

وهنا لا بد من الإشارة إلى أن اللواء عباس ابراهيم قام سابقاً بمثل هذا المسعى لكنه لم يستكمل وتوقف مع صدور أحكام بحق مجوعة أوقفت سابقا.

نقول كلامنا هذا لأننا نعترف بأهمية العلاقات الأخوة بين دولة الامارات ولبنان اسوة بسائر العلاقات مع الدول العربية، ولأننا نحرص أن تبقى الامارات دولة التسامح يسمو فها القانون ،ولا شيء غير القانون.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى