ثقافةكتاب

حملة المئة ألف كتاب لدعم غزة حققت أهدافها ..وأكثر

 

الحوار نيوز – خاص

عقد ممثلو دار نلسن للنشر ومؤسسة عامل الدولية واللجنة المشرفة على حملة المئة ألف كتاب لدعم غزة، مؤتمراً صحفياً في بيت عامل لحقوق الإنسان، حيث رحب الاستاذ سليمان بختي مدير دار نلسن للنشر بالحضور وشرح المبادرة، ثم تلا  الدكتور كامل مهنا رئيس مؤسسة عامل الدولية ومنسق عام تجمع الهيئات الأهلية التطوعية بيان المبادرة وجاء فيه:

نص البيان:

 

“الحضور الكريم

 

مندوبي وسائل الإعلام المحترمين

 

صباحكم سعيد

 

وصباح فلسطين.. التي نفتح أعيننا كل يوم على أخبار معاناتها وبطولات أهلها.. صباح رائحة الأرض الفلسطينية التي تشد أهل فلسطين إلى وطن بات أمّاً معذبة، لا يمكن أن يتركها أبناؤها، ولا يمكن لنا كلبنانيين وعرب ومؤيدين للقضايا الإنسانية في هذا العالم، إلا أن نكون مع هذه الأم، نستجيب لها كلما نادتنا، ونمسح الحزن عن وجهها ونؤازرها ما استطعنا إلى ذلك سبيلا.

 

إنها فلسطين التي نقوى بصمودها، ونعتز ببطولات شبانها وفتيانها، وتعيش فينا كيفما اتجهنا.. فلسطين التي تنهض من تحت الرماد كلما انفجرت أحزان نسائها وشيوخها وأطفالها، وتصنع الأساطير الحديثة كلما اشتد عليها الحصار والعدوان، فتتجه بوصلة العالم نحوها من جديد.

 

الحضور الكريم

 

لقد باشرنا إثر العدوان الإسرائيلي الأخير على الآمنين في بيوتهم في حي الشيخ جراح في القدس، وعلى المقدسيين وفلسطينيي الـ48، وصولاً إلى الجرائم التي ارتكبها العدو الإسرائيلي في قطاع غزة، بجمع مساعدات صحية إغاثية، بهدف التخفيف من هول الكوارث الصحية التي أصيبت بها غزة، وهي ليست المرة الأولى التي نقوم فيها بواجباتنا تجاه غزة المحاصرة بالحديد والنار، وتجاه فلسطين.

 

وعندما طرح علينا الكاتب وصاحب دار نلسن للنشر الصديق سليمان بختي فكرة جمع كتب لغزة، وقد هالتنا أخبار تدمير العديد من المكتبات العامة في العدوان عليها، وأوجعتنا مشاهد قتل البشر والحجر التي عرضتها وسائل الإعلام، بادرنا معاً إلى دعوة عدد من الأصدقاء والناشطين في المجال الثقافي، وباشرنا حملة واسعة لجمع أكبر عدد ممكن من الكتب، لتعويض غزة ما خسرته، وكانت هذه الحملة تحت شعار “حملة المئة ألف كتاب لدعم غزة”. وبالفعل لم نكن نتصور أن تلقى الحملة ما لقته من استجابة واسعة، وتبرعات مفاجئة، من مثقفين ودور نشر ومؤسسات ثقافية، وهي توسعت إلى مبادرات فردية، فانتقل الحماس الجميل من صديق إلى أصدقائه، حتى أن أطفالاً فلسطينيين في مخيمات لبنان تبرعوا بالقصص التي يقتنونها إلى أطفال غزة… كل ذلك جعلنا نحقق الشعار الذي طرحناه منذ البداية، بل أكثر، عندما جمعنا “مئة وخمسة آلاف كتاب”، وعملنا على إيجاد الطريقة الفضلى لإيصالها إلى غزة، فتوزع على المكتبات العامة فيها، لا سيما المكتبة المركزية في المدينة.

 

منذ البداية، كانت فكرة التبرع بالكتب دون أشياء أخرى لافتة للنظر، وغريبة بعض الشيء، إلا أننا آثرنا ذلك، لأننا اعتبرنا أن التواصل الثقافي أرقى أنواع التواصل. صحيح أن هناك أولويات في حاجة الغزاويين بعد حرب مدمرة، إلا أن جهات عدة تركز في مساعداتها على المواد الطبية والغذائية ومواد البناء والمساعدات المالية…إلخ، إلا أن للتواصل الثقافي مبرراته أيضاً، وأهميته في فتح سبل الحوار الجدي والمفيد بين فلسطين ومحيطها، بعد كل ما شاهدناه من ارتباك في العلاقات العربية – الفلسطينية، بل من قطع جانب منها، وقد بات الأمر أكثر من مجرد سوء فهم، إنما معضلة غير بسيطة في التفاهم والتلاقي بين الإخوة.

 

أردنا لمبادرتنا أن تكون ذلك الجسر الذي يصنع التواصل، ولم نكن نفكر عندما بدأنا الحملة أن يكون الأمر مقتصراً على مد يدنا بكتاب للقارئ الفلسطيني، إنما كان الهدف هو مد جسور الحوار، وهذا ما بدأناه بالفعل عندما باشرنا إقامة حوار عبر الإنترنت، حيث في طرف كانت مجموعة من المثقفين الغزاويين، وفي طرف آخر مجموعة من المثقفين اللبنانيين. ربما كان هذا اللقاء تأسيسياً أو ممهداً للقاءات أخرى أكثر أهمية، تتنقل بين مدن فلسطينية من جهة، ومثقفين لبنانيين أكثر تنوعاً من جهة أخرى، وإن كنا نطمح أن تعمّ هذه اللقاءات الثقافية كل العواصم العربية، بل تشمل مؤسسات المجتمع المدني فيها أيضاً.

 

نعم، أردنا لمبادرتنا أن تكون منفتحة على تحويل حملة التبرع بالكتب، من قبل عدد من المثقفين والمؤلفين اللبنانيين، إلى حملة تنسيج علاقات ثقافية تفاعلية، عبر محاضرات وندوات وورش عمل ثقافية، من شأنها تطوير العلاقة، والوصول بها إلى تفاهمات بين الطرفين، تعيد الاعتبار للقضية الفلسطينية كقضية إنسانية قبل أي شيء آخر، ثم قضية تهم شعبين متجاورين، عدوهما واحد، ثم قضية عربية محورية.

 

قضية فلسطين قضيتنا، والشعب الفلسطيني شعبنا، ومراكزنا كانت ولا تزال مفتوحة لفلسطينيي لبنان، بكامل البرامج التنموية والإغاثية التي نقدمها، وسوف نكون أكثر قرباً من الفلسطيني أينما وجد.

 

نحن في دار نلسن للنشر ومؤسسة عامل الدولية، وكل من شاركنا في “حملة المئة ألف كتاب”، نطالب أنفسنا قبل أن يطالبنا أحد، بأن نكون في خدمة فلسطين بكل ما أوتينا من قدرات.

 

نجدد شكرنا لكل من تجاوب مع المبادرة التي أطلقناها، مع لجنة من المثقفين، وقد وجدنا تجاوباً كبيراً وسريعاً من قبل دور نشر لبنانية ومثقفين لبنانيين ومجموعة متميزة من المثقفين الفلسطينيين الموجودين في غزة الذين شكلوا لجنة مؤلفة من د. راجي صوراني، فايز السرساوي، حلمي موسى، عيسى سابا وأبو سلمان حلس. الجميع بذلوا جهوداً كبيرة معنا لإيجاد الآليات المناسبة لإيصالها وتوزيعها على مكتبات غزة، لكننا نتأسف لاصطدامنا بحصار محكم على غزة، حال دون وصول الكتب التي جمعناها لها.

 

لقد حاولنا عن طريق الأونروا، وقد اقترح القيمون عليها أن تنقل الكتب عبر وكالات النقل المعتمدة، وتكون برعاية الصليب الأحمر الدولي، وبدأ التواصل مع الجهتين، من دون نتيجة. لم نكتفِ بذلك، فقمنا بإجراء اتصال آخر لإيصال الكتب عبر معبر رفح، من خلال الحكومة المصرية، فأرسلنا كتاباً لسعادة سفير مصر في لبنان، مرفقاً برسالة من وزير الثقافة في لبنان، بعد التواصل معه، تدعم هذا التوجه، ولم يصلنا جواب إيجابي من السفارة. وتواصلنا مع سفير فلسطين في لبنان، ووزارة الصحة في غزة، وكذلك قمنا مؤخراً بالاتصال بجمعية “أنيرا”، ومركزها غزة، لنقل الكتب، وعوّلنا عليها الآمال من دون أن يفضي هذا التواصل إلى نتائج إيجابية. وجرت محاولات أخرى عبر روسيا، ومبادرات مختلفة من أصدقاء وصديقات تبرعوا بمساعدتنا، مثل مبادرة الدكتورة لونا أبو صويلح عبر جامعة في غزة، ولم نوفَّق. إضافة إلى ذلك الكثير من الاتصالات التي قمنا بها، فكانت كل السبل مسدودة.

 

العزيزات والأعزاء

 

أردنا معاً أن تكتمل مهمتنا بنجاح في إيصال الأمانة إلى مستحقيها، وقمنا بكل يا يمكن القيام به، من دون أي تأخر. لكن إقفال السبل في وجوهنا كان قاهراً. هذا هو الواقع المؤلم. وحيال ذلك لم يكن بدٌّ من البحث عن حل للكتب التي جمعناها، حل لا يغيّب فكرة التبرع بالكتب للفلسطينيين، فوجدنا أن نوزع الكتب في لبنان على مجموعة من المكتبات الفلسطينية داخل المخيمات، بالتنسيق مع مؤسسة التعاون، وهي: مكتبة هاني قدومي العامة التابعة للاتحاد العام للنساء الفلسطينيات (مخيم الرشيدية – صور)، مكتبة سامر خوري العامة التابعة لجمعية النجدة (مخيم عين الحلوة – صيدا)، مكتبة سعيد خوري العامة التابعة لجمعية لأجلكم السلام (مخيم برج البراجنة – بيروت)، مكتبة سهيل صباغ العامة التابعة لجمعية الحولة الخيرية (مخيم برج الشمالي – صور)، مكتبة يوسف علامة وناصر سويدي العامة التابعة لمؤسسة غسان كنفاني (مخيم البداوي – طرابلس)، مكتبة عبد العزيز شخشير العامة التابعة لمؤسسة غسان كنفاني (مخيم نهر البارد – طرابلس)، مكتبة أحمد أبو غزالة العامة التابعة لجمعية الإنعاش (مخيم وافل – بعلبك)، بالإضافة إلى مكتبة في مخيم البص – صور.

 

كما وجدنا أن نوزع جزءاً من كتب الحملة لمكتبات السبيل التابعة لبلدية بيروت، والموزعة بين الباشورة ومونو والجعيتاوي، علماً أنها تتعاون مع العديد من المكتبات العامة المستقلة خارج بيروت

 

العزيزات والأعزاء

 

كل الشكر لكل من ساهم في إنجاح هذه الحملة، لا سيما أعضاء اللجنة المشرفة على الحملة فرداً فرداً، المؤسسات ودور النشر والمثقفين الذين اندفعوا لتقديم ما استطاعوا من كتب، وكل الشكر أيضاً للجنة تنسيق الحملة داخل غزة من المثقفين المتميزين الذين حاولوا معنا العمل على إيصال الكتب إلى حيث يجب أن تكون.

 

نعدكم بألا نستكين أو نيأس، بل سوف لن تكون مبادراتنا موسمية، بل دائمة، ففلسطين في القلب دائماً، ولن نوفر فرصة لدعم أهلنا الصابرين في فلسطين المحتلة. وسوف نبقى نناضل معهم حتى تتحقق العدالة وتعود الأرض لأهلها”.

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى