سياسةصحفمحليات لبنانية

قالت الصحف: دولة الاحتلال تعتدي والغرب يحذر لبنان!

 

الحوارنيوز – خاص

مفارقة عكستها صحف اليوم بطريقة أو بأخرى. فالعدو الاسرائيلي ماض في اعتداءاته على القرى اللبنانية فيما تحذيرات الولايات المتحدة والغرب الأوروبي توجّه للبنان مع تهديد بمزيد من الحصار المتعدد الأوجه!

مذا في التفاصيل؟

  • صحية النهار عنونت: أخطر تحذير فرنسي: الضربة الإسرائيلية للبنان حتمية!

وكتبت تقول: الانحسار النسبي في عنف المواجهات الميدانية نهار امس عند الحدود الجنوبية مع إسرائيل لا يعني تبدد الوضع المشدود القابل للاشتعال الواسع في أي لحظة، اذ ان ساعات بعد الظهر والمساء عادت لتشهد تصعيدا ملحوظا من جانب إسرائيل فيما الاعين على معالم المحاولات الدولية ولا سيما منها الأوروبية لاحلال هدنة إنسانية تفرض وقفا لاطلاق النار في غزة، بما سينسحب حتما على الجبهة الجنوبية في لبنان. وفي أي حال بدا تكثيف المواقف الدولية والاوروبية المحذرة من انتقال الحرب الى لبنان دليلا اضافيا على ان الأيام الأخيرة من المواجهات الميدانية العنيفة بين “حزب الله” والجيش الإسرائيلي عبر خطوط المواجهة قد فاقمت المخاوف الدولية كما رفعت وتيرة الاستنفار والضغوط الديبلوماسية سعيا الى منع تحول هذه المواجهات الى حرب واسعة، علما ان وسائل إعلام إسرائيلية وصفت امس ما يجري في الشمال بانها جولة القتال الأكبر بين إسرائيل و”حزب الله” منذ حرب تموز 2006. وعلى رغم تصاعد المخاوف من اتساع المواجهات وما يرصد من تكثيف النزوح من المناطق الحدودية الجنوبية، فان بعض الأوساط المطلعة على مجريات الاتصالات الكثيفة التي تجري للجم الاندفاعات الحربية في غزة ومنع تمددها الى لبنان لا تزال ترجح حاليا بقاء “الستاتيكو” الميداني. ولذا توقعت هذه الأوساط تفعيلا واسعا للجهود الحكومية والوزارية في اطار تحصين الواقع اللوجستي الداخلي على غرار ما بدأت تنفذه الوزارات الأساسية في مجالات العمل الاجتماعي والصحي والاغاثي والتحسب لكل احتمالات المرحلة المقبلة.

هذه الأجواء لم تحجب الدلالات البارزة لاطلاق مزيد من المواقف الغربية المحذرة من تورط لبنان في الحرب، وجاء ابرزها امس على لسان السفيرة السفيرة الأميركية دوروثي شيا في مناسبة احياء الذكرى الأربعين لتفجير مقرّ مشاة البحرية الأميركية في بيروت في 23 تشرين الأول 1983 والذي تزامن مع الظروف الحالية بما اضفى على الموقف الأميركي دلالات استثنائية. فقد اعلنت السفيرة شيا اثر وضعها والسفير الفرنسي هيرفي ماغرو إكليلا من الزهر على النصب التذكاري في السفارة الأميركية “نحن هنا لنقول بشكل لا لبس فيه أن التزامنا تجاه شعب لبنان أقوى بكثير من أي عمل جبان من أعمال العنف أو الإرهاب. اليوم، نحن نرفض، ويرفض الشعب اللبناني، تهديدات البعض بجرّ لبنان إلى حرب جديدة. ونحن مستمرون في نبذ أية محاولات لتشكيل مستقبل المنطقة من خلال الترهيب والعنف والإرهاب ــ وأنا هنا أتحدث ليس فقط عن إيران وحزب الله، بل وأيضاً عن حماس وآخرين، الذين يصوّرون أنفسهم كذباً على أنهم “مقاومة” نبيلة والذين ومن المؤكّد أنهم لا يمثلون تطلّعات – أو قيم – الشعب الفلسطيني، في حين أنهم يحاولون حرمان لبنان وشعبه من مستقبلهم المشرق”.

ولكن الخطير في هذا السياق ما نقلته مراسلة “النهار” في باريس رندة تقي الدين عن مصدر ديبلوماسي فرنسي من ان ما يقوم به حاليا “حزب الله” على الحدود اللبنانية الإسرائيلية من ارسال قذائف وصواريخ وقصف مدرعات إسرائيلية يجعل توقع ضربة إسرائيلية للبنان حتميا. وأضاف انه “لم يبق هناك شك في ان إسرائيل ستضرب لبنان ولكن تاريخ الضربة غير معروف لان إسرائيل لن تستمر دون رد على الاختبار الذي يقوم به حاليا حزب الله”. أضاف المصدر “ان فرنسا وجهت تحذيرات مباشرة الى حزب الله حول الموضوع ووزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا اكدت للمسؤولين في لبنان ضرورة عدم الدخول في الحرب ولكن ما يحدث حاليا على الحدود يجعل الضربة الإسرائيلية حتمية”. وأشار الى انه سبق لفرنسا ان وجهت رسالة الى الحكومة الإسرائيلية بمعنى انه ينبغي عدم توسيع الحرب الى الشمال مع لبنان وكل مرة كان رد رئيس الحكومة نتنياهو اذا لم يحدث شيء من الحدود الشمالية لن نفعل شيئا ولكن الآن يرسل حزب الله يوميا قذائف وصواريخ الى إسرائيل وسترد بالقصف على لبنان لا نعرف كيف ومتى ولكن هذا حتمي”. وقال المصدر انه خلال الاتصال بين الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ونظيره الإيراني إبراهيم رئيسي كانت لهجة رئيسي لهجة تهجم. وأوضح ان الرئيس الفرنسي يرى انه من الضروري ان يعود مبعوثه جان ايف لودريان الى بيروت قريبا لدفع اللبنانيين الى انتخاب رئيس لأن الخطر كبير جدا على لبنان ودون رئيس وحكومة كيف يمكن مساعدة البلد؟

 

 

  • صحيفة الأخبار عنونت: قواعد جديدة تفرضها المقاومة على وقع ميدان غزّة

وكتبت تقول: صمتٌ رهيب على الأرض، يخرقه طنين الطائرات المُسيّرة، وهي تجوب السّماء على شريط الحدود الفلسطينية ـ اللبنانية. آثار دخان ترتفع من أحد مواقع العدوّ، يقابلها عمود دخانٍ سبّبته غارة للطيران الحربي المعادي، في محاولةٍ للردّ على مصادر نيران المقاومة اللبنانية.

هي أوقات قصيرة بين الجولة والجولة، يمكن استراق التنقّل فيها على الطرقات المحاذية للجدار الإسمنتي، بعدما تحوّلت أطراف القرى وطرقاتها الطرفية إلى مناطق مستهدفة بالقصف الإسرائيلي. لكنّ التقاط هواء عكا والكرمل العابر مع الريح الجنوبية من شبّاك السّيارة المسرعة، على الطريق بين عيتا الشعب ورامية، يستحقّ المغامرة.

يدبّ السكون داخل قرى المواجهة الحدودية. بعض الحيوانات الأليفة، هجرها أهلها، بعد أن فضّل جزء من السكان الانتقال المؤقّت إلى مناطق أخرى بعيدة، بينما التزم جزء آخر بيته ولا يخرج منه إلّا للضرورة القصوى. أمّا المقاومون، فظلالٌ تظهر وتختفي من دون أن تترك أثراً.

في شريط بعمق خمسة كيلومترات تقريباً داخل الأراضي اللبنانية، ومثله على الجانب الفلسطيني المحتلّ، تدور حربٌ حقيقيّة. منذ الثامن من تشرين الأول الحالي، تُلهب المقاومة خط الجبهة من بحر الناقورة في الغرب، إلى سفوح جبل الشيخ في العمق الشرقي. فلا تهنأ عينٌ لجندي إسرائيلي في موقع من المواقع الـ 31 المنتشرة على طول خط الحدود الوهمي، بعدما حوّلت جرأة المقاومين وقبضات صواريخ الكورنيت الموجّهة، التحصينات الإسمنية والملاجئ إلى سجون لا يفارقها جنود الاحتلال.

قبل شهرٍ من الآن، كان قادة جيش العدوّ يتحدّثون عن استعدادهم لـ«أيام قتالية» على «الجبهة الشمالية» مع حزب الله، بينما أطلق رموز الحكومة الإسرائيلية التهديد والوعيد. أحدهم قال إن «إسرائيل ستعيد لبنان إلى العصر الحجري».

لكنّ الواقع في جنوب لبنان عكس ذلك. خلال أسبوعين من القتال، غيّرت المقاومة قواعد الاشتباك القديمة، لصالح قواعد جديدة، عنوانها التماهي العسكري مع الميدان في غزّة، وترتبط بظروف المرحلة وتطوّراتها، بما لا يشبه ما كان قائماً منذ ما بعد حرب تمّوز 2006.

صحيح أن حزب الله يدير المعركة بدقّة متناهية ويتدرّج بالتصعيد، لكنّ حجم الضربات التي يسدّدها، وتوزّعها على خطّ جبهة يتجاوز طولها الـ 100 كلم، يُظهران اندفاعاً هجوميّاً عالياً مع تطوّر العدوان على فلسطين، وجرأة أعلى كلّ يوم، يعاكسان محاولات جيش الاحتلال لاحتواء الهجمات والانتقام بقصف الصحافيين والمدنيين.

في الحساب، الاستهدافات الكثيفة لمعدات التجسّس والتنصّت والتصوير والاستعلام ووسائط التشويش الإلكتروني والإنذار المبكر، تضرّرت بما يزيد على 40%، وهذا ما يفسّر اعتماد العدوّ الكبير على الطائرات المُسيّرة لتعويض النقص في الجمع المعلوماتي الذي كانت تؤمّنه هذه الوسائط. إلّا أن ذلك، وعلى الرغم من التفوّق الجوي وسقوط ما يزيد على 27 شهيداً للمقاومة، لم يعطِ جيش العدوّ القدرة على تعطيل حركة أطقم الكورنيت و«صائدي الدبابات» ولا من استمرارهم في تحقيق الضربات.

في المقابل، تمكّن المقاومون من شلّ حركة قوات العدوّ، على مستوى الأفراد وتجمّعات الجنود وفي النقاط المموّهة والمستترة، وعلى مستوى الآليات والمدرّعات التي تحوّلت إلى أهداف في أقلّ حركة وأسرع وقت، حتى بات الضبّاط والقادة يتنقّلون بالسيارات المدنيّة خشية الموت في الآليات العسكرية. دبابات الميركافا أيضاً لم تسلم من الضرب والحصار، فبات يلاحظ غيابها عن الخط الأمامي وضيق هامش مناورتها مع اختبائها في تحصينات الخطوط الخلفية، خشية استهدافها بالصواريخ التي يصل مداها إلى حوالي 5 كلم.

وظهرت مشكلة أخرى لدى جيش الاحتلال في الجدار الإسمنتي نفسه، إذ إن تطوّرات الأيام الأخيرة، كشفت هشاشة الجدار الذي كلّف المليارات لإنجازه، من حيث تمكّن المقاومة من الاحتفاظ بامتيازات جغرافية على طول خطّ الجبهة تسمح لها باستهداف واسع وعميق من مناطق متاخمة للجدار أو مشرفة عليه، عدا ظهور الكثير من الثغرات التي سمحت للمقاومين الفلسطينيين مثلاً، باختراق الإجراءات أكثر من مرة والدخول من لبنان إلى العمق الفلسطيني، ما حوّل الجدار الإسمنتي إلى «جبنة سويسرية»، على غرار خطّ بارليف الشهير.

ولا يخلو سير المواجهات، من محاولة كلّ طرف استكشاف الأسلحة المجهولة التي يستخدمها الطرف الآخر، خصوصاً في الجوّ، إذ إن المقاومة تختبر باستمرار ردود فعل الدفاعات الجويّة الإسرائيلية، بينما يحاول العدوّ فعل الأمر نفسه.

أكثر من أسبوعين بقليل، كانت كافية لتظهر صورة الردع الإسرائيلي أمام حزب الله على حقيقتها: سقطت كلّ أوهام «الأيام القتالية» قبل أن تبدأ الحرب الواسعة، وتحوّلت قوات الجيش إلى انتشار دفاعي، بينما تكتظّ المستوطنات الفارغة من المستوطنين بالجنود. وحزب الله لا يرتدع ويصعّد ضرباته، بما يُفقد الاحتلال أي سيطرة على التحكّم بوتيرة المعركة أو قوّتها، وطبعاً نهايتها.

كلّ يوم يمرّ في الجنوب، تتآكل صورة الرّدع الإسرائيلي أكثر فأكثر أمام حزب الله من دون القدرة على تعويضها، مع اضطرار العدوّ للقبول بالتحوّلات… على وقع التطورات الميدانية في غزّة، تتصاعد المواجهة من دون أفق واضح. وإذا ما قرّر العدوّ الدخول البري إلى غزّة والاستمرار في العدوان، فإن التدحرج العسكري، على قواعد الأسبوعين الأخيرين، سيكون السيناريو الأكثر ترجيحاً في الجنوب اللبناني، حيث القبضات مشدودة على الزّناد لتسدّد من دون أي رادع، أو حسابات، لكلّ ما ساد سابقاً.

 

 

  • صحيفة الجمهورية عنونت: واشنطن: نرفض جرّ لبنان الى حرب… ودمشق تؤكد التعاون بملف النازحين

وكتبت تقول: ليس معلوماً أيّ التقديرات ستصيب: هل تلك التي تجزم بأنّ الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة ستتوسّع وتشعل كل المنطقة بما يؤسّس لشرق أوسط جديد لإسرائيل، ام تلك التي تجزم بدورها أنّ هذه الحرب ورغم قساوتها، وكثرة داعميها ورعاتها، ستبقى محصورة بالميدان الغزّاوي، ولن تتمكن خلالها إسرائيل من بلوغ السقف العالي الذي حدّدته بالقضاء على «حماس» وتصفيتها؟

ليس في الامكان الجزم بأيّ من تلك التقديرات هو الأكثر دقة، وإنْ كانت الحرب الواسعة هي الاكثر ترجيحاً ربطاً بحرب الدمار الشامل التي تشنها اسرائيل على غزة بدعم مباشر وغير مسبوق من الولايات المتحدة الاميركية والغرب، واستعداداتها لاجتياح برّي للقطاع، وبالأجواء الحربيّة التي تسود المنطقة التي تبدو وكأنها باتت قاب قوسين أو أدنى من أن تنزلق الى حرب قد يُعرف كيف تبدأ، ولكن لا يُعرف كيف ستنتهي، وأيّ جبهات ستشمل وأي نتائج ستتأتّى منها على كل دول المنطقة.

على أنّ تلك التقديرات تتقاطع جميعها عند ثابتة وحيدة وهي أنّ ما بعد عمليّة حركة «حماس» في السّابع من الشهر الجاري، والحرب التدميريّة التي تلتها، ليس كما قبله؛ أيْ واقع جديد تأثيراته ستنسحب على كلّ المنطقة، سواء حققت اسرائيل النصر الذي تريده على «حماس» او لم تتمكّن من تحقيق ذلك. وهو واقع لا يمكن التكهّن فيه سوى بسيناريوهات مخيفة وبأثمان كبرى ستُدفع.

في موازاة تلك السيناريوهات، تتصاعد المخاوف من أن يكون لبنان أكثر من يدفع الثمن، فحدوده الجنوبية باتت شبه مفتوحة، وصعدت الى ذروة التوتّر جرّاء العمليّات الحربيّة بين «حزب الله» واسرائيل، التي تسارعت في الايام الاخيرة بوتيرة مكثّفة وعنيفة على طول الخط الحدودي، وأشاعت قلقا جديّا من احتمال انهيارها بشكل أخطر وأوسع، تبعاً لأيّ طارىء قد يحصل في أي لحظة.

الا انّ اللافت للانتباه في الجو المتوتر على الحدود، هو ان العمليات العسكرية سجلت نهار امس تراجعا لافتا عمّا كانت عليه في الأيّام السّابقة، من دون ان يعني ذلك ان باب الاحتمالات الحربية قد اغلق، حيث ظل التوتر مسيطرا، في ظل تحليق مكثف لطيران الاستطلاع الاسرائيلي في أجواء الحدود وصولاً الى النبطية واقليم التفاح، ليعود الوضع الى التوتر في فترتي بعد الظهر والمساء تخلله قصف لخراج بلدة كفرحمام وعمليات تمشيط نفذها العدو لمحيط موقع رويسات العلم في القطاع الشراقي، وأفيد عن قصف اسرائيلي على مركز الجدار التابع للجيش اللبناني في خراج بلدة رميش. وسمعت صافرات الانذار بوضوح داخل «كيبوتس دان» القريب من الحدود اللبنانية. واعلن جيش العدو عن «اعتراض مسيرة قادمة من لبنان اخترقت مجالنا الجوي من جهة البحر قبالة عكا، وانّ سلاح الجو الاسرائيلي هاجَم خلية كانت تخطط لإطلاق صواريخ في مزارع شبعا. كما اعلن المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي عن تعرّض موقع مسكافعام لإطلاق نار من الجانب اللبناني، فيما تحدثت وسائل الاعلام الاسرائيلية عن سقوط صاروخين في مستوطنة كريات شمونة ما أدى الى اصابة مستوطنين بجروح.

توتر فوق الجمر

وشَبّه مصدر امني مسؤول الوضع على الحدود بـ»التوتر فوق الجمر»، وابلغ الى «الجمهورية» قوله ردا على سؤال عما اذا كانت تتوقع تفجيرا واسعا في الجنوب: تطورات الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة، او بمعنى أدق تحضيرات جيش العدو لعملية برية في القطاع هي التي تحدّد إشعال فتيل التفجير او اطفائه. ولكن حتى الآن يبدو ان اسرائيل ما زالت في حال تخبّط ازاء هذه العملية، وهو ما يعكسه الاعلام الاسرائيلي بوضوح وحديثه تارة عن إنهاء تلك التحضيرات، وتارة اخرى عن خلاف حاد بين نتنياهو والجيش الاسرائيلي على خلفية هذه العملية. وآخر الذرائع ما كشفته اذاعة الجيش الاسرائيلي بأنّ اسرائيل وافقت على طلب واشنطن تأجيل الدخول البري الى غزة حتى وصول قوات اميركية اضافية».

امام هذا التخبط، يضيف المصدر: «يبدو ان اسرائيل تعوض عن ذلك بتكثيف غاراتها التدميريّة لقطاع غزة، امّا الجبهة الجنوبية فتبدو انها شديدة الهشاشة، ولكن رغم التوتر الشديد الذي يسودها لا توجد اي مؤشرات الآن الى تفاقم الامور بشكل واسع الا اذا حصل ما ليس في الحسبان، ولكن الوضع بصورته الحالية خلاصته انّ ما يحري من عمليات عسكرية وقصف ما زال تحت سقف قواعد الاشتباك الجديدة. وهذا السقف قد يشهد ارتفاعا في بعض الاحيان، كما قد يشهد انخفاضا في احيان اخرى».

وأوضح المصدر «انّ اتّساع رقعة العمليات العسكرية يبدو انه عدّل في ما كانت تسمى قواعد الإشتباك المعمول بها منذ العام 2006 بين «حزب الله» وجيش العدو الاسرائيلي التي كانت محصورة فقط بالمناطق غير المحرّرة، فيما العمليات اليومية التي نفّذها «حزب الله» ضد المواقع العسكرية الاسرائيلية على طول الحدود، وكذلك الامر بالنسبة الى القصف الاسرائيلي الذي يتجنّب عمق البلدات الجنوبية واحيائها السكنية، ويتركز على اطراف البلدات وما تسمى المناطق المفتوحة، بما يؤشّر الى ما يبدو انه توسيع غير معلن لمساحة قواعد الاشتباك، بحيث باتت شاملة جانبي الحدود الجنوبيّة امتداداً من مزارع شبعا وتلال كفر شوبا شرقاً الى الناقورة غرباً».

خوف… وحسابات

يلاقي ذلك مصدر سياسي مسؤول بقوله لـ»الجمهورية» انه «على الرغم من الاجواء السائدة، سواء في غزة او على الحدود الجنوبية، فحتى الآن، لست ارى ان العملية البرية التي تحدثت عنها اسرائيل ضد قطاع غزة مُيسّرة، ولو انها كانت كذلك لما تأخرت لحظة. كما انني حتى الآن لست ارى تدحرجا خطيرا للوضع على الحدود، فبتقديري انّ الهواجس المانعة للتدهور ما زالت موجودة بقوة، اولها الخوف الذي يعتري جميع الاطراف من الحرب الواسعة، وثانيها الحسابات. فالاميركيون وكما هو واضح يشجعون اسرائيل في حربها الانتقامية ضد «حماس»، وفي الوقت ذاته يسعون جهدهم لعدم توسيع هذه الحرب، بدليل تحذيراتهم المتتالية لـ»حزب الله» من فتح الجبهة، وكذلك بمحاولة مغازلة ايران والقول بعدم وجود دليل على وقوفها خلف هجوم حماس، او خلف العمليات التي تشنّ ضد الاميركيين في العراق. فالاميركيون يعرفون مسبقاً وقبل غيرهم، أيّ نتائج ستؤدي اليها أيّ حرب تقع، وتؤذي جميع اطرافها من دون استثناء».

اضافة الى ذلك، يضيف المصدر عينه، «فإنّ الدول الاوروبية ورغم تغطيتها لحرب اسرائيل على غزة، فهي قلقة جدا من الحرب بل لا تريدها، ذلك ان اوروبا قريبة من الشرق الاوسط، ودولها قد تكون الاكثر تأثراً بما قد ينتج عن هذه الحرب من سلبيات ومخاطر على مصالحها في المنطقة، وكذلك مما قد تحرّكه تلك الحرب من هجرة واسعة وكثيفة اليها، وهذه الهجرة قد تكون عاملا قويا في تسلل ما تعتبره الدول الاوروبية الارهاب اليها. اما ثالث هذه الهواجس، فهو ميزان الربح والخسارة لدى اطراف الحرب المفترضة، والاكلاف الصعبة التي سيدفعها مَن راهن على ربح هذه الحرب فخسرها، حيث سيتسحيل عليه في حال خسارة الحرب، حتى اعادة ترميم نفسه».

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى