رأيسياسةشرق أوسط

ثلاثية الخميني النضالية ويوم القدس العالمي(محمد صادق الحسيني)

 

بقلم محمد صادق الحسيني

لم يكن طوباوياً يوما ولا عدمياً وهو يتقدم الخطى بثبات وتؤدة ويقين باتجاه تحقيق النصر على سلطة القمع الشاهنشاهية الرجعية منذ العام ١٩٦٣حتى تحقق نصره المظفر في العام ١٩٧٩،بل كان عملياً وعلمياً وبتدبير منقطع النظير وهو يقود عملية التغيير الكبرى ليس فقط في بلاده بل وعلى مستوى الامة،في زمن كان فيه الفكر الغالب في التحليل والعمل والنضال هو “الفكر الاشتراكي العلمي ” والذي عرف وانتشر وشاع آنذاك بالماركسية اللينينية ، وحجر الرحى فيه مقولة انجلز الشهيرة “الواقع كما هو “، فاذا بالامام المنتفض والقائم بالثورة والاحتجاج ، اي الامام الخميني العظيم ، ينفرد من بين علماء الساحة الإسلامية باسلوب متميز وفريد من نوعه في النضال،معتمداً الاسلوب الواقعي الملموس ، طريقاً لاسقاط اعتى العتاة في الاقليم ، اي شاه ايران ، وهو  يومها اللاعب  الاقليمي الاهم والاخطر باعتباره كلب الحراسة الامريكي ، وشرطي المنطقة ، عند الامبريالية الامريكية،

 

متخذا من حديث شريف للنبي  العربي محمد بن عبد الله :

“اللهم ارني الاشياء كما هي ، ثم ارني الحق حقا وارزقني اتباعه وارني الباطل باطلا وارزقني اجتنابه”.

 

وهكذا انطلقت منظومة نضاله الايرانية لتنتهي بسقوط الطاغية وصعود قوى التحرر  التقدمية الايرانية بقيادته،وما ان استوت الامور اليه  داخلياً ، حتى طرح  مشروع تحرير العالم بنفس الاسلوب والطريقة،فكان مشروعه  الفريد والمتميز متلخصا بالاتي :

 

رأس الشر لا يكفي ان نصفه بالامبريالية فقط،بل يجب وصفه كما هو اي الشيطان الأكبر.ورأس الحربة في مشروعه الاقليمي ، لا يكفي ان نسميه بالقاعدة المتقدمة للامبريالية الامريكية،بل علينا ان نصفها كما هي اي:الغدة السرطانية. وحتى تنجح خطة اقتلاع الغدة السرطانية وهزيمة الشيطان الاكبر ، فلا يكفي ان يقاتل المسلمون او الاسلاميون لوحدهم ، بل لابد من حشد كل الطاقات اي: حشد المستضعفين في كل مكان،وهكذا تكون الامور قد استوت باتجاه تغيير كل معادلة الظلم العالمي انطلاقا من اقتلاع أم المنكر،أي “اسرائيل” ، واستعادة أم المعروف  حقها ، اي استرجاع فلسطين حقها المغتصب .

 

في هذه الاثناء سيتسنى للمستضعفين  في العالم حشد الطاقات للقضاء على الشيطان الاكبر .وهكذا كانت قوة القدس وكان قاسم سليماني،وهكذا نشأ محور المقاومة برعاية الامام الخامنئي وقيادة السيد نصرالله.وهكذا تبلورت الان هيئة اركان جيش تحرير فلسطين المتشكلة من ستة جيوش ، (ايران، سورية ، لبنان، العراق، اليمن وفلسطين).

 

في هذه الاثناء ، هاهو العالم يتساوق عمليا مع مشروع تحرير فلسطين،لتتشكل قوة عالمية  مركزها تحالف الصين وروسيا ومعهما ايران ، ضد الفاشية والنازية وامبراطورية الغرب الامريكية.انها استراتيجية قيام كل الخير ضد كل الشر.

 

وهكذا ينتقل مركز ثقل العالم عمليا من الغرب الى الشرق،وهكذا تمضي الاحداث ، فينهار عالمهم الظالم رويدا رويدا،فيما ينهض عالم الخير  ويتقدم رويدا رويدا.

 

انها الثلاثية الذهبية:

“تحالف المستضعفين ضد الغدة السرطانية والشيطان الأكبر”.

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى